تاريخ الصورة والسينما
الصورة في اللغة اللاتينية تعني Imago أي يقصد بها أخذ مكان شيء ما، وكانَ القدماء من زمنٍ بعيد يستعملون مرادفات عديدة ومختلفة لها عن التي نعرفها الآن فالبعض كانَ يطلق على الصورة اسم Simulacre، والبعض كانَ يطلق عليها اسم effigie، وتعني كلمة Imago الكلمة اللاتينية ترجمتها باليونانية القديمة بمعنى{أيقونة} أي أنها توضح معنى الصورة وتشير إلى التشابه والمحاكاة، كما أن أفلاطون قد اعتمدها في فلسفته ولعبت دوراً مهماً في تأسيس الكثير من أنظمة التمثل للأفكار وأنظمة التمثيل والنشاطات في الغرب. وسنتعرف في هذا المقال على تاريخ الصورة والسينما.
عزيزي القارئ،، نقدم لكَ في هذا المقال معلومات تاريخية وأولية عن تاريخ الصورة والسينما:
ما مفهوم الصورة؟
الصورة بمفهومها الحقيقي هي استراق لحظة من الزمن والاحتفاظ بها بعيداً عن مرور الوقت، وتعني خلق عوالم جمالية وإبداعية تتحدث عن أبعاد الضوء وزوايا الكاميرا المشكلة صورة ولوحة فنية في آنٍ معاً، كما أنها من أهم الابتكارات التي توصل إليها الانسان منذ زمنٍ طويل وهي محاكاة أو تقليد نسخة طبقة الأصل عن الواقع يمكن الاحتفاظ بها لأطول فترة ممكنة.
ويقول أرسطو {التفكير مستحيل من دون صور} أي أن الانسان يحتاج لصور في حياته حتى الصور الذهنية ليتخيل الأشياء من حوله ويفكر بها بتمعن كبير، فمن قديم الزمان كانت الصورة الذهنية موجودة أي أنها من أيام الانسان البدائي فهي تعبر عن فكره ونفسه واحساسه والأشياء من حوله.
ما هو تاريخ الصور الفوتوغرافية؟
يقصد بالتصوير الفوتوغرافي تسجيل صورة لانسان أو أي شيء موجود في هذا العالم عن طريق استغلال الضوء، ويرجع تاريخ الصورة الفوتوغرافية باستخدام الضوء إلى عهد القدماء الإغريق، كما أن الحسن بن الهيثم عملَ على تحقيق حلم إنتاج الصورة عندما قام بتجربته المميزة عن انعكاس الضوء داخل صندوق مظلم.
وفي العصور الوسطى جاءَ فرانسيس بيكون بغرفة مظلمة جداً يوجد داخلها فتحة صغيرة تسمح للضوء بدخوله من الخارج لداخل هذه الغرفة المظلمة وعند دخول هذا الضوء للغرفة يعكس صورة على الجدار المقابل وسميت منذ ذلك الوقت ب {الحجرة المظلمة}.
ما هي قصة الحجرة المظلمة؟
قصة الحجرة المظلمة باتت معروفة منذ زمنٍ طويل والتي تسمى بمكتبة التصوير الضوئي/ تاريخ السينما، بدأت القصة منذ بدايتها عندما دخل الرسام المشهور جيوفاني بورتا إلى غرفته المظلمة وكانت مغلقة من الباب ويجوبها الظلام الحالك، ولكن جاءَ جيوفاني وفتح باب غرفته المظلمة وتفاجئ بهذا المنظر المذهل المرسوم على الجدار المواجه للنافذة وهو صورة حقيقية مكونة من جدار وشجر وسور لكنها منعكسة على الجدار بشكل مقلوب.
ومن هنا بدأت قصة الحجرة المظلمة وبدأت الأبحاث عن حلول وتطورات تساعد الرسامين في رسم لوحات حقيقية عن طريق انعكاس الضوء على الخيام السوداء وبها ثقب صغير ينفذ منها الضوء وينعكس ويبدأ الرسام برسم هذه اللوحات وتعديلها كيفما أراد.
ما هو العصر الأولي للفوتوغرافيا؟
تطوّر علم البصريات في ذلك الوقت، مما دفع الرسام الإيطالي جاردانو ليقول اقتراح مميز أن الحجرة المظلمة التي انعكست منها الصور المقلوبة يمكن تصغيرها لتصبح صندوقاً مغلقاً ينفذ إليه الضوء من خلال ثقب، وفكرَ أيضاً جاردانو باقتراح إضافي هو وضع عدسة محدبة مكان الثقب الموجود في الصندوق، وبالفعل جاءت الأيام وتم استخدام فكرة جاردانو وتداولها من خلال وضع عدسة على الثقب ذات وجهين، ولكن مع ظهور الكاميرا البدائية واستعمالاتها المتعددة لم يكن يتمكن أي أحد من التقاط صور دائمة وكانت جميع الصور بدائية وغير واضحة، وكانَ التقدم في مجال التصوير بطيئاً جداً.
