عثمان باتور – صفحات من التاريخ – الصفحة الثامنة عشرة

البطل الشهيد عثمان باتور
شارك هذه المقالة مع أصدقائك!

البطل الشهيد عثمان باتور

في عام 1940، داهم الجنود الصينيون والروس تركستان الشرقية لإخضاع المسلمين، وقد مارسوا خلال هذا الغزو كعادتهم المجازر والجرائم ضد المسلمين من قتل ونهب واغتصاب وانتهاك للحرمات .. وكان يتم القبض على كل من يحمل سلاح، بندقية كانت أو سهم أو حتى سكين صيد.

بدأ بطلنا القازاقي عثمان إسلام اوغلو الملقب بـ”باتور” أي الشجاع بالعيش على الجبل رافضًا تسليم سلاحه.
عثمان باتور (بالقازاقية: وسپان باتير) (ولد عام 1899) في مقاطعة كوكتوغاي، ولاية ألتاي، شينجيانغ – تركستان الشرقية المحتلة من جمهورية الصين الشعبية.

انضم إليه في لجوءه إلى الجبل صديقه سليمان وابنه الأكبر شيرديمان وشكلوا عصابة مجاهدة هدفها الوحيد هو النكاية والانتقام من العدو الكافر المحارب الروسي الصيني، حيث يداهمون المراكز الصناعية فيغتالون الضباط، وينصبون الكمائن.

ويتتبع الصينيون والروس المجموعة التي تصطاد في الجبل. حيث يخشون أن تنمو هذه المجموعة وتنتشر أفكارها.

ويتحول خوفهم إلى حقيقة

يجاهد عثمان باتور البالغ من العمر أربعون عامًا عشرة أعوام مع ثلاثين ألفًا من مجاهديه وعدد قوات الصين حينها 300 ألف. أي مجاهد واحد مقابل عشرة من الأعداء في جبال ألتاي.

“هنا مقر الجنرال عثمان باتور البطل الذي دوخ الأعداء والذي استطاع أن يمسك ببعض الخونة من أبناء البلاد العملاء للعدو، وكان عثمان باتور صارم النظرات، طويل الشارب، كث اللحية، كبير الأنف لحد ما، وكان هادئ الحركة، وسيما قليل الكلام، عميق التفكير.. الكثيرين من الرجال يناضلون إلى جواره، وكان يلبس الملابس الثقيلة أو السميكة اتقاء للبرد القارس في الجبال، ما أعجب هؤلاء الرجال، كانوا يصمدون لعواصف الطبيعة ومكائد الأعداء، ويجابهون الموت والمكاره بشجاعة منقطعة النظير طوال سنوات، وكان شعارهم الذي يهز الجبال الله أكبر… الله أكبر”

لكن تأتي الرياح بما لا تشتهي السفن .. حيث يبلغ أحد الخونة القوات الصينية بمكان تواجده، ويواجه عثمان باتور قوات الصين القادمة لقتله مع مائتين من مجاهديه .. وبعد معركة حامية الوطيس يكبو جواد الفارس ويلقى جوادُ المجد راكبه لكنه لم يتوقف عن المقاومة حتى بعد تعطل رشاشه الآلي الذي غنمه في المعارك يقاتل عثمان الشجاع بخنجره حتى يسقط مصابًا.

وفي 29 أبريل من عام 1951 يقع عثمان في الأسر. ويقطع أنفه وأذنه مثل أسد الله حمزة رضي الله عنه، وينفذ فيه حكم الإعدام وهو يصدح بالتكبير والتهليل .. متقدمًا نحو الموت بجلال .. ويصل خبر استشهاده لوالدته عائشة فتقول: إنما ربيت ولدي لمثل هذا!

وقد ألف نجيب الكيلاني قصة ليالي تركستان استلهم فيها سيرة البطل عثمان باتورأنصح بقراءتها.

ربوا أبناءكم ليكونوا عثمان وربوا بناتكم ليكن عائشة
رحم الله أبطالاً نسيهم التاريخ وخلدوا في عليين في سجل المجد والفخر.

إقرأ أيضًا: لالة فاطمة نسومر – صفحات من التاريخ – الصفحة الرابعة عشرة

شارك هذه المقالة مع أصدقائك!

منصة الكترونية لنشر المقالات باللغة العربية. يسعى موقع فنجان الى اثراء المحتوى العربي على الانترنت وتشجيع الناس على القراءة

‫0 تعليق