يتسائل الكثيرون ما الفرق بين النبي والرسول؟ هناك العديد من الاختلافات المهمة بين الرسول والنبي حيث أن كل رسول هو نبي ولكن ليس العكس صحيح.
نستدل على ذلك من قول الله تعالى في كتابه الكريم: وَمَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ مِن رَّسُولٍ وَلَا نَبِيٍّ إِلَّا إِذَا تَمَنَّى أَلْقَى الشَّيْطَانُ فِي أُمْنِيَّتِهِ.
سنتحدث في هذا المقال عن الفرق بين النبي والرسول وما يشترك فيه النبي والرسول، وأيضًا عن الحكمة من بعثة الأنبياء والرسل.
ما هو الفرق بين النبي والرسول؟
يعتبر الرسول أعلى درجة من النبي حيث أنه قد بعث من قبل الله تعالى برسالة مهمة وشريعة جديدة مترافقة مع كتاب مستقل ليكون أمة كبيرة ومنتشرة.
بالنسبة للنبي فهو لا يملك كتاب خاص به مرسل معه ولكن يوحى إليه بأحكام جديدة قد تكون ناسخة أو غير ناسخة لما قبله من التشريعات.
أيضًا يكون للرسول قوم كامل تابع له ولشريعته بينما النبي يملك أتباع ينتمون لمن سبقه من الرسل.
إن الفرق بين النبي والرسول بطريقة الوحي، حيث أن الرسالة هي أعم من النبوة حيث أن الرسول يوحى إليه برسالة يمتلك مهمة نشرها وتبليغها ولكن النبي لا يؤمر بالتبليغ وإنما فقط يوحى إليه.
“قد يهمك أيضًا: أفضل الصلاة على النبي محمد صلى الله عليه وسلم“
ما يشترك فيه النبي والرسول
هناك بعض الصفات المشتركة بين الرسل والأنباء وفيما يلي نذكر أهمها:
- يعتبرون رجال من البشر تم اختيارهم من قبل الله تعالى من بين الناس كلهم لتفضيلهم بالنبوة والرسالة حيث قال الله تعالى: وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ إِلَّا رِجَالًا نُوحِي إِلَيْهِمْ فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ.
- هم بشر مثل غيرهم يمتلكون نفس صفاتهم من المرض والموت والأكل والشرب أيضًا.
- هم لا يعلمون من الغيب إلا ما يطلعهم الله تعالى عليه حيث قال سبحانه على لسان نبيه محمد “اللهم صل وسلم على نبينا محمد“: قُلْ لَا أَقُولُ لَكُمْ عِنْدِي خَزَائِنُ اللَّهِ وَلَا أَعْلَمُ الْغَيْبَ وَلَا أَقُولُ لَكُمْ إِنِّي مَلَكٌ إِنْ أَتَّبِعُ إِلَّا مَا يُوحَى إِلَيَّ قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الْأَعْمَى وَالْبَصِيرُ أَفَلَا تَتَفَكَّرُونَ.
- هم معصومون في كل ما يبلغونه للناس من أحكام دينية لقول الله تعالى: وَالنَّجْمِ إِذَا هَوَى* مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمْ وَمَا غَوَى* وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى* إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى* عَلَّمَهُ شَدِيدُ الْقُوَى.
- يتم تخييرهم في لحظة موتهم بين الآخرة والدنيا وأيضًا يقبرون بعد الموت كسائر البشر ولكنهم يظلون أحياء في القبر يصلون.
- تم تحريم الزواج من نسائهم من بعدهم حيث قال الله تعالى في كتابه الكريم عن رسوله الكريم: (وَمَا كَانَ لَكُمْ أَنْ تُؤْذُوا رَسُولَ اللَّهِ وَلَا أَنْ تَنْكِحُوا أَزْوَاجَهُ مِنْ بَعْدِهِ أَبَدًا إِنَّ ذَلِكُمْ كَانَ عِنْدَ اللَّهِ عَظِيمًا).
- أيدهم الله تعالى بالمعجزات ليصدقهم الناس.
- يعدون أفضل الناس من حيث العلم والخلق والعبادة وطهر القلوب والذكاء وشرف النسب.
الفروق الجزئية بين النبي والرسول
هناك 4 فروق جزئية بين الأنبياء والرسل:
الفرق بين النبي والرسول في المفهوم
كلمة النبي في اللغة العربية مشتقة من الإنباء وهو الإخبار عن خبر يحمل فائدة كبيرة ومهمة.
