عالمنا مليء بالألغاز والأماكن المُرعبة والغامضة، وذكرنا في مقالات سابقة لنا عن أغرب الأماكن وأكثرها رُعباً مثل {كهوف تاسيلي، جزيرة الدُمى المُرعبة، أسرار وظواهرغامضة..} وغيرها الكثير منَ المقالات الأخرى، ولكن لعنة الفراعنة توت عنخ آمون ما زالَ إلى يومنا هذا من أكثر الأسرار غموضاً وإثارة للجدل، فمن هوَ توت عنخ أمون؟ وما هوَ السر الغامض وراءَ موته؟ ولماذا يُسمى قبره بلعنة الفراعنة الكُبرى؟ وماذا وُجدَ داخل قبره عندَ العثور عليه؟
من هوَ توت عنخ أمون؟
وهوَ واحد من أشهر الفراعنة القدماء للأسرة المصرية الثامنة عشر، كانَ توت عنخ أمون فرعوناً لمصر من 1334 ق .م إلى 1323 ق.م، وهوَ كانَ فرعوناً عادياً كغيره منَ الفراعنة إلى لحظة موته التي أدهشت البعض، فموت هذا الفرعون كانت غير طبيعية اعتقدَ البعض أنَهُ توفي كأي شخصٍ آخر ولكن تبيّنَ فيما بعد أنهُ تعرّض لكسور في الجمجمة والعظام أيضاً، واشتُهرَ كثيراً عن الفراعنة الأخرى ليسَ بسبب انتصاراته وقوّته وسيطرته على الأمور بل بسبب الألغاز التي أُحيطت بهِ بعدَ موته، وخاصةً لغز القبر الذي وجدهُ البعض وسُميَ بلعنة الفراعنة الكبرى، علاوة على ذلك نجد في الوقت الحالي الكثير منَ الأفلام الوثائقية والسينمائية ومقاطع الفيديو تتحدّث عن قبر توت عنخ آمون، فبعدَ موته تزوّج وزير هذا الفرعون بأرملته وحصلَ على لقب الفرعون أيضاً، فاعتبرَ الكثير منَ الأشخاص المُهتمين بتوت عنخ أمون أنهُ توفي نتيجة اغتيال وقتل عمد، ومنَ الجدير بالذكر أنهُ استلمَ منصب فرعون لمصر وهوَ بعمر صغير جداً أي في التاسعة من عمره وجاءَ بعدَ الفرعون {إخناتون}، وبعدَ موته بمدة طويلة جداً اكتشفَ بالصدفة {هوارد كارتر} وهوَ عالم آثار بريطاني الأصل مهنتهُ الكشف والتنقيب عن الآثار القديمة منذُ آلاف ومئات السنين، ومن اكتشافاته قبر توت عنخ آمون في وادي الملوك التي تقع على الضفة الغربية من نهر النيل الذي أحدثَ ضجة كبيرة في العالم وخاصةً من قِبَل وسائل الإعلام، فبعدَ اكتشاف قبر هذا الفرعون، ماذا وجدوا بداخله؟
ماذا يوجد داخل قبر الفرعون توت عنخ آمون؟
كما ذكرنا أنَ عالم الآثار البريطاني أثناءَ رحلته في الكشف والتنقيب عن القبور والآثار التاريخية لاحظَ بالصدفة وجود قبو كبير الحجم عندما كانَ يقوم بحفر النفق المؤدي لقبر رمسيس السادس، وعندَ رؤيته للقبو سارعَ بالحفر بطريقة أعمق والتنقيب بدّقة إلى أن وصل إلى غرفة صغيرة يوجد بداخلها قبر الفرعون توت عنخ آمون، وحسب ما أشار هذا العالم الأثري أنَ الغرفة كانت صغيرة الحجم تحتوي على العديد منَ الرسومات للفراعنة القدماء وهذه الرسومات كانت أشبه بقصة رحيل توت عنخ أمون يرويها الفراعنة في ذلكَ الوقت، ومشهد الغرفة كانَ مشهداً رائعاً لهذا العالم الأثري، علاوة على ذلك لم يستطع مُشاهدة الكثير منَ الرسومات الأخرى كونهُ كانَ ينظر إلى الغرفة برفقة مُساعده عبر فتحة صغيرة ومُمسكاً بيدهِ شمعة للإنارة، ويُعدّ هذا العالم من أشهر العلماء الأثريين في عصره فهوَ استطاعَ اكتشاف هذا القبر بعد أكثر من 3000 سنة واكتشفهُ في عام 1922م، حاولَ الدخول إلى الغرفة وعندَ دخوله رأى صندوقاً خشبياً كبير الحجم موجود في مُنتصف الغرفة، ولكن الأمر الذي أثارَ دهشته هيَ النقوشات الذهبية الموجودة عليه، قامَ كارتر برفع الصندوق الأول ليجد صندوقاً آخر بنفس التصميم مُرّصعاً بالذهب وقامَ برفع الصندوق الآخر ليجد صندوقاً ثالثاً أيضاً بنفس التصميم، وعندَ رفعه للصندوق الثالث اندهشَ من وجود تمثال ذهبي ووجود قطع أثرية كبيرة مُرّصعة بالذهب، كما أنَ عدد هذه القطع يصل إلى حوالي 4000 قطعة أثرية، فعملية الوصول إلى مومياء هذا الفرعون كانت عملية صعبة للغاية وتحتاج إلى جهد كبير في وجود هذا الذهب والصناديق الثلاث، وعندَ وصوله للكفن رأى أيضاً أنهُ مغطى بالذهب فحاولَ التخلص من هذا الكفن، وبعدَ صعوبة كبيرة رأى مومياء هذا الفرعون وهوَ مُزيّن بجميع أنواع الذهب والقلادات والخواتم.
