شهر ذو الحجة
شهر ذو الحجة هو الشهر الأخير من السنة الهجرية، وهو الشهر رقم اثنى عشر، ويعتبر أحد الأشهر الحرم وهي الأشهر التي يمنع القتال فيها، وسمي شهر ذو الحجة بهذا الإسم بإعتباره الشهر الذي تؤدى فيه فريضة الحج، وهي الركن الخامس من أركان الإسلام، ويشتمل شهر ذو الحجة على أفضل الأيام وهي الأيام العشرة الأولى من شهر ذو الحجة، حيث أقسم الله بها في الآيات الأولى من سورة الفجر وهي”والفجر، وليال عشر”، وتشرع في شهر ذو الحجة العديد من الأعمال الصالحة من ضمنها الصيام، وسيتطرق هذا المقال إلى فضل صيام عشرة أيام من ذو الحجة، وإلى عدد من الأعمال الصالحة التي يمكن القيام بها في هذه الأيام المباركة.(1)
فضل الصيام
الصيام هو أحد أفضل العبادات التي يقوم بها الفرد للتقرب من الله سبحانه وتعالى، ويكمن فضل الصيام في عدد من الفضائل النفسية، الشخصية والدينية، حيث يقي الصيام من الوقوع في المعاصي، ويساهم في التغلب على الشهوات، ويعد الصيام من أسباب إجابة الدعاء، ومن فضائل الصيام أن الصائمين لهم باب خاص بهم في الجنة وهو باب الريان، فقال الرسول صلى الله عليه وسلم:” إن في الجنة بابًا يقال له الريان، يدخل منه الصائمون يوم القيامة، لا يدخل معهم أحد غيرهم، يُقَال: أين الصائمون؟ فيدخلون منه، فإذا دخل آخرهم، أُغلِقَ فلم يدخل منه أحد”.(2)
ومن الفضائل المؤثرة عاطفيًا للصيام هو أنه يربي النفس على إخراج الصدقات ومساعدة المحتاجين، ويحقق الرحمة في قلوبهم حتى يشعر المسلمون بأحوال بعضهم البعض، وعدم حصول التفرقة بين أحد منهم، ويقدم الصيام حماية للمسلم من عذاب الله تعالى، فقال الرسول محمد صلى الله عليه وسلم:” الصوم جُنَّةٌ من عذاب الله”، وقال الرسول صلى الله عليه وسلم:” من صام يومًا في سبيل الله، باعد الله وجهه عن النار سبعين خريفا”، ويعني أن الله يبعد الصائم عن النار مسافة سبعين سنة، بالإضافة إلى ذلك فإن الصيام يشفع لصاحبه يوم القيامة، فقال الرسول محمد صلى الله عليه وسلم:” الصيام والقرآن يشفعان للعبد، يقول الصيام: ربِّ إني منعته الطعام والشراب بالنهار، فشفعني فيه، ويقول القرآن: ربِّ منعته النوم بالليل، فشفعني فيه، فيشفعون.(2)
فضل صيام عشرة أيام من ذو الحجة
تجمع أول عشرة أيام من ذو الحجة عدة عبادات منها الحج، الصيام، الصلاة، الأضحية والزكاة، وهي أيام مباركة يستحب فيها العديد من الأعمال الصالحة منها الصيام، وفيما يلي فضل صيام عشرة أيام من ذو الحجة:
- من فضل صيام عشرة أيام من ذو الحجة أنها سنة مؤكدة عن الرسول صلى الله عليه وسلم، وهذا يعني أنها نافلة يثاب فاعلها ولا يعاقب تاركها.(3)
- من فضل صيام عشرة أيام من ذو الحجة أيضًا أن الصيام يعوض أي نقص أو سهو حدث خلال أيام صيام الفرض.(3)
- من فضل صيام عشرة أيام من ذو الحجة أن صيامها يمحي الذنوب ويزيد من رصيد حسنات المسلم الصائم.(3)
- من فضل صيام عشرة أيام من ذو الحجة أن هذه الأيام العظيمة تسمح للمسلم بالتركيز على العبادات فقط، ومن هذه العبادات الصيام والحج، الأضحية وغيرها من العبادات.(3)
- ومن فضل صيام عشرة أيام من ذو الحجة أن اليوم التاسع منها هو يوم عرفة، وروى الجماعة باستثناء البخاري عن أبي قتادة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:” صوم يوم عرفة يكفر سنتين ماضية ومستقبلة، وصوم يوم عاشوراء يكفر سنة ماضية”.(4)
وروى أحمد والنسائي عن حفصة قالت:” أربع لم يكن يدعهم رسول الله صلى الله عليه وسلم: صيام عاشوراء، والعشر، وثلاثة أيام من كل شهر، والركعتان قبل الغداة”.(4)
