جرثومة شيغيلا وطرق الوقاية منها

[faharasbio]

جرثومة شيغيلا وطرق الوقاية منها

نحنُ معرّضون للإصابة بأي نوعٍ منّ البكتيريا أو الجراثيم إن لم نحمي أنفسنا منها، لأنّ كل مكانٍ حولنا مليء بالبكتيريا والفيروسات التي تُسبب العدوى والمرض، فالجراثيم متواجدة في أي جزءٍ من منزلنا أو منّ المكان العام الذي نتواجد بهِ، وبعضها ليسَ خطيراً على الصحة كونها تعمل على حماية المناعة عندَ الإنسان، ولكن أغلب أنواعها يتسبب بحدوث خلل في الجسد والإصابة بأعراضٍ مختلفة.

ومنّ الجدير بالذكر، أنّ هذه الكائنات الدقيقة الحيّة الصغيرة جداً والتي لا يُمكن ملاحظتها بالعين المجردة، قد تنمو وتتواجد في طعامنا وملابسنا ومكان نومنا، وتختلف أنواع الجراثيم عن بعضها مثل {البكتيريا، الفيروسات، الأوليات، الفطريات، الديدان الطفيلية} وتنتقل هذه الأنواع عن طريق الاتصال الجسدي بالشخص المُصاب وملامسته والاحتكاك بهِ أو عن طريق اللعب معَ الحيوانات في الطبيعة أو تناول الأطعمة المعرّضة للتلوث والمكشوفة للهواء.

ونوّد الإشارة، أنه توجد جرثومة شائعة جداً يُطلق عليها {داء شيغيلا} يُصاب بها الأطفال بشكلٍ خاص في المدارس، نظراً لإهمال العناية بنظافتهم الشخصية ونظافة المراحيض من حولهم، ولذلك ما المقصود بجرثومة شيغيلا؟ وما هيَ أعراضها؟ أسباب الإصابة بها؟ وطرق علاجها والوقاية منها؟

ما المقصود بجرثومة شيغيلا Shigella؟

شاعَ انتشار جرثومة شيغيلا في دولة الأردن مؤخراً، فهيَ عبارة عن جرثومة تحدث في الأمعاء وتُسبب خلل في الجهاز الهضمي، فلا يستطيع الفرد تناول وجباته بسهولة أو الخروج للحمام بأريحية، كونها تُؤثر عليه وتتسبب بإسهالٍ معَ دماء.

علاوة على ذلك، تستهدف هذه الجرثومة أسفل الأمعاء الدقيقة والأمعاء الغليظة عندَ المُصاب، وتنتشر في عدّة دولٍ غربية منّ العالم أبرزها أمريكا، وشاعَ انتشارها أيضاً في الوطن العربي بسبب العادات الخاطئة للنظافة الشخصية في الأماكن العامة والمدارس، وبمعدل 500 ألف إنسان يُصاب بها بشكلٍ سنوي حولَ العالم.

بالإضافة أنّ حالات الوفيات بهذه الجرثومة نادرة نوعاً ما، ولكن الآلام الحادّة التي تُصيب الأمعاء يجب السيطرة عليها في وقتٍ مبكّر حتى لا يزداد الوضع سوءاً، وتنتمي إلى فصيلة يُطلق عليها {الأمعائيات} ولهذه الجرثومة أنواع عديدة مثل {الشغيلا الزحارية، الشيغيلا سوني، الشيغيلا الفلكنسرية}.

ما هي أعراض الإصابة بجرثومة شيغيلا Shigella؟

توجد عدّة علامات يُمكنكِ ملاحظتها على طفلك المُصاب بها، فقد تظهرَ بعدَ حوالي عدّة ساعات من إصابته بها أو تظهر بعدَ 24 ساعة وتستمر لحوالي أسبوع، وتتمثل في:

  • الشعور المستمر بالغثيان والتعب الجسدي.
  • آلام حادّة في البطن.
  • الإسهال معَ تواجد نقط دماء بهِ.
  • وجود مادة مخاطية في براز المُصاب.
  • الشعور بالحمى.
  • الحاجة للقيء بعدَ تناول أي وجبة طعام.

هل يُمكن أن تحدث مضاعفات لجرثومة شيغيلا؟

بالطبع إذا كانَ المُصاب لا يمتلك مناعة قوية أو لم يُعالج حالته في وقتٍ مبكّر، تزداد خطر المضاعفات على الشكل الآتي:

  • الإصابة بالتهاب المفاصل التفاعلي.
  • الشعور بالجفاف الدائم.
  • قد يتضاعف الأمر إلى الإصابة باعتلال في دماغ المُصاب وخاصةً عندَ الأطفال، بحيث تُؤثر على أداء مهامهم اليومية وطاقتهم الجسدية.

