نتعامل في حياتنا اليومية معَ الكثير منَ الأشخاص المُختلفين سواءً في مكان العمل أو الدراسة، وتختلف شخصية كل فرد عن الآخر فالأفراد لا يتساوون في كل شيء وليسوا مُتشابهين بل توجد الكثير منَ الاختلافات بينهم ومن أهمها الشخصية، فشخصية كل إنسان تختلف عن غيره {كالشخصية النرجسية، الوسواسية، العادية، الحساسة، المثالية ..وغيرها} ومنَ الشخصيات الشائعة هيَ السوداوية، فما هيَ هذه الشخصية؟ وكيفَ يُمكن التعامل معها؟
عزيزي القارئ،، نُقدّم لكَ في هذا المقال الشخصية السوداوية وأسبابها وصفاتها وطرق التعامل معَ الشخص السوداوي:
ما هيَ الشخصية السوداوية؟
تُعدّ هذه الشخصية من أكثر الشخصيات التي تشعر بالتشاؤم طيلةَ الوقت، فتجد الشخص السوداوي يُحب أن يعيش مُنعزلاً عن الآخرين ومُكتفياً بذاته، علاوة على ذلك يظل صامتاً طيلةَ الوقت وعابساً في إيماءات وجهه وعندما تقترب منهُ أو تُخبرهُ عن أشياء سعيدة أو أخبار مُفرحة يكتئب أكثر ويتوقع أنَ بعدَ كل هذه السعادة ستأتي الكوارث لا محالة، وعندَ الحديث معَ هذا الشخص تجدهُ مُتشائماً في الحياة ينظر نظرة تشاؤمية وتعيسة للمُستقبل ويقرأ الأخبار التعيسة والمُخيفة والمُزيفة التي تتوقع نهاية العالم، كما أنهُ لا يعمل على تطوير ذاته أو قدراته للتخلص من وضعه السوداوي بل يبقَ مُتمسكاً بأفكاره بأنَ الحياة ليسَ لها أي معنى وما هيَ إلّا عدة سنوات وسنموت لذلك لا معنى للفرح والسعادة داخلها، هذا الشخص يُعتبر منَ الأشخاص المُنعدمين الأمل في الحياة وغالباً يشعر الشخص عندَ الجلوس معه أنهُ أصبحَ مُكتئب مثله في الحياة وتُسيطر عليه الطاقة السلبية، ومنَ الجدير بالذكر أنَ المُصابين بالشخصية السوداوية يشعرون دائماً بحالات منَ الاكتئاب والحزن واليأس والتغيرات المزاجية وبعض الاضطرابات السلوكيّة التي تؤثر على صحة الشخص السوداوي.
ما هيَ صفات وأعراض الشخصية السوداوية؟
1. انعدام الشعور بالحياة:
الشخص المُصاب بالسوداوية أو بالاضطراب السوداوي لا يشعر أبداً بما يحدث من حوله، مشاعره تختفي من تلقاء نفسها {كمشاعر الحب، الفرح، السعادة، الإيجابية} جميعها تختفي وتُسيطر عليها المشاعر السلبية فقط والتشاؤمية {كالحزن، الأسى، اليأس، الاكتئاب}.
2. أعراض جسدية:
يشعر الشخص السوداوي ببعض الأعراض الجسدية التي تطرأ عليه نتيجة الحزن والاكتئاب {كألم في الرأس، حرارة في الوجه، شحوب الوجه، حب الشباب، فقدان الوزن، فقدان الشهيّة، عدم التركيز}.
3. الوحدة والعزلة:
نجد أنَ الشخص السوداوي تخلّى عن جميع أصدقائه وأفراد عائلته وتمَ استبدالهم في عالمه الخاص المليء بالسواد كغرفته وبعض الأشياء التي يرتاح لها كالتلفاز أو الجهاز المحمول.
4. التفكير الزائد:
دائماً تُسيطر الأفكار التشاؤمية والسلبية على نفسية الشخص ويُفكر بسوداوية دون ترك أي فسحة أمل صغيرة بداخله.
5. اللامبالاة وعدم الاهتمام:
أيضاً يفقد الشخص السوداوي اهتماماته وأهدافه التي كانَ يطمح لها، ويُصبح شخصاً لامُبالياً في الحياة همه الوحيد هوَ النوم فقط والتفكير بالسلبية دون الاهتمام بشيء.
6. العصبية الزائدة:
وهيَ من أكثر الأعراض التي تُرافق المُصاب بالسوداوية، فلا يتجرأ أحد على الحديث معه كونهُ يُجيب بعصبية زائدة ولا يُحاول تفهم الطرف الآخر إذا قامَ بنصيحته، وجوابه الوحيد أنَ الحياة لا معنى لها.
ما هيَ أسباب الإصابة باضطراب الشخصية السوداوية؟
هذه الشخصية لم تتكوّن إلّا نتيجة عدة عوامل خارجية أثرت على الشخص ومن هذه العوامل:
1. المحيط الخارجي:
السبب الأول للإصابة بالسوداوية هوَ المُحيط الذي يعيش بهِ الطفل أو الشخص، فالأهل هم المؤثرين الوحيدين على نفسية أبنائهم، فعندما يكون الأب على سبيل المثال مُتشائم وعصبي ولا يُشاهد إلّا الأخبار التعيسة أمامَ أبنائه هذا الفعل يُوّلد شعور داخلي لدى الطفل بأنَ الحياة تعيسة ومُخيفة ويكبر على هذه الشخصية التي تتوسع بداخله وتُسيطر عليه.
2. فقدان شخص عزيز:
أيضاً يُعد سبب من أسباب التشاؤم والسوداوية، فالفتاة على سبيل المثال عندما تفقد والدتها وهيَ أقرب الأشخاص إلى قلبها أو تفقد والدها أو أي شخص عزيز عليها منَ المُمكن أن تُصاب بهذه الحالة النفسية وخاصةً إذا لم يُساعدها أحد ما في الخروج من هذه الحالة فتبدأ بالسيطرة عليها مدى الحياة.
3. العوامل الوراثية:
منَ المُمكن أن يرث الإنسان هذه الشخصية عن والده أو والدته إذا كانوا يُعانون من أي اضطرابات أو مشاكل نفسية في شخصيتهم.
4. الخذلان:
أي أنَ الشخص كانَ يتوقع شيء أو يطمح لشيء ولكن لم يحصل لهُ أو خسارة الأشياء من حوله أو حتى خذلان الأشخاص لهُ والصدمات القوية منَ المُمكن أن تُسبب هذا الاضطراب.
كيفَ يُمكن التخلص من السوداوية والسلبية؟
أي أحد منّا مُعرّض أن يواجه هذه الشخصية في حياته، ومنَ المُمكن أن تُصيبنا نحن معَ مرور الزمن، لذلك توجد عدّة خطوات للتعامل معَ الشخص السوداوي والتخلص منَ السوداوية بطريقة بسيطة بعيداً عن الأدوية والعلاجات النفسية، ويُمكن اتخاذ هذه الخطوات كخطوة أولى للعلاج،، وإذا لم يتم تفاعل الشخص معها منَ اللازم زيارة الطبيب النفسي والعلاج بالأدوية، فإذا كنتَ أنتَ من تُعاني منَ السوداوية أو أحد أفراد عائلتك اتبع هذه الخطوات:
1. تقرّب منَ الله دائماً:
كخطوة أولى للتخلص من هذه الأفكار هيَ الإيمان بالله والتقرّب منهُ، فعندما تشعر بأنكَ شخص صالح ومؤمن سيتوّلد لديكَ الشعور بالفرح والإيجابية وأهمية الحياة الدنيا، فالبعد عن الله والقيام بالأشياء السيئة يعمل على تحطيم النفس البشرية ويشعر الشخص بأنهُ سوداوي ومُرهق وسلبي، لذلك حاول القيام بالطاعات وتقوية الإيمان بداخلك، وجميعنا نعلم أنَ الحياة ستنتهي ولكن علينا استغلال كل دقيقة للطاعات وتطوير القدرات وتحقيق النجاح والسعادة، فالحياة سنعيشها مرة واحدة فقط لذلك استغلها جيداً.
2. الشعور بأهمية الحياة:
هذه الخطوة تحتاج منك أن تُغير نفسيتك وتبدأ بالخروج من غرفتك المُظلمة إلى الخارج، حاول القيام ببعض النشاطات التي تحبها حتى لو كنتَ لا تملك المال، يُمكنكَ اكتشاف الطبيعة والمشي فيها أو التعرّف على بعض الأصدقاء الجدد أو مُساعدة الناس المُحتاجين والتبرّع لهم فهذه الخطوة ستُشعرك بالإنجاز والفخر أنكَ ساعدتَ غيرك، ومثلما تُساعد الآخرين الله سبحانه وتعالى سيُرسل لكَ من يُساعدك ويفتح أبواب الخير أمامك.
3. ركز على إيجابياتك ومهاراتك:
لا يوجد شخص في هذه الحياة لا يملك ولو إيجابية أو مهارة واحدة، حاول الاسترخاء والتركيز على نقطة واحدة فقط في داخلك تعتبرها مهمة أو إيجابية وحاول استغلالها والعمل عليها، صدقني مهما كانت مهارتك ستُبدع بها إذا قمتَ بتطويرها، وأنا لا أقصد المهارات التي تتميز بالصعوبة كالبرمجة أو كتابة الشعر بل يُمكنك تطوير مهارة بسيطة حتى لوكانت إعادة تدوير الملابس القديمة أو صنع الحلويات أو القراءة السريعة، فهذه الطريقة ستُشغل وقتك عن الأفكار السوداوية وتُحقق لكَ النجاح.
4. اختلط بالأشخاص الإيجابيين:
حاول الابتعاد عن غرفتك وخالط الناس الإيجابيين وتعرّف عليهم، فهؤلاء الأشخاص يمنحونك طاقة إيجابية وتفاؤل بالحياة، علاوة على ذلك حاول أن تسمع قصصهم وطريق وصولهم إلى النجاح فلا بدّ أنهم عانوا مثلك حتى وصلوا إلى هذا الطريق الإيجابي، فالأشخاص الإيجابيين يمنحونك طاقة عالية لذلك تقرّب منهم.
5. التخلص منَ السوداوية:
عليكَ القيام وفتح نوافذ غرفتك وترتيبها بالكامل ومنَ المُهم التخلص من جميع أغراضك القديمة واستبدالها بأشياء جديدة مُميزة بألوان مُفرحة وتمنحكَ الطاقة، ومنَ المهم أن تكتب جميع أفكارك السوداوية على ورقة وحاول أن تكتب عكس هذه الأفكار على ورقة ثانية وعلّقها في غرفتك واكتب عليها أنا شخص ناجح، هذه الخطوة ستُساعدك كثيراً في الخروج من حالة السلبية والسوداوية.
6. الاستمرار:
اعلم أنَ الحياة مُستمرة سواء خسرتَ بعض الأشخاص أو تعرّضتَ للخذلان فالحياة ستستمر إن كنتَ سعيد أو حزين لذلك حاول أن تخرج من حالة الركود والسوداوية والتخلّص منها لأنكَ أنتَ الخاسر الوحيد، فالحزن سيُسيطر عليك ويسلب منكَ سعادتك وشبابك وصحتك.
صديقي القارئ،، السوداوية ما هيَ إلّا حالة نفسية تُصيب الشخص ولكن حاول التخلص منها قبلَ أن تسلبك حياتك، فالحياة جميلة وتستحق التضحية والمُحاولات والاستمرار للوصول إلى الاكتفاء الذاتي والراحة والاطمئنان.
{{نتمنى أن يعجبكم المقال أيها الرائعون}}.