المشاكل الأسرية وأثرها على صحة الأطفال النفسية

[faharasbio]

الأسرة هيَ أساس المجتمع، فالطفل يحتاج إلى الحنية والدفء والأمان والتربية السليمة لتتكوّن شخصيته في المستقبل وليُصبح شخصاً ناجحاً وسعيداً في حياته، فالكثير منَ العائلات تُعاني منَ المشاكل والخلافات الزوجية وهذه الخلافات تحدث أمامَ الأطفال وتؤثر على شخصيتهم وتجعلهم يُعانون منَ الاضطرابات والخوف والقلق بالإضافة لاتباع عادات سلوكية سيئة بسبب الإهمال منَ العائلة، فما هيَ المشاكل الأسرية؟ وما هيَ أسبابها؟ وكيفَ تؤثر بطريقة سلبية على الأطفال؟ وما هي الخطوات التي يُمكن تجنب المشاكل بها؟

المشاكل الأسرية

ما هوَ تعريف المشاكل الأسرية؟

نوّد القول أنَ المشاكل الأسرية أمر طبيعي جداً ولا يوجد عائلة في هذا الكون لا تُعاني أحياناً منَ المشاكل الأسرية والخلافات بينَ الزوجين، فلا يُمكن العيش ضمن حياة طبيعية وسعيدة فقط بل يوجد بعض الاختلافات بينَ أفراد الأسرة وخاصةً بينَ الزوجين، ويعود السبب في ذلك إلى أنَ كل فرد في هذا العالم يمتلك شخصية وطبع مُعيّن منَ المُمكن أن لا يتوافق معَ الطرف الآخر في أمرٍ ما.

ولكن الخلافات الزوجية والأسرية تُصبح زائدة عن حدّها إذا تمَ رفض الزوج للزوجة أو العكس أو القيام بالتعنيف والسلوكيات غير الأخلاقية والصراخ المستمر والجو المليء بالتوتر، وخاصةً أمامَ الأطفال فبعض العائلات يضعوا أطفالهم في غرفة خاصة ومن ثمَ يبدأوا بالمشاكل ظناً منهم أنَ الأطفال لن يسمعوهم أو يراقبوهم، ولكن يحدث العكس دائماً فالطفل يتأثر كونهُ رقيق جداً ولا يدرك حقيقة الخلاف الموجود بينَ والديه فيبدأ بالبكاء والتوتر والقلق ويُصاب ببعض الاضطرابات إذا استمرت هذه المشاكل أمامَ عينيه.

ما هيَ أسباب المشاكل الأسرية؟

توجد عدّة أسباب تؤدي إلى الخلافات والمشاكل بينَ الزوجين ومنَ المُمكن أن  تؤثر على العلاقة بينهما وتعمل على تهديمها:

1. عدم فهم وتقبل الطرف الآخر:

يوجد الكثير منَ الأشخاص المتزوجين لا يملكون القدرة على تحمل بعضهم البعض، فالرجل لا يُمكنهُ فهم ماذا تريد زوجته وبماذا تفكر وما هيَ اهتماماتها والعكس صحيح، ويعود السبب في ذلك إلى الزواج المبكر أحياناً أو فرق العمر بينَ الطرفين أو الزواج التقليدي المتعصب الذي يعتمد على الزواج فقط دون فهم الطرف الآخر ومعرفة أفكاره خلال فترة الخطوبة.

2. تدخل أحد أفراد العائلة:

من أبرز الأسباب التي تؤدي إلى هدم العلاقة بينَ الطرفين وزيادة المشاكل الأسرية هيَ دخول طرف ثالث إلى العلاقة الزوجية والأسرية، فأحياناً يقوم أحد أفراد العائلة بتحريض الزوج على زوجته فيبدأ بالتغير معها، أو تدخل أحد أفراد عائلة الزوجة سواءً شقيقتها أو صديقتها في حياتها الشخصية وتحريضها على شريك حياتها.

3. ضغوطات الحياة:

وهيَ واحدة منَ الأسباب التي تؤدي للمشاكل الأسرية، فضغوطات الحياة المختلفة وصعوبة المعيشة وتدني الوضع المالي يُؤثر على الحياة بينَ الزوجين، وخاصةً إذا كانَ الطرفين يعملون في الخارج ولا يُمكنهم تسديد كامل الفواتير والأقساط الخاصة بالمنزل وبحاجيات أطفالهم، فتنشأ المشاكل بينهم للتنفيس عن غضبهم.

4. عدم وجود الاحترام:

الاحترام هوَ أساس أي علاقة ناجحة وسعيدة، فعندما يغيب الاحترام تبدأ المشاكل الأسرية والخلافات ومنَ المُمكن أن تؤدي إلى إلقاء الألفاظ السيئة والبذيئة على الطرف الآخر أمامَ الأطفال.

5. الجهل:

يُعدّ من أهم الأسباب أيضاً فالكثير منَ العائلات لا تهتم بالقراءة والاطلّاع على كيفية بناء أسرة ناجحة وصحيّة، فلا يهتمون بما يحدث في نفسية أطفالهم بل يبدأون بالصراخ عليهم والتذمر أمامهم دون إدراكهم أنَ الطفل يتأثر ومنَ المُمكن أن يُصاب باضطراب أو انفصام شخصية عندما يكبر.

