ما هو حد الغيلة في الإسلام وكيف ينفذ

حد الغيلة
شارك هذه المقالة مع أصدقائك!

حد الغيلة هو حكم من الأحكام الإسلامية، وهو من الأحكام الشرعية التي حددها الإسلام لدحض الأذى والأعمال الإجرامية، وحماية المجتمع منها.

معنى الغيلة في اللغة العربية من الاغتيال، وتعني القتل غدرًا. وقتل الغيلة يتم باستدراج الشخص دون علمه لمكان معين ثم قتله غدرًا. ويسمى أيضًا الحرابة من الحرب، وهو سلب المال وإحداث الفوضى والتخريب والقتل.

تعد الغيلة من الجرائم التي تهدد أرواح البشر وأموالهم، ولها آثار خطيرة على المجتمع وأمنه، لذلك عدها الإسلام جريمة كبرى وعد صاحبها من مرتكبي المعاصي والذنوب، ووضع حد الغيلة لردع الناس عن ارتكابها. نتعرف في مقالنا عن حد الغيلة؟ ما أحكامه؟ وكيف ينفذ؟

معنى حد الغيلة

اعتمد الفقهاء في تحديد حد الغيلة أو الحرابة، على الآية القرآنية الكريمة من كتاب الله عز وجل (إنما جزاء الذين يحاربون الله ورسوله ويسعون في الأرض فساداً أن يقتلوا أو يصلبوا أو تقطع أيديهم وأرجلهم من خلاف أو ينفوا من الأرض ذلك لهم خزى في الدنيا ولهم في الأخرة عذاب عظيم)

بناءً على هذه الآية الكريمة ذهب بعض العلماء إلى أن عالم الدين هو المنوط باختيار حد العقوبة، بينما ذهب آخرون أن تحديد العقوبة يتم بناء على الترتيب المتبع في الآية الكريمة ويكون على النحو الآتي:

  • في حال حدوث القتل أو سلب المال تكون عقوبة المجرم أن يقتل ويصلب ولا يمكن العفو عنه.
  • في حال قيام المجرم بفعل القتل دون سرقة المال يتم عقوبته بقتله دون القيام بصلبه.
  • في حال قيام المجرم بسرقة مال احد الأشخاص دون أن يقوم بقتله تكون العقوبة عندها بقطع اليد اليمنى والرجل اليسرى له.
  • في حال قيام المجرم بإخافة الأشخاص والعمل على بث الرعب في قلوبهم تكون عندها عقوبته تطبيق حكم النفي عليه من أرضه.

يعتبر حد الغيلة في الإسلام حد شرعي يمكن آخده بعدة طرق كالقصاص أو الدية، كما يعتقد بعض فقهاء الدين بإمكانيه الحصول على هدا الحق بقتل الشخص، والمقصود بالغيلة في معجم اللغة الغدر، ومعنى غال الشيء آخده غدرًا وغدر به دون علمه، ويتم القتل غيلة بعد خداع الشخص واستدراجه بحيلة ما دون أن يكون عالمًا بمصيره ومن ثم قتله، كما يمكن القيام بتخديره دون معرفته ثم قتله، وتعتبر الغيلة من أكبر المعاصي لأن فيها قتل للنفس التي حرم الله قتلها وآمر بمعاقبة مرتكبها في الحياة الدنيا قبل قيامه بمعاقبته في الاخرة لإثم هذه المعصية وبالتالي فحد الغيلة هو تنفيد الحكم بالشخص الدي قام بالقتل غدرًا.

كيف يتم تنفيد حد الغيلة وفقًا للطريقة الإسلامية

إلى الآن لم يتفق العلماء على صيغة موحدة لتنفيد حد الغيلة وذلك نتيجة الاختلاف الحاصل في تصنيف نوع القتل، ويتم تنفيده بطرق عدة تعتمد على طريقة تنفيذ القتل. ومن الممكن أن يختلف هذا الحد حسب سبب الحكم، ويصدر من المحكمة الشرعية وينفذ على الجاني مرتكب الجريمة.