وقال الإمام النووي عن فضل صيام عشرة أيام من ذو الحجة:” صيامها مستحب استحبابًا شديدًا”.(5)
ومن المهم التنويه أن عاشر يوم من شهر ذو الحجة هو يوم العيد، وصومه محرم، فالمقصود صيام أول تسع أيام فقط من شهر ذو الحجة، واليوم العاشر هو أول أيام عيد الأضحى المبارك، وأطلق عليها على أنها عشر أيام من ذو الحجة على سبيل التغليب، والعمل الصالح في هذه الأيام العشرة بأكملها أفضل من العمل الصالح في غيرها، وعن ابن عباس رضي الله عنه قال:” ما من أيام العمل الصالح فيهن أحب إلى الله من هذه الأيام العشر يعني عشر ذي الحجة، فقالوا يا رسول الله ولا الجهاد في سبيل الله؟ فقال: ولا الجهاد في سبيل الله إلا رجل خرج بنفسه وماله فلم يرجع من ذلك بشيء”.(7)
الأعمال الصالحة في شهر ذو الحجة
من فضل صيام عشرة أيام من ذو الحجة أنها أحد الأعمال الصالحة التي يمكن القيام بها في أول عشرة أيام من شهر ذو الحجة، بالإضافة إلى ذلك يمكن القيام بعدد من الأعمال الصالحة الأخرى والتي يكسب بها المسلم الأجر العظيم، ومن الأعمال الصالحة في شهر ذو الحجة ما يلي: (5)
- فريضة الحج: والحج هو خامس أركان الإسلام لمن استطاع إليه سبيلا، وهو خير ما يؤديه المسلم المقتدر في شهر ذو الحجة.
- التكبير والتهليل والتحميد: وبشكل عام فالإكثار من جميع أنواع الذكر مستحبة في هذه الأيام المباركة، كالإستغفار، التكبير، التهليل وهو قول لا إلى إلا الله محمد رسول الله، ويستحب في التكبير الجهر فيه، ويسن الجهر فيه من أول يوم من أيام شهر ذو الحجة للرجال، وتسر به النساء، ولكن لا يجهرن به.
- الأضحية: وحكم الأضحية في شهر ذو الحجة سنة مؤكدة، وحافظ عليها النبي محمد صلى الله عليه وسلم، وتعتبر الأضحية أفضل من الصدقة.
- التحسين من إتقان الفرائض: كإتقان الصلاة وكثرة السجود والدعاء لله بتضرع وخشوع، كما يستحب التكبير خلال السير لآداء الفرائض، بالإضافة إلى ذلك من المهم على المسلم التوبة النصوح من ذنوبه والرجوع إلى الله، ومحاولة البعد عن الشهوات وعن كل ما يخالف أمر الله تعالى.
- الإكثار من النوافل: فبعد الحفاظ على آداء الواجبات من المهم على المسلم في هذه الأيام الفضيلة السعي لآداء النوافل، المستحبات وجميع أشكال الذكر.
صيغة التكبير في العشر من ذو الحجة
قال الإمام البخاري عن الصحابة الكرام ومنهم ابن عمر، أبو هريرة وبقية الصحابة رضي الله عنهم يخرجون للسوق في بداية أول يوم من أيام شهر ذو الحجة، ويكبران جهرًا في الصوت، ويكبر المسلمون معهم، ويسمعهم من في المساجد والمنازل ويكبرون معهم،(5) ووردت العديد من الصيغ في التكبير منها: (6)
- الله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله، الله أكبر الله أكبر ولله الحمد.
- الله أكبر الله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله، الله أكبر الله أكبر الله أكبر ولله الحمد، الله أكبر كبيرًا، والحمد لله كثيرا، وسبحان الله بكرة وأصيلا.
وأفضل أوقات التكبير من أول ذو الحجة إلى غروب الشمس في اليوم الأخير من أيام التشريق وهو اليوم الثالت عشر من شهر ذو الحجة.
المراجع:
- اليوم السابع – فضل ذى الحجة.. مركز الأزهر للفتوى الإلكترونية يوضح فضائل الشهر
- موضوع – فضل الصيام
- محتويات – صيام ذو الحجة
- إسلام ويب – فضل صيام الأيام التسعة الأولى من ذي الحجة
- الجزيرة مباشر – عشر ذي الحجة.. أفضالها وروائع الأعمال المستحبة فيها
- ابن باز – صيغة التكبير في العيدين
- الإسلام سؤال و جواب – هل يستحب صيام عشر ذي الحجة بما فيها يوم العيد