ما هي أول صورة التقطت في العالم؟
بالتأكيد سيراود ذهنك الكثير من الأسئلة حول أول صورة تم التقاطها في العالم، فأول صورة كانت في عام 1822 لضابط متقاعد في الجيش الفرنسي يدعى {جوزيف نيسيفور}، أطلقَ جوزيف على هذه الصورة اسم {هيلوغراف} أي معناها صورة شمسية وتم استغراق تظهير هذه الصورة ثماني ساعات متواصلة.
عصر الفوتوغرافيا المتقدم:
كان التطور في هذا المجال بطيء جداً حيث أن الصورة لم تبدأ بشكل حقيقي إلا سنة 1839، ويعود الفضل إلى {لويس داجير} الذي اخترع طريقة تحميض الصورة الثابتة الملساء على لوح فضي، وهذا العام كانَ من أول الأعوام لاكتشاف فن التصوير الطباعي، وبعد ذلك بعدة سنوات جاء {إيستمان}، وهو مؤسس شركة إيستمان كوداك والذي يعد أعظم مؤثر على الأفلام السينمائية والتصوير الفوتوغرافي.
بدأ إيستمان اهتمامه بالتصوير يوماً بعد يوم، وافتتحَ مكاناً لبدء أعماله في تصنيع الصفائح الجافة، ثم بعد ذلك قامَ بافتتاح شركة إيستمان للصفائح الجافة وبعدها بعدة سنوات أعلنَ اختراعه لفائف الفيلم الملفوف {Roll Adapter} مع مجموعة من الأسطوانات التي تتحكم فيه ويمكن أن تستعمل مع أي كاميرا، وفي عام 1888 أعلنَ إيستمان عن اختراع كاميرا بدائية خفيفة مقابل 25 دولاراً ومن مميزاتها أنها تستطيع أن تحمل مائة صورة.
ما هي أول صورة طبقية لجسم الانسان؟
أول صورة طبقية لجسم الانسان والتي أحدثت ثورة هائلة في عالم الفيزياء والطب، كانت للبروفيسور {ويليام كونراد} وهو ألماني الجنسية، كانَ يعمل في مختبره الخاص ذات يوم ويعمل على مجموعة من الأبحاث التي تتعلق بمادة في أنبوب فشد انتباه هذا البروفيسور القليل من مادة الباريوم التي تصدر ضوء نيون، فقام هذا البروفيسور بأخذ صفيحة من المعدن ووضعها خلف يد زوجته، حتى أن خاتم الزواج يظهر في هذه الصورة، وبذلك تم التقاط أول صورة ليد بشرية كانت زوجة هذا البروفيسور.
ما هي آلة التصوير لايكا؟
آلة التصوير لايكا هي آلة صغيرة الحجم، تم اختراعها من قِبل {أوسكار بارناك} وهو من كبار الباحثين وأحدثت هذه الآلة تطوراً في فن التصوير، وبدأ أوسكار يجري أبحاثاً حول صنع آلات تصوير حديثة للأفلام وذلك باستخدام أشرطة السينما، وعند ظهور آلة التصوير لايكا كانت أعظم اختراع في تاريخ التصوير {صغيرة الحجم، خفيفة الوزن، سهلة الاستعمال}.
وتطورت الأبحاث والاختراعات بعد عدة سنوات وأصبح الباحثين يريدون الحصول على صور ثلاثية الأبعاد ملونة، وتحققَ مرادهم سنة 1940 بفضل {دوجلاس ونيك} حيث أنهم اكتشفوا طريقة خاصة لمعالجة الفيلم بالعدسات المقعرة، وفي عام 1947 ابتكرَ {إدوين لانت} آلة تصوير حديثة تلتقط الصور وتقوم بتحميضها على ورق حساس ومن ثم تطبعها بشكلٍ مباشر.
قد يهمك: اختراعات غريبة
ومن هنا بدأت مراحل تطور الصور والكاميرات وانتشارها سنة بعد سنة إلى أن وصلنا إلى عصرنا الحالي والمتطور الذي يوجد فيه أحدث وأجود أنواع الكاميرات والصور الاحترافية والتطبيقات المذهلة وتقنية البث المباشر.
في الختام أصدقائي .. أتمنى أن يعجبكم المقال.