كيفية الوضوء الصحيح بالتفاصيل

كيفية الوضوء الصحيح بالتفاصيل
شارك هذه المقالة مع أصدقائك!

كيفية الوضوء الصحيح بالتفاصيل هي الخطوات التي يقوم بها المسلم قبل الصلاة على اعتبارها من شروط قبول الصلاة وصحتها، فبدون الوضوء تعتبر الصلاة باطلة وغير مقبولة، ولذلك سنقدم من خلال مقالنا كيفية الوضوء الصحيح بالتفاصيل.

أهمية الوضوء

هناك الكثير من الآيات القرآنية والأحاديث النبوية الشريفة التي تدل على أهمية الوضوء وفضله في التقرب من الله تعالى، فلا يجوز للمسلم أن يقف بين يدي ربه في الصلاة إلا إذا كان متوضأً، والدليل على ذلك:

 قول الله تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلاةِ فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرَافِقِ وَامْسَحُوا بِرُءُوسِكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ إِلَى الْكَعْبَيْنِ وَإِنْ كُنْتُمْ جُنُبًا فَاطَّهَّرُوا وَإِنْ كُنْتُمْ مَرْضَى أَوْ عَلَى سَفَرٍ أَوْ جَاءَ أَحَدٌ مِنْكُمْ مِنَ الْغَائِطِ أَوْ لامَسْتُمُ النِّسَاءَ فَلَمْ تَجِدُوا مَاءً فَتَيَمَّمُوا صَعِيدًا طَيِّبًا فَامْسَحُوا بِوُجُوهِكُمْ وَأَيْدِيكُمْ مِنْهُ مَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيَجْعَلَ عَلَيْكُمْ مِنْ حَرَجٍ وَلَكِنْ يُرِيدُ لِيُطَهِّرَكُمْ وَلِيُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ)، سورة المائدة، آية رقم 6.

 كما جاء عن أبي هريرة رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (ما مِن مُسْلِمٍ يَتَوَضَّأُ فيُحْسِنُ وُضُوءَهُ، ثُمَّ يَقُومُ فيُصَلِّي رَكْعَتَيْنِ، مُقْبِلٌ عليهما بقَلْبِهِ ووَجْهِهِ، إلَّا وجَبَتْ له الجَنَّةُ)، رواه مسلم.

كما أن للوضوء قبل النوم فضل كبير في رفع درجات المسلم عند الله تعالى ومحو السيئات، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (مَنْ بَاتَ طَاهِرًا بَاتَ فِي شِعَارِهِ مَلَكٌ فَلَمْ يَسْتَيْقِظْ إِلَّا، قَالَ الْمَلَكُ: اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِعَبْدِكَ فُلَانٍ، فَإِنَّهُ بَاتَ طَاهِرًا).

كيفية الوضوء الصحيح

نظرًا لأهمية الوضوء في الصلاة نجد الكثير من الناس يبحثون على كيفية الوضوء الصحيح، والتي تتم باتباع الخطوات التالية:

أولًا: النية للوضوء، والبدء بقول: (بسم الله الرحمن الرحيم).

ثانيًا: غسل الكفين حتى الرسغين ثلاث مرات مع تنظيف تحت الأظافر.

ثالثًا: المضمضة ثلاث مرات عن طريق وضع الماء في الفم والمضمضة به، ومن ثم إخراجه.

رابعًا: الاستنشاق ثلاث مرات عن طريق استنشاق الماء عبر الأنف، ومن ثم الاستنثار الذي يكون بإخراج الماء من الأنف.

خامسًا: غسل الوجه ثلاث مرات، ويشمل منطقة الوجه من منبت الشعر وحتى أسفل الذقن، ومن الأذن اليمنى وصولًا إلى الأذن اليسرى، وفي حال كان لدى الرجل لحية فيستحب أن يتخللها الماء.

سادسًا: غسل اليدين حتى المرافق ثلاث مرات، ويجب البدء باليد اليمنى ومن ثم اليسرى.

سابعًا: مسح الرأس مرة واحدة، ويجب أن يتخلل الماء بالشعر.

ثامنًا: غسل الأذنين بالماء مرة واحدة، ويجب البدء بالأذن اليمنى من خلال وضع السبابة في الأذن، والمسح عليها من الخارج بواسطة الإبهام.

تاسعًا: غسل القدمين بالماء إلى الكعبين ثلاث مرات، ويجب البدء بالقدم اليمنى ومن ثم اليسرى مع مراعاة الفرك بين الأصابع جيدًا.

يقال التشهد بعد الانتهاء من الوضوء، فعن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (ما مِنْكُمْ مِنْ أَحدٍ يتوضَّأُ فَيُبْلِغُ أَو فَيُسْبِغُ الوُضُوءَ ثُمَّ قَالَ: أَشْهدُ أَنْ لا إِله إِلاَّ اللَّه وحْدَه لا شَريكَ لهُ، وأَشْهدُ أَنَّ مُحمَّدًا عبْدُهُ وَرسُولُه، إِلاَّ فُتِحَت لَهُ أَبْوابُ الجنَّةِ الثَّمَانِيَةُ يَدْخُلُ مِنْ أَيِّها شاءَ)، رواه مسلم.

