علاج البهاق بطرق مختلفة

علاج البهاق بطرق مختلفة
Share this post with friends!

علاج البهاق بطرق مختلفة

تكثر وتتعدد الأمراض الجلدية وجميعها تتصف بخصائص معينة تميز المرض عن غيره وبالتالي تختلف الأعراض وطرق العلاج والوقاية.

إن مرض البهاق هو مرض مكتسب عرضه الاساسي والوحيد هو بقع ذات لون فاتح على الجلد وتبلغ نسبة انتشار المرض 1% بين مجموع السكان الموجودين في جميع أنحاء العالم دون علاقة للأصل أو الجنس.

يبدأ المرض لدى أكثر من 50% من المصابين قبل عمر 20 سنة في أغلب الحالات.

سنتحدث اليوم في هذا المقال عن مرض البهاق وسنذكر أعراضه وطرق علاجه الممكنة.

ما هو البهاق؟

لقد عرف المرض منذ ألف عام قبل الميلاد وتحديدًا من الحضارة البوذية والهندية، حيث كان هناك تحفظ من قبل هذه الحضارات على كل حاملي المرض، وفي الغالب كان يتم نفيهم خارج المجموعة والبلاد.

يكون السبب الرئيسي للإصابة هو تضرر بالخلايا الميلانينية Melanocytes التي تنتج الميلانين وهي مادة في الجلد تكسبه اللون وعندما تغيب هذه الخلايا تغيب مادة الميلانين.

هناك نظرية تم قبولها بهدف تفسير مرض البهاق وهي تقول بأن المرض يتعلق بعمليات المناعة الذاتية وخصوصًا أن المرض يترافق مع العديد من الأمراض الاخرى ذات الخلفية المناعية بشكل كامل.

يظهر البهاق أكثر وضوحًا عند أصحاب الجلد الغامق لأن الألوان تكون متباينة، وهو يبدأ غالبًا كأول ظهور في المناطق المكشوفة في الجسم بعد التعرض لشمس الربيع أو إصابة ما، وتتباين هذه الإصابات وتختلف فيما بينها حيث قد تكون ممتدة على مساحة صغيرة أو على مساحة كبيرة.

غالبًا لا يصاحب البهاق أي اضطراب آخر لكنه شائع الحدوث بعد اضطراب انفعالي، ولكن لا يوجد أي أدلة على كون البهاق قد يتسبب جراء عامل نفسي.

أيضًا لا يوجد أساس يؤكد على كون البهاق قد يترافق مع عملية خبيثة أو سرطان ما.

ما هي أعراض البهاق؟

من الممكن أن تظهر أعراض البهاق في أي مكان في الجسم ولكنها في الغالب تظهر بداية في محجر العين أو في الركبة.

أي منطقة احتكاك في الجسم قد تكون معرضة لظهور البهاق ويكون الانتشار متماثلًا فيها ونوضح هذا الأمر من خلال النقاط التالية:

  • تظهر هالة فاتحة اللون حول أي شامة في الجسم وتظهر أعراض البهاق المميزة جدًا عند تزايد ظهور هذه الهالات.
  • يظهر البهاق بشكل واضح أكثر في الوجه وأيضًا على ظهر اليد، ومع التقدم في العمر تكون الإصابة غالبًا ثابتة لفترة طويلة ومعينة، وهي تتقدم ببطء مع الوقت مع بقائها موضعة أحيانًا أو موجودة في عدة مناطق.
  • فقدان رقعات للون في الجلد، وهو يظهر عادة على الوجه واليدين والمناطق التي تحيط بفتحات الجسم أو حتى الأعضاء التناسلية.
  • شيب الشعر المبكر وأيضًا تصبح الحواجب والرموش واللحية ذات لون أبيض.
  • يتم فقدان اللون في الأنسجة المبطنة للفم والأنف.
  • بقع ذات لون فاتح تميل للأبيض كلون الحليب.