قد يهمك: أغرب 6 ألغاز قديمة حيّرت البشرية
ماذا وُجدَ داخل قبر هذا الفرعون؟
بعدَ فتح هذا القبر وُجدَ بداخله ملابس خاصة بهذا الفرعون والعديد منَ الأقمشة والتماثيل الذهبية، ووجدوا أيضاً حلي ذهبية وبخور ومواد كثيرة للزينة وكراسي وقطع أثاث مُختلفة الأشكال، ومصابيح زيتية ومشروبات خاصة بالفرعون، وأوعية مصنوعة منَ الفخار والذهب، وعربات خاصة بالخيول، ومُعدات حربية، ومخزونات غذائية.
لماذا سُميَّ توت عنخ أمون بلعنة الفراعنة الكبرى؟
الجزء الأكثر غموضاً من هذه القصة أنَ قبر هذا الفرعون يحتوي على لعنة كبيرة لكل من يقترب منه ويُحاول إزعاجه، فالعديد منَ العلماء والخبراء أشاروا إلى وجود إشعاعات أو بكتيريا تُحيط بقبر هذا الفرعون تجعل أي شخص يقترب منه يتعرّض للموت، وهذه اللعنة أُصيبَ بها العديد منَ الأشخاص الذينَ اقتربوا منَ القبر وحاولوا فتحه، ومن أهم الأشخاص الذينَ أُحيطوا باللعنة:
- جورج هيربرت: وهوَ واحداً من فريق العمل الذي كانَ موجوداً أثناءَ اكتشاف وفتح قبر الفرعون، ولكنهُ توفي بعدَ شهر واحد فقط بسبب بعوضة سامة كانت قد تسببت لهُ في الموت، وهذه البعوضة جاءت بعدَ فتح قبر الفرعون.
- هوارد كارتر: وهوَ مكتشف القبر والشخص الأول الذي قامَ بفتحه واكتشاف المومياء والآثار داخله، توفي أيضاً بشكلٍ مُفاجئ معَ أنهُ لم يكن يُعاني من أي أزمات صحيّة أو مشاكل.
علاوة على ذلك،، توفيَ العديد من زوار هذا القبر بعدَ دخولهم مُباشرة ورؤية ما بهِ، وبعدَ هذه الوفيات التي تعود أسبابها إلى أمور غير طبيعية أو من مشاكل حمى بعدَ فتح هذا القبر، أشارَ بعض العلماء والخبراء إلى ربط هذه الأحداث والموت المُفاجئ لهؤلاء الأشخاص بلعنة الفراعنة الكبرى الناتجة عن فتح قبر توت عنخ أمون، ومنَ الجدير بالذكر أنَ بعض الخبراء منَ الناحية الأخرى يقولون أنَ هذه مُجرد خرافات فقط، ولكن حتى هذه اللحظة قبر توت عنخ أمون يُعد سراً من أسرار الغموض في العالم والذينَ يُصرّون على أنَ الفرعون يحتوي على لعنة.
مارأيكم أنتم؟؟ هل تعتقدون أنَ قبر هذا الفرعون يحتوي على لعنة كبيرة عندَ إزعاجه أو الاقتراب منه؟ وهل تعتقدون أنَ حوادث الوفيات لهؤلاء الأشخاص جاءت بشكلٍ طبيعي أو غير اعتيادي ناتج عن لعنة توت عنخ أمون؟ شاركونا آرائكم على الموقع العربي {فنجان} فنحنُ بانتظار تحليلاتكم وآرائكم حول هذا الموضوع الغامض والمُثير للجدل.
{نتمنى أن يعجبكم المقال أيها الرائعون}.