فضل سورة الملك

فضل سورة الملك
شارك هذه المقالة مع أصدقائك!

فضل سورة الملك

إن من السنة النبوية قراءة سورة الملك في كل ليلة قبل النوم، وبالطبع قراءتها في النهار أو في وقت غير الليل هو أمر جائز وله ثوابه أيضًا.

سنتحدث اليوم في هذا المقال عن سورة الملك وسنتعرف سوية على أسباب نزول آيات هذه السورة وفضلها الكبير ومقاصد معانيها لنتشجع أكثر على قراءتها كل ليلة بدون ملل أو انقطاع.

التعريف بسورة الملك

سورة الملك عبارة عن 30 آية قرآنية، وهي من السور العظيمة جدًا والتي ورد لها في القرآن الكريم والسنة النبوية المشرفة سبعة أسماء هي:

  • سورة الملك لأنها تبدأ بالملك.
  • السورة المانعة لأنها تحمي من يواظب عليها من عذاب القبر.
  • السورة المنجية لنفس السبب السابق حيث تنجي من عذاب القبر وفتنته.
  • السورة الدافعة لأنها تدفع كل أنواع البلاء في الدنيا والآخرة عن قارئها.
  • السورة المجادلة لأنها تقوم بمجادلة منكر ونكير في القبر.
  • السورة المخلصة لأنها هي الوحيدة القادرة على تخليص صاحبها من عذاب القبر.
  • السورة الشافعة لأنها تشفع ذنوب صاحبها.

بينت آيات سورة الملك أن الملك هو لله تعالى وحده فهو خالق الموت والحياة وأيضًا خالق كل تفاصيل الكون من سماوات وأرض وكواكب ونجوم وكائنات حية، وفي ذلك عبرة كبيرة لمن يفكر في معاني الآيات.

أسباب نزول سورة الملك

شأنها شأن بقية سور القرآن الكريم التي كان هناك سبب واضح من نزولها، ولكن لم يورد سبب لنزول السورة بالكامل وإنما لآياتها منفردة ومن هذه الأسباب:

  • سبب نزول آية ( وَأَسِرُّوا قَوْلَكُمْ أَوِ اجْهَرُوا بِهِ إِنَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ ) وهي الآية الثالثة عشر:

ورد السبب على لسان ابن عباس رضي الله عنه حيث قال أن المشركون كان يؤذون النبي محمد صلى الله عليه وسلم في الكلام ويقولون ( أسروا قولكم كي لا يسمعكم محمد ) ونتيجة لذلك نزلت هذه الآية.

  • سبب نزول آية ( َلَا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ ) وهي الآية الرابعة عشر:

السبب هنا في النزول هو الموقف السابق للمشركين حيث تضمنت تنبيه لهم بضرورة الخشية من الله تعالى والخوف منه وطاعته لأنه يعلم كل الاسرار وما خفي في الصدور وكل ما يكيدون به للنبي محمد صلى الله عليه وسلم.

فضائل عظيمة لقراءة سورة الملك

إن كل سور القرآن الكريم وآياته تمنح خير كبير وفضل عظيم ولكن هناك فضائل أخرى تستفاد عند المداومة على قراءة سورة الملك وهي:

