خراج الأسنان عند الأطفال {الأعراض والعلاج}
يُعاني معظم الأهالي منَ التعامل معَ أطفالهم الصغار وخاصةً في بداياتهم المدرسية، لأنَ الطفل يميل لتناول الأطعمة الخارجية التي تحتوي على ملونات وسكريات ومكوّناتٍ غير صحيّة، ويبتعد عن تناول الخضار والفواكه والأغذية التي تُحضّرها والدته في المنزل، وهذا أمر طبيعي فأغلب الأطفال يندفعون لتناول الحلويات والسكريات بأشكالها المتنوعة مثل {البسكويت، المصاص، المارشميلو، الآيس كريم}.
ومنَ الجدير بالذكر، أنَ هذه الأطعمة الغير صحيّة تُسبب مشاكل للطفل وخاصةً في أسنانه، فيُعاني بشكلٍ مستمر منَ التسوس والخراج وصعوبة في مضغ الطعام بسبب الألم الذي يُرافقه، ويُعتبر خراج الأسنان من أكثر المشكلات الشائعة عندَ الأطفال، فيُلاحظ الطفل احمرار في اللثة وانتفاخ معَ بعض الآلام، ولذلك ما المقصود بخراج الأسنان عند الأطفال؟ وما هيَ أعراضه؟ أسبابه؟ وعلاجاته المتعددة؟
ما هوَ خراج الأسنان عند الأطفال؟
قد يشعر الطفل باحمرارٍ وألمٍ داخل فمه وأسنانه بشكلٍ مفاجئ، وهذا الألم يكون ناتج في بعض الأحيان عن الإصابة بالخراج الذي يُصيب الأسنان الدائمة واللبنية أيضاً، ويُقصد بالخراج هوَ الإصابة بعدوىً بكتيرية تراكمت فوقَ بعضها البعض داخل السن، وينتشر في اللثة والأنسجة حتى يتشكّل إما في قمّة جذر السن أو يُصيب اللثة.
ونوّد الإشارة، أنَ ظهور الخراج تحديداً في الفم قد يُنذّر بوجود مشكلة يجب علاجها على الفور داخل الجسم، وإذا تمَ إهمال علاجه عندَ الطفل فتوجد عدّة مضاعفات تُصيبه مثل فقدان السن إذا كانَ دائم أو حدوث تجرثم في الدم إذا لم يكن المعالج مختصاً في أسنان الأطفال أو انتشار الجراثيم والالتهاب إلى العظام المحيطة بالوجه.
علاوة على ذلك، للخراج أنواع متعددة يجب ذكرها مثل {خراج اللثة} إذا تمَ تفريش الأسنان بطريقةٍ خاطئة وضرب الشعيرات باللثة قد تُسبب ظهوره، {خراج حول الذروة} الذي يتشكّل في قمّة جذر السن بسبب تراكم البكتيريا، {خراج دواعم السن} يُؤدي إلى إصابة اللثة المتواجدة بالقرب من جذر السن.
ما هيَ أعراض الإصابة بخراج الأسنان عند الأطفال؟
الأعراض قد تكون واضحة على الطفل ويشكو منها طوالَ الوقت، وتتمثل في:
- الشعور بألمٍ خفيف في البداية وازدياده معَ مرور الوقت.
- ظهور رائحة كريهة للفم والأسنان.
- احمرار وانتفاخ اللثة.
- شعور الطفل بنكهةٍ غريبة في فمه.
- الشعور بإرهاق وتعب جسدي.
- صعوبة البلع أو تناول الطعام.
- الأرق أثناءَ الليل بسبب زيادة الألم عندَ النوم.
- ألم في الأذن والفك.
- احمرار الوجه وظهور توّرم خارجي مكان تواجد الخراج.
- حساسية تجاهَ الأطعمة أو المشروبات المثلجة والساخنة.
ما هيَ أسباب الإصابة بخراج الأسنان عند الأطفال؟
بالتأكيد لن يظهر الخراج إلّا بوجود عوامل ومسببات أدّت إلى تراكم البكتيريا في فم الطفل، ومن هذه العوامل:
- الإهمال في نظافة الأسنان: قد يتناول الطفل الكثير منَ الأطعمة المحلّاة بالسكر والضارّة بالأسنان، وبعدها يخلد إلى النوم مباشرةً دونَ تنظيف أسنانه وفمه، ومن هنا تتراكم البكتيريا وتُصاب اللثة بالخراج.
