الارتجاع الصامت عند الأطفال – الأسباب، الأعراض والعلاج

الارتجاع الصامت عند الأطفال
Share this post with friends!

ما هو الارتجاع الصامت عند الأطفال

يحدث الارتجاع عند الأطفال عادةً عند عودة محتويات المعدة الحمضية إلى المريء وأحيانًا إلى الفم، فيحدث القيء، ويمكن أن يصاب به الأطفال الرضع أو الأكبر سنًا، ولكن أحيانًا لا يحدث القيء فيسمى عندها بالارتجاع الصامت عند الأطفال، ويتسبب بحرقة في المعدة والشعور بعدم الراحة.

يسمى الارتجاع الصامت عند الأطفال بداء الارتجاع المعدي المريئي، ويحدث نتيجة عدة أسباب، منها الإفراط في الرضاعة أو عدم تحمل الطعام أو الحساسية تجاه أنواع معينة من الطعام، أو وضعية الرضيع أثناء الرضاعة، أو تعرض الطفل لدخان السجائر، أو وجود بعض المشاكل في الجهاز الهضمي.

لا يعتبر الارتجاع الصامت عند الأطفال في الأشهر الأولى من عمره ظاهرة مرضية خطيرة، كما لا تستدعي التدخل الطبي إلا عند ظهور أعراض معينة على الطفل مثل قصر النمو أو وجود صعوبة في التنفس أو نقص وزنه، وغيرها من الأعراض.

تختفي أعراض الارتجاع الصامت عند الأطفال عادةً عند بلوغ السنة أو أقل من ذلك، ويمكن للأطفال الأكبر سنًا الإصابة بالارتجاع الصامت من وقت لآخر، ولكن هذا ليس بالضرورة دليل على وجود حالة مرضية تستدعي القلق.

أعراض الارتجاع الصامت عند الأطفال

هناك مجموعة من الأعراض التي تظهر عند الرضع والأطفال الأكبر سنًا عند الإصابة بالارتجاع الصامت، وتتمثل هذه الأعراض فيما يلي:

مشاكل الجهاز التنفسي

تعتبر الإصابة المتكررة بأمراض الجهاز التنفسي المزمنة من أعراض الإصابة بالارتجاع الصامت، ومن هذه الأمراض: التهاب الأذن الوسطى والتهاب الشعب الهوائية، كما تظهر بعض الأعراض التي تسبب مشاكل في التنفس، مثل: الاختناق وضيق في التنفس عند النوم ووجود صفير أثناء التنفس، ويمكن أن يتسبب الارتجاع الصامت عند الأطفال باحتقان الأنف الدائم المرافق للسعال ووجود بحة في الصوت.

ضعف النمو عند الأطفال

يترافق الارتجاع الصامت عند الأطفال في الحالات الشديدة مع ضعف نمو الطفل، وعدم زيادة وزنه بالمعدل المتوافق مع عمره، وعندها يجب استشارة الطبيب المختص والخضوع للفحوصات اللازمة.

الامتناع على الرضاعة

يعبر الطفل عن إصابته بالارتجاع الصامت وانزعاجه بالامتناع عن الرضاعة، ويمكن أن تتسبب بتقوس ظهر الطفل أثناء الرضاعة، وصعوبة في البلع، وانفعال عصبي شديد وغير مبرر بعد الطعام.

القيء المتكرر

على الرغم من أن القيء المتكرر لدى الرضع أمرًا شائعًا، إلا أنه في بعض الأحيان يدل على إصابة الطفل بالارتجاع الصامت في حال كان قويًا وبشكل دائم، وأيضًا في حال خروج الدم مع القيء، أو عند خروج سائل أصفر أو أخضر اللون، وعند ظهور الأعراض على الطفل  في سن ستة أشهر أو أكثر من ذلك.

أسباب الارتجاع الصامت عند الأطفال

يحدث الارتجاع الصامت عند الأطفال نتيجة عدة أسباب، منها أسباب شائعة وبعضها أسباب لحالات مرضية قد تكون خطيرة، ونذكر من أهمها:

  • نتيجة عدم نضج المصرة المريئية السفلية، وهي الحلقة التي لا تسمح لمحتويات المعدة بالرجوع إلى المريء، وهي حالة طبيعية عند الرضع.
  • نتيجة الإفراط في الرضاعة وامتلاء المعدة بشكل يصعب تفريغ محتوياتها بسهولة.
  • نتيجة وضعية الطفل بعد الرضاعة، حيث يؤدي استلقائه في وضعية مسطحة بعد الطعام إلى رجوع الطعام إلى المريء.
  • تعرض الطفل لدخان السجائر.

ومن أسباب الارتجاع الصامت التي تدل على حالات مرضية عند الأطفال:

  • تهيج بطانة المريء نتيجة زيادة الأحماض في المعدة.
  • عدم قدرة جسم الطفل على تحمل بعض أنواع الطعام.
  • تضيق الحلقة بين المعدة والأمعاء، والتي تسبب عدم قدرة إفراغ محتويات المعدة في الأمعاء بالشكل الصحيح.
  • وجود التهابات في المريء.

طرق الوقاية من الارتجاع الصامت عند الأطفال

توجد عدة طرق للوقاية من الإصابة بالارتجاع الصامت عند الأطفال، ونذكر من أهمها:

  • تعتبر الرضاعة الطبيعية من الأمور التي تساعد في تقليل أعراض الارتجاع الصامت عند الأطفال، وذلك بتقليل كمية وأنواع الأطعمة المستخدمة إلى جانب الرضاعة، والتي قد تتسبب له بالحساسية.
  •  يجب على الأم المرضعة تجنب تناول بعض الأطعمة التي تؤدي إلى تهيج معدة الطفل، كالبيض والحليب، والأطعمة الحامضة كالطماطم والحمضيات، ويجب مراقبة الأعراض التي تظهر على الرضيع.
  • يجب إرضاع الطفل في وضع مستقيم، وبكميات أقل من المعتاد مع زيادة عدد الرضعات في اليوم سواء في حالة الرضاعة الطبيعية أو الصناعية، كما يمكن تغيير نوع الحليب في حالة الرضاعة الصناعية، مع مراعاة عدم تحريك الطفل أثناء الرضاعة بشكل مفرط.
  • يجب إبقاء الرضيع بوضع مستقيم بعد الرضاعة لأن ذلك سيخفف من الضغط على المعدة، كما يجب التربيت على ظهره لمساعدته في إخراج الهواء من معدته.
  • في حال الرضاعة الصناعية يجب تجنب دخول الهواء مع الحليب، وذلك بحمل الزجاجة بوضعية تجعل الحلمة ممتلئة بالحليب، وتسمح باندفاع كمية أكبر من الحليب نحو الفم، الأمر الذي يخفف من الارتجاع الصامت.

تشخيص الارتجاع الصامت عند الأطفال

  • التصوير الشعاعي: حيث تبين الصورة الشعاعية وجود ما يدل على رجوع محتويات المعدة إلى المريء.
  • اختبار الباريوم: حيث يتم إعطاء الطفل سائل الباريوم الذي يغطي أعضاء الجهاز الهضمي للطفل، ومن ثم تعريض الطفل للأشعة السينية التي تكشف بواسطة هذا السائل السبب الذي أدى إلى الإصابة بالارتجاع الصامت.
  • التنظير: وهو إجراء يتطلب التخدير العام للطفل، ثم يتم إدخال أنبوب صغير من فم الطفل أو من أنفه مزود في نهايته بكاميرا صغيرة تمكن الطبيب من مراقبة الأجزاء الداخلية للجهاز الهضمي، كما يمكن من خلال التنظير أخذ عينات من أنسجة الجهاز الهضمي لإجراء الاختبار عليها ومعرفة أسباب الارتجاع.
  • تنظير المريء: يمكن من خلال هذا التنظير قياس قوة عضلات المريء، ومراقبة مستويات الحموضة فيه، وبالتالي معرفة الأسباب التي أدت إلى الإصابة بالارتجاع الصامت، ويتم هذا الاختبار بإدخال أنبوب صغير يحتوي على أجهزة استشعار من فتحة الأنف إلى المريء، ومراقبة الأعراض التي تظهر على الطفل.
  • دراسة تفريغ المعدة: وهي مراقبة عمل المعدة فيما إذا كانت تقوم بإفراغ محتوياتها إلى الأمعاء الدقيقة بالشكل الصحيح، لأن بقاء الطعام في المعدة لوقت طويل قد يؤدي إلى الإصابة بالارتجاع الصامت.

علاج الارتجاع الصامت عند الأطفال

تعتبر طرق الوقاية من الارتجاع الصامت فعّالة لدى معظم الأطفال وخصوصًا لدى الرضع، ويمكن اختفاء هذه الأعراض عند بلوغ سن معين، وفي أغلب الحالات لا يحتاج الطفل إلى الأدوية إلا في الحالات الشديدة، فعندها يمكن إعطاء الطفل بعض الأدوية التي تخفف من ظهور الأعراض مثل: فاموتيدين وسيميتيدين للأطفال تحت عمر السنة، وأوميبرازول للأطفال الذين تجاوزوا عامهم الأول ولمدة محدودة، ويفضل أن تكون تحت إشراف طبيب، وذلك في حال ظهور الأعراض الشديدة عليهم مثل قصر النمو وصعوبة التنفس وغيرها.

تعتبر الجراحة العلاج الأخير للإصابة بالارتجاع الصامت عند الأطفال، ولا يتم اللجوء إليها إلا في الحالات الشديدة التي تستدعي ذلك.

وهكذا نجد أن الارتجاع الصامت عند الأطفال هو من الحالات المرضية التي يمكن زوال أعراضها دون أن تسبب أي مشاكل صحية للطفل، إلا في الحالات الشديدة المترافقة مع أعراض مثيرة للقلق، كنقصان الوزن، وضعف النمو، لذلك يجب علاج الارتجاع الصامت عند الأطفال في سن مبكرة حتى لا تستمر الأعراض بالظهور في سن متأخرة من الطفولة.

0 thoughts