الدوار الدهليزي.. أسبابه وعلاجه
هل لاحظتَ من قبل أنكَ تشعر ببعض الدوار عندما تُحاول المشي أو الانتقال من مكانٍ لآخر؟ وهل لاحظتَ أن توازن جسدك يقلّ تدريجياً معَ الشعور ببعض الغثيان والإرهاق؟ إذاً لا بدَّ أنكَ مُصاب بالدوار الدهليزي، فالأذن الداخلية من أهم الأجزاء المتواجدة في جسم الإنسان، والدهليز بداخلها مهمته الرئيسية هيَ الحفاظ على توازن الجسم وأثناءَ عمل الدهليز بطريقةٍ غير سليمة أو غير اعتيادية، يشعر الفرد ببعض الدوار الذي يُعيق ممارسة حياته اليومية ويحتاج من خلاله إلى قسطٍ منَ الراحة.
ومنَ الجدير بالذكر، أنَ الدوار الدهليزي من أبرز الاضطرابات التي يُعاني منها الأفراد، كونهُ يُصيب الأذن الداخلية التي تُؤدي إلى وجود خلل غير طبيعي يُؤثر على عمل التوازن، ومنَ المعروف أنهُ توجد نسبة كبيرة منَ النساء مُصابات بهِ وهذا يدّل على أنَ نسبة خطر إصابتهم بدوار البحر أو الدهليزي أكبر من نسبة الرجال، ولا يقتصر هذا الدوار على البالغين فقط بل يُمكن للأطفال الإصابة بهِ والشعور بأعراضه، ولذلك ما المقصود بالدوار الدهليزي؟ وما هيَ أعراضه؟ أسبابه؟ وطرق علاجه؟
ما المقصود بالدوار الدهليزي؟
إنَ هذا النوع منَ الدوار يُصيب الإنسان دونَ سابق إنذار، فحتى لو كانَ في مكان عمله أو على طريق السفر أو في منزله سيشعر من خلاله باختلال التوازن وكأنَ كل شيءٍ من حوله غير ثابت، فعندما ينظر إلى الأشياء من بعيد يُلاحظ أنها تتحرك بشكلٍ دوراني ممّا يُؤثر على توازنه، فيُحاول البحث عن أي مكان للجلوس بهِ وتهدئة نفسه للتخلص منَ الدوار الذي يُعتبر وهمياً، ولتجنب سقوط الفرد أمامَ الآخرين يُحاول التمسك بأي شيء حوله وخاصةً أنهُ يفقد السيطرة على الاستماع في إحدى أذنيه ولا يستطيع التركيز على شيءٍ واحدٍ أمامه بسبب انقلاب الأشياء بشكلٍ غير حقيقي.
ما هيَ أعراض الإصابة بالدوار الدهليزي؟
توجد عدّة علامات تظهر على الفرد المُصاب بهذا النوع منَ الدوار، من أبرزها:
- تشتت الانتباه وعدم القدرة على التركيز في شيءٍ واحدٍ أمامه.
- فقدان حاسة السمع إلى عدّة دقائق والشعور بالضغط في إحدى الأذنين.
- عدم القدرة على توازن الجسم أو ثباته.
- الشعور بالإرهاق والتعب الجسدي.
- ازدياد الحاجة إلى التقيؤ.
- الشعور برأرأة في العينين ممّا يُؤدي لاختلال الرؤية أيضاً.
- الشعور بصداعٍ خفيف.
ما هيَ أسباب الإصابة بالدوار الدهليزي؟
تمَ الكشف عن عدّة عوامل وأسباب من شأنها أن تُؤدي إلى الإصابة بالدوار الدهليزي، منها:
- الإصابة بداء مينير: منَ المُمكن أن يُؤدي الإصابة بهذا الاضطراب إلى حدوث الدوار الدهليزي، كونهُ عبارة عن نوعٍ منَ الاضطرابات التي تُصيب الأذن الداخلية عندَ الإنسان، فيشعر من خلاله بانسداد في الأذن وضغط كبير عليها وطنين مستمر أو صفير داخلها ومنَ المُمكن أن يفقد السمع بشكلٍ متقطع، والشعور من خلال بدوارٍ مفاجئ.
- دوار الوضعة الانتيابي الحميد BPPV: يُعتبر منَ الاضطرابات الشائعة التي تُصيب الأفراد الذينَ تخطوا حاجز الخمسين منَ العمر، فيشعرون ببعض الدوار وخفة الرأس وحاجتهم الشديدة إلى التقيؤ وانعدام توازنهم وحركات في العينين بشكلٍ لا إرادي، وهيَ ناتجة عن وجود خلل في الأذن الداخلية أو تعرّض أنسجتها للتلف أو الضرر أثناءَ إجراء إحدى العمليات.
- التهاب العصب الدهليزي: أيضاً منَ الأسباب الشائعة للإصابة بالدوار، فهوَ عبارة عن التهابٍ شائع يتم حدوثه في الأذن الداخلية تحديداً في العصب الدهليزي منها، وهذا العصب مسؤول عن توازن حركة الجسم وثباته، ممّا يُؤدي لحدوث خلل بهِ والشعور بالطنين وتشتت الانتباه وانعدام القدرة على المشي بثبات أو الوقوف معَ الشعور بالدوار المفاجئ، ويتم تشخيصه عادةً في التصوير عن طريق الرنين المغناطيسي أو فحص الرأرأة.
ما هيَ طرق علاج الدوار الدهليزي الطبيّة والطبيعية؟
في البداية يجب الذهاب إلى الطبيب المختص للكشف عن حالتك الصحيّة وتحديد السبب الكامن وراءَ الإصابة بالدوار الدهليزي، ومن هنا يُسهم الطبيب في وصف الأدوية والعلاجات التي تحتاجها، والتي يتمثل بعضها في:
- علاج التهاب العصب الدهليزي: إذا تمَ الكشف عن إصابتك بهذا الالتهاب المُسبب للدوار، فمنَ المُمكن أن يصف لكَ الطبيب بعض المضادّات الفيروسية إذا كانَ هذا الالتهاب ناتج عن وجود الهربس النطاقي، أو من خلال الاستعانة بالمضادّات الحيوية معَ ممارسة عدّة تمارين من قِبَل أخصائي العلاج من أجل استعادة التوازن في الجسم أو عن طريق الاستعانة بمضادّات الهيستامين.
- منَ المُمكن اللجوء إلى بعض الأدوية التي تعمل على تثبيط الجهاز الدهليزي مثل مضادّات الهيستامين {دي فين هيدرامين، ميكليزين} أو من خلال البنزوديازيبينات أو عن طريق مضادّات الكولين إذا كانَ المُصاب يُعاني من دوار الوضعة الانتيابي الحميد.
ومنَ المُمكن أن تتم الاستعانة ببعض العلاجات الطبيعية المهدئة التي تتمثل في:
- عشبة الجنكو بيلوبا: لهذه العشبة الكثير منَ الفوائد التي تتمثل في التقليل منَ الشعور بالقلق وزيادة الاسترخاء وتُحسّن من عمل الذاكرة والدماغ ومفيدة للعينين وتُعالج طنين الأذن والتصلب اللويحي أيضاً، ولذلك بعدَ دراسة خصائصها الفعّالة تمَ ملاحظة أنها تُسهم في التخفيف منَ الدوار الدهليزي كونها تزيد من تدّفق الدم إلى أجزاء الجسم المختلفة.
- عشبة الريحان: إنها واحدة من أفضل الأعشاب المتواجدة في الطبيعة والغنية بالمعادن والفيتامينات حيثُ تُسهم في زيادة صحة الكبد والحفاظ عليه وتُقلّل منَ الإجهاد التأكسدي وتُسهم في زيادة الشعور بالراحة والاسترخاء وتعمل على خفض مستوى السكر في الدم وتحمي منَ الإصابة بالسكتات الدماغية، ولها دور فعّال في التخلص من مشكلة الدوار الدهليزي بسبب تأثيراتها المهدئة.
- زيت النعناع: لهذا الزيت فوائد جمّة على صحة الإنسان، وخاصةً أنهُ مستخرج من نبات النعناع الذي يتميز برائحته الفوّاحة، حيثُ يُسهم في علاج الحساسية الموسمية ويُخفف منَ الآلام المتواجدة في المفاصل أو العضلات ويُعالج الصداع ويتخلص من رائحة الفم الكريهة، ويُقلّل منَ الشعور بالغثيان ومفيد للجهاز الهضمي، ويُمكن الاستعانة بهِ أيضاً للتخفيف منَ الدوار الدهليزي وتهدئة النفس من خلال مزج قطرتين منه في كوبٍ منَ الماء واستهلاكه.
إنَ الشعور بالدوار في وسط العمل أو في وسط الازدحام أثناءَ العودة إلى المنزل أمر في غاية الصعوبة، فمنَ المُمكن أن تتعرّض للحوادث من خلاله وخاصةً إذا ظهرَ بشكلٍ مفاجئ، ولتفادي الإصابة بهِ حاول أن تطمئن على حالتك الصحيّة كل عدّة أشهر لضمان علاج أي أعراضٍ مبكّرة تظهر عليك، وفي أكثر الأحيان الإصابة بالدوار الدهليزي لا يستدعي الشعور بالتوتر والخوف الدائم بسبب عدم خطورته، ويُنصح بزيارة طبيب الحنجرة والأذن والأنف أيضاً بشكلٍ مستمر.
{{نأمل أن يعجبكم المقال أيها الرائعون}}.