حبوب الكيتو
يسعى نظام الكيتو الغذائي إلى تحفيز الجسم للدخول إلى الحالة الكيتونية، وهذه الحالة هي عملية التمثيل الغذائي التي يحرق فيها الجسم الدهون للحصول على الطاقة بدلًا من حرق الجلوكوز.
يُعتقد أن السبب في خسارة الوزن في حمية الكيتو يعود إلى استخدام الجسم للدهون بدلًا من الكربوهيدرات كمصدر للطاقة.
يدخل الجسم الحالة الكيتوزية بعد اتباع نظام غذائي منخفض الكربوهيدرات وعالي الدهون لفترة من الزمن.
لكن يلجأ بعض الأشخاص إلى أخذ ما يُعرف بحبوب الكيتو (بالإنجليزية: Keto pills) وهي نوع من حبوب الحمية التي تحفز الجسم على الدخول إلى الحالة الكيتوزية بسرعة.
لكن هل يُمكن أن تُفيدك حبوب الكيتو فعلًا؟
وهل ينتج عنها آثار جانبية خطيرة؟(1)
الحالة الكيتوزية
في الوضع الطبيعي، وبعد اتباع نظام غذائي منخفض الكربوهيدرات وعالي الدهون لمدة أربعة أيام، يبدأ الجسم في إنتاج المزيد من أحماض الكيتو أو الكيتونات، وتزداد نسبتها في الدم.
يحدث ذلك عندما يبدأ الجسم بإرسال الخلايا الدهنية إلى الكبد لتتحول إلى الكيتونات التي يستخدمها الجسم للحصول على الطاقة.
تسعى حبوب الكيتو إلى رفع مستوى الكيتونات في الدم، وهذا لأنها تحتوي على نوع من الدهون المشبعة الموجودة في زيت جوز الهند وزيت النخيل، وهي دهون ثلاثية يُرمز لها بالرمز MCT.
بعد تقليل تناول الكربوهيدرات، يستعين الكبد بدهون MCT ويُحولها إلى كيتونات، مما يزيد من مستوى الكيتونات في الدم.
كما يُمكن للجسم تكسير دهون MCT بسرعة أكبر لأنها تتكون من سلسلة أحماض دهنية أقصر من بقية الدهون.
وبذلك، ستُساعدك حبوب الكيتو على تسريع عملية فقدان الوزن من خلال زيادة الكيتونات في الدم فقط، ولكن مقارنة بنظام الكيتو، فنظام الكيتو يُقدم مجموعة من الفوائد الإضافية التي تفتقر لها الحبوب.
يُساهم نظام الكيتو الغذائي بدون استخدام الحبوب في تقليل نسبة السكر في الدم، وهذا ما يُقدم فائدة أكبر للجسم مقارنة بالكيتونات وحدها.
وبعد البحث المكثف، وافقت إدارة الغذاء والدواء الأمريكية على خمسة أدوية لإنقاص الوزن مع اتباع نظام غذائي صحي، ومن الجدير بالذكر أن حبوب الكيتو ليست منها.(1)
حبوب الكيتو و الإلكتروليتات
إلى جانب دهون MCT، تحتوي حبوب الكيتو أيضًا على الإلكتروليتات أو الشوارد مثل المغنيسيوم والصوديوم.
يُمكن أن تكون هذه نقطة إيجابية، وهذا لأن الحالة الكيتونية تحفز الجسم على إطلاق المزيد من الصوديوم.
ولكن ووفقًا لأخصائي التغذية، يُفضل الحصول على الإلكتروليتات من الطعام لتتبع كمية الصوديوم التي تتناولها، وهذا لأن حبوب الكيتو غير مُنظمة من قبل إدارة الغذاء والدواء.
تقول أخصائية التغذية المسجلة في مركز الطب الوظيفي في عيادة كليفلاند الدكتورة أريانا فيوريتا:” حبوب ومشروبات الكيتو غالبًا ما تكون مكلفة للغاية، مع أنها تحتوي على جميع المكونات الموجودة في منزلك بالفعل!”.(1)
أضرار حبوب الكيتو
وفقًا لما سبق، تتضمن فوائد حبوب الكيتو فقط دعمك على عملية إنقاص الوزن بزيادة نسبة الكيتونات في الجسم.
ولكن ما يُقلق الباحثون هو أضرارها، فعلى الرغم من أن حبوب الكيتو غير مسجلة في منظمة الغذاء والدواء، إلا أنها تحظى بشهرة واسعة، ويتم التسويق لها بأساليب مغرية للغاية.
فيما يلي قائمة بالأضرار الغير مرغوب فيها لحبوب الكيتو، والتي عليك التفكير بها جيدًا قبل التفكير في أخذ أي من هذه الحبوب.(2)
إفساد عملية التمثيل الغذائي
عندما تجوع، يستخدم جسمك الكيتونات للحصول على الطاقة بالطريقة نفسها التي يستخدمها في نظام الكيتو، وتحفز الكيتونات من هرمون الشبع اللبتين، كما تُخفض من هرمون الجوع الجريلين.
وهذا ما ظهر في حالات المجاعات، حيث يتكيف الجسم مع الجوع بزيادة تركيز الكيتونات، وبذلك يُقلل من احتمالية الشعور بالجوع الشديد.
