ما هي عقدة الذنب؟ وكيف يُمكنني التخلص منها؟

[faharasbio]

ما هي عقدة الذنب؟

يُمارس كل إنسانٍ منّا حياته بشكلٍ طبيعي، فالعمل ورضا الوالدين والنجاح المهني والدراسة وتأسيس عائلة صغيرة هيَ هدف لمعظم الأشخاص، وبالفعل تستمر الحياة ويمرّ الفرد بتجاربٍ سيئة وفاشلة وبخطواتٍ ناجحة أيضاً، فالحياة ليست مثالية ولا تستمر في وتيرةٍ واحدة، وعندَ ارتكاب الإنسان أي خطأ فادح يُراجع نفسه ويُغيّر سلوكياته ويبدأ من جديد، أو يستمر في الغلط دون تأنيب ضمير.

ومنَ الجدير بالذكر، أن عقدة الذنب أو الشعور بالندم عبارة عن مشاعرٍ طبيعية تحدث لكل فرد، فمن منّا لم يُلقي اللوم على نفسه أثناءَ تقصيره في الدراسة أو الطاعة أو معَ عائلته؟ ولكن هذه العقدة تختلف من فردٍ لآخر، فالبعض يتعامل معها بتروي ويتّخذ حلول جديدة ويُسامح ذاته الداخلية ويمنحها فرصةً أخرى، أما البعض الآخر يشعرون بالذنب طوالَ الوقت، ويصل الحدّ بهم إلى إهمال واجباتهم والتقصير في أمور حياتهم نتيجة سيطرة هذه الأفكار عليهم.

ونوّد الإشارة، أن عقدة الذنب توّلد حياة بائسة إذا بلغت حدّها الطبيعي، ولا يستطيع الإنسان أن يتعامل معها أو يتخلص منها بسهولة، ولذلك ما المقصود بعقدة الذنب؟ وما هي أعراضها؟ وأفضل الطرق للتخلص منها؟

ما المقصود بعقدة الذنب؟

تُعدّ عقدة الذنب عبارة عن حالةٍ نفسية تُرافق الفرد في كل وقت، على سبيل المثال: {توجد أم عاملة وربة منزل في الوقت ذاته، وفي نهاية اليوم تشعر بالتقصير تجاهَ أطفالها، وتبدأ بالبكاء وباحتضانهم، على الرغم أنها تقوم بواجبها على أكمل وجه} ولكن هذه العقدة تستمر معها في أوقات العمل، وتُسبب لها تراجع في الأداء الوظيفي وحالة نفسية سيئة.

كما أنَ عقدة الذنب عبارة عن جلد للذات، فيُمكن وقوع الفرد في أخطاءٍ وعثرات بسيطة، ولكنهُ يقوم بتهويلها وتوقع الأسوأ منها، ويبدأ بإلقاء اللوم على نفسه، كما أن هذه العقدة تُوّلد شعور مستمر بالتقصير وأسر الذات البشرية في شعورٍ واحد وهوَ الذنب.

ما هي أعراض الإصابة بعقدة الذنب؟

توجد عدّة علامات تظهر على الفرد المُصاب، مثل:

  • التفكير المفرط بالذنب.
  • الإصابة بألم في الرأس.
  • تشتت الانتباه.
  • التقصير في العمل والعلاقات الاجتماعية.
  • سوء الحالة النفسية وتزداد الخطورة أحياناً فيُصاب بالاكتئاب.
  • الإصابة بأرق ليلي.
  • جلد الذات على أبسط الأخطاء.
  • ترديد عبارات {أنا مذنب، أنا أشعر بالتقصير، أنا لا أقوم بواجبي}.
  • عدم القدرة على مواجهة الآخرين.
  • قلّة الشهيّة نحوَ الطعام.
  • الشعور بالخوف والعار.

ما هي أفضل 6 طرق للتخلص من عقدة الذنب؟

لا يوجد حل سحري لنزع هذا الشعور من داخلك خلالَ يومٍ واحد أو عدّة أيام، ولكن توجد طرق فعّالة تُساعدك في التخلص من عقدة الذنب وتجنب التفكير المفرط بها، تتمثل في:

  • تجنب كتمان الشعور: الشعور بالكتمان يُوّلد الانفجار، فيتسبب لكَ بأمراضٍ نفسية وأعراضٍ جسدية، عندما تشعر أنكَ مخطئ بحق أي أحد، اذهب إليه واعتذر بطريقةٍ لطيفة، وعندما تشعر بالذنب تجاه أي شيء، يُمكنكَ استشارة أحد أفراد عائلتك أو أصدقائك من أجل مشاركتهم مشاعرك وتخفيف الذنب عنك.
  • غيّر محيطك على الفور: قد يتواجد حولك صديق سام، وهذا الصديق يُؤثر على نفسيتك سلباً، فقد يتباهى بإنجازاته وشهاداته وما يملكهُ من مالٍ وجاه، وينظر إليك نظرة شفقة، وبالتالي تشعر بالتقصير أو الذنب، فإذا كنتَ محاط بهذا الإنسان، ابتعد عنهُ وحاول إيجاد بديل لهُ مثل التقرّب منَ الأفراد الإيجابيين والمحبين لشخصيتك والداعمين لك.
  • اقتل أوقات الفراغ: حتى لو كانَ الإنسان طبيب أو بروفيسور، ولكنهُ يجلس وحده ولديهِ وقت فراغ كبير دون تحقيق أي هدف أو ممارسة أي هواية بهِ، سيشعر بالذنب والوحدة والعزلة والملل، لذلك حاول التسجيل في نادٍ رياضي أو في ورشةٍ تدريبية من أجل اكتساب المهارات وملء أوقات فراغك، فالأنشطة الاجتماعية تُعزّز هرمونات السعادة لديك وتُشعرك بالإنجاز.
  • زيادة الثقة بالنفس: عليكَ أن تُفكّر مليّاً أنَ حالتك النفسية أهم من سعيك لإرضاء الآخرين، فإذا قمتَ بواجبك على أكمل وجه، فأنتَ إنسان ناجح ولا يجب أن تشعر بالذنب أو التقصير، حاول الاهتمام بنفسك أكثر وبطاقتك الداخلية، وردّد عبارات إيجابية قبلَ النوم وفورَ الاستيقاظ مثل {أنا إيجابي، ناجح، طموح، مثابر، أعمل ما بوسعي لتحقيق أهدافي}.
  • حرّر نفسك منَ الخطيئة: نحنُ بشر ولسنا ملائكة، فالإنسان معرّض للخطأ والتعب والتقصير، ليسَ عيباً أن تخطأ في حياتك، اجعل كل خطيئة لديك بداية جديدة وتحرّر منها وتعلّم درس مفيد من أجل تجنب الوقوع بها في المستقبل، لأنَ تذكر الأخطاء لا يُوّلد إلّا السلبية والعجز.
  • افعل ما بوسعك: إذا شعرتَ بالذنب تجاهَ أي شخص حاول مصارحته بالأمر، فالصراحة ستُقلّل من شعورك بتأنيب الضمير، فلا تستصعب الأمور من حولك، إذا أخطأتَ لزميلك اعتذر له، وإذا وبخت طفلك احتضنه، وإذا حصلتَ على علامة متدنية ادرس للامتحان التالي، وإذا فشلتَ في مشروعك غيّر الخطة.

ما هي أبرز أسباب الإصابة بعقدة الذنب؟

لا تنشأ هذه العقدة إلّا بسبب عدّة عواملٍ مؤثرة، مثل:

  • طريقة التربية: قد يلجأ الوالدين إلى معاقبة أبنائهم على فعلٍ سيء ارتكبوه، ويُحذّروهم من عقاب الله لهم، فأي خطيئة يقولون لهم أن النار تنتظرهم والعقاب قاسٍ في الآخرة، وهذا الكلام يُؤثر على حياة الطفل ويُوّلد عقدة ذنب لديه تستمر حتى البلوغ.

فإذا أخطأَ في أي فعل يشعر بأنَ الله سيُعاقبه بشدة، فالدين يُعلّمنا التسامح والعبادة الصحيحة، ويجب تعليم الطفل الصح من الخطأ، ولكن لا يجب إدخال هذه المعلومات لعقله بطريقةٍ مرعبة أو خاطئة.

إقرأ أيضًا: مفهوم التربية الذكية

  • ضعف الثقة بالذات: عندما يشعر الفرد بأنهُ سيء أو فاشل طوالَ الوقت، فهذا الشعور يُوّلد عقدة الذنب لديه، لأنهُ لا يُؤمن بذاته وبقدراته.

لا تدع عقدة الذنب تُسيطر عليك، فلا يوجد أي إنسان مثالي على هذه الأرض، منَ المهم أن تُواجه الأخطاء وتتعلّم منها وتتّخذ منهج صحيح في المرات القادمة، لأنَ الإصابة بهذه العقدة لن يُسبب لكَ إلّا الإرهاق والتعب والشيخوخة المبكّرة.

{{نأمل أن يعجبكم المقال أيها الرائعون}}.

[ppc_referral_link]