المشاكل الأسرية والطفل

ما هوَ تأثير الخلافات الأسرية على الأطفال؟

كما ذكرنا في الأعلى أنَ نفسية الطفل تتأثر أثناءَ ظهور الخلافات الأسرية أمامه، وبالتالي تؤثر عليه في العديد منَ النواحي:

  • تدني المستوى الدراسي،  فيُصبح الطفل غير قادراً على الانتباه والتركيز أثناءَ شرح الدرس، مما يُؤدي إلى تدني مستواه الدراسي وعلاماته الامتحانية.
  • الانعزال الجتماعي والابتعاد عن الآخرين.
  • التبول اللاإرادي أثناءَ النوم.
  • الخوف الزائد من أي مؤثر خارجي.
  • الشعور بعدم الأمان.
  • ضعف الشخصية.
  • اضطرابات النوم والأرق الليلي.
  • العصبية الزائدة.
  • الخوف منَ الوالدين وتدهور العلاقة معهم، فتلقائياً يُلاحظ الوالدين بوجود فجوة كبيرة بينَهم وبينَ أطفالهم.
  • الإصابة بالاكتئاب.
  • فقدان الشهية أو المعاناة منَ الشره المرضي.
  • ازدياد العقد النفسية في شخصية الطفل كُلّما ازدادَ عمره.
  • اللجوء إلى العنف وإلقاء الألفاظ السيئة على أصدقائه تأثراً بأحد والديه.
  • القيام ببعض السلوكيات غير الأخلاقية عندما يكبر.
  • السوداوية وفقدان الأمل.
  • عدم القدرة على بناء علاقة زوجية ناجحة عندما يكبر الطفل في بعض الأحيان، وذلكَ بسبب تأثره بوالديه في السابق.

كيفَ يُمكن تجنب المشاكل الأسرية؟

نوّد الإشارة إلى أنَ المشاكل الأسرية لا يُمكن التخلص منها تمامًا فتوجد بعض الخلافات البسيطة التي تنشأ بينَ الطرفين، ولكن نُقدّم لكَ أفضل 6 خطوات عليكَ اتباعها لتجنب المشاكل الأسرية والحفاظ على صحة الأطفال النفسية والعقلية:

1. تقبل الطرف الآخر:

في الخطوة الأولى على كل امرأة ورجل فهم نفسية شريك حياته وشخصيته، فالخلافات لن تُوّلد إلّا الانفصال في نهاية المطاف والعقد النفسية والجو المشحون بالتوتر، لذلك على كل طرف تقبل نفسية الطرف الآخر ومحاولة إرضائه والاستماع لهُ دون افتعال مشكلة من لاشيء.

2. الصراحة بينَ الزوجين:

وهيَ من أهم الأسسس التي تؤدي لعلاقة ناجحة ومثمرة، فالصراحة تجعل الطرف الآخر مطمئناً ومبتعداً عن الشكوك والظنون والمشاكل، والابتعاد نهائياً عن الكذب والغش.

3. الاحترام المتبادل:

الزواج الناجح يحتاج إلى الاحترام من قِبَل الطرفين ووضع حدود لا يُمكن تجاوزها، فالمرأة لا يجب أن تسمح لزوجها بإهانتها وتعنيفها لفظياً وجسدياً أمامَ أطفالها والعكس صحيح أنَ الرجل لا يجب أن يسمح لزوجته بتقليل قيمته أمامَ أطفاله، فالاحترام واجب على الطرفين.

4. حل المشكلات بهدوء:

إذا تعرّضت العائلة لمشكلة سيئة، يجب القيام ببعض الخطوات وهيَ تهيئة جو المنزل وخروج الأطفال إلى أصدقائهم أو إلى حديقة الألعاب ومن ثمَ التفاهم بينَ الزوجين بهدوء دون أي صراخ أو مشاكل، فهذه الخطوة تُمكّن الزوجين منَ التوصل إلى حل نهائي للمشكلة.

5. وجود حل يُرضي الطرفين:

إذا ساءت الأحوال بينَ الزوجين وقرروا الانفصال هذا لا يعني أنَ الأم تبدأ بالإساءة للأب أمامَ أطفالها والعكس، فيجب التوصل إلى حل يُرضي الطرفين وأساسه الاحترام لتجنب اهتزاز ثقة الأطفال بوالديهم.

6. طلب المساعدة:

في بعض الأحيان الطرفين يحتاجون إلى المساعدة والنصيحة الخارجية من مختصين في العلاقات الزوجية أو أحد أفراد العائلة، وخاصةً إذا كانَ الطرفين صغار في العمر وزواجهم جديد فلا يدركون أحياناً تصرفاتهم بسبب عدم فهمهم للأمور الزوجية بطريقة صحيحة.

التنشئة الأسرية الناجحة لها دور كبير في إنشاء جيل ناجح ومعتمد على نفسه وواعٍ بما يحدث حوله، فالزواج وبناء الأسرة يحتاج إلى التضحية والحب والاحترام والتفاهم منَ الطرفين لضمان حياة سعيدة ومليئة بالحب والأمان.

{{نأمل أن يعجبكم المقال أيها الرائعون}}.

[ppc_referral_link]