أبو بكر الصديق
الصحابي الجليل أبو بكر الصديق هو الصحابي عبدالله بن عثمان بن عامر بن عمرو بن كعب بن سعد بن تيم بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب القرشي التيمي، ويلتقي نسب أبو بكر الصديق مع النبي صلى الله عليه وسلم في الجد السادس مرة بن كعب، ويكنى بأبي بكر، وذلك دلالة على علو المنزلة وشرف الحسب، ويعني البكر الفَتِيُّ من الأبل، ولقب أبو بكر بعدة القاب منها: (١)
- العتيق: وقد لقبه الرسول محمد صلى الله عليه وسلم بذلك حيث قال له: (أنت عتيق الله من النار)، ويعود سبب هذا اللقب إلى هذا الحديث، وذكر المؤرخون سببًا آخر لهذا اللقب وهو جمال وجهه، وقيل لأنه رضي الله عنه كان يمنح الخير منذ القدم.
- الصديق: وهو اللقب الذي ارتبط باسمه رضي الله عنه، وقد لقب بذلك لكثرة تصديقه للنبي محمد صلى الله عليه وسلم.
- الصاحب: وقد لقبه الله عز وجل في القرآن الكريم في سورة التوبة في الآية ٤٠ بذلك، فقال الله تعالى(إِلاَّ تَنصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللهُ إِذْ أَخْرَجَهُ الَّذِينَ كَفَرُوا ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لاَ تَحْزَنْ إِنَّ اللهَ مَعَنَا).
- الأتقى: وقد لقبه الله عز وجل بذلك في كتابه الكريم، وذلك في سورة الليل في الآية ال١٧ (وَسَيُجَنَّبُهَا الأتْقَى) وذلك بما عرف عنه في عتقه للمعذبين في الله.
- الأواه: وقد لقب أبو بكر بهذا اللقب لرأفته ورحمته، وهو لقب يدل على الخوف والخشية من الله تعالى.
نشأة أبو بكر الصديق
اختلف العلماء والمؤرخون في تاريخ ولادة أبو بكر الصديق، ولكن المؤكد أنه ولد بعد عام الفيل، وقيل بعد عام الفيل بثلاثة سنوات أو سنتين وعدة أشهر، وقد نشأ أبو بكر الصديق مع أبوين يمتلكان مكانة عالية في قومهم، ونشأ عزيز النفس والمكانة، ووصف رضي الله عنه بالبياض في لون جسمه، وفي نحافة بدنه، ويكنى والده بأبي قحافة، وقد أسلم والده في يوم الفتح، وأما والدة أبو بكر فهي سلمى بنت صخر بن عمرو بن كعب بن سعد بن تيم، وكنيت بأم الخير، وقد أسلمت في وقت مقارب من وقت ظهور الإٍسلام بمكة.
زوجات أبو بكر الصديق
تزوج أبو بكر الصديق رضي الله عنه بأربعة زوجات، منهن في الإسلام ومنهن من الجاهلية، وقد أنجبن له ثلاثة من الذكور، وثلاثة من الإناث، وفيما يلي زوجات الصحابي الجليل أبو بكر الصديق على الترتيب: (1)
- قتيلة بنت عبد العزى بن أسعد بن جابر بن مالك: وهي والدة ابن أبي بكر عبد الله وابنته أسماء، وقد اختلف العلماء في اسلامها، ولكن عرف أن أبو بكر كان قد طلقها في الجاهلية، وعرف عنها أنها قدمت مرة بهدايا إلى ابنتها أسماء بنت أبي بكر، ولكنها رفضتهم ولم تدخلها بيتها، وعندما أرسلت إلى عائشة رضي الله عنها زوجة الرسول صلى الله عليه وسلم قال النبي (لتدخلها، وتقبل هديتها) وأنزل الله عز وجل الآية الثامنة في سورة الممتحنة (لاَ يَنْهَاكُمُ اللهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُم مِّن دِيَارِكُمْ أَن تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ)
- أم رومان بنت عامر بن عويمر: وقد مات زوجها الحارث بن سخبرة في مكة المكرمة، وبعد ذلك تزوجها أبو بكر، وكانت من المسلمين قديمًا، ومما بايعوا على الإسلام وهاجرت إلى المدينة المنورة، وهي والدة عائشة رضي الله عنها وعبد الرحمن.
- أسماء بنت عُمَيس بن معبد بن الحارث: وهي من المسلمات الأوائل، هاجرت مع زوجها جعفر بن أبي طالب إلى الحبشة، وهاجرت بعد ذلك معه إلى المدينة المنورة، واستشهد بعدها في غزوة مؤتة، وتزوجها أبو بكر الصديق وأنجبت له محمدًا.
- حبيبة بنت خارجة بن زيد بن أبي زهير: وهي الأنصارية الخزرجية التي أنجبت أم كلثوم بعد وفاة أبي بكر الصديق رضي الله عنه.
أبناء أبو بكر الصديق
وقد أنجبت زوجات أبو بكر الصديق ثلاثة من الإناث وثلاثة من الذكور، وعرف عنهم الكثير من الشجاعة والقوة، وفيما يلي معلومات عن أبناء الصحابي الجليل أبو بكر الصديق: (١)
- عبد الرحمن: وقد أسلم في يوم الحديبية، وعرف عنه حسن إسلامه، وقد صاحب الرسول صلى الله عليه وسلم وقام بعدد من المواقف المحمودة والشجاعة بعد إسلامه.
