ظاهرة السرقة عند الأطفال.. أسبابها والتعامل معها
يسعى الوالدين إلى خلق بيئةٍ مريحة لأطفالهم من أجل اكتسابهم عاداتٍ صحيّة مفيدة لأجسادهم ولراحتهم النفسية، فنجد أنَ أغلب الأهالي يسعون لتجنب المشاكل الأسرية بينَ أطفالهم فيعملون على حلّها بالتفاهم وبينَ بعضهم دونَ سماع الأطفال لصراخهم ويُحاولون تعليمهم أسس ومبادئ الحياة والأخلاق الحسنة منذُ الصغر، وذلكَ عن طريق عمل الخير أمامهم لأنهم قدوةً بالنسبة لهم، ولذلك ينشأ الطفل سليماً عقلياً ونفسياً ويكبر على الحب والاحترام.
ولكن بالمقابل، يوجد بعض الأهالي الذينَ لا يهتمون لأي نوعٍ من أنواع التربية وغرس المفاهيم الحسنة في الطفل، فيسمحون لهُ بالتعدّي على أصدقائه أو أشقائه ويُسامحونه على الكلمات البذيئة التي يتفوّه بها وعلى عناده وأحياناً على سرقة الأشياء من غيره! نعم إنَ أغلب الوالدين يعتقدون أنَ حصول الطفل على شيءٍ ليسَ لهُ أمراً طبيعياً كونهُ لا يفهم في تلكَ المرحلة، ولكن للأسف بدلاً من إلقاء النصائح عليه وتوضيح أنَ لكل إنسان خصوصيات ويجب عدم التعدّي عليها أو أخذها دون إذنه، يُسامحونه ويتغافلون عن هذه العادة السيئة التي منَ المُمكن أن يعتمدها عندما يكبر دونَ رادعٍ أو خوفٍ من أحد.
ونوّد الإشارة، أنَ الطفل في سنواته الأولى بالتأكيد لن يفهم معنى السرقة، فأحياناً يأخذ الألعاب الخاصة بطفلٍ آخر بقوّة دونَ أن يعي أنها ليست ملكه، وعندما يكبر قليلاً منَ المحتمل أن يدخل إلى المحال وتكون يده طويلة ويسرق بعض الأغراض دونَ لفت انتباه، وعندما يُصبح مراهقاً تترسخ هذه العادة السيئة في عقله ويفعلها أمامَ أصدقائه لإرضائهم وللتباهي بها، ولذلك ما هيَ أسباب ظاهرة السرقة عند الأطفال؟ وما هيَ طرق علاجها؟
صديقي القارئ،، إذا كنتَ تُلاحظ أنَ طفلك الصغير يبدأ خطواته في انتشال أغراض ليست ملكه ولا يعي خطورة السرقة،، بدلاً من إلقاء اللوم عليه والشتائم وإلقاء بعض العبارات التي تُؤثر في نفسيته،، نُقدّم لكَ في هذا المقال أسباب ودوافع السرقة عند الأطفال وأفضل 8 حلول لها:
ما هيَ أسباب ودوافع السرقة عند الأطفال؟
بالتأكيد توجد عدّة أسباب تدفع الطفل إلى سرقة أي شيءٍ يراه أمامه، وتتمثل في:
- محاكاة الآخرين: من أهم الأسباب التي تدفع الطفل إلى انتشال أغراض الآخرين أو سرقة المال منَ الحقائب هيَ محاكاة الآخرين، فكل طفل في سنواته الأولى يتعلّم أي شيءٍ منَ الأفراد حوله سواءً كانَ إيجابياً أو سلبياً، فإذا شاهدَ أخاه الكبير يسرق من محفظة والده سيُقلّده في ذلك، أو إذا شاهدَ أفلاماً كرتونية أو مشاهداً على التلفاز تخص السرقة سيُثار فضوله ويقوم بتجربتها وقد يعتاد عليها.
- أصدقاء السوء: عليكِ أن تبحثي عن أفضل المدارس والأصدقاء الذينَ يُرافقهم طفلك، فأحياناً يكتسب هذه العادة من أصدقائه في الحيّ أو المدرسة، فيُشاهدهم يسرقون ويُشجعونه على هذا الفعل وبالتالي تُصبح عادة لديه.
- الحصول على أي شيءٍ يُريده: أحياناً يطلب الطفل من والديه قطعاً منَ الحلوى أو ألعاباً معينة ويقولون لهُ أنهُ ليسَ بإمكانهم شرائها بسبب عدم توفر المال الكافي، ولذلك يُفكر في سرقة الحلوى منَ المحال التي يدخل إليها أو أي شيءٍ يلفت انتباهه بغرض الشعور بالمتعة وإشباع الذات.
- لفت الانتباه: أحياناً الوالدين يُهملون طفلهم ويهتمون بالمولود الجديد، فيشعر الطفل في هذه الحالة أنَ لا أحداً يحبه أو يهتم لأمره، ولذلك يبدأ بالصراخ وافتعال المشاكل ولفت الانتباه ولكن دونَ جدوى، وأحياناً يلجأ إلى السرقة بغرض إشباع ذاته ولفت انتباه من حوله إليه، وخاصةً إذا كانَ أحد الوالدين قاسياً عليه ويحرمه من أبسط الأشياء التي تُشعره بالمتعة.
