ما هو عقوق الوالدين؟
إن العقوق يعني لغة إغضاب الوالدين عن طريق ترك الإحسان لهما والتقصير في حقوقهما مع الإساءة في بعض الأحيان.
يمكن أن يشمل العقوق كل قول أو فعل يصدر عن الأبناء يؤدي لأذية الوالدين نفسيًا أو جسديًا.
تم تعريفه من قبل كعب الأحبار بأنه عدم طاعة الأبوين كلاهما أو أحدهما مع عصيان أوامرهما وخيانة الأمانة.
إن الصغيرة هي في حق الوالدين كبيرة فمن فعل شيء مؤذي لأهله يدخل عندها في باب العقوق والعصيان.
عد النبي محمد صلى الله عليه وسلم العقوق كبيرة من كبائر الإسلام فحين سئل عنها قال:
الشِّرْكُ باللَّهِ، وقَتْلُ النَّفْسِ، وعُقُوقُ الوَالِدَيْنِ.
لذلك أوصى الدين الإسلامي بضرورة رعاية الوالدين والدعاء لهما وطاعتهما وحفظ معروفهم حيث قال الله تعالى:
وَإِن جَاهَدَاكَ عَلى أَنْ تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلَا تُطِعْهُمَا وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفًا وَاتَّبِعْ سَبِيلَ مَنْ أَنَابَ إِلَيَّ ثُمَّ إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ.
في الآية السابقة نجد أن الحالة الوحيدة التي يجوز بها عصيان الوالدين هي أمرهما بالشرك بالله حيث أنه لا طاعة لمخلوق بمعصية الله.
مظاهر عقوق الوالدين
- التسبب بإحزانهما أو التقصير في حقوقهما.
- إظهار الضجر من طلباتهم والتأفف والاستثقال.
- النظر إليهم باحتقار.
- التململ من الطعام الذي تعده الأم وطلب الخدمة منها.
- سوء الخلق معهما بالعبوس وإغلاظ القول.
- عدم مد يد العون لهما في شؤون المنزل وأعماله المختلفة.
- شتم الوالدين أو التسبب بذلك حيث قال رسول الله:
مِنَ الكَبائِرِ شَتْمُ الرَّجُلِ والِدَيْهِ قالوا: يا رَسولَ اللهِ، وهلْ يَشْتِمُ الرَّجُلُ والِدَيْهِ؟ قالَ: نَعَمْ يَسُبُّ أبا الرَّجُلِ فَيَسُبُّ أباهُ، ويَسُبُّ أُمَّهُ فَيَسُبُّ أُمَّهُ.
- إدخال المنكرات إلى البيت وإفساد من فيه بفعلها أمامهم، مثل الدخان والخمر وترك الصلاة والصيام وغيرها من المحرمات.
- إقلاق الوالدين بالغياب لفترات طويلة بدون إخبارهم أو العودة بوقت متأخر.
- فعل ما يعود على الأهل بالسمعة السيئة والعار مثل الأفعال المعيبة بالنسبة للمجتمع والمتنافية مع أخلاق الدين الإسلامي التي حث عليها.
- تفضيل طاعة الزوجة على طاعة الأهل والإساءة بأي صورة لهما بسببها كالطرد أو رفع الصوت والمجادلة.
- التخلي عنهما في الكبر وإهمالهما ونقلهم لبيوت العجزة دون زيارات مستمرة واطمئنان عليهما.
- إمساك اليد على الإنفاق عليهما وتركهم للفقر والحاجة.
- التألم أمامهما من الحزن أو المرض حيث أن هذا الأمر يدفعهم للقلق والحزن.
- تمني الموت لهما بهدف التخلص من رعايتهم وخدمتهم وقد يصل الأمر لقتلهم.
- السرقة منهما أو أخذ المال منهما بدون علمهم وبذلك يكون قد اقترف كبيرتين من الكبائر هما السرقة والعقوق.
- ترك نهيهم عن المنكر وأمرهم بالمعروف حتى وإن تم رؤيتهم على معصية كبيرة.
- الاعتداء عليهم جسديًا أو ضربهم.
- رفع الصوت والمجادلة بالحديث وعدم الامتثال لرغبتهم وأمانيهم.
آيات قرآنية تحث على بر الوالدين
- وصى الإسلام ببر الوالدين مهما كان حالهما وحتى لو كانوا على غير ملة الإسلام حيث قال الله تعالى:
وَوَصَّيْنَا الْإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْنًا عَلَىٰ وَهْنٍ وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ* وَإِن جَاهَدَاكَ عَلَىٰ أَن تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلَا تُطِعْهُمَا وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفًا وَاتَّبِعْ سَبِيلَ مَنْ أَنَابَ إِلَيَّ ثُمَّ إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُون.
لأن الوالدين يعتبران أصحاب الفضل الأول على الأولاد.
- خص الله تعالى الأم بالمزيد من البر والطاعة في الكثير من الآيات مثل:
وَوَصَّيْنَا الْإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ إِحْسَانًا حَمَلَتْهُ أُمُّهُ كُرْهًا وَوَضَعَتْهُ كُرْهًا وَحَمْلُهُ وَفِصَالُهُ ثَلَاثُونَ شَهْرًا حَتَّىٰ إِذَا بَلَغَ أَشُدَّهُ وَبَلَغَ أَرْبَعِينَ سَنَةً قَالَ رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَىٰ وَالِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحًا تَرْضَاهُ وَأَصْلِحْ لِي فِي ذُرِّيَّتِي إِنِّي تُبْتُ إِلَيْكَ وَإِنِّي مِنَ الْمُسْلِمِينَ.
