الصحراء الغربية.. كل ما تريد معرفته
الصحراء الغربية هي مستعمرة إسبانية سابقة تمتد على مساحة واسعة، وتعد محط للنزاع منذ زمن طويل بين المغرب وجهة البوليساريو.
سنتحدث اليوم في هذا المقال عن الصحراء الغربية وعن النزاع القائم فيها منذ وقت طويل.
ما هي الصحراء الغربية؟
هي منطقة تمتلك مناخ صحراوي شديد، وتمتد بمساحة 266,000 كيلومتر مربع وتقع في شمال غرب القارة الإفريقية.
- حدود الصحراء الغربية من الشمال المغرب أما من الجنوب فيحدها موريتانيا ومن الشرق الجزائر .
- أكبر مدينة من مدنها هي العيون ويسكن فيها أغلب السكان الذين يقطنون في تلك المنطقة.
- بتقرير رسمي من الأمم المتحدة فإن الصحراء الغربية هي أرض نزاع بين البوليساريو وبين المغرب التي تسيطر على 75% منها وتتم الإدارة فيها بصفتها إقليم جنوبي.
- بينما اعتبرت أرض محتله بالنسبة للأمم المتحدة فإن المنطقة العازلة تشكل منها ما نسبته 25% من مساحة كل الصحراء الغربية.
- تأسست جهة البوليساريو سنة 1973 وتم إعلانها عام 1976 الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية.
- تم الاعتراف بهذه الجمهورية في العديد من الدول حول العالم وخصوصًا في القارة الإفريقية، وبلغ العدد الإجمالي الذي اعترف بها 75 دولة.
فيما بعد قامت العديد من هذه الدول بسحب اعترافها أو تجميدها وانخفض عدد الدول من 75 إلى أقل من 40 في الوقت الحالي.
تاريخ منطقة الصحراء الغربية
في فترة القرنين الثاني والثالث ظهر الاجتياح الروماني لمناطق في شمال إفريقيا مما أثر على التركيبة الديمغرافية لسكان الصحراء الغربية.
هناك العديد من القبائل التي أتت من الصحراء الليبية وأيضًا مناطق الشمال واستقرت في أراضي الصحراء الغربية، إضافة إلى هجرات عربية أتت من شبه الجزيرة العربية في مطلع القرن الثامن حاملة معها رسالة الإسلام الذي تم مواجهته بالكثير من القبول وبالتالي بدأ بالانتشار في تلك المنطقة وخصوصًا بين القبائل المحلية.
كان للداعية الإسلامي الشيخ عبد الله بن ياسين دور كبير في تاريخ المنطقة حيث أنه عمم المذهب المالكي ورسخ المسلمين في أراضي الصحراء لكي يأسس نظام اجتماعي متطور إلى حد ما وينعش الحياة الاقتصادية وخصوصًا في تجارة الذهب.
بعدها توالت الهجرات العربية وخصوصًا ما بين القرنين الحادي عشر والخامس عشر، فوصلت قبائل من بني حسان وبني هلال عن طريق مصر واستقرت في منطقة الساقية الحمراء وأغلب أراضي موريتانيا ووادي الذهب.
وبفضل كثرة هذه الهجرات تزايد النفوذ وأخذت المنطقة طابع إسلامي مميز.
ما هي جهة البوليساريو؟
هذه الكلمة تتكون من الأحرف الأولى ل” الجهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب”.
تأسست هذه الجهة في 1973 ودعت لإقامة دولة مستقلة بنفوذها في الصحراء الغربية، وبدأت بنشاطها العسكري خلال الاستعمار الإسباني الذي احتل المنطقة وتلقت في ذلك الوقت دعم من الجزائر ومن ليبيا.
كما سبق وذكرنا في عام 1975 تم إعلانها باسم الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية، وتم تشكيل حكومة في أقصى الجنوب الجزائري خضع لها ما يقارب النصف مليون شخص.