ما هيَ أفضل 8 طرق لعلاج ظاهرة السرقة عند الأطفال؟
على الوالدين في البداية ترسيخ فكرة في أذهانهم أنَ الإهانة وإلقاء الشتائم وإذلال الطفل وحرمانه منَ الأشياء ستزيد من هذه الكارثة، ولذلك يجب عليهم مناقشة الموضوع معاً والتحلّي بالصبر والحكمة والبدء باتباع هذه الطرق لعلاج المشكلة:
- البحث عن الأسباب: أولاً على الوالدين الجلوس معَ بعضهم بعيداً عن الطفل والبحث عن السبب الكامن وراءَ سرقة الطفل، فإذا كانَ يسرق بدافع لفت الانتباه عليهما التركيز على الاهتمام بهِ ومنحه الحب والحنان بشكلٍ أكبر منَ السابق، وإذا كانَ بسبب فضوله وتقليده لأصدقائه فعليهم إبعاده على الفور عن محيطه السيء وخلق بيئة مريحة وإيجابية لتربيته بها.
- التحدث معَ الطفل: عامل طفلك مثل صديقك المقرب، ففي هذه الحالة لا تمسك العصا وتبدأ بتقلينه درساً في الأدب، بل تحدث معه بلطف عن سبب سرقته للشيء الذي بينَ يديه، ومن ثمَ توضيح خطورة السرقة وأثرها على المجتمع، وعليكَ أن تأخذ طفلك إلى السوبر ماركت أو الشخص الذي سرقَ منه أغراضه ليعتذر منه ويُعيد الغرض إليه بكل أدب، فهذه الطريقة ستترسخ في ذاكرة الطفل ويفهم ثقافة الاعتذار وأنَ ليسَ أي شيءٍ يراه هوَ ملك له.
- ترسيخ مفهوم الملكية لديهم: يجب على الوالدين سواءً كانَ طفلهم قامَ بتجربة السرقة أم لم يقم بها، أن يُوّضحوا لهُ مفهوم الملكية فإذا شاهدَ لعبةً في الروضة فإنها لطفلٍ آخر ويجب أن يُعيدها إليه، وإذا شاهدَ عجوز ألقى بأمواله دونَ قصد على الطريق فيجب إعادتها له، ويُمكن ترسيخها بقدرٍ أكبر عن طريق الوالدين عندما يُعيدون الأغراض التي ليست لهم أمامَ الطفل للآخرين والحديث معه أنَ أي شيءٍ لا يخصنا لا يُمكننا الحصول عليه إذا كانَ للآخرين إلّا بإذنهم.
- رواية القصص والحكايات: يُمكنكِ شراء بعض القصص أو تحميلها إلكترونياً التي تهتم بتوضيح خطورة السرقة والكذب من خلال أفراد القصة، وتوضيح عواقبها لهُ والتركيز على الحكايات التي تُعبّر عن الصدق وأهمية الأمانة والحفاظ عليها لتعزيزها داخل عقله.
- تطبيق العقاب: عليكِ تحذيره عندما يقوم بالسرقة وإخافته عن طريق تهديده بالعقاب مثل ممنوع الذهاب معَ أصدقائك أو اللعب في الحي أو مشاهدة التلفاز، ولكن هذا العقاب يكون بينكِ وبينَ طفلك وليسَ أمامَ إخوته أو الناس الآخرين حتى لا تنكسر شخصيته أمامهم ويبدؤون بالسخرية عليه وإطلاق لقب السارق الذي يُؤثر على نفسيته.
- الاستشارة النفسية: إنها آخر الحلول لدى الأهالي الذينَ يُعانون من عدم قدرتهم على ضبط أطفالهم، وخاصةً النساء فأحياناً المرأة تكون بعيدة عن زوجها وتُربي طفلها الصغير وحدها، ولذلك الطفل في أغلب الأحيان يكون عنيد أو لا يسمع الكلام من والدته، ولذلك يُفضّل في هذه الحالة طلب الاستشارة لعلاج هذه المشكلة، فالطبيب سيفهم سلوك الطفل ويُعلّمه السلوك الصحيح ويُبعد عن عقله الأفكار السلبية والمؤذية وسيُتابع حالته حتى الشفاء من هذه الظاهرة.
دائماً نُكرر عن أهمية الحب والحنان الذي يجب على الوالدين منحه للطفل الصغير، فعندما ينشأ الطفل في بيئةٍ سليمة وصحيّة ويبتعد عن الأصدقاء السوء أو عن البرامج التي تُعرض على الإنترنت وتحتوي على السرقة أو أي عادةٍ سيئة فلن يكتسبها الطفل في هذه الحالة، ولذلك عليكما أن تكونان قدوةً حسنة في الأخلاق والتربية والأدب واحترام الآخرين ومساعدتهم أمامَ الطفل حتى يُصبح إنساناً صالحاً في المستقبل.
{{نأمل أن يعجبكم المقال أيها الرائعون}}.