المخدرات الرقمية؛ آلية عملها وحكمها

المخدرات الرقمية؛ آلية عملها وحكمها
شارك هذه المقالة مع أصدقائك!

المخدرات الرقمية؛ آلية عملها وحكمها

تعرف المخدرات بأنها كل مادة نباتية أو تم تصنيعها من مكونات منومة أو مسكنة، ويختلف تأثيرها بين استخدامها للأغراض الطبية التي صنعت لأجلها أو تأثيرها في غير ذلك، فعند استخدام المخدرات فإنها تصيب المستخدم بالخمول والشلل المؤقت، كما تسبب حالة من النشوة تسبب الاعتياد أو الإدمان. كما أنها تصيب الجهازين العصبي والتنفسي والجهاز الدوري بالأمراض المزمنة، تنتج عنها أضرار على مستوى الصحة النفسية والعقلية والبدنية.

أنواع المخدرات

للمخدرات أنواع عديدة لكل منها شكلها وتأثيرها، وتختلف عن بعضها حسب طريقة تصنيفها، فمنها من تصنف حسب تأثيرها، وأخرى حسب طرق إنتاجها وتوزيعها، ومن الممكن أيضًا تصنيفها حسب الإدمان الذي يحصل عند تناولها، حيث يختلف كل مخدر حسب كمية التأثير الذي تعطيه وآلية عمله في جسم الإنسان، مثل:

  • المخدرات المهدئة.
  • المخدرات المنشطة كالكوكايين.
  • المخدرات المهلوسة.
  • الحشيش والماريجوانا.
  • المسكنات والمهدئات الطبية.
  • المخدرات المستنشقة.

ما هي المخدرات الرقمية

المخدرات الرقمية أو DIGITAL DRUGS هي عبارة عن ترددات صوتية مماثلة جزئيًا،ويقصد هنا بكلمة جزئيًا هي أن الترددات التي يتم سماعها في الإذن اليمنى تختلف عن الترددات التي يتم سماعها في الإذن اليسرى بشيء بسيط، يمكنك سماعها بواسطة سماعات الأذن أو عبر مكبرات الصوت، وتكون عبارة عن إشارتين يقوم الدماغ بدمجهما معًا لينتج عنها إشارة ثالثة تدعى BINAURAL BEAT.

فعلى سبيل المثال: لنفترض أن التردد الموجود في الإذن اليسرى 70 هيرتز والإذن اليمنى 80 هيرتز، فيقوم الدماغ في هذه الحالة بإنتاج موجة تردد أخرى تحتوي 10 هيرتز، وبسببها يحدث في نشاط الموجات الدماغية بعض التغيرات، ولكن لا يفترض أن يكون الفرق بين الترددات أكثر من 30 هيرتز وذلك للحصول على أفضل نغمة أو إشارة، وإذا كان الفرق بين الترددين أكثر من 30 هيرتز فسيتم سماع نغمتين دون معرفة الدماغ لأي منهما.

آلية عمل المخدرات الرقمية

من خلال دراسة الدماغ وآلية عمله وطبيعة الإشارات التي يصدرها عند تعاطي المخدرات، استطاعوا أن يحددوا كل نوع وما يقدمه إلى متعاطيه، وبسبب ذلك تنوعت المخدرات الرقمية بحيث تستهدف كل نوع منها نشاطًا دماغيًا معينًا بحيث تعطي من يستخدمه نفس الشعور والإحساس عن تعاطي المخدر في الواقع.

وقد عرف أيضًا أن وجود ترددات مختلفة ومتنوعة في الأذن اليمنى والأذن اليسرى تسبب اضطربًا في النشاط العصبي، وتفاعله مع مسارات الدماغ السمعية يؤدي إلى إنشاء أوهام عند المستمع لهذه الموسيقى، ويزداد فعالية هذه الموسيقى بزيادة التركيز، فقد أظهرت الدراسات أن المخدرات الرقمية تستهدف العقل الباطن، ولكن عند زيادة التركيز تزداد فعاليتها كثيرًا، ولها أنواع كثيرة لكل منها تأثير يختلف عن الآخر، فمنها من يساعد على الاسترخاء وأخرى تساعد على تخفيف الألم.

