الشد العضلي – الأسباب، التشخيص والعلاج
إن الجهاز العضلي هو أحد أجهزة الجسم الرئيسية التي تمتلك دور مهم وكبير في تدبير وظائف الجسم الأخرى وفي مقدمتها الحركة.
تتميز العضلات المكونة للجهاز العضلي بميزات فريدة عن بقية الأعضاء، حيث أنها قادرة على الانقباض والانبساط لتحرك معها الأجزاء المتصلة بها.
تتصل العضلات مع العظام وأيضًا مع الأوعية الدموية والأعضاء الداخلية، لذلك فهي مسؤولة عن كافة حركات الجسم خلال انقباضها وانبساطها المتكرر.
يحتوي الجسم على ثلاث أنواع من العضلات، والنوع الأول هو العضلات الهيكلية وهي تكون على شكل خلايا طويلة هي الألياف، وتقوم بتحريك الهيكل العظمي لأنها مرتبطة به، وهي من العضلات الإرادية التي نمتلك القدرة على تحريكها بإرادتنا.
النوع الثاني هو العضلات الملساء، وهي تترتب على شكل صفائح أو طبقات خلف بعضها وتخضع للتحكم من قبل الدماغ، فهي عضلات لاإرادية لا نستطيع تحريكها لوحدنا، وهي موجودة على نطاق واسع في جسمنا.
أما النوع الثالث فهو عضلة القلب، وهي أيضًا لا إرادية تعمل لوحدها دون تحكم من الشخص ولكن بتحكم منظمات ضربات القلب الخاصة.
بعد أن تعرفنا على الجهاز العضلي وأنواع العضلات الموجودة سنتحدث عن مشكلة صحية شائعة بين الناس تتعلق بالعضلات الهيكلية وهي مشكلة الشد العضلي وسنذكر أسبابها وطرق علاجها.
ما هو الشد العضلي؟
من منا لم يمر بتجربة سابقة مع مشكلة الشد العضلي؟ حيث أنها مشكلة شائعة جدًا تدخل الشخص في حالة عجز تام عندما تباغته أثناء القيام بنشاط ما أو خلال النوم.
إن التشنج العضلي هو عبارة عن تقلصات مفاجئة تحدث بشكل لا إرادي للعضلات المختلفة في الجسم وهي تكون مؤلمة جدًا.
قد يمتد الألم المصاحب للشد العضلي من بضع ثواني إلى ربع ساعة، وفي بعض الحالات الشاذة قد يمتد لفترة أطول، وقد يترافق مع تورم في الأنسجة الموجودة تحت الجلد.
قد يكون سبب هذا التشنج هو ممارسة أحد أنواع الرياضات الثقيلة أو اتباع تمارين معينة ولكن بصورة خاطئة، أو بعد الحمل وكنتيجة لألم الظهر.
قد يحدث التشنج العضلي في أغلب مناطق الجسم ولكن أكثرها شيوعًا:
- الطرفان العلويان واليدين.
- جدار البطن.
- الجزء الخلفي من الساق.
- منطقة ظهر الفخذ.
- القدمين.
أسباب الإصابة بالشد العضلي
تتنوع الأسباب التي قد تؤدي للإصابة بالشد العضلي، حيث يوجد منها ما يتعلق بأسلوب الحياة المتبع ومنها ما يتعلق ببعض المشاكل الصحية الموجودة لدى المريض.
نذكر من هذه الأسباب:
- إصابة المريض بالجفاف حيث أنه في هذه الحالة تنخفض مستويات المعادن في الجسم والتي تعتبر عناصر مهمة جدًا في الجسم لتؤدي العضلات وظيفتها على النحو الأمثل، وأهم هذه المعادن: البوتاسيوم والصوديوم والمغنيسيوم.
- إصابة العصب الشوكي برض أو أذى وبالتالي يسبب بعض التشنجات في الساقين أثناء المشي أو الوقوف.
- إرهاق العضلات الشديد سيسبب الإصابة بتشنج عضلي حاد وخصوصًا في حال قمت بممارسة تمرين رياضي قاسي بدون تهيئة العضلات قبلها بتمارين تحمية مناسبة.
- إدمان الكحول والاستهلاك المفرط له.
- وصول الدم بشكل جزئي للعضلات حيث أنه هناك بعض المرضى الذين يعانون من صعوبات في ضخ الدم إلى الساقين وبالتالي لا يتم وصول المغذيات والمعادن الكافية.
- مشاكل الغدة الدرقية وخصوصًا قصور الدرق.
- النساء الحوامل.
- إصابة المريض بالفشل الكلوي.
مع كل تلك الأسباب السابقة في بعض الحالات يبقى سبب إصابة المريض بالتشنج العضلي غير معروف أو مجهول بعد استبعاد كل ما سبق.
تشخيص حالة التشنج العضلي
لا يعتبر تشنج العضلات أمر خطير أو ضار، ولكن في حال كانت فترة الألم طويلة بدون أن يخف الألم عندها يجب أن تستشير الطبيب الخاص بك للتأكد من كون التشنج ليس عارضًا لحالة طبية أخرى.
عند زيارة الطبيب سيناقشك في حالة الألم الموجودة لديك أثناء نوبات التشنج لكي يفهم نوعها وسيسأل عن وتيرة حدوثها كما سيأخذ بعض المعلومات التي تخص أسلوب حياتك.
من الممكن أن يطلب الطبيب إجراء تحليل دم لكي يتأكد من مستويات المعادن وأيضًا للتحقق من وظيفة الكلى واضطرابات الغدة الدرقية كذلك.
كإجراء روتيني يمكن طلب تخطيط كهربائي للعضلات لقياس شدة نشاطها والتأكد من عدم وجود أي شذوذ عضلي خاص، ويعد تصوير النخاع خيارًا واردًا أيضًا.
من المهم أن تشرح لطبيبك بصدق كل الأعراض التي تعاني منها لكي يستطيع تحديد التشخيص المناسب والملائم لوضعك.
طرق علاج الشد العضلي
هناك بعض العلاجات الفورية التي يمكن اتباعها لمواجهة ألم التشنج اللحظي وهي:
- الضغط بقطعة قماش دافئة أو ساخنة على منطقة التشنج.
- لف الثلج بقطعة قماش وضغطه على منطقة التشنج.
- تمديد العضلة التي تؤلمك فعلى سبيل المثال في حال كان الألم بالقدمين يمكن أن يتم سحب القدم على كامل طولها.
- استخدام مضادات الالتهاب كالإيبوبروفين الذي يساعد على زيادة استرخاء العضلة.
في حال تم التأكد من وجود نقص في مستوى المعادن لديك يجب أن تبدأ بتناول المكملات الغذائية الخاصة وفق وصفة الطبيب المعالج.
كما أن هناك العديد من الطرق الطبيعية التي يتم استخدامها لعلاج هذه الحالة نذكر منها:
- تناول الكرز حيث أنه غني بمضادات الأكسدة التي تقلل من آلام العضلات.
- تناول كمية مناسبة من البروتينات بعد التمارين لكي نساعد العضلات على الاسترخاء وفك التشنج.
- المغنيسيوم: حيث أنه من أهم العناصر التي تمتلك فوائد عديدة لكل وظائف الجسم الحيوية.
- الكركمين: وهي مادة توجد في القرفة والكركم وتعتبر غنية بمضادات الالتهاب والأكسدة وتفيد كثيرًا في فك التشنج العضلي.
- عصير الرمان: لأنه يحتوي على الكثير من مادة البوليفينول الغنية بمضادات الأكسدة وهي تساعد على انتعاش العضلات بشكل سريع.
- الفلفل الحار: لأنه يحتوي على مركب يسمى بالكابسيسين، وهي فعالة بتخفيف الألم والتقليل من التهاب العضلات، وتتوافر هذه المادة على هيئة كريم أو بخاخ.
- زيت النعناع: يعتبر من العلاجات التقليدية لآلام العضلات وهو فعال جدًا لعلاج الالتواء وزيادة الاسترخاء.
تعتبر حالة الشد العضلي من الحالات المؤلمة، لكنها بمعظم الأحوال غير خطرة وتحتاج العلاج والاسترخاء.