سنن الوضوء

سنن الوضوء كثيرة وقد اختلف الفقهاء عليها، ولكن السنن من العبادات التي تكسب صاحبها الثواب الكبير ولا يعاقب على تركها، ومن سنن الوضوء:

  • استعمال السواك لتنظيف الأسنان قبل الوضوء، وذلك أسوةً بسنة نبينا محمد عليه الصلاة والسلام.
  • البسملة قبل الوضوء، وهي بقول: (بسم الله الرحمن الرحيم)، إلا أن بعض المذاهب ترى أنها واجبة وليست سنة.
  • غسل اليدين جيدًا قبل البدء بالوضوء.
  • المضمضة: وهي إدارة الماء داخل الفم، وهي واجبة عند المذهب الحنبلي.
  • الاستنشاق،:وهم إدخال الماء داخل الأنف.
  • الاستنثار: وهو إخراج الماء من الأنف.
  • مسح الرأس بالكامل من مقدمته إلى مؤخرته، ومن ثم الرجوع باليدين من مؤخرة الرأس إلى مقدمته.
  • تخليل الماء بين أصابع اليدين والقدمين، وكذلك في اللحية.
  • مسح الأذن بعد الرأس بماء مختلف عن ماء مسح الرأس.
  • التثليث في حركات الوضوء بما فيها اليدين والقدمين والوجه باستثناء الرأس والأذنين فهي مرة واحدة.
  • اتباع سنة التيامن في أفعال الوضوء، وهي بتقديم الطرف الأيمن على الطرف الأيسر.
  • عدم الإسراف في ماء الوضوء، فقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقتصد في ذلك.
  • تجديد الوضوء حتى وإن لم يبطل الوضوء السابق.
  • صلاة ركعتين بعد الوضوء، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من توضأ نحو وضوئي هذا ثم قام فركع ركعتين لا يحدث فيهما نفسه غفر له ما تقدم من ذنبه)، رواه مسلم.

مكروهات الوضوء

مكروهات الوضوء هي الأمور غير المستحبة أثناء الوضوء، ومن أهمها:

  • التكلم أثناء الوضوء لغير ضرورة، ويمكن رد السلام وتشميت العاطس.
  • لطم الماء على الوجه أثناء الوضوء.
  • الوضوء في مكان فيه نجاسة.
  • المبالغة في المضمضة والاستنشاق في الصيام.
  • الإسراف في استخدام الماء أثناء الوضوء.

نواقض الوضوء

هناك العديد من الأمور التي تبطل الوضوء وتستوجب تجديده، ومن أهمها:

  • الخارج من السبيلين، ويشمل كل مما يلي:
    • البول والغائط.
    • الريح سواء بالصوت أو الرائحة.
    • المذي، وهو ماء لزج يخرج من القبل عند الشعور بالشهوة، ويستوجب الوضوء.
    • المني وهو الماء الذي يخرج من الرجل أو المرأة أثناء القذف في الجماع، ويستوجب الوضوء.
  • غياب العقل والإدراك، والذي يكون إما بالنوم العميق أو الجنون أو كل ما يذهب العقل.
  • لمس الشخص لفرجه أو لفرج غيره بشهوة.
  • أكل لحم الإبل، على الرغم من الاختلاف على ذلك في المذاهب الإسلامية، إلا أن النبي محمد عليه الصلاة والسلام كان يتوضأ عندما ينتهي من أكل الإبل، والدليل على ذلك أن رجلًا جاء إلى النبي يسأله: (أيتوضأ أحدنا إذا أكل من لحم الإبل فقال رسول الله نعم، فقال الرجل: أيتوضأ أحدنا إذا أكل من لحم الغنم، فقال رسول الله: إذا شئت)

متى يجب الوضوء

يجب الوضوء في عدة حالات، ومن أهمها:

  • الصلاة سواء كانت فريضة أو نافلة لا تصح إلا بعد الوضوء، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لَا يَقْبَلُ اللَّهُ صَلَاةَ أَحَدِكُمْ إِذَا أَحْدَثَ حَتَّى يَتَوَضَّأَ)، رواه البخاري.
  • الطواف حول البيت الحرام والذي يعتبر بمنزلة الصلاة في العبادات، قال صلى الله عليه وسلم: (الطَّوافُ حولَ البيتِ مثلَ الصَّلاةِ، إلا أنَّكم تتكلَّمونَ فيهِ، فمَنْ تكلَّم فيه فلا يتكلمَنَّ إلَّا بخيرٍ)، رواه الألباني.
  • حمل المصحف الشريف أو لمسه، قال تعالى: (إِنَّه لَقُرْآنٌ كَرِيمٌ، فِي كِتَابٍ مَكْنُونٍ، لَا يَمَسُّهُ إِلَّا الْمُطَهَّرُون)، سورة الواقعة، آية رقم 77-79.

وهكذا نجد أن الوضوء هو طهارة المسلم، ويستخدم لأجله الماء على أعضاء مخصصة من الجسم، ويتم من خلال خطوات أساسية تعتبر ضرورية قبل بعض العبادات التي تقرب من الله تعالى وتؤدي إلى كسب رضاه، لذلك يجب على كل مسلم معرفة كيفية الوضوء الصحيح بالتفاصيل، ومعرفة سننه ومبطلاته وأهم شروطه.

‫0 تعليق