هل تعلم أن دولة الأردن تستقطب مئات الأشخاص حول العالم من أجل السياحة العلاجية لتلّقي العلاج بها عن طريق حمامات ماعين والبحر الميت وغيرها من الأماكن الأخرى؟
يحتاج كل إنسان منّا إلى رحلة سياحية ترفيهية بقصد الاستشفاء والعلاج، لأن الضغوطات والأزمات والمشاكل النفسية والصحيّة والإرهاق والتعب الجسدي الذي ينتج عن العمل لساعات طويلة، يؤثر على الفرد بشكل سلبي ويسبب له اكتئاب أو حزن أو شعور بالوحدة والألم، ومن المعروف أن تغيير مكان السكن أو العمل أو الحصول على استراحة لزيارة مكان جديد، له أثر فعّال في تجديد نفسية المريض.
ومن الجدير بالذكر، أنه تم الاهتمام على نطاق واسع بالسياحة العلاجية، فقد تحوّلت إلى صناعة واعتمدت معظم البلدان على استغلال مساحاتها الشاسعة وأماكنها المميزة من أجل دعم هذه السياحة واستقطاب المصابين إليها، وخاصة خلال القرن الحادي والعشرين، ولذلك ما المقصود بالسياحة العلاجية؟ وما هي أبرز إيجابياتها وسلبياتها؟
ما المقصود بالسياحة العلاجية Medical Tourism؟
تهتم كل دولة بعرض ميزاتها وأماكنها الساحرة والتركيز عليها من أجل استقطاب السيّاح إليها، كونها تساعد في ازدهار اقتصادها، فمن المعروف أن السائح يقصد المطاعم والأماكن المشهورة ويحاول تجربة أنواع أطعمة مختلفة في البلد، ولكن تهدف السياحة العلاجية إلى خفض نسبة البطالة في الدولة، كونها تساعد على توفير فرص عمل أكبر للكوادر الطبيّة والعمال.
فهي نوع من أنواع السياحة التي ينصح بها الأطباء من أجل الاستجمام واستعادة الطاقة، وخاصةً لمن يعانون من أمراض نفسية، فيتم استهداف دولة معيّنة ومن ثم تحديد أماكن ساحرة بها مثل المنتجعات الصحيّة والأماكن الأثرية ومستشفيات متطورة ومصحات حديثة ومناظر طبيعية، ومن ثم البدء بزيارتها للعلاج.
ويمكن ذهاب الإنسان إلى أي دولة بغرض السياحة العلاجية إذا كان مصاباً في فترة العلاج ويطلق عليها {سياحة طبيّة} أو بعد مرحلة التعافي للوصول إلى مرحلة الشفاء الذاتي ويطلق عليها {سياحة استشفائية} تتضمّن جولات وزيارات خارج نطاق المشافي ومراكز الرعاية.
ما هي أفضل 5 دول للسياحة العلاجية؟
- دولة مصر: هذه الدولة الجميلة غنية عن التعريف، فهي من أشهر الدول التي يتوّفر بها هذا النوع من السياحة، حيث يمكن العلاج والاستجمام في آن معاً بها، فيتم التوّجه إلى مدينة سفاجا وزيارة الآثار وعمل حمامات طين وزيارة الحمامات الحارّة الكبريتية.
- دولة تركيا: يمكن ملاحظة استقطاب هذه الدولة للكثير من العرب والأجانب بها، كونها تضمّ أماكن ساحرة إلى جانب أفضل المراكز العلاجية التي تتوّفر داخلها، فيتم التوّجه إليها عادة بقصد زراعة الشعر وتصحيح النظر والتخلص من الاضطرابات النفسية والأمراض المزمنة مثل السرطان.
- دولة الأردن: هل تعلم أن دولة الأردن الساحرة تصنف من أفضل الدول العربية في السياحة العلاجية؟ لأنها تتميز بمناخها المعتدل والشمس الساطعة بها وحمامات ماعين وطين البحر الميت، فمن خلال هذه الأماكن يمكن التخلص من الأمراض الجلدية وزيادة الطاقة والقدرة على الاستشفاء من الاكتئاب.