  • تمنع عن قارئها والمداوم عليها عذاب القبر حيث أن ابن مسعود رضي الله عنه قد ذكرها وقال: ( مكتوبٌ في التَّوْراةِ: سورةُ المُلْكِ مَن قرَأَها في كلِّ ليلةٍ، فقد أكثَرَ وأطابَ، وهي المانِعةُ؛ تَمنَعُ من عَذابِ القَبرِ؛ إذا أُتِيَ من قِبَلِ رأسِه، قال له رأسُه: قِبَلَكَ عنِّي؛ فقدْ كان يَقرَأُ بي وفيَّ سورةُ المُلْكِ، وإذا أُتِيَ من قِبَلِ بَطنِه، قال له بَطنُه: قِبَلَكَ عنِّي؛ فقد كان وَعَى فيَّ سورةَ المُلكِ، وإذا أُتِيَ من قِبَلِ رِجْلَيه، قالت له رِجْلاه: قِبَلَكَ عنِّي، فقد كان يَقومُ بي بسورةِ المُلكِ ).
  • سنة عظيمة عن النبي محمد صلى الله عليه وسلم حيث أنه قد داوم على قراءتها ونقل ذلك جابر بن عبد الله الذي جاء عنه قول: أنَّ النَّبيَّ صلَّى اللَّهُ علَيهِ وسلَّمَ كانَ لا يَنامُ حتَّى يقرأَ (الم تنزيلُ) وَ (تَبَارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ الْمُلْكُ).
  • تعد شفيعة لصاحبها يوم القيامة وقد تكون سبب دخوله للجنة وفي حديث جاء عن الرسول محمد صلى الله عليه وسلم فإنه قال: ( إنَّ سورةً من كتابِ اللهِ ما هي إلا ثلاثون آيةً، شفَعتْ لرجلٍ فأخرجَتْه من النَّارِ، وأدخلَتْه الجنَّةَ ).

العبر المستفادة من قراءة سورة الملك

هناك العديد من الدروس التي يستطيع القارئ الحصول عليها عند التدبر في آيات ومعاني سورة الملك وهي:

  • المداومة على محاسبة النفس ومراجعتها في كل خطأ باستمرار لأن الله تعالى عليم بما يسر العبد وبما يجهر به وهو سميع بكل ما يجري في الحياة ومع أي عبد من عباده.
  • شكر الله تعالى على نعمه الكثيرة التي تحيط بنا في كل زمان ومكان لأنه مالك كل شيء وبالتالي هو من يعطينا هذه النعم وبالشكر تدوم علينا.
  • التفكر والتأمل في بديع خلق الله تعالى حيث رفع السماوات وبسط الأرض ونشر فيها الكثير من المخلوقات العظيمة، كما رصع السماء بالكواكب والنجوم.

إن كل ما سبق يجب أن يزيد من خشية المؤمن من الله تعالى.

مقاصد سورة الملك

هناك العديد من المقاصد والغايات التي نزلت سورة الملك لأجل بيانها وتذكير الناس بها وهي:

  • التذكير بضرورة الإيمان بالله تعالى والدعوة للدخول للدين الإسلامي مع تقديم البراهين والأدلة الموثوقة واستخدام أسلوب الترغيب والترهيب معًا.

تم التأكيد على أن الله تعالى بيده كل شيء وهو خالق الموت والحياة وهو الذي رفع السماوات وبسط الأرض ونشر الكواكب والنجوم.

  • بيان فكرة أن الله تعالى عليم بكل شيء وبكل ما يسر العباد به وأيضًا ما يجهرون به وسط الناس، حيث أنه هو الذي خلق حاسة البصر وحاسة السمع للإنسان وهي من أكبر دلائل قدرته.
  • الإشارة إلى عظمة وجود الله تعالى في ملكه حيث أنه هو الآمر والناهي الوحيد وأيضًا هو المعطي والمانع يمسك بقبضته كل شيء.
  • نعم الله تعالى كثيرة جدًا لا يمكن أن نحصيها أو نعدها فهي محيطة بالإنسان من كل الجهات.
  • الدعوة إلى التفكر والتأمل في السماوات والكواكب بكل ما فيها من نجوم وطيور مما يدفعنا إلى الخوف من العذاب الكبير لمن أنكر وجود الله ورفض عبادته.

نستنتج من كل ما سبق أن فضائل سورة الملك قد وردت أغلبها في السنة النبوية حيث تمنع عذاب القبر عن صاحبها وتعد سبب من أسباب دخول الجنة ولا ننسى كونها سنة قد حافظ عليها النبي محمد صلى الله عليه وسلم كل ليلة.

‫0 تعليق