- أوصى الإسلام أيضًا بزيادة الإحسان إلى الأهل بعد تقدمهم في العمر لأنهم يحتاجون بهذه المرحلة المزيد من الاهتمام والتقدير فقال:
وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا.
- قُل تَعالَى أَتلُ ما حَرَّمَ رَبُّكُم عَلَيكُم أَلّا تُشرِكوا بِهِ شَيئًا وَبِالوالِدَينِ إِحسانًا.
- وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَ بَنِي إِسْرَائِيلَ لَا تَعْبُدُونَ إِلَّا اللَّـهَ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانً.
أحاديث نبوية شريفة عن بر الوالدين
قال الرسول صلى الله عليه وسلم :خَلَقَ اللَّهُ الخَلْقَ، فَلَمَّا فَرَغَ منه قامَتِ الرَّحِمُ، فأخَذَتْ بحَقْوِ الرَّحْمَنِ، فقالَ له: مَهْ، قالَتْ: هذا مَقامُ العائِذِ بكَ مِنَ القَطِيعَةِ، قالَ: ألا تَرْضَيْنَ أنْ أصِلَ مَن وصَلَكِ، وأَقْطَعَ مَن قَطَعَكِ، قالَتْ: بَلَى يا رَبِّ، قالَ: فَذاكِ قالَ أبو هُرَيْرَةَ: اقْرَؤُوا إنْ شِئْتُمْ: “فَهلْ عَسَيْتُمْ إنْ تَوَلَّيْتُمْ أنْ تُفْسِدُوا في الأرْضِ وتُقَطِّعُوا أرْحامَكُمْ
قال الرسول: الوالِدُ أوسطُ أبوابِ الجنَّةِ، فإنَّ شئتَ فأضِع ذلك البابَ أو احفَظْه
عن انس بن مالك رضي الله عنه قال:
ذَكَرَ رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ الكَبَائِرَ، أوْ سُئِلَ عَنِ الكَبَائِرِ فَقالَ: الشِّرْكُ باللَّهِ، وقَتْلُ النَّفْسِ، وعُقُوقُ الوَالِدَيْنِ
سال عبد الله بن مسعود الرسول فقال:
أيُّ الأعمالِ أحَبُّ إلى اللهِ تعالى؟ قال: الصَّلاةُ لِوَقتِها، فقُلتُ: ثم أيُّ؟ قال: ثم بِرُّ الوالدينِ، ثم قُلتُ: ثم أيُّ؟ قال: الجِهادُ في سَبيلِ اللهِ عزَّ وجلَّ ولوِ استَزَدتُه لزادَني
قال الرسول صلى الله عليه وسلم: رَغِمَ أنْفُهُ، ثُمَّ رَغِمَ أنْفُهُ، ثُمَّ رَغِمَ أنْفُهُ قيلَ: مَنْ؟ يا رَسولَ اللهِ، قالَ: مَن أدْرَكَ والِدَيْهِ عِنْدَ الكِبَرِ، أحَدَهُما، أوْ كِلَيْهِما، ثُمَّ لَمْ يَدْخُلِ الجَنَّةَ
سأل أحدهم الرسول صلى الله عليه وسلم:
يا رَسولَ اللَّهِ، مَن أحَقُّ النَّاسِ بحُسْنِ صَحَابَتِي؟ قالَ: أُمُّكَ قالَ: ثُمَّ مَنْ؟ قالَ: ثُمَّ أُمُّكَ قالَ: ثُمَّ مَنْ؟ قالَ: ثُمَّ أُمُّكَ قالَ: ثُمَّ مَنْ؟ قالَ: ثُمَّ أبُوكَ.
جاء رجل اسمه جاهمة عند الرسول وسأله:
يا رسولَ اللَّهِ إنِّي كنتُ أردتُ الجِهادَ معَكَ أبتغي بذلِكَ وجْهَ اللَّهِ والدَّارَ الآخرةَ، قالَ: ويحَكَ أحيَّةٌ أمُّكَ؟ قُلتُ: نعَم، قالَ: ارجَع فبِرَّها، ثمَّ أتيتُهُ منَ الجانبِ الآخَرِ، فقلتُ: يا رسولَ اللَّهِ إنِّي كنتُ أردتُ الجِهادَ معَكَ أبتغي بذلِكَ وجهَ اللَّهِ والدَّارَ الآخرَةَ، قالَ: وَيحَكَ أحيَّةٌ أمُّكَ؟ قلتُ: نعَم يا رسولَ اللَّهِ، قالَ: فارجِع إليْها فبِرَّها، ثمَّ أتيتُهُ من أمامِهِ، فقُلتُ: يا رسولَ اللَّهِ، إنِّي كنتُ أردتُ الجِهادَ معَكَ أبتغي بذلِكَ وجْهَ اللَّهِ والدَّارَ الآخرةَ، قالَ: ويحَكَ أحيَّةٌ أمُّكَ؟ قُلتُ: نعَم يا رَسولَ اللَّهِ، قالَ: ويحَكَ الزَم رِجلَها فثمَّ الجنَّةُ.