حكم عمليات التجميل في الإسلام – مقدمة عن عمليات التجميل
عمليات التجميل (بالإنجليزية: Plastic surgery) هي عمليات تهدف لإعادة بناء أو تغيير مظهر أو خصائص جزء معين من أعضاء جسم الإنسان الظاهرة أو الباطنة.
تتضمن عمليات التجميل العديد من التقنيات مثل شفط الدهون، التكبير، التصغير، كشط الجلد، رسم حواف الجسم، إعادة التشكيل وإنبات الشعر.
ومن الجدير بالذكر أن شعبية عمليات التجميل ارتفعت إلى 98% خلال هذا العقد، ولم تعد حكرًا على السيدات، بل يُمكن أن يقوم بها الرجال أيضًا.
أنواع عمليات التجميل
تنقسم عمليات التجميل إلى نوعين رئيسيين وهما عملية تجميل الجراحة الترميمية والجراحة التجميلية.
ولكل نوع من هذه الأنواع خصائص تميزه، وفي الفقرات الآتية تفصيلها.(2)
الجراحة الترميمية
الجراحة الترميمية (بالإنجليزية: Reconstructive procedures) هي جراحة تهدف إلى علاج عيوب الجسم والوجه، وتتضمن الجراحة الترميمية العيوب الخَلقية.
من أبرز الأمثلة على العيوب الخَلقية الشفة المشقوقة، أو تشوهات الأذن، كما تتضمن الجراحة الترميمية الإصابات العرضية مثل الحروق، التشوهات أو عضة الحيوانات.
كما يُمكن أن تتضمن الجراحة الترميمية ترميم بعض الأعضاء التي تضررت من إجراءات صحية معينة مثل إعادة بناء الثدي بعد جراحة استئصال للثدي بسبب السرطان.
فيما يلي في النقاط الآتية أبرز مجالات استخدام الجراحة التجميلية الترميمية: (2)
- عملية ترميم الثدي: وهي عملية يقوم بها الأطباء لإعادة بناء الثدي للنساء اللواتي خضعن لعملية استئصال سرطان الثدي، كما يُمكن أن يقوم الأطباء بإجراء عملية لتصغير الثدي للنساء اللواتي يُعانين من مشاكل في الظهر بسبب حجم الثدي الكبير.
- عملية ترميم اليدين أو القدمين: يُمكن أن يُعاني بعض الأشخاص من أورام سرطانية في اليدين أو القدمين، وبعد إزالة الأورام يقوم الطبيب بترميم اليدين أو القدمين.
كما يُمكن أن يقوم الطبيب بترميم اليدين أو القدمين في حالات مثل الأصابع المتشابكة، أصابع القدم أو اليدين الإضافية أو متلازمة النفق الرسغي.
- عملية ترميم الجروح: ويُطلق عليها أيضًا اسم عمليات الترقيع الجلدي، وتُستخدم فيها مجموعة واسعة من التقنيات، وجميعها تهدف لإعادة بناء الجلد في حالات الجروح العميقة أو الحروق.
- عملية ترميم الوجه: وتتضمن عمليات تصحيح مشاكل الشفاه، بالإضافة إلى علاج مشاكل التنفس والتي تتضمن التهابات الجيوب الأنفية المزمنة والشخير، ويُطلق على هذه العمليات اسم عمليات تجميل الأنف.
- الجراجة المجهرية: وفيها يتم تغطية أو تعويض جزء من الجسم وذلك بعد تأثره بإصابات أو أمراض معينة مثل السرطان.
الجراحة التجميلية
الجراحة التجميلية (بالإنجليزية: Cosmetic procedures) هي جراحة تهدف لتغيير أو تعديل شكل جزء من أجزاء الجسم نتيجة عدم رضى الشخص عن شكله الحالي.
تتضمن الجراحة التجميلية العديد من العمليات التي يشيع اسمها مثل تكبير أو تصغير الثدي، نفخ أو تجميل الأنف.
كما تتضمن الجراحة التجميلية بعض الإجراءات التجميلية والتي لا تتضمن أي عمليات جراحية مثل إزالة الشعر بالليزر.
فيما يلي في النقاط الآتية أبرز مجالات استخدام الجراحة التجميلية: (1)
- جراحة الثدي: مثل تكبير الثدي بالسيليكون أو تصغير الثدي، ويُمكن أن يتم القيام بها لأغراض تجميلية أو أغراض صحية، فعلى سبيل المثال تُقدم عملية تصغير الثدي دورًا إيجابيًا في تقليل خطر الإصابة بسرطان الثدي لدى بعض السيدات.
- عمليات البطن والأرداف: مثل عمليات شد البطن، وتقوم بها بعض السيدات بعد الولادة لإنقاص وزنهن، كما يُمكن أن تقوم بعض السيدات بتكبير الأرداف أو رفعها باستخدام السيليكون.
- عملية شفط الدهون: وتُستخدم فيها أنابيب مجوفة يتم تفريغ دهون الجسم عن طريقها، وتُفرغ هذه الأنابيب الدهون من العديد من مناطق الجسم مثل البطن، الأرداف، الرقبة، الفخدين والذراعين.
