التنفس الفموي
يعد التنفس عبارة عن نقل الأكسجين من الخارج إلى أنسجة الجسد، وتحتاج الكائنات الحية إلى التنفس لاستمرار حياتها، فتقوم الرئتين بامتصاص الأكسجين من خلال عملية الشهيق ومن ثم إخراج الهواء الذي يحتوي على ثاني أكسيد الكربون عن طريق الزفير، وهي عملية مستمرة حتى ينتهي عمر الإنسان، ويتم التنفس عادةً من خلال الأنف، ولكن يعتاد بعض الأشخاص على التنفس من الفم.
فهل سبق لك وتنفست من الفم نتيجة إصابتك بالرشح أو الزكام؟ هذه حالة طبيعية ناتجة عن احتقان الأنف، ولكن الكثير من الأفراد يعتادون على التنفس طيلة حياتهم من الفم، كونهم يحصلون على كميات أكبر من الأكسجين، وتزداد الإصابة بهذه المشكلة عندما يخلد الإنسان إلى النوم.
وقد فوجئ بعض المصابين بتنفسهم من الفم من قبل شركائهم في النوم أو أفراد أسرتهم، لأن الإنسان لا يلاحظ نفسه أثناء مرحلة النوم العميق.
ونود الإشارة، أن التنفس الفموي قد يكون مهماً في حالات معينة فقط أثناء المرض وممارسة التمارين الرياضية، ولكنه بخلاف ذلك يحتاج إلى علاج فوري، ولذلك ما هي أعراض التنفس من الفم؟ وما هي أسباب الإصابة به؟ وطرق العلاج؟
ما هي أعراض التنفس من الفم؟
توجد عدة علامات تظهر على المصاب، مثل:
- الإصابة ببحة وخشونة في الصوت.
- ظهور هالات سوداء حول العينين.
- ظهور رائحة فم كريهة.
- الإصابة بتعب وإرهاق خلال اليوم.
- إصدار صوت يشبه الشخير أثناء النوم.
- عدم القدرة على التركيز.
- الإصابة بجفاف في الفم.
- الإصابة بتضخم اللوزتين عندَ الأطفال الذين يمارسون هذه العادة.
- ظهور جفاف حول الفم وعلى الشفاه.
ما هي أبرز أسباب التنفس من الفم؟
تنتج هذه الحالة عن عدة مشاكل في الجسد، تتمثل في:
- الإصابة بتشوهات خلقية: ينتج التنفس عن طريق الفم عادة بسبب الإصابة بالشفة الأرنبية عند الأطفال، فلا يتشكل فم الطفل بشكل صحيح، ولا ينضم النسيج المصنوع من الشفة، فيولد الرضيع بهذه المشكلة التي تتسبب له بمشاكل تنفسية أبرزها التنفس من الفم.
كما أن الإصابة بمتلازمة بيير روبن لها صلة وثيقة بالتنفس عن طريق الفم، كونها تظهر أثناء ولادة الطفل وتتمثل بسحب اللسان للخلف معَ فك سفلي أصغر من الحجم الطبيعي للرضع، ويتسبب ذلك في انسداد لمجرى الهواء العلوي.
بالإضافة إلى الإصابة برتق قمع الأنف والذي يتسبب بانسداد الأنف وعدم القدرة على التنفس أو الحصول على نسبة شهيق كافية، فيتم الاستعانة بالفم لسحب كمية أكبر من الأكسجين.
- الإصابة بالتهاب الأنف التحسسي: أيضاً من العوامل التي تؤثر على التنفس بشكل صحيح، فهي عبارة عن رد فعل تحسسي يتسبب باحتقان الأنف وتهيج العيون، ولذلك يتم الحصول على الشهيق من الفم، كما أن نزلات البرد والإنفلونزا وتضخم اللوزتين لهم صلة بهذه المشكلة.