الهدف من المخدرات الرقمية

للمخدرات الرقمية أهداف كثيرة، ولكن من أبرز ما تمت الإشارة إليه من قبل المستخدمين:

  • للشعور بالسعادة ولتحسين المزاج.
  • الإحساس بشعور الثمالة دون الحاجة لتعاطي المخدرات في الواقع.
  • تحسن مهارات الخيال لدى المستخدم.
  • التخلص من الإحباط واليأس وزيادة الثقة.

تاريخ المخدرات الرقمية

تم اكتشاف أول نوع من المخدرات الرقمية في سنة 1839 بواسطة العالم الفيزيائي هنريتش دوف، وذلك لاستخدامها في الأمور الطبية كنوع من أنواع العلاج لأمراض عديدة مثل: العجز الجنسي والشره، وذلك بواسطة تحفيز الغدة النخامية في الجسم من خلال الاستماع لتلك الموسيقى لإنتاج كميات كبيرة من هرمون السعادة.

ولكن تكمن خطورة المخدرات الرقمية بسهولة الحصول عليها واستخدامها، فكل ما يحتاجه الأمر هو موقع يقوم بتنزيل هذا النوع من الموسيقى وسماعات الأذنين، فيمكن أن يقوم أي شخص بتنزيل مقطوعات موسيقية وبثمن قليل والاستماع إليها عبر سماعة الأذنين.

وللحصول على أفضل فعالية للمخدرات الرقمية يقوم المستمع بإغلاق الأنوار في الغرفة التي ينوي الجلوس بها واستخدام السماعات وإغماض عينيه بحيث تستطيع هذه الموسيقى التأثير على ذبذبات الدماغ لتعطي المستمع حالة من الاسترخاء بواسطة النغمات والإشارات التي تصدر من خلال السماعات بمستويين مختلفين من الترددات، وتحدد تركيز الجرعة من خلال الفرق بين الترددات، بحيث كلما زاد الفرق زاد تركيز الجرعة.

من الآثار الجانبية للمخدرات الرقمية رجفان في الجسم وتشنجات عضلية والتأثير على الحالة النفسية والجسدية، وقد تؤدي على الانعزال في حالة الإدمان عليها، وقد يكون العلاج من إدمان المخدرات الرقمية شاقًا وصعبًا، ويتطلب التركيز على حالة الشخص المدمن.

الفئات المحظورة عن استخدام المخدرات الرقمية

من ممكن أن تحدث مشاكل وقد تشكل خطرًا كبيرًا للأشخاص من الفئات التالية حتى لو كان للعلاج:

حكم المخدرات الرقمية

لم يذكر في أي نص حكم المخدرات بشكل عام، وذلك بسبب عدم اكتشافها إلا مؤخرًا، ولأنها لم يأتي لفظ حكمها حسب ما فهموه من النصوص العامة القواعد الكلية، فاعتمدوا أن المخدرات حكمها التحريم، وذلك وفق ما قاله الفقهاء والعلماء، واستدلوا على ذلك من خلال السنة والإجماع والعقل والكتاب، فقد توصلوا إلى تحريم تناول المخدرات نسبة إلى تحريم شرب الخمر والمسكرات مما ورد في النصوص الشرعية، بسبب التخدير والإسكار الذي يوقف عمل العقل، حيث لا يوجد فرق بين الخمر والمخدرات من ناحية التأثير أو أن الخمر شراب والمخدرات مأكول.

ومن ناحية العقل فعند تناول المخدرات فإن تأثيرها يلغي عمل العقل وهو أحد أعظم النعم التي وهبها الله البشر إذا لم يكن أعظمها، والحفاظ عليه وحمايته وتجنب كل ما يمكن أن يؤثر به سلبًا من واجب الإنسان، بل أعطاه الشرع حق دخول أحد الكليات الخمس التي حرصت الشرائع على الحفاظ عليها، وحرمت كل اعتداء عليها.

في الختام ننبه الأهالي إلى ضرورة الانتباه لأطفالهم عند استخدام الإنترنت، وذلك بسبب سرعة انتشار المخدرات الرقمية، كما يتوجب مراقبتهم عند استعمال الهواتف وخاصة عند استخدام المواقع الإلكترونية، كما دعت بعض الجهات الحكومية لحظر المواقع التي تبيع المخدرات الرقمية.

‫0 تعليق