أسباب وعوامل خطر البهاق

في الآتي سنقوم بتوضيح أبرز أسباب وعوامل خطر الإصابة بالبهاق:

 أولًا: أسباب البهاق

على الرغم من كون أسباب البهاق غير مفهومة الآلية تمامًا، إلا أنه يوجد هناك العديد من الأسباب المحتملة والتي تشمل ما يلي:

  • اضطراب المناعة الذاتية الذي يقوم فيه جهاز المناعة عند المصاب بتطوير أجسامًا مضادة تدمر الخلايا الصباغية بشكل كامل.
  • عوامل وراثية عامة حيث أنه هناك بعض العوامل التي قد تزيد من فرصة الإصابة بمرض البهاق التي تكون موروثة في بعض الحالات وخصوصًا أنه حسب دراسات كثيرة يعود سبب حوالي 30% من حالات البهاق إلى الوراثة.
  • العوامل العصبية التي تقوم بإطلاق مادة سامة تستهدف للخلايا الصباغية عند موقعها قرب النهايات العصبية في طبقات الجلد.
  • التدمير الذاتي وهو من اضطرابات المناعة الذاتية ويتسبب في تدمير الخلايا لنفسها.
  • قد يحدث البهاق أيضًا بسبب الإجهاد البدني المفرط أو الصدمات العاطفية.

ثانيًا: عوامل خطر البهاق

تشمل أبرز عوامل الخطر المحتملة كل مما يأتي:

  • إصابة مسبقة لأحد أفراد العائلة بالبهاق.
  • وجود تاريخ مرضي أو قصة عائلية لأمراض المناعة الذاتية، على سبيل المثال إصابة أحد الوالدين بفقر الدم الخبيث قد يؤثر على فرص إصابة الأولاد بالبهاق.
  • وجود إصابة أخرى لدى المريض بأحد أمراض المناعة الذاتية.
  • إصابة بسرطان الجلد أو سرطان هودجكن اللمفاوي.
  • ملاحظة تغيرات جينية قد تسبب البهاق مستقبلًا.

كيف يعالج البهاق؟

أولًا :العلاج الدوائي

لا يوجد دواء يمكنه إيقاف عملية البهاق بشكل كامل لكن هناك بعض الأدوية التي تستخدم بمفردها أو مع تقنية العلاج بالضوء لكي تساعد في استعادة لون البشرة وتشمل أبرز هذه الأدوية ما يلي:

  • الأدوية التي تعالج الالتهابات الجلدية مثل

 كريم كورتيكوستيرويد (Corticosteroid) الذي يطبق على الجلد المصاب ويساعد بعودة اللون.

يكون هذا الدواء أكثر فاعلية عندما يكون البهاق في المراحل المبكرة.

هذا النوع من الكريم سهل الاستخدام ولكنه قد لا يعطي نتيجة لمدة أشهر ومن أبرز آثاره الجانبية ترقق الجلد أو ظهور خطوط مزعجة عليه.

  • مراهم مثبطات الكالسينيورين (Calcineurin inhibitor) مثل: تاكروليموس (Tacrolimus).

ثانيًا: الاجراءات الطبية

  • العلاج بالضوء

ثبت أن العلاج الضوئي بالأشعة فوق البنفسجية ضيقة النطاق يوقف تطور البهاق النشط، وقد يكون فعال أكثر عند استخدامه مع الكورتيكوستيرويدات، كما يمكن استخدام العلاج المركب بين السورالين وتقنية العلاج بالضوء وهو يجمع بين مادة السورالين (Psoralen) مع العلاج الكيميائي بالضوء لكي يعيد اللون إلى بقع الجلد.

  • إزالة التصبغات

وقد يكون هذا العلاج خيار صحيح إذا كان البهاق منتشر ولم تبدي العلاجات الأخرى نجاح، حيث يتم تطبيق عامل إزالة الأصبغة على المناطق غير المصابة وبالتالي تفتح البشرة وتمتزج مع المناطق المصابة.

يتم العلاج مرة أو مرتين بشكل يومي و لمدة تسعة أشهر.

ثالثًا: العمليات الجراحية

من أبرز الجراحات المستخدمة في علاج البهاق لدينا ترقيع الجلد وأيضًا تقنية الترقيع بالبثور.

هناك بعض المخاطر المحتملة بعد اجراء مثل هذه الجراحات كالتندب والاصابة بالعدوى أو حتى فشل المنطقة في إعادة التلوين.

هكذا نكون قد وصلنا لنهاية المقال نرجو أن نكون قد وفقنا في تقديم معلومات مفيدة للقارئ العزيز.

0 thoughts