ويكون أصل هذا الحد هو قتل الجاني قصاصًا لأنه يماثل حكم القتل العمد أو العدوان بالقتل. وقد ظهرت اختلافات في تفسير حد الغيلة حيث اختلف الفقهاء في تحديد نوع جريمة الغيلة، كمثالها:

  • يعتبر فقهاء المذهب المالكي أن حد القتل الغيلة في الإسلام هو نفس حد القتل الجاني، ويكون موجبًا جدًا لا قصاصًا. ولا يسقط بعفو أصحاب الدم.
  • في المذهب الشافعي يشبه حد الغيلة حد القتل العمد ويجب أن يتم أخذ القصاص.
  • عند المالكية يعد حقًا من حقوق الله عز وجل وهو مفسدة للمجتمع كله، وبناءً على ذلك لا يستوجب العفو أو القصاص.
  • المذهب الحنفي والحنبلي يجد أن حد الغيلة حق للعبد يوجب القصاص والدية.

طريقة تنفيذ حد الغيلة

ينفذ الحكم عند ثبوت القتل بالغيلة وإقرار الإمام، ويتم بقتل القاتل، وفي حال اشتراك أكثر من شخص بالقتل ينفذ الحد بالقتل على جميع المشتركين بالجريمة، دون تفريق بين مسلم وكافر. وقد ورد ذلك عن الخليفة عمر بن الخطاب، حيث روى سعيد بن مسيب:  ” أن عمرَ رضيَ اللهُ عنهُ قتل خمسةً أو سبعةً برجلٍ قتلوه غيلةً، وقال: لو تمالأ عليه أهلُ صنعاءَ لقتلتهم جميعًا”،

هل يجوز العفو عن القاتل غيلة

اختلف العلماء في مسألة جواز العفو عن القاتل غيلة، وعدت من المسائل الشائكة. وقد ذهب فقهاء المذهب الحنبلي والحنفي والشافعي، إلى اعتبار القتل غيلة بمثابة القتل العمد. وأفتوا بجواز العفو عن القاتل عند عفو أولياء المقتول.

أما جمهور المالكية فلم يجيزوا العفو عن القاتل في هذه الحالة حتى عند عفو السلطان أو أولياء المقتول، وذلك لما يسببه القتل من الإفساد في الأرض، وإذهاب الأمان وزعزعة استقرار البلاد. وقد استند المالكية برأيهم هذا إلى أنّ النبي -عليه السّلام- قد رفض قبول عذر الحارث بن سويد الذي أقدم على قتل المجذر بن زياد غيلة، وفي هذا قال ابن أبي زيد في الرسالة: “وقتل الغيلة لا عفو فيه ولو كان المقتول كافراً والقاتل مسلماً”.

ما هو حكم حد القتل الغيلة

يعد القتل غيلة من الجرائم العظيمة التي تدخل صاحبها النار، وقد توعد رب العالمين منفذها بأقسى العقاب والخلود في جهنم، وذلك في قوله تعالى: “وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِناً مُتَعَمِّداً فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِداً فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَاباً عَظِيماً”، لذلك يقام عليه حد القتل.

“اقرأ أيضًا: حكم الربا في الإسلام وأنواعه

الفرق بين حد الغيلة والقصاص

حسب رأي الفقهاء يعد حد الغيلة أحد الحدود الشرعية التي تعالج بطريق الدية أو القصاص أو القتل. أما عن القصاص فهو رد الفعل نفسه على الجاني، من قتل يقتل. يعد القصاص عقوبة للقتل العمد.

في الختام نذكر أن ديننا الإسلامي ينشر المفاهيم الراقية في المجتمع، ويرسي دعائم الأمان والسلام واحترام الحقوق والملكيات، ويعتبر حق الحياة من أثمن الحقوق التي ضمنها ووضع التشريعات والضوابط والحدود التي تردع كل من تسول له نفسه المساس بها، ولذلك ذكر حكم القتل وحد الغيلة واضحًا في آياته.

‫0 تعليق