التصلب اللويحي المتعدد

[faharasbio]

ما هو التصلب اللويحي المتعدد؟

التصلب المتعدد ويُعرَف بأسماء عديدة، منها التصلب اللويحي والتصلب المنتثر أو التهاب الدماغ والنخاع المنتثر (Multiple sclerosis)، وهو مرض يُصيب الجهاز العصبي المركزي (أي الدماغ والنخاع الشوكي) نتيجة مهاجمة الجهاز المناعي لمادة الميالين (Myelin) المُغطية للألياف العصبية؛ ممّا يُؤدي إلى مشاكل في التواصل بين الدماغ وباقي أجزاء الجسم، وقد يُؤدي إلى تلف الأعصاب بشكل كامل.

أعراض التصلب اللويحي المتعدد

يجدر الإشارة إلى أنّ أعراض التصلب المتعدد تختلف بين مريض وآخر؛ وذلك اعتمادًا على الأعصاب المُتأثرة ومقدار الضرر الحاصل في الأعصاب، ففي الحالات الصعبة من المرض قد يفقد المرضى القدرة على التكلم أو المشي، وأحيانًا يَصعُب تشخيص المرض في مراحله الأولى؛ لأنّ أعراض المرض تظهر ثم تختفي غالبًا، وقد تختفي لعدة أشهر، وفي كثيرٍ من الأحيان تَظهر أعراض المرض أو تزداد حدّتها عند ارتفاع درجة حرارة الجسم، وتُعرَّف الفترة التي تزداد فيها شدّة أعراض المرض بالانتكاسات.

وفيما يلي ذكر لبعض الأعراض الشائعة للمرض:-

  • الشعور بتعب عام ودوخة.
  • آلام وحكّة في أجزاء مختلفة من الجسم.
  • الشعور بوخز وتنميل في الجسم.
  • الخَدَر أو الضعف في الأطراف.
  • حدوث مشاكل في الحركة.
  • مواجهة صعوبة في التحدُّث والبلع.
  • ظهور مشاكل في الرؤية.

أسباب التصلب اللويحي المتعدد

التصلب المتعدد هو مرض مناعة ذاتية؛ حيث يقوم جهاز المناعة بمهاجمة نفسه؛ فيُؤدي هذا إلى إتلاف طبقة الميالين الدهنيّة التي تُغلّف الألياف العصبيّة في الدماغ والنخاع الشوكي وتقوم بحمايتها.

وظيفة طبقة الميالين تُشبه وظيفة الطلاء العازل في الأسلاك الكهربائية، وعند الإضرار بطبقة الميالين فإنّ الرسالة التي يتم نقلها من خلال العصب، قد تصل أبطأ من الطبيعي أو قد لا تصل إطلاقًا.

عوامل خطر الإصابة بالتصلب اللويحي المتعدد

قد تزيد العوامل التالية من احتماليّة الإصابة بمرض التصلب المتعدد:-

  • العُمر: قد يظهر مرض التصلب المتعدد في أي عُمر، إلا أنه يبدأ بالظهور والتطور عادةً في سن 20 – 40 عامًا.
  • الجِنس: ترتفع نسبة إصابة النساء بمرض التصلب المتعدد بمقدار مرتين إلى ثلاث مرات مقارنةً بالرجال.
  • العِرق: يزداد خطر الإصابة بالتصلب المتعدد بين الأشخاص أصحاب البشرة البيضاء، وتحديدًا أولئك المُنحدِرين من أوروبا الشماليّة، بينما يُعتبر الأشخاص ذوو الأصول الأفريقيّة أو الآسيويّة أو الأمريكيّة الأصليّة أقلّ عرضةً للإصابة بالمرض.
  • عوامل وراثيّة: تزداداحتماليّة الإصابة بمرض التصلب المتعدد عند وُجود أفراد من العائلة مصابين، أو أصيبوا به، ومع ذلك فقد أثبتت التجارب على التوائم المتماثلة أنّ الوراثة ليست العامل الوحيد للإصابة بمرض التصلب المتعدد.
  • بعض الإصابات: يرتبط الإصابة بمجموعة من الفيروسات بمرض التصلب المتعدد، مثل: فيروس إبشتاين-بار، وهو الفيروس الذي يُسبِّب كريات الدم البيضاء المُعدية.
  • بعض أمراض المناعة الذاتية: يزداد خطر الإصابة بمرض التصلب المتعدد قليلًا إذا كان الشخص مصابًا بمرض الغدة الدرقيّة أو مرض الأمعاء الالتهابيّ أو داء السكريّ من النوع الأول.
  • المناخ: يُعتبر مرض التصلب المتعدد أكثر شيوعًا في المناطق ذات المناخ المعتدل، مثل: كندا وشمال الولايات المتحدة وجنوب شرق أستراليا وأوروبا.
  • نقص فيتامين د: يرتبط الانخفاض في مستويات فيتامين د وعدم التعرُّض الكافي لأشعة الشمس ارتباطًا وثيقًا بارتفاع خطر الإصابة بمرض التصلب اللويحي المتعدد.

أنواع التصلب اللويحي المتعدد

يوجد أربعة أنواع مختلفة للتصلب المتعدد، وفيما يأتي بيانها:-

  1. المتلازمة السريرية المعزولة: وهي عبارة عن نوبة واحدة تُصيب المريض وأعراضها تستمر لمدة 24 ساعة على الأقل.
  2. التصلب المتعدد الناكس الهاجع: يُعدّ من أكثر الأنواع شيوعًا، ويُصيب ما نسبته 85% من المرضى، وتشمل النّوبات أعراضًا جديدة ومتزايدة.
  3. التصلب المتعدد التدريجي الأولي: تزداد الأعراض سوءاً بشكل تصاعدي في هذا النوع، ويُصيب ما نسبته 15% من الحالات.
  4. التصلب المتعدد التدريجي الثانوي: في هذا النوع تزداد شدّة المرض بعد فترات من الانتكاسات والرّاحة يمرّ بها المريض.

مضاعفات التصلب اللويحي المتعدد

في بعض الحالات، قد يتطوّر لدى مرضى التصلب اللويحي المتعدد أمراض أخرى مثل:-

  • قساوة وتيبّس في العضلات أو تشنّج العضلات.
  • حدوث شلل، وخاصة في الساقين.
  • حدوث مشاكل في كيس المثانة، والأمعاء، وفي الأداء الجنسي.
  • ظهور مشاكل عقلية، مثل: النسيان وصعوبة التركيز والاكتئاب.
  • الإصابة بمرض الصرع.

تشخيص التصلب اللويحي المتعدد

لا توجد فحوصات مُحدّدة لتشخيص مرض التصلب اللويحي المتعدد، وبشكل عام فإنّ تشخيص المرض يعتمد على نفي وجود أمراض أخرى قد تسبّب نفس الأعراض، ومن الممكن تشخيص مرض التصلب اللويحي المتعدد بناءً على نتائج الفحوصات التالية:-

  • فحوصات الدَّم: يمكن لفحوصات الدم أن تُساعِد في نفي وجود أمراض تلوثيّة أو التهابات أخرى تُسبِّب أيضًا نفس أعراض مرض التصلب اللويحي المتعدد.
  • البَزْل القـَطـَنيّ: في هذا الفحص يتم استخراج عيّنة صغيرة من السائل النخاعيّ الموجود في القناة النخاعيّة في العامود الفقريّ ويتم فحصها مخبريًّا.

يمكن أن تدلّ نتائج هذا الفحص على خلل أو مشكلة معيّنة لها ارتباط بمرض التصلب اللويحي المتعدد، مثل: مستويات غير طبيعيّة من كريات الدم البيضاء أو البروتينات.

هذه العمليّة يمكنها أيضًا أن تساعد في نفي وجود أمراض فيروسيّة وأمراض أخرى قد تُسبِّب أعراضًا عصبيّة مماثلة لأعراض التصلب اللويحي المتعدد.

  • فحص التدفـُّعات العصبيّة: في هذا الفحص يتم استخدام مُنبّهات كهربائيّة أو مُنبّهات بصريّة لليدين أو الرجلين، ويتم قياس الإشارات الكهربائيّة التي يُرسلها الدماغ كردّ فعل على هذه المُنبّهات.
  • فحص التصوير بالرنين المغناطيسي: في هذا الفحص يتم استخدام حقل مغناطيسيّ لتشيكل صورة مُفصّلة للأعضاء الداخليّة في الجسم، يمكن من خلالها الكشف عن وجود أضرار في الدماغ والنخاع الشوكي، تدلّ على فقدان طبقة الميالين بسبّب التصلب اللويحي المتعدد، ومع ذلك، فإنّ فقدان مادة الميالين قد يحدث نتيجة أمراض أخرى، مثل: الذئبة أو مرض لايم أو غيرها، أي أنّ وجود هذه الأضرار لا يعني بالضرورة أنّ المريض مصاب بمرض التصلب اللويحي المتعدد.

علاج التصلب اللويحي المتعدد

يهدف علاج التصلب اللويحي المتعدد إلى التحكم بالأعراض المصاحبة للمرض، وإيقاف تطوره، ومن الأدوية المستخدمة في علاجه:-

  • مجموعة الكورتيكوستيرويد: تستخدم هذه الأدوية لتقليل أعراض الالتهاب.
  • مجموعة الإنترفيرون: تستخدم لتبطيء تطوّر المرض.
  • جلاتيرامير أسيتيت أو ناتاليزماب أو تيريفلونومايد: تستخدم هذه الأدوية لتقليل هجمات الجهاز المناعي على الأعصاب.
  • فينقوليمود: يعمل على محاصرة الخلايا المناعيّة في العّقد اللمفاويّة؛ ممّا يساعد قليلًا على تقليل هجمات الجهاز المناعي على الأعصاب.
  • ميتوزانترون: يستخدم لعلاج الحالات الحادّة والمتطورة من مرض التصلب اللويحي المتعدد؛ حيث يقوم بتثبيط الجهاز المناعي.

علاجات أخرى

هنالك علاجات أخرى تستخدم لعلاج مرض التصلب اللويحي المتعدد، وتشمل:-

  • العلاج بالتدليك (العلاج الطبيعي): حيث يتم تدريب المريض على تمارين للشدّ والتقوية، كما يتم تعليم المريض وتوجيهه حول كيفيّة استخدام أجهزة بإمكانها تسهيل الحياة اليوميّة له.
  • تنقية فِصادة البلازما: هي تقنية تُشبِه غسيل الكلى بعض الشيء؛ حيث يتم فصل كريات الدَّم عن الجزء السائل من الدَّم (البلازما) بشكل آليّ.

يتم استخدام هذه التقنية في حالات الأعراض الشديدة لمرض التصلب اللويحي المتعدد، خاصةً عند الأشخاص الذين لا يُظهرون تجاوبًا عند حقنهم بالستيروئيدات في الوريد.

المراجع

[ppc_referral_link]