- كسر الأسنان: إذا تعرّضَ طفلك لكسر في أسنانه أثناءَ اللعب في الخارج ولم يُعالج على يد الطبيب المختص، فهذا السن المكسور سيُدخل البكتيريا بسهولة أكبر ويظهر الخراج الذي يُسبب الألم والتعب لهُ.
- تسوس الأسنان: للأسف معظم الأهالي لا يهتمون لظهور تسوس في أسنان أطفالهم وعندما يجدونه صغير يتجاهلون أمره، ولكن إذا لم يُعالج في وقتٍ مبكّر سيزداد ويقضي على السن ويظهر الخراج الذي يُسبب تعب اللثة وضعفها.
كيفَ يُمكن علاج خراج الأسنان عند الأطفال؟
إذا لاحظتَ ظهور الخراج على أحد أطفالك ويُعانون من ألمٍ منه، على الفور يجب التوّجه إلى الطبيب المختص بأسنان الأطفال من أجل علاجه وتجنب تفاقمه، ومن هذه العلاجات:
- شق أنسجة اللثة: في البداية سيعمل الطبيب على منح طفلك مخدر موضعي من أجل تجنب خوفه أو شعوره بالألم، ومن ثمَ يبدأ بشق أنسجة اللثة بشكلٍ صغير ويُخرج القيح المتواجد بها، ومن ثمَ ينظف مكانها بالمحلول الملحي، ويصف الأدوية المسكنة للألم.
- المضادّات الحيوية: قد يصف لكَ الطبيب هذه الأدوية ولكنها لا تُعالج المشكلة بشكلٍ نهائي، بل تحدّ من انتشار العدوى داخل الفم والأسنان.
- مسكنات الألم: للحدّ منَ الشعور بالألم المستمر وزيادة القدرة على النوم وأداء الأنشطة اليومية، يصف الطبيب الإيبوبروفين أو الأسيتامينوفين للتخفيف منَ الألم الحادّ الذي يُعاني منهُ الطفل.
- تركيب تاج للأسنان: إذا كانَ المُصاب يُعاني منَ الخراج في أحد أسنانه الدائمة فيتم تركيب تاج لأسنانه، أما إذا كانت أسنان الطفل لبنية فأحياناً خلعه يكون الحل الأنسب.
- إزالة السن: للأسف إذا كانت الحالة متفاقمة ويشعر الطفل بعدم تحمل الألم بها، وبعدَ تجربة العلاجات السابقة ولكنها لم تنجح فيلجأ الطبيب لاقتلاع السن.
ما هيَ أفضل الطرق لحماية أسنان الطفل منَ الخراج؟
يجب أن تضعي بعض القواعد الصارمة ليلتزم طفلك بها من أجل الحفاظ على صحة أسنانه وتجنب تعرّضها للالتهاب أو التسوس أو الخراج، ومن أهمها:
- تعويد الطفل على استخدام الخيط للتنظيف بينَ الأسنان منَ الصغر مرة واحدة بشكلٍ يومي، من أجل تجنب تراكم البكتيريا أو بقايا الأطعمة التي يصعب على الفرشاة الوصول إليها.
- يُفضّل أن يعتاد طفلك على روتين يومي لتنظيف أسنانه في الصباح أثناءَ الاستيقاظ وقبلَ الخلود للنوم، والمضمضة بعدَ تناول الحلويات أو أي نوعٍ منَ الأطعمة.
- يجب الانتظام في زيارة الطبيب المختص كل 6 أشهر للاطمئنان على سلامة الأسنان وعلاج المشكلة في وقتٍ مبكّر لتجنب تفاقمها.
- يُفضّل استبدال الحلويات والسكريات بالفواكه والخضار من خلال زيادة حب طفلك لها عن طريق صنع أشكال متنوعة منها بحيث ينجذب الطفل إليها.
نوّد القول أنَ الطفل لن يتشجع على تنظيف أسنانه أو النظافة بشكلٍ عام إلّا بعدَ أن يُشاهدكِ أنتِ ووالده مهتمان بنظافتكما وصحة أسنانكما، فالطفل يكتسب العادات من حوله لذلك كن قدوة لهُ ولا تُلقي الأوامر عليه إذا لم تكن منتظماً بها أنت، لأنها ستزيد من عناده تجاهك ويتجاهل الأمر.
{{نأمل أن يعجبكم المقال أيها الرائعون}}.