بدأ الصراع بين هذه الجهة وبين المغرب فورًا بعد أن انهت إسبانيا احتلالها الذي دام فترة طويلة، حيث صعدت الجبهة من كل العمليات العسكرية وطالبت بالاستقلال الفوري ولكن المغرب وأيضًا موريتانيا قامتا بالتوجه إلى محكمة العدل الدولية.
قامت دولة المغرب بتنظيم المسيرة الخضراء في عام 1975 باتجاه الصحراء وفي الثمانينات من ذلك القرن قامت ببناء جدار رملي حول مدينة المسارة ومدينة العيون لكي يتم عزلها من هجمات البوليساريو.
في كل تلك الفترة السابقة كانت الجبهة تتلقى الدعم من ليبيا ولكنها تخلت عنها عام 1984 مع بقاء الجزائر.
حلول تم طرحها
في عام 1988 حاولت الأمم المتحدة أن تطرح عدة حلول في سبيل إنهاء المشكلة وفض النزاع القائم ولكن تم تعطيل العملية بعد خلاف حول التصويت.
بعدها في عام 1991 وقعت المغرب مع البوليساريو اتفاق لوقف إطلاق النار برعاية الأمم المتحدة لكي يتم تنظيم الاستفتاء بهدف تقرير المصير خلال 6 أشهر من تاريخ الاتفاق.
يتم تأجيل الاتفاق من ذلك الوقت وحتى اليوم نتيجة الصراع المستمر بين الجهتين حول من يحق له المشاركة وصفة الصحراء الغربية.
المغرب ترفض المشاركة أو إجراء استفتاء لأنها تعتبر الصحراء ملكها مع الإصرار على منح الإقليم كله حكم ذاتي ولكن تحت ظل السيادة المغربية.
قام كوفي عنان وهو الأمين العام السابق للأمم المتحدة بطرح خيار التقسيم وكان ذلك في عام 2002 على أن يكون للمغرب ثلثي الصحراء وللبوليساريو الثلث ولكن قوبل بالرفض من قبل المغرب.
تقوم الأمم المتحدة بمراقبة احترام وقف إطلاق النار من خلال وجود قوى تابعة لها يلغ عددها 240 جندي موزعة في الصحراء الغربية.
سعت المغرب بشكل مستمر لفتح قنصليات أجنبية في كل المناطق الخاضعة لها في أراضي الصحراء الغربية ووصل عددها نحو 15 ممثلة دبلوماسية بهدف حصد مواقف دبلوماسية وهو ما قاله وزير الخارجية بوريطة:
“مغربية الصحراء تترسخ يومًا عن يوم، من خلال مواقف دبلوماسية وتصرفات قانونية مثل فتح القنصليات”
وهو أمر تم تناقله من خلال وسائل الإعلام المغربية.
أول قنصلية تم فتحها تابعة لجمهورية جزر القمر في مدينة العيون وبعدها افتتحت قنصلية جديدة تابعة لغامبيا بمدينة الداخلة في جنوب نفس المدينة.
بالنسبة للجزائر التي تدعم البوليساريو كان قرار فتح القنصلية انتهاك قوي لمعايير القانون الدولي بهدف تقويض عملية التسوية التي ترعاها الأمم المتحدة لقضية الصحراء الغربية.
وكانت أول دولة عربية تفتح قنصلية في مدينة العيون هي الإمارات وتم الإعلان عنها من خلال قرار صادر عن الديوان الملكي المغربي وهو:
“إن الملك محمد السادس أجرى الثلاثاء اتصالًا هاتفًيا بولي عهد الإمارات العربية محمد بن زايد آل نهيان الذي أبلغه خلاله “بقرار بلاده فتح قنصلية عامة بمدينة العيون”.
في النهاية نجد أن الأمم المتحدة لا تعترف بالمغرب بكونها دولة سائدة على الصحراء الغربية وبنفس الوقت لا تعترف بالجمهورية المسماة بالجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية المتحدة ولكن تعترف بالبوليساريو كطرف مفاوض لدولة المغرب في هذه القضية.