لكن لوحظ أن حبوب الكيتو تزيد من تركيز الكيتونات بشكل يتجاوز الحد المسموح به، وهذا ما يؤدي إلى زيادة هرمونات الشبع بشكل كبير، ونتيجة لذلك ستفقد قدرتك على الشعور بحاجات جسدك الغذائية.
ما يلي ذلك هو الشعور بجوع مبالغ به، وينتج عن ذلك تناول طعام أكثر مما كنت تتناوله قبل اتباعك لنظام غذائي، مما يُعيد لك الوزن المفقود مع اكتساب بعض الوزن الإضافي.(2)
التكاليف العالية
تحتوي مكملات الإلكتروليتات الغذائية على 40% من حاجتك اليومية من الصوديوم، ويتناولها الرياضيين لزيادة قدرتهم على التحمل.
تحتوي حبوب الكيتو على الصوديوم لأن مصنعيها يزعمون أنها ستقلل من حدة أعراض أنفلونزا الكيتو.
ويُقصد بأنفلونزا الكيتو مجموعة من الأعراض الشبيهة لأنفلونزا مثل الأوجاع، التشنجات، الإسهال، الإمساك، الضعف العام والإرهاق، وتُصيب هذه الأعراض العديد من الأشخاص في الأربعة أيام الأولى من اتباع نظام الكيتو.
يُعتقد أن السبب في الإصابة بأنفلونزا الكيتو هو أن النظام الغذائي منخفض الكربوهيدرات يزيد من معدل التبول، مما يجعلك تفقد المزيد من الإلكتروليتات.
عمومًا للتغلب على أنفلونزا الكيتو يُنصح بشرب سوائل إضافية تحتوي على الإلكتروليتات وخصوصًا في الأربعة أيام الأولى، وهذا لمنع الإصابة بالجفاف وتقليل حدة أنفلونزا الكيتو بقدر الإمكان.
لكن حبوب الكيتو تحتوي على الإلكتروليتات بنسبة تزيد عن المعدل الطبيعي، علاوة على أنها أغلى ثمنًا من ملح الطعام أو السوائل المدعمة بالإلكتروليتات، ويُمكن أن تجعلك حبوب الكيتو تُنفق المال أكثر 100 مرة مقارنة مع النظام الغذائي الصحي.
من وجهة نظر أخرى، يعتقد المروجين لحبوب الكيتو أنها تقضي على الدماغ الضبابي أو حالة عدم التركيز التي تُرافق نظام الكيتو.
هذا منطقي لأن حبوب الكيتو تحتوي على الكافيين، ولكن يُمكن التعويض عن الكافيين بحبوب الكيتو بشرب القهوة والشاي بأشكالهم الطبيعية، مع اكتساب مضادات الأكسدة الموجودة في الشاي والقهوة بدلًا من الكافيين الصناعي في الحبوب.
وبذلك يُمكنك تحضير كوب قهوة في المنزل، وشرب المزيد من السوائل لمنح نفسك فوائد حبوب الكيتو من دون أي تكلفة إضافية.(2)
دهون MCT تُفسد عملية الهضم
تحتوي حبوب الكيتو على دهون MCT، وهي دهون ثلاثية متوسطة السلسلة، وتحتاج لوقت أقل للهضم مقارنة مع العديد من الدهون الأخرى.
تعتبر هذه الدهون ممتازة لأنها لا تتوزع إلى جميع أعضاء الجسم مثل الدهون الأخرى، بل تتوجه مباشرة إلى الكبد كمصدر للطاقة.
على الرغم من ذلك سيُعاني الكثير من الغثيان، القيء، الإسهال أو الإمساك كعارض جانبي لدهون MCT، ولهذا السبب لا يُنصح بتناول مكملات غذائية تحتوي على دهون MCT إلا بوصف من الطبيب.(2)
تحفيز الإجهاد التأكسدي
تحتوي حبوب الكيتو على عناصر غذائية هامة مثل البوتاسيوم، الكالسيوم والمغنيسيوم، ولكنها بكميات أقل بكثير مما يُمكنك الحصول عليه من الطعام.
لأن نظام الكيتو الغذائي يحد من تناولك للفواكه والخضراوات، فأنت بلا شك بحاجة إلى الانتباه إلى حصولك على ما يكفي من المعادن، فيتامين د والكالسيوم.
ولكن الحصول على هذه العناصر الغذائية من حبوب الكيتو يُحفز الإجهاد التأكسدي بدلًا من منعه، وتهدف الفيتامينات والمعادن إلى منع الإجهاد التأكسدي لا لتحفيزه.
يُمكن أن يؤدي الإجهاد التأكسدي إلى تلف الأنسجة، بالإضافة إلى زيادة خطر الإصابة بأمراض مزمنة مثل القلب، السكري وبعض أنواع السرطان.
لكن عمومًا، المخاطر المصاحبة لنقص الفيتامينات والمعادن تجعل خبراء التغذية مترددين بشأن هذه النقطة، حيث يحتاج الجسم للعديد من العناصر الغذائية التي لا يتضمنها نظام الكيتو الغذائي.
عمومًا، حاول دائمًا الاعتماد على الوجبات والأطعمة الصحية بدلًا من المكملات الغذائية بأشكالها، وحاول التركيز على صحة جسدك العامة بدلًا من التركيز فقط على عملية فقدان الوزن.(2)
المراجع: