نوبات الغضب عند المراهق والتعامل معها

[faharasbio]

نوبات الغضب عند المراهق والتعامل معها

{أولادكم أمانة في أعناقكم} إنّ إنجاب الأطفال على هذه الحياة يحتاج لأبوين سليمين نفسياً من أجل التربية وتكوين شخصية الطفل وزيادة ثقته بنفسه، لأنَ التربية ليست أمراً يُستهان بهِ فالطفل يشعر بالحب والحنان تجاهَ والديه، وبدورهم يجب أن يبذلوا قصارى جهدهم في الاستماع لهُ وحلّ مشكلاته وثقل شخصيته بالصفات الحسنة وتعليمه المبادئ الأساسية في الحياة.

ومنَ الجدير بالذكر، يشعر الأبوين بالغرابة بعض الشيء من شخصيات أطفالهم التي تتغير 180 درجة أثناءَ فترة بلوغهم، فيتحوّل الطفل من شخصيةٍ متعلقة بهم وتسمع لآرائهم وكلامهم إلى شخصيةٍ متمردة وقوية، وهذه الفترة طبيعية جداً لأنَ كل إنسانٍ منّا واجهها وهيَ {فترة المراهقة} ولكنها تختلف من طفلٍ لآخر باختلاف التربية والمحيط الخارجي والمجتمع الذي يعيش بهِ.

ونوّد الإشارة، أنّ هذه المرحلة العمرية تكون بينَ البلوغ والطفولة، فتحدث بعض التغيّرات الجسدية مثل {زيادة حجم المناطق الحساسة، ظهور الشعر في الجسد، ضخامة الصوت، الدورة الشهرية عند الفتيات} ونفسية مثل {التقلبات المزاجية، الانعزال عن المجتمع، التمرّد على قوانين الأسرة، تشتت الانتباه، تغيّر في سلوك الطفل} وغيرها العديد.

علاوة على ذلك، من أبرز التغيّرات التي تطرأ على شخصية المراهق هيَ سرعة غضبه وانفعاله أكثر منَ السابق، فعندما يطلب أحد والديه منهُ المذاكرة أو القيام بشيءٍ معين، يبدأ بالصراخ والغضب وتجاهل أحاديثهم الموّجهة إليه، ومن هنا يبحث الوالدين عن طرقٍ صحيحة لفهم مشاعره وتقلباته المزاجية التي يُعاني منها، ولذلك ما هيَ أسباب نوبات الغضب عند المراهق؟ وكيفَ يُمكن التعامل معها؟

الغضب عند المراهقين

ما هيَ أبرز أسباب نوبات الغضب عند المراهق؟

قد يشعر المُراهق بحالةٍ نفسية سيئة والانزعاج من أبسط المواقف بسبب:

  • تدني الاحترام لهم: للأسف معظم الأهالي يُوّجهون الكلمات القاسية والجارحة لأطفالهم المراهقين دونَ إدراكٍ منهم أنَ هذه العبارات تُؤثر على نفسيتهم وتجعلهم أكثر حديّة في التعامل معَ الآخرين، ومن أكثر العبارات التي تُشعر المراهق بالغضب {أنتَ فاشل، أنتَ عشوائي وكسول، أنتَ غير محترم}.
  • عدم الاكتراث لهم: في الحقيقة فترة المراهقة حساسة جداً، لأنَ الطفل يحب اهتمام والديه بهِ والشعور بحنانهم، وإذا لاحظَ تجاهلهم له وعدم الاستماع لأحاديثه أو متطلباته، يتحوّل إلى شخصيةٍ غاضبة ومتوترة وغير قادر على فهم نفسه ولا الآخرين من حوله.
  • إحراج الوالدين له: قد يتعرّض المراهق لمواقفٍ محرجة من قِبَل والديه، وخاصةً أثناءَ الخروج معهما لاعتقاده أنهُ أصبحَ شاباً ولا سلطة عليه، ولكن أثناءَ توبيخه أو تنبيهه لنقطةٍ معينة يشعر بالحساسية منها ويزداد غضبه.
  • المقارنة: إنها من أكثر الأسباب التي تُوّلد شعور الغضب والانفعال عندَ المراهق، بمعنى أن تستمر الأم في مقارنة طفلها بأحد أقربائها أو بأطفالٍ من عمره، فيشعر أنهُ غير قادر على الإنجاز وفاشل في حياته الاجتماعية والدراسية وبالتالي زيادة نوبات الغضب لديه.
  • التفضيل: يا لهُ من سببٍ أساسي يدفع المراهق للتوتر والغيرة والغضب، لأنَ بعض الوالدين يُميّزون أطفالهم عن بعضهم، فالأم أحياناً تُرّكز على الطفل الصغير وتهتم بهِ أكثر من اهتمامها بالمراهق.
  • الكتمان: إذا لم يجد المراهق أي أحدٍ يستمع لهمومه ومشاكله وخاصةً والديه، يشعر بالقلق منَ المستقبل وتزداد مخاوفه وتُصبح حالته النفسية سيئة بسبب كتمانه لمشاعره وبالتالي يشعر بالغضب من أي شيءٍ بسيط.

ما هيَ أفضل 7 حلول للتعامل مع نوبات الغضب عند المراهق؟

لأنكَ المسؤول عن طفلك المراهق، فأنتَ بحاجة لعدّة حلول تُساعدك في التخفيف من نوبات الغضب التي يشعر بها دون الحاجة للتوبيخ أو التعنيف اللفظي، ومن هذه الحلول:

  • التقرّب من طفلك: في البداية عليكَ فهم التغيّرات التي تطرأ على المراهق عندَ البلوغ وتُحاول التقرّب منهُ بدلاً من تجاهله، فيُمكنكَ الدخول لغرفته والحديث معه عن تفاصيل يومه وترديد عبارات إيجابية عنه مثل {أنا فخور بك، أنت ابن شجاع، أنت ناجح} وإذا حاولَ التحدث عن أي موضوع مهما كانَ مزعجاً لكَ، ما عليك إلّا الإنصات إليه والتكلم معه بطريقةٍ هادئة تُشعره بالتفهم والحب دون الخوف والسيطرة منك.
  • امنحه مساحة خاصة: عليكَ إدراك أهمية المساحة الخاصة التي يحتاج لها طفلك المراهق، فالدخول عليه بشكلٍ مفاجئ دون الاستئذان أو البحث في أغراضه الشخصية أو التدخل في تفاصيل حياته ينعكس سلباً عليه ويُحوّله لإنسان متمرد ويزداد الأمر سوءاً في بعض الأحيان إلى ممارسة سلوكيات خطيرة من أجل التفريغ عن غضبه.

ولذلك ما عليك إلّا منحه بعض الخصوصية معَ مراقبته من بعيد، فشعور المراهق بأنَ له خصوصية يدفعه للثقة بنفسه والتكلم معك في أي أمرٍ يحدث في حياته.

  • التحدث معه عن الغضب: في هذه الخطوة يجب التركيز على نفسية طفلك المراهق قبلَ الحديث معه عن الغضب، فيُمكنكَ الخروج في نزهة معه أو الجلوس في مكانٍ يحبه، ومن ثمَ البدء بالحديث عن الغضب وأسبابه وكيفَ يُمكن السيطرة عليه، وحاول أن تفهم منه ما هيَ المثيرات التي تدفعهُ للغضب والجنون من أجل التركيز عليها والتخلص منها تدريجياً.
  • التحكّم بردّة فعل الوالدين: أنتَ وزوجتك على علم بأنَ طفلك المراهق لن يستفيد منَ العنف أو التجاهل أثناءَ غضبه، وردود الفعل السلبية والصراخ وملئ المنزل بالتوتر سيدفعك أنتَ وطفلك إلى حدوث فجوة بينكما، فعندما يغضب أمامك امنحه الوقت للهدوء وتفريغ طاقته بأكملها، وبعدَ ذلك سيشعر بالذنب ويلجأ للاعتذار.

قد يهمك: ما هو دور الوالدين في غرس القيم الاخلاقية في الأبناء؟

  • لا تعامله كطفل: من أهم الحلول التي تُساعدك في التعامل معَ نوبات الغضب عند المراهق، فعندما يشعر أنه طفل وغير قادر في الاعتماد على نفسه وغير مسموح لهُ بالخروج معَ أصدقائه أو ممارسة الأنشطة التي يحبها تزداد نوبات الغضب لديه، ولذلك منَ المهم حماية طفلك والخوف عليه، ولكن لا تُظهر لهُ أنه ما زالَ طفلاً ولا يُمكنهُ القيام بالأشياء التي يحبها.
  • تهيئة محيط إيجابي له: من أفضل الحلول أن تمنحه غرفة صغيرة خاصة بهِ مليئة بالألوان الزاهية وتُحضر لهُ الألعاب التي يحبها مثل {البلايستيشن، الكمبيوتر، كيس الملاكمة} وإظهار مشاعر الحب بينكَ وبينَ زوجتك أمامه وتجنب افتعال المشاكل بالقرب منه، لأنَ مشاكلك الزوجية معَ شريكتك لها مكانها الخاص بعيداً عن الأطفال.

بالإضافة لمحاولة تسجيله في النادي الرياضي أو في الهوايات التي يُحبّها والتي تُساعد على تفريغ طاقاته مثل {العزف على آلة موسيقية، الرسم، الكتابة} والسماح لهُ بالخروج معَ أصدقائه ولكن في وقتٍ محدد من أجل تجديد طاقته النفسية.

نوبات الغضب عند المراهق لا تدعو للقلق لأنها فترة قصيرة سيجتازها بعدَ بلوغه، ولكن طريقة التعامل معه تُساعد في التحكّم بغضبه والتخفيف منه، لأنَ الأب العنيف أو المتسلط لن ينجح في الاقتراب من طفله المراهق وسيُحوّله لإنسانٍ عنيف وغاضب وخالٍ منَ المشاعر، لذلك على كل أب وأم أن يُساندوا أطفالهم ويمنحوهم الحب والحنان.

{{نأمل أن يعجبكم المقال أيها الرائعون}}.

[ppc_referral_link]