طائر العنقاء في الحضارات المختلفة
تنتشر الأساطير والحكايات القديمة التي تكون في أغلب الأحيان منسوجة من خيال بعض الأشخاص وتتناقلها الأجيال بمرور الوقت.
تسرد هذه الأساطير قصص عن الحياة القديمة وأصل البشر والظواهر الخارقة التي حدثت والتي لا تزال تذكر حتى الآن.
وتقدم الأسطورة في قالب واقعي مهما كانت معارضة للقوانين الطبيعية ومهما كانت خارجة عن قوانين الطبيعة.
ولدى كل حضارة قصص وأساطير تخصها وتتبع لتراثها وتقاليدها و يظل الأجداد يحكونها لأحفادهم بشكل مستمر.
وتنسج هذه الأساطير من تاريخ هذه الحضارة وتطورها واهتماماتها ومسيرتها عبر التاريخ وإنجازاتها.
طائر العنقاء يعتبر أسطورة منتشرة عبر مختلف الحضارات ويختلف رمزه ودلالته بين واحد لأخرى.
سنتحدث عن دلالاته ورموزه المختلفة عبر التاريخ.
ما هي خرافات طائر العنقاء
- طائر العنقاء هو طائر خيالي يتميز بالجمال والقوة الكبيرة ورد ذكره في العديد من الأساطير القديمة.
- يسمى أيضًا بطائر الفينيق بالحضارة اليونانية.
- سمي بهذا الاسم لأنه يمتلك عنق طويل ويوجد في عنقه لون أبيض على شكل طوق.
- يقال بأنه يعيش بين ال500 و 1400 عام قبل أن يموت.
- قبل أن يموت يبني لنفسه عش من أغصان الأشجار ويحرق العش حتى يتحول لرماد.
- بعد ذلك يخرج من الرماد طائر عنقاء جديد لذلك يعتبره الناس طائر خالد لا يموت.
- بناء على ذلك أطلق عليه في الحضارة المصرية اسم طائر الخلود للدالة على الحضارة الفرعونية القديمة.
- تم ذكره في العديد من القصص القديمة مثل السندباد وألف ليلة وليلة وغيرها الكثير.
- كتب عنه العديد من الناس والشعراء وتحدثت عنه الكثير من القصائد وورد ذكره بالشعر العربي.
سنتحدث الآن عن رموزه ومعناه في حضارات قديمة مختلفة.
طائر العنقاء في الحضارة الصينية القديمة
- يعتبر طائر العنقاء في الحضارة الصينية من الرموز المقدسة مثل أسطورة التنين.
- تم كتابة الكثير من الشعر والكتب عن هذا الطائر على الرغم من كونه مجرد طائر خيالي.
- اعتبره الصينيون رمز لحماية البشر من الشر.
- يمتلك جمال مميز ويجمع جمال العديد من الحيوانات.
- سمي على اسمه العديد من المباني والأطعمة الصينية وغيرها من الأشياء.
- يقال أنه يسكن الكهوف ويشرب من مياه البحر.
- ذكر في الأساطير أن الريش على جسده ينتشر على شكل كلمات فمثلًا على رأسه يكتب أخلاق وعلى ذيله كلمة رحمة وعلى بطنه كلمة صدق.
- لطائر العنقاء شكل مميز في حضارتهم:
- رأسه يشبه رأس الديك.
- ظهره يتداخل مع حيوان يشبه السلحفاة.
- له عنق طويل كالأفعى ومنقار العصفور.
- يملك ذيل كالسمك.
- طوله يقارب المترين.
- له ألوان زاهية متنوعة مميزة.
طائر العنقاء في الحضارة المصرية القديمة
- تم ربط رمز طائر العنقاء في الحضارة المصرية عمومًا والفرعونية خصوصًا بفكرة الخلود.
- كان يرمز له قديمًا بطائر البشيون ومالك الحزين وأيضًا اسم بينو والذي يعني الارتفاع.
- ارتبط رمز طائر الفينيق بفيضان النيل والبعث بعد الموت وإعادة الخلق من جديد وبداية حياة جديدة.
- يقال بأن المصريين القدامى رأوا هذا الطائر مرات نادرة وسمعوا عنه في بعض الأحيان من المسافرين الذين كانوا يجوبون البحار العربية أثناء تجارتهم.
- يقف على الصخور المرتفعة والمعولة على الجزر.
- كان يعتبر طائر مقدس في مدينة هليوبوليس المصرية القديمة.
- تم ربطه بالشمس ورمز الشروق وبالآلهة المصرية القديمة مثل الإله رع وأيضًا أوزوريس.
- له ألوان كثيرة في هذه الحضارة مثل البنفسجي والأزرق والرمادي.
- شكله يشبه النسر ولون ريشه ذهبي بشكل جزئي غالبًا.
طائر العنقاء في الحضارة اليونانية
- أطلق عليه في أساطير الحضارة اليونانية اسم طائر الفينيكس وهي تعبر عن نوع من أنواع شجرة النخيل.
- كان رمزًا للخلود والبقاء على اعتبار أنه يولد من جديد بعد احتراقه ولا يموت أبدًا.
- عارض البعض هذه الفكرة وقالوا أنه يموت بعد احتراقه.
- عمر طائر العنقاء قد يقارب 1500 عام في الحضارة اليونانية.
- ألوان هذا الطائر تشبه الطاووس وتتدرج بين الأزرق والأحمر وغيرها.
- تم ربط رمزه بحضارة فينيقي التي اشتهرت بصناعة الصبغة الأرجوانية وفي بعض الأحيان يقال أن لونه يشبه لون الصبغة.
- كتب عنه الكثير من الشعراء والكتاب اليونانيين مثل كلوديان و غيره.
قد يهمك: هل يستطيع الطاووس الطيران؟
طائر العنقاء في الديانة المسيحية
- تم ذكر طائر العنقاء في كتاب الإنجيل المقدس.
- تم إسقاط العديد من الدلالات الفلسفية على السيد المسيح الذي ذكر أن طائر العنقاء يموت ثم يعود إلى الحياة مرة أخرى.
- وكان أيضًا رمز للقوة.
طائر العنقاء في شبه الجزيرة العربية
- أطلق عليه اسم هيرون.
- تم ذكره في العديد من الكتب مثل كتاب عجائب المخلوقات وغرائب الموجودات الذي تحدث عنه ووصفه.
- وأيضًا قام ابن منظور الأنصاري بالتحدث عن قصة لرجل صالح يدعى حنظلة بن صفوان شكا له أهل بلده من طير طويل العنق ينقض على الناس ويأخذهم في السماء فأخذ غلامًا وبعدها أخذ جارية.
لذلك قام حنظلة بالدعاء عليه فأصابته صاعقة ومات.
في النهاية إذا كنت تسأل نفسك عن حقيقة هذه الأساطير نستطيع أن نقول لك أنه لا بد من أن طائر العنقاء كان موجودًا في مكان ما منذ وقت طويل جدًا وانقرض بعدها ولكن بالتأكيد كان طائرًا طبيعيًا لا يمتلك القدرة على الخلود مثلما نسبت له الأساطير.
إلى هنا انتهى مقالنا لليوم نرجو أن نكون قد وفقنا في تقديم معلومات مفيدة وقيمة.