يعتمد علاج خفقان القلب عند النوم على الأسباب المختلفة للخفقان والتي تتراوح من حميدة إلى خطيرة. في حين أن الخفقان العرضي غالبًا ما يكون غير ضار، فمن المستحسن استشارة الطبيب المختص في حالة المعاناة من أعراض متكررة أو مقلقة. يساعد ذلك في تقييم الحالة بدقة، وتقديم العلاج المناسب. لنتعرف على كيفية علاج خفقان القلب عند النوم.
خفقان القلب عند النوم
يشير خفقان القلب عند النوم إلى إحساس بضربات القلب غير المنتظمة أو غير الطبيعية، وقد يحدث الخفقان نتيجة عدة أسباب، ويؤدي إلى ظهور بعض الأعراض متفاوتة الشدة. وعلى الرغم من أن الخفقان يمكن أن يكون مقلقًا، إلا أنه غالبًا ما يكون غير ضار ومؤقت. في حال استمرار الخفقان، فهذا قد يكون مؤشرًا على حالة طبية كامنة يجب علاجها.
“اقرأ أيضًا: معدل ضربات القلب الطبيعي“
أسباب خفقان القلب عند النوم
يعزى الشعور بخفقان القلب عند النوم إلى عدة أسباب، قد يكون بعضها بسبب اتباع بعض العادات الخاطئة، وبعضها الآخر قد يكون خطيرًا بسبب حالة طبية معينة. فيما يلي أبرز أسباب خفقان القلب عند النوم:
- القلق أو التوتر الليلي: يمكن أن يكون القلق أو التوتر أكثر وضوحًا أثناء الليل لبعض الأفراد. يمكن أن تؤدي المستويات المتزايدة من القلق إلى إفراز هرمونات التوتر، مثل الأدرينالين، والتي يمكن أن ترفع معدل ضربات القلب وتسبب الخفقان.
- وضعية النوم: النوم في أوضاع معينة، خاصةً على الجانب الأيسر أو المعدة، قد يضغط على القلب ويؤدي إلى خفقان القلب لدى بعض الأفراد. يمكن أن يكون هذا أكثر وضوحًا عند الاستلقاء.
- توقف التنفس أثناء النوم: توقف التنفس أثناء النوم هو حالة يتوقف فيها التنفس مؤقتًا أو يصبح صعبًا أثناء النوم. يمكن أن يتسبب في تقلب معدل ضربات القلب وربما يؤدي إلى خفقان القلب.
- المنشطات أو المنبهات: يمكن أن يؤدي تناول المنبهات مثل الكافيين والنيكوتين أو بعض الأدوية قبل النوم إلى زيادة معدل ضربات القلب، والمساهمة في خفقان القلب أثناء النوم. بالإضافة إلى ذلك، يمكن أن يكون للاستهلاك المفرط للكحول آثار مماثلة.
- الأدوية أو الحالات الطبية: يمكن لبعض الأدوية، مثل بعض أجهزة الاستنشاق للربو أو مزيلات الاحتقان أو أدوية الغدة الدرقية، أن تسبب خفقان القلب كأثر جانبي. كما يمكن أن تكون بعض الحالات الطبية، مثل اضطرابات الغدة الدرقية، أو عدم توازن الكهارل، سببًا من أسباب خفقان القلب عند النوم.
- التغيرات الهرمونية: في بعض الأحيان، يمكن أن تؤدي التقلبات في مستويات الهرمونات، خاصةً عند النساء، إلى خفقان القلب عند النوم. يمكن أن تحدث هذه التغييرات أثناء الدورة الشهرية أو الحمل أو انقطاع الطمث.
- عدم انتظام ضربات القلب: في بعض الحالات، يمكن أن يكون خفقان القلب عند النوم ناتجًا عن أمراض القلب الكامنة، مثل عدم انتظام ضربات القلب أو التشوهات الهيكلية. تتطلب هذه الحالات التقييم الطبي والعلاج.
- الارتجاع المعدي المريئي: يمكن أن يتسبب مرض الارتجاع المعدي المريئي في الشعور بعدم الراحة في الصدر، والذي قد يُعتقد أنه خفقان القلب. قد يكون الإحساس بارتجاع الحمض أو حرقة المعدة أكثر وضوحًا عند الاستلقاء، مما يؤدي إلى خفقان القلب.
“قد يهمك أيضًا: أنواع تضخم القلب“
أعراض خفقان القلب عند النوم
تختلف أعراض خفقان القلب عند النوم من شخص لآخر، وتتفاوت شدتها بحسب المسبب الرئيسي للإصابة بها. من أهم هذه الأعراض:
- زيادة معدل ضربات القلب.
- عدم انتظام ضربات القلب.
- عدم الراحة أو ألم في الصدر.
- ضيق التنفس.
- القلق أو عدم الارتياح.
- النوم المتقطع.
“شاهد أيضًا: تقوية عضلات القلب“
تشخيص خفقان القلب عند النوم
عند الشعور بخفقان القلب أثناء النوم، يجب استشارة الطبيب المختص. يشمل تشخيص خفقان القلب عند النوم قيام الطبيب بأخذ التاريخ الطبي للمريض، وفحصه جسديًا، وقد يطلب اختبارات إضافية مثل مخطط كهربية القلب، أو جهاز هولتر (Holter device) الذي يتم ارتداؤه ليوم كامل لمراقبة نبضات القلب أثناء ممارسة الأنشطة اليومية، أو اختبارات القلب الأخرى حسب الضرورة. يمكن أن تساعد هذه الاختبارات في تحديد أي مشاكل قلبية أساسية وتوجيه العلاج المناسب إذا لزم الأمر.
علاج خفقان القلب عند النوم
يعتمد علاج خفقان القلب عند النوم على العوامل المسببة للخفقان، وفي الحالات العارضة، فإن الطبيب ينصح باتباع بعض الإجراءات لتجنب الأسباب. فيما يلي 8 إجراءات يمكن القيام بها لعلاج خفقان القلب عند النوم:
- التقليل من التوتر من خلال اتباع أساليب الاسترخاء والتأمل والتنفس العميق.
- الابتعاد عن تناول المنبهات ومشروبات الطاقة وبعض الأدوية التي تزيد من اضطراب نبضات القلب.
- تجنب الكحول والتدخين، فهي عوامل تزيد من خفقان القلب عند النوم.
- الحفاظ على وزن صحي وعلاج السمنة مع ضرورة تناول الغذاء الصحي.
- ممارسة التمارين الرياضية الخفيفة بانتظام كرياضة المشي.
- شرب كوب من الماء قبل النوم، كما يمكن علاج الخفقان بالأعشاب التي يصفها الطبيب وفقًا للحالة الصحية للمريض.
- إذا كان خفقان القلب ناتجًا عن مشكلة صحية كاضطراب نبضات القلب، فإن ذلك سيحتاج إلى العلاج من قبل طبيب متخصص في أمراض القلب كوصف أدوية حاصرات البيتا.
- في حالة الخفقان الشديد والمزمن، قد يوصي الطبيب بإجراء عملية جراحية مثل القسطرة القلبية أو الجراحة لعلاج الحالة.
في الختام، نجد أن علاج خفقان القلب عند النوم يعتمد على السبب الكامن وراءه، قد يتضمن العلاج تعديلات في نمط الحياة. في بعض الحالات قد يتم وصف الأدوية لتنظيم ضربات القلب، وأحيانًا يقترح الطبيب إجراء عمل جراحي للعلاج في حال كان الخفقان مرتبطًا بمشكلة صحية في القلب.