من الجدير بالذكر أن شفط الدهون لا يجب أن يتجاوز حد معين، وهذا لتجنب حدوث أي مضاعفات.
كما أن هذه العمليات لا تقلل من خطر الإصابة بالسكري أو الأمراض المزمنة الأخرى.
- جراحة وتجميل الوجه: مثل عملية تجميل الجفن المتدلي نتيجة التقدم في العمر، وعملية تجميل الأنف لتحسين شكله أو تحسين عملية التنفس، ولكن لا يُمكن القيام بعمليات تجميل الأنف إلى بعد سن البلوغ.
كما يُمكن أن تتضمن جراحة وتجميل الوجه عمليات شد البشرة لإزالة التجاعيد أو عمليات تكبير الذقن.
حكم عمليات التجميل في الإسلام
قبل الحديث عن حكم عمليات التجميل في الإسلام يجب التركيز على أنواع عمليات التجميل، فإذا كان الهدف منها علاجي أو صحي فهي جائزة.
فعن عرفجة بن أسعد أنه أصيب أنفه يوم الكُلاب في الجاهلية وذلك يوم وقعت فيه حرب في الجاهلية فاتخذ أنفا من وَرِق، ويعني ذلك من فضة، فأنتن عليه فأمره النبي صلى الله عليه وسلم أن يتخذ أنفًا من ذهب.
رواه الترمذي (1770) وأبو داود (4232) والنسائي (5161). والحديث: حسَّنه الشيخ الألباني في” إرواء الغليل”(824).
أما عمليات التجميل التي لا تشتمل على دوافع ضرورية، والهدف منها هو فقط تجميلي وتغيير لطبيعة الجسم، فهذه العمليات محرمة لأنها تُغير من خلق الله تعالى.
قال الله تعالى في سورة النساء من الآية 117 إلى الآية 119:” إِن يَدْعُون مِن دُونِه إِلا إِنَاثاً وَإِن يَدْعُون إِلا شَيْطَاناً مَرِيداً* لَعَنَه اللَّه وَقَال لأَتَّخِذَن مِن عِبَادِك نَصِيباً مَفْرُوضاً* وَلأُضِلَّنَّهُمْ وَلأُمَنِّيَنَّهُمْ وَلآمُرَنَّهُمْ فَلَيُبَتِّكُن آذَان الأَنْعَام وَلآمُرَنَّهُمْ فَلَيُغَيِّرُن خَلْقَ اللَّهِ”.
كما يُمكن أن يحتاج البعض لعمليات تجميل لإزالة عيب ناتج عن حادث، حريق أو أمر مشابه، وهذا لا حرج فيه استنادًا إلى حديث الرسول صلى الله عليه وسلم عن الرجل الذي قُطع أنفه في الحرب، فسمح له النبي صلى الله عليه وسلم بوضع أنف من ذهب.(2)
الحكمة من حكم عمليات التجميل في الإسلام
حرم الإسلام عمليات التجميل التي لا تنطوي على دوافع حقيقية، وهذا لأضرارها العامة والتي تتضمن:
- التكلفة المادية: حيث تكلف عمليات التجميل الكثير من المال، ومعظم نتائجها مؤقتة وغير مضمونة.
- الألم الجسدي والكدمات: حيث ينتج عن عمليات التجميل آلام تمتد لأسابيع، ويُمكن أن تنتج عنها بعذ الكدمات والانتفاخات.
- مضاعفات عمليات التجميل: والتي تتضمن النزيف وارتفاع درجة الحرارة.
- التخدير: حيث تكرر مع العديد من الأشخاص عدم استيقاظهم من التخدير الكلي بعد عمليات التجميل، ويُمكن القول أنني شخصيًا أعرف فتاة لم تستيقظ من عملية ربط للمعدة، حتى توفاها الله بعد غيبوبة دامت لستة أشهر.
- النتائج المؤقتة: حيث أن معظم عمليات التجميل نتائجها مؤقتة وتحتاج لجلسات متكررة عند انتهاء مفعولها.
كما ينتج عن عمليات التجميل مجموعة من المضاعفات وعلى رأسها:
- الإصابة بإعاقات في مجرى التنفس، وبالتالي الاختناق، ووصلت الحال مع العديد من المرضى إلى عمل منفذ عبر الحنجرة لدعم وصول الأكسجين للرئتين.
- الإصابة بتلف في خلايا الدماغ، وهذا نتيجة لضعف وصول الدم لخلايا الدماغ.
- الإصابة باضطرابات في إنزيمات الغدة الدرقية، وينتج عن ذلك ارتفاع درجة حرارة الجسم.
- الإصابات باضطرابات نفسية تتضمن الاكتئاب أو ضعف الثقة بالنفس، وخصوصًا في حال ظهور نتيجة عكس المتوقع.
- الإصابة باضطرابات في نبضات القلب، وينتج عن ذلك هبوط مفاجئ في ضغط الدم.
- الإصابة باضطرابات في الدم مثل فقر الدم.
في النهاية، لا يُحرم الإسلام أمرًا إلا لحكمة، ويجوز إجراء عملية التجميل إذا كان الهدف منها ينطوي على فوائد صحية.(3)
المراجع: