كثيرًا ما يتساءل الطلاب عن الفرق بين المصدر واسم المصدر وعن التغييرات التي تتعلق بقواعد كل كلمة منهما. المصدر واسم المصدر هما من أنواع الأسماء في اللغة العربية. وتوجد قواعد للتفريق بينهما، وهو ما سيكون موضوع مقالنا لليوم حيث سنتعرف على المصدر وعلى اسم المصدر وعلى الفروقات بينهما.
ما هو المصدر
يمكن أن نعرف المصدر على أنه اسم يدل على التجريد من الفعل دون تحديد زمن وقوعه أو حدوثه.
قد سمي بهذا الاسم لأنه يدل على الأصل لجميع المشتقات والأفعال السابقة.
للمصدر أنواع باللغة العربية وهي:
المصدر الصريح:
يكون صريح في اللفظ ولا يحتاج للتأويل، ينقسم هذا المصدر إلى ما يلي:
- مصدر أصلي: وهو الذي تشتق منه كل الأسماء والأفعال مثال اسم الفاعل وصيغ المبالغة والصفة المشبهة واسم الزمان والمكان وغيرها.
- مصدر النوع: سمي بهذا الاسم لأنه يؤخذ من الفعل دالًا على هيئة وقوعه مثل (جلست جلسة العلماء) وهنا نعني هيئة جلوس العلماء.
- مصدر المرة: يؤخذ هذا المصدر من الفعل ويدل على وقوعه لمرة واحدة فقط وكمثال لدينا (جلست جلسة) وهنا نعني الجلوس لمرة واحدة فقط.
- المصدر الميمي: عند لفظه يعطي معنى المصدر الأصلي ولكن مع إضافة حرف الميم مثل انطلاق تحول لمنطلق.
- المصدر الصناعي: وهو يشتق من الأسماء الجامدة أو المشتقة مع إضافة تاء مربوطة بعد ياء النسبة الملحقة بالمصدر.
المصدر المؤول:
هو النوع الثاني للمصادر ويكون غير صريح باللفظ بل يصاغ من الحرف المصدري وكل ما يليه، أي يركب عن طريق دمج حرف مصدري مع جملة.
يسمى الحرف بهذه الحالة موصولًا حرفيًا أما الجملة فتسمى بصلة الموصول الحرفي.
“اقرأ أيضا: ما الفرق بين اسم الفاعل واسم المفعول“
ما هو اسم المصدر
هو الذي يدل على معنى المصدر ويكون الاختلاف الجوهري والحقيقي بين المصدر واسمه هو عدم اشتمال اسم المصدر على كل حروف فعله وذلك لأنه يدل على اسم الحدث فقط.
تكون حروف اسم المصدر أقل من حروف الفعل وسماعية فقط بشكل دال على حدث مجرد من الزمن للإشارة لأهمية الحدث بنفسه.
بالنسبة للمصدر فهو يحتوي على حروف فعله كلها وسماعي بالفعل الثلاثي وقياسي بالفعل الغير الثلاثي.
إذا أردنا أخذ مثال على الكلام السابق لدينا الفعل اغتسل والذي مصدره اغتسال، ونلاحظ احتوائه على حروف الفعل جميعها وزيادة عليها ويشير إلى الحدث دون الاقتران بزمن معين أو محدد.
بالنسبة لاسم المصدر هنا فهو ُغسل ونلاحظ أيضًا أنه لا يحتوي على حروف الفعل كلها بل يأتي دالًا على الحدث أو على اسم الشيء.
حتى يعمل اسم المصدر عمل فعله هناك بعض الشروط الضرورية وهي:
- من الممكن أن نقوم بحذفه ووضع مكانه مصدر مؤول دون حدوث أي خلل في المعنى وكمثال لدينا:
لقد أسعدني تفوق الطلاب في الامتحان.
التقدير: أسعدني أن ينجح الطلاب.
- أن يقوم المصدر بتأدية نفس معنى فعله وبنفس الوقت يقوم مقامه بالعمل مثل شكرًا لربك نعمته وهنا التقدير يكون: أن تشكر ربك نعمته.
ويمكن أن نأخذ مثال على اسم المصدر من القرآن الكريم:
يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُل لِّأَزْوَاجِكَ إِن كُنتُنَّ تُرِدْنَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا فَتَعَالَيْنَ أُمَتِّعْكُنَّ وَأُسَرِّحْكُنَّ سَرَاحًا جَمِيلًا.
“اقرأ أيضا: ما الفرق بين اسم الفاعل واسم المفعول“
الفرق بين المصدر واسم المصدر
من حيث التعريف:
إن المصدر من الشيء هو الأصل الذي يخرج منه ويكون مصدر المشتقات عبارة عن لفظ يؤخذ من لفظ الفعل.
يكون المصدر مجردًا من الزمن بمعنى اسم جامد يدل على الحدث فقط مثل درس دراسة أو فهم فهمًا أو قدم تقديمًا.
على الجهة المقابلة يكون اسم المصدر اسم دال على الحدث وهي النقطة المشتركة مع المصدر على نحو أعطى عطاء.
من حيث العمل:
بالنسبة للمصدر فهو يعمل عمل فعله ضمن بعض الشروط وهي:
- عندما يمكن استبداله ب أن مع الفعل المضارع أو الماضي وكذلك الأمر ب حرف ما وعندما يمتنع هذا الشرك يمتنع عن عمل عمله.
مثال: من عوامل السلامة تدبرك الأمور والمشاكل بهدوء تصبح (من عوامل السلامة أن تتدبر الأمور والمشاكل بهدوء).
- يجب ألا يكون المصدر مجموع أو مصغر وذلك مثل إنشاءات.
- يجب ألا يكون المصدر ضمير متصل يعود على مصدر سابق أو حتى مفهوم من كلام وكمثال على هذا الشرط نذكر قوله تعالى: فإنّي أعذبه عذابًا لا أعذبه أحدًا من العالمين.
الضمير في أعذبه يكون عائدًا على المصدر عذابًا.
- من المهم ألا يكون المصدر دالًا على المرة وكمثال نذكر رمية.
- يجب ألا يوصف المصدر قبل أن يؤدي عمله في الجملة.
يأتي المصدر عندما يعمل عمل فعله على ثلاث هيئات في الكلام هي كالتالي:
- يجب أن يضاف إلى فاعله وبنفس الوقت ينصب مفعوله وكمثال نذكر: مجاهدة المرءِ نفسَه جهادٌ عند الله.
هنا تكون نفسه مفعول به للمصدر مجاهدة وأضيفت إلى الفاعل المرء.
أيضًا لدينا قول الشاعر:
ألا إنّ ظلمَ نفسِهِ المرءُ بيّنٌ
إذا لم يصنها عن هوى يغلب المقلا
- أن يأتي منون وهو كثير وكمثال على ذلك من حُسنِ الخُلقِ نُطقٌ صِدقًا وتكون صدقا مفعول به للمصدر نطق.
يعمل اسم المصدر عمل فعله بنفس الشروط الخاصة بعمل المصدر.
من حيث التكوين اللفظي:
يتضمن المصدر في تكوينه اللفظي جميع أحرف الفعل حيث إما أن تكون لفظًا مثل فهم تفهيمًا أو قدر تقديرًا وخاصم خصامًا.
عندما ينقص منه ألف الفاعل يصبح في تقدير الثبوت.
يكون معترض عندما يحذف بغيره مثل وصف صفة.
كلمة صفة هي مصدر لأنها خلت من الواو إلا أنه قد عوض عنها بالتاء المربوطة كعلامة للتأنيث، وأيضًا لدينا سبح تسبيحًا وتكون كلمة تسبيحًا مصدر للفعل سبح وبنفس الوقت عوض عنه بالياء.
بالنسبة لاسم المصدر فهو مختلف بشدة من حيث التكوين اللفظي عن المصدر لأنه يخلو من بعض أحرف الفعل بالتقدير واللفظ من غير أي تعويض وكمثال لدينا تكلم كلامًا وأعطى عطاء.
قد يهمك: ما هي الأفعال الناسخة كان وأخواتها
هكذا نكون قد انتهينا من تقديم الفروقات بين اسم المصدر والمصدر بعد أن تعرفنا إلى كل منهما، نرجو أن نكون قد وفقنا في تقديم معلومات مفيدة.