تدل كلمة نبي أيضًا على الرفعة والارتفاع بالمنزلة ولكن بالنسبة للمعنى اصطلاحًا فإن النبي هو المخبر الأساسي عن الله عز وجل ويكون ذو منزلة كبيرة جدًا بين الناس.
يخبر الله تعالى النبي ويوحي إليه بما يجب أن ينقله والدعوة إليه وبالتالي هو يأمر من أتباعه المؤمنين بالأوامر التي وصلته ولا يقوم بمخاطبة الكفار لأنه له شأن عظيم وكبير.
بالنسبة لكلمة الرسول فهي تأتي من الإرسال والتوجيه، ويكون مفردها كلمة مرسل أي حامل الرسالة والشخص الذي يتابع كل أخبار من قام ببعثه.
يقال كثيرًا أن الإبل جاءت رسلًا أي بشكل متتابع حيث قال الله تعالى في كتابه الكريم: ” ثُمَّ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا تَتْرَى ” أي متتابعة.
يكون الرسل موجهون من عند الله سبحانه وتعالى لحمل الرسالة وتبليغها وحملها.
الفرق من ناحية الوحي
يختلف الرسول عن النبي أيضًا من حيث نزول الوحي لأن الرسول تم بعثه لقوم معين مع وحي وكتاب سماوي حيث أرسل الرسول محمد صلى الله عليه وسلم.
قد يكون أيضًا مرسل لقوم بدون كتاب مؤيد له ولكن مع تشريعات لم يسبق أن نزلت على هذا القوم من قبل.
بالنسبة للنبي فهو مبعوث من قبل الله تعالى لكي يكمل رسالة رسول جاء قبله ولم يتم تأييده بكتاب سماوي أو تشريعات جديدة.
بناء على ذلك يعد كل رسول نبي ولكن ليس كل نبي رسول.
قد يهمك: من هو النبي الذي امن بيه جميع قومه
الفرق بين النبي والرسول من ناحية التشريع
الرسول هو شخص مفوض بالتشريع وإصدار أحكام جديدة لقومه لذلك يجب أن يطاع وينفذ ما جاء به خصوصًا أن هناك الكثير من التشريعات التي لم ترد في الكتب السماوية.
إن هذه التشريعات على الرغم أنها غير موجودة في الكتب تعد واجبة وذلك لقوله تعالى: وَمَآ آتَاكُمُ الرسول فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فانتهوا.
الفرق من حيث العدد
إن الفرق بين النبي والرسول يتضح من خلال كون عدد الأنبياء أكثر من عدد الرسل لذلك يعد لفظ النبي أعم وشامل أكثر من لفظ الرسول.
ورد ضمن عدد من الأحاديث الخاصة بالرسول محمد صلى الله عليه وسلم أن الأنبياء لهم عدد هو 124 ألف نبي بينما يكون عدد الرسل ثلاثمئة وبضع عشر رسولًا.
“اقرأ أيضًا: معلومات عن شيخ الإسلام ابن تيمية“
الحكمة من بعثة الأنبياء والرسل
قام الله تعالى ببعث الرسل والأنباء لأحكام عديدة نذكر منها:
- للتوضيح للناس ما يحبه الله تعالى ويرضيه وأيضًا ما يبغضه ويكرهه.
- دعوة لدين التوحيد ونبذ كل أشكال الشرك حيث قال تعالى في كتابه الكريم: وَلَقَد بَعَثنا في كُلِّ أُمَّةٍ رَسولًا أَنِ اعبُدُوا اللَّـهَ وَاجتَنِبُوا الطّاغوتَ.
- بيان أحوال الناس يوم القيامة وكل ما أعده الله تعالى لهم من النعيم وأيضًا من العذاب للكفار حيث قال تعالى: قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّمَا أَنَا لَكُمْ نَذِيرٌ مُّبِينٌ * فَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَهُم مَّغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ * وَالَّذِينَ سَعَوْا فِي آيَاتِنَا مُعَاجِزِينَ أُولَـئِكَ أَصْحَابُ الْجَحِيمِ.
- رحمة لكل العالم والناس حيث ورد في القرآن الكريم: وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ.
- لحث الناس لكي يقتدوا بالرسل والأنبياء لقول الله تعالى: لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللهَ وَالْيَوْمَ الآخِرَ وَذَكَرَ اللهَ كَثِيراً.
اقرأ أيضًا: دعاء معجزه حسبنا الله سيؤتينا الله من فضله إنا إلى الله راغبون للزواج