ما هي أبرز أسباب الإصابة بجرثومة شيغيلا Shigella؟

توجد عدّة عوامل وعاداتٍ يومية يفعلها معظم البشر تُؤدي بهم إلى الإصابة بالشيغيلا، أبرزها:

  • مص الأصابع: أغلب الأطفال يُمارسون هذه العادة، كونهم يضعون أصابعهم المتسخة في أفواههم، ويخرجون منّ المرحاض دون تعقيم أيديهم بالشكل الكافي، وبالتالي أثناءَ لمس برازهم أو أي مكانٍ في المراحيض تنتقل الشيغيلا إليهم وتتشبث أسفل أظافرهم الطويلة وأصابعهم.
  • الاتصال المباشر بالمُصابين: عندما يتعرّض الفرد للإصابة بهذه الجرثومة قد تنتقل لأفراد عائلته وأصدقائه عندما يُصافحونه أو يُسهمون في تقبيله واحتضانه، كما أنّ استخدامهم لأدواته الشخصية يُعتبر منّ العوامل الأساسية للإصابة بداء شيغيلا.
  • الطعام والمشروبات الملوثة: هل تساءلتَ من قبل عن نظافة الأفراد الذينَ يقومون في إعداد الطعام خارجاً؟ هل مُصابون بالأمراض؟ هل يهتمون بنظافتهم الشخصية؟

للأسف أغلب المطاعم لا تهتم بنظافة وجباتها، فمعدّ الطعام قد يخرج منّ المرحاض دون غسل يديه جيداً، وبالتالي تنتقل إليكَ العدوى بكل سهولة.

  • عدم تطهير اليدين بشكلٍ جيد: يُمكن ملاحظة أغلب العائلات يضعون أطفالهم عندَ المربية أو في الروضات الخاصة، وعندما تقوم المربية في تغيير حفاض طفل ما وإهمال تعقيم يديها ومن ثمَ لمس براز طفل آخر، قد تنتقل إليه وإلى باقي الأطفال في المكان وإصابتهم بالعدوى.
  • السباحة: بما أننا على مشارف فصل الصيف الجميل، بعض الأشخاص يُحبّون السباحة والاستمتاع، ولكن المياه الملوثة التي تحتوي على بكتيريا أشخاص آخرين، قد تُساعدك في الإصابة بجرثومة شيغيلا.

ما هي عوامل خطر الإصابة بجرثومة شيغيلا؟

توجد عدّة عوامل تزيد خطر الإصابة بها، مثل:

  • التواجد في الأماكن المكتظة بالبشر مثل مواقف المواصلات أو السجون أو السكن الجامعي أو السكن العسكري.
  • زيادة خطر إصابة الأطفال بها لأنّ مناعتهم ضعيفة مقارنةً بالبالغين، ولكن حتى البالغين يُصابون بها.
  • التواجد في مناطقٍ غير مخدّمة ونظيفة مثل السكن العشوائي لافتقارها لمرافق الصرف الصحيّ.

ما هي طرق علاج جرثومة شيغيلا والوقاية منها؟

في الحقيقة تحتاج علاج هذه الجرثومة إلى إشراف طبيب عليها ووصف توصيات مهمة للمريض، لأنَ أغلب المُصابين يُهملوا تشخيص حالتهم، ويتم العلاج عن طريق الخطوات الآتية:

  • المضادّات الحيوية: في بعض الحالات يقوم الطبيب في وصف مضادّات حيوية حتى تُسهل على المريض الشعور بالراحة والتحسن، فيجب الانتظام بمواعيدها المحددة لاستهلاكها.
  • الراحة والنوم: يُفضّل الحصول على قسطٍ منّ الراحة في غرفتك الخاصة دون ملامسة أي شيءٍ يقترب منه الآخرين، ويُستحسن النوم لمدة 8 إلى 9 ساعات لزيادة شعورك بالتحسن وتخفيف الإرهاق.
  • تطهير اليدين: إذا شعرتَ بتحسنٍ في حالتك، حاول الابتعاد عن إعداد الوجبات لأطفالك هذه الفترة، وابدأ بغسل يديك بالصابون لمدة دقيقة بعدَ خروجك منّ المرحاض أو ملامسة أي سطحٍ متسخ.
  • الابتعاد عن السباحة: في البداية عليكَ تجنب شرب المياه منّ الأماكن العامة أو منّ الحمامات الخاصة بالسباحة أو منّ البحيرات، فهيَ مياه ملوثة ومليئة بالبكتيريا التي تُسبب سوء حالتك الصحيّة، ويُفضّل الابتعاد عن أماكن السباحة لأنها بؤرة جرثومية.

لا تقلق إنّ الجراثيم ليست بهذه الخطورة، ولكن الإصابة بها يتسبب بضعفٍ جسدي وأعراض مؤلمة، لذلك حاول مراقبة نفسك وأطفالك واتباع طرق النظافة وخاصةً قبل وبعد تناول الطعام، بالإضافة لتجنب استخدام أو مشاركة أدواتك الشخصية معَ الآخرين، فالوقاية خير من قنطار علاج.

{{نأمل أن يعجبكم المقال أيها الرائعون}}.

[ppc_referral_link]