- الإصابة بالسلائل الجيبية: وهي عبارة عن التهابات في الجيوب الأنفية تعيق عملية التنفس، وتحدث نتيجة التهاب الغشاء المخاطي للحجيرات الأربعة التي تحتوي على الهواء.
- عوامل إضافية: يمكن لبعض العوامل أن تؤثر على التنفس من الأنف، فالإصابة بانقطاع النفس السدادي النومي أو ظهور أي أورام أو الإصابة بالربو مع انحراف الحاجز الأنفي، لها أثر في الاستعانة بالفم للحصول على الهواء.
ما هي طرق تشخيص وعلاج التنفس من الفم؟
لا يمكن تجاهل هذه المشكلة، فإذا لاحظت طفلك أو أحد أفراد عائلتك يصدر شخير أو يتنفس من فمه، عندها يستوجب استشارة الطبيب على الفور، حيث يتم إجراء فحوصات فيزيائية والكشف على الأسنان واللثة والأذن والأنف والحنجرة للتأكد من السبب الأساسي لهذه المشكلة، ومن ثم يتم علاجها من خلال:
- تقليل الاحتقان: إذا نتجت هذه المشكلة عن الزكام أو الرشح، فيتم منح المصاب أدوية أو بخاخات للأنف تساعد على إزالة الاحتقان والشعور براحة أفضل للتنفس، بالإضافة لمضادات الهستامين والحصول على قسط من الراحة وتناول مشروبات دافئة.
- طريقة نوم صحيحة: قد تؤدي وضعيات النوم الخاطئة في زيادة خطر الإصابة بالتنفس من الفم والشخير والشعور بتعب وألم في الجسم بعد الاستيقاظ، فمن المهم الاعتياد على النوم على الظهر بدلاً من البطن، ورفع الرأس قليلاً والنوم في غرفة مريحة ونظيفة وخالية من الغبار أو مسببات الحساسية.
- الاستعانة بالشرائط اللاصقة: يمكن الحصول عليها من الصيدليات، وتساعدك في بداية العلاج، كونها مخصصة للأنف، حيث توضع على فتحات الأنف، وتهدف إلى توسيعه قليلاً للحصول على كمية هواء مناسبة، وتقلل من استخدام الفم للحصول على الأكسجين، فيمكن اعتمادها أيضاً.
- طرق علاج إضافية: يمكنك الاعتياد على استخدام الأنف للتنفس من خلال الاستعانة بوسائد مريحة وكبيرة الحجم لرفع مستوى رأسك قليلاً أثناء النوم، بالإضافة لتنظيف أنفك بشكل منتظم، وتقليل شعورك بالضغط النفسي، ويمكن الاستعانة ببخاخات الكورتيزون بعد وصفها من قبل الطبيب، كونها تسهم في تطهير الأنف وتخفيف الالتهاب.
ما هي فوائد التنفس من الأنف؟
من المهم التنفس عن طريق الأنف بشكل دائم، وذلك بسبب:
- حمايتك من الإصابة بالسعال أو الحساسية.
- ترطيب الهواء الذي تحصل عليه وزيادة حجم الرئتين.
- زيادة نسبة وصول الأكسجين إلى الأعصاب والشرايين.
- تقليل إصابتك بالشخير أو بجفاف الفم.
هل تعلم أن التنفس الدائم من الفم عند الأطفال قد يتسبب لهم باعوجاج في أسنانهم ومشاكل متعددة في النمو، فمن الضروري علاج هذه المشكلة سواءً عند البالغين أو الأطفال، لأنها غير صحية ولا تساعد في تنقية الهواء، كما أنها تسبب جفاف في الشعب الهوائية والرئتين، صحيح أن العلاج قد يستغرق وقتاً طويلاً للاعتياد على استخدام الأنف فقط بدلاً من الفم والأنف معاً، ولكنه سيحافظ على صحتك ويساعدك في الحصول على هواء نقي ورطب.
{{نأمل أن يعجبكم المقال أيها الرائعون}}.