- عبد الله: وكان له دور عظيم في الهجرة، حيث أنه كان في النهار يبقى بين أهل مكة ويسمع أخبارهم، وفي الليل يتسلل إلى الغار ليخبر الرسول محمد صلى الله عليه وسلم وأبيه ما يحدث، واستشهد نتيجة سهم في يوم الطائف، ولكنه تماسك حتى وصل إلى المدينة المنورة واستشهد فيها.
- محمد بن أبي بكر: وقد ولد في عام حجة الوداع، وعاش في حجر علي بن أبي طالب حيث ولاه على مصر، واستشهد فيها.
- أسماء بنت أبي بكر: وهي ذات النطاقين، وتزوجت الزبير بن العوام، وهاجرت إلى المدينة المنورة أثناء حملها بعبد الله بن الزبير، فكان أول مولود في الإسلام بعد الهجرة.
- عائشة بنت أبي بكر: وهي أم المؤمنين الصديقة بنت الصديق، وتزوجها الرسول محمد صلى الله عليه وسلم.
- أم كلثوم بنت أبي بكر: وقد أوصى بها أبي بكر الصديق قبل وفاته، وتزوجها طلحة بن عبيد الله.
إسلام أبو بكر الصديق
كان الصحابي الجليل أبو بكر الصديق من التجار المعروفين في قريش، وكان محبوبًا لقومه، ويحبون مجالسته، وكان رضي الله عنه صديقًا للرسول محمد صلى الله عليه وسلم في طفولته وشبابه من قبل الإسلام وحتى بعده، وهو أول من علم بنزول الوحي على النبي محمد صلى الله عليه وسلم، وصدقه وكان أول من أسلم من الرجال رضي الله عنه.(٢)
أعمال أبو بكر الصديق قبل تولي الخلافة
كان رضي الله عنه رفيقًا للرسول محمد صلى الله عليه وسلم في الغار، وقد دخل رضي الله عنه إلى الغار قبل رسول الله صلى الله عليه وسلم ليتأكد من سلامة الرسول صلى الله عليه وسلم به، وعند هجرته رضي الله عنه مع الرسول صلى الله عليه وسلم أخذ ماله بأكمله في سبيل الله، وقد بعثه الرسول محمد صلى الله عليه وسلم أميرًا على الحج في الحجة التي سبقت حجة الوداع.(٣)
فضائل أبو بكر الصديق
قال عمرو بن العاص لرسول الله صلى الله عليه وسلم: أي الناس أحب إليك؟ قال: عائشة. قال: قلت: من الرجال؟ قال: أبوها. رواه مسلم، وهذا يدل على أنه رضي الله عنه كان من أحب الناس إلى الرسول محمد صلى الله عليه وسلم، ولذلك اعتبره أخًا له رضي الله عنه، ونزل في أبي بكر رضي الله عنه الآيات التالية في سورة الليل(وَسَيُجَنَّبُهَا الأَتْقَى* الَّذِي يُؤْتِي مَالَهُ يَتَزَكَّى* وَمَا لأَحَدٍ عِندَهُ مِن نِّعْمَةٍ تُجْزَى* إِلا ابْتِغَاء وَجْهِ رَبِّهِ الأَعْلَى* وَلَسَوْفَ يَرْضَى)، وكان من السباقين في عمل الخير، حيث أنه استطاع جمع خصال الخير في يوم واحد، فروى مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : من أصبح منكم اليوم صائما؟
قال أبو بكر رضي الله عنه : أنا .
قال : فمن تبع منكم اليوم جنازة ؟
قال أبو بكر رضي الله عنه : أنا .
قال : فمن أطعم منكم اليوم مسكينا ؟
قال أبو بكر رضي الله عنه : أنا .
قال : فمن عاد منكم اليوم مريضا ؟
قال أبو بكر رضي الله عنه : أنا .
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ما اجتمعن في امرىء إلا دخل الجنة. (٣)
تولي أبو بكر الصديق الخلافة
بعد وفاة الرسول محمد صلى الله عليه وسلم، اجتمع الصحابة لتقرير من ستولى الخلافة من بعد، وبايع أبو بكر الصديق عددًا من الصحابة منهم عمر بن الخطاب، أبو عبيدة بن الجراح وعدد من الأنصار مثل أسيد بن حضير وبشير بن سعد.
وقد قام رضي الله عنه في فترة خلافته في عدد من الأعمال والمواقف القوية والصلبة، وأحدها هو حرب المرتدين، حيث عرف عن أبي بكر الصديق رحمته وعطفه، ولكنه كان شديد الصلابة في حرب المرتدين، فحارب المرتدين ومانعي الزكاة، وفي عهده رضي الله عنه فتحت الشام والعراق، وأمر رضي الله عنه زيد بن ثابت بجمع القرآن.(٤)
وفاة أبو بكر الصديق
توفي رضي الله عنه بعد مرض استمر لمدة خمسة عشر يومًا، وتوفي في يوم الإثنين (ليلة الثلاثاء) في الثاني والعشرين من شهر جمادى الآخرة في السنة الثالثة عشر بعد الهجرة، وكان عمره ثلاث وستين سنة، وخلال مرضه أمر رضي الله عنه عمر بن الخطاب في الصلاة، وكان عثمان بن عفان ألزمهم له في مرضه، وتوفي رضي الله عنه ولم يترك درهمًا واحدًا في منزله، وقد أوصى الصديق رضي الله عنه أن تغسله زوجته أسماء بنت عميس، وأن يدفن بجانب رسول الله صلى الله عليه وسلم.(٥)
المراجع:
١- طريق الإسلام – أبو بكر الصديق
٢- موضوع – نبذة عن أبي بكر الصديق
٣- https://www.saaid.net/Doat/assuhaim/126.htm