- دولة تايلاند: إذا كنت مصاباً بآلام المفاصل والعظام، توّجه على الفور إلى هذه الدولة، فتتميز بمراكزها المتطوّرة ووجود خبراء معالجين لهذه الأمراض، وتحتوي على منتجات طبيّة أصلية، ويمكن الشعور براحة نفسية أثناء العلاج بها.
- دولة كوريا الجنوبية: إذا كنت بحاجة لإجراء عمليات تجميلية نتيجة تشوّهات أو إصابات في جسدك ووجهك، فهذه الدولة متميزة بهذه الجراحة، كونها تتضمّن مراكز متطوّرة ومختصين وأطباء مؤهلين وناجحين.
ما هي فوائد السياحة العلاجية؟
تُسهم هذه السياحة في:
- الحصول على رعاية صحيّة متكاملة: بدلاً من علاج نفسك في دولتك الأم، يمكنك اختيار دولة أكثر تطوّراً وتقدّماً إذا لم تكن مؤهلات الرعاية في دولتك كافية، فيوجد الكثير من الأطباء والخبراء المعالجين يتميزون بدّقة أعمالهم وجودتها ودقة المراكز الصحيّة والتقنيات العلاجية الآمنة.
- تجديد الطاقة واكتشاف ثقافات جديدة: تساعدك السياحة العلاجية في استكشاف أماكن لم تزرها من قبل، والتقاط صور وتكوين ذكريات بها، ويمكنك التعرّف على أصدقاء جدد واكتساب عاداتهم وتقاليدهم والتعرّف عليها.
- خدمات بجودة عالية: توّفر لك الدول التي تحتوي على سياحة علاجية نظاماً آمناً ومتكاملاً من الخدمات، مثل الالتزام بالوقت واستخدام تقنيات علاج متطورة والحصول على ترفيه في مكان العلاج والسرعة في الإنجاز.
هل توجد أي سلبيات للسياحة العلاجية؟
في الحقيقة توجد عدّة سلبيات للسياحة العلاجية يجب أخذها بعين الاعتبار قبل السفر، مثل:
- ضعف في اللغات التي يصعب على الفرد في معظم الأحيان التكلم بلغة الدولة التي سيتوّجه إليها مثل {اللغة الألمانية، التركية} وبالرغم من أن اللغة الإنجليزية مفتاح الدول، إلّا أن بعض الأفراد ضعيفون بها، ممّا يسبب لهم مشاكل في التعامل والسفر.
- لن تتمكّن من ممارسة علاجك من خلال طرح الأسئلة والاستفسارات للطبيب إذا عدت لبلدك الأم، فستجد صعوبة في ذلك، من الأفضل إنهاء علاجك بأكمله ومن ثم العودة.
- لا يحبّ بعض الأفراد فكرة السفر والانتقال وساعات الرحلة الطويلة، لذلك يشعرون بصعوبة واغتراب أثناء ابتعادهم عن دولتهم الأم.
- قد ترفض معالجتك الطبيّة إن لم يقتنع الأطباء بها وبحاجتها للعلاج، ممّا يؤدي لهدر الوقت والمال.
يعتبر اليونانيون القدماء أوائل من دعم السياحة العلاجية ووضع أسسها الخاصة، نسبةً لأسكليبيوس {إله الطب} لديهم، وبالفعل تطوّر مفهوم هذه السياحة مع مرور الزمن، وتمّت ملاحظة نتائجها الإيجابية على الصحة النفسية والجسدية، وقد طوّرت بعض الدول أماكنها ومستشفياتها ومراكزها الخاصة تجهيزاً لاستقبال السيّاح من كافة أنحاء العالم.
والآن حان دورك، هل تحبذّ فكرة السياحة العلاجية أو قمت بها سابقاً؟ يمكنك مشاركة تجربتك الخاصة في التعليقات للاستفادة منها واكتساب معلومات من خبرتك بها.
{{نأمل أن يعجبكم المقال أيها الرائعون}}.