8 تمارين لشفاء الطفل الداخلي

[faharasbio]

الطفل الداخلي

يتواجد طفل صغير داخل كل إنسان منّا، فمهما تقدّم السن بك أنت بحاجة للحنان والعاطفة والاهتمام والمساعدة من الآخرين، فنُلاحظ أن الكثير من الأشخاص في أعمار الثلاثين والأربعين، وكأنهم في عقل طفل، إنهم أشخاص يتصرّفون بدون وعي في معظم الأوقات، ويلبّون رغبات الطفل المتواجد داخلهم.

ومن الجدير بالذكر، أن كل فرد منّا عبر مرحلة الطفولة في حياته، ولكن هذه المرحلة تختلف من إنسان لآخر، لأن بعض الأشخاص عبروا من خلالها بسلام واكتفاء واحتواء وحنان من قبل المحيطين بهم وخاصة والديهم، أما بعضهم الآخر عبر من خلالها دون الشعور بها، فقد تحمّل مسؤوليات أكبر من سنّه، وتعرّض للكبت والحرمان والقسوة، فلم يستطع الاستمتاع بها أو استغلالها لعيش الطفولة بمتعة.

ونوّد الإشارة، أن هذا الطفل الداخلي بحاجة إلى اهتمام وعناية عند جميع البشر، فهو جانب طفولي من شخصيتك ينبغي عدم تجاهله، لأنه يتواجد في عقلك اللاواعي ويسبب لك متاعب إن لم تستطع التحكّم به، لأن كل الذكريات الأليمة أو السعيدة بداخله وتم تخزين تجاربك الماضية به أيضاً، ولذلك ما هي أفضل 8 تمارين لشفاء الطفل الداخلي؟

الطفل الداخلي عند الرجل

8 تمارين لشفاء الطفل الداخلي

  • خذ الطفل الداخلي على محمل الجد: في البداية عليك الاسترخاء والجلوس وحدك بعيداً عن ضجيج الناس، أنت تعلم حجم الصعوبات والتجارب الأليمة التي مررت بها، إنها لا تنسى، ولكن الاعتراف بها هو العلاج الحقيقي، لأن تجاهلها وعدم شفائها سيؤثر على حالتك النفسية والجسدية في المستقبل، وسيسبب لك أمراض أو تقلبات مزاجية بشكلٍ مفاجئ.

لذلك استدعي جميع التجارب الماضية التي واجهتك سواء قسوة والدين أو الحرمان من التعليم أو فقدان شخص عزيز أو الاعتداء الجنسي، وضعها أمامك واعترف بها حتى تتمرّن على طردها من عقلك والوصول لمرحلة الشفاء.

  • ماذا تشعر الآن؟ يمكنك إحضار ورقة وقلم، والبدء بتدوين كافة مشاعرك في اللحظة الحالية وفي اللحظات الماضية بعد بلوغك من الطفولة، هل تشعر بالخوف من شيء؟ هل تتّسم بالشخصية العصبية؟ هل تشعر بضيق الصدر والحزن المفاجئ؟

إن هذه المشاعر ناتجة عن الكبت الداخلي، فكل شعور أليم مضى، سيرافقك في الحاضر إن لم تفرّغه بطريقة صحيحة، لذلك دوّن مشاعرك وتصرفاتك التي تعتقد أنها تسبب لك الإزعاج والإحراج، وابدأ بربط كل تصرف بندبة من الماضي للعمل على حلّها.

  • حدّد شخصيتك: عليك استرجاع طفولتك من خلال السفر عبر الزمن داخل عقلك فقط، ابدأ بتدوين الأشياء التي جعلتك سعيداً في الماضي، وأضف في الورقة الأخرى الأشياء التي جعلت طفولتك تعيسة، وحدّد ما أنت عليه الآن.

هل أنت سعيد في الوقت الحاضر؟ هل أنت راضي عن الأشياء التي تمتلكها؟ حاول معرفة شخصيتك أيضاً للتعامل معها بطريقة صحيحة، فهل تتّسم بشخصية نرجسية؟ عصبية؟ سايكوباثية؟ حساسة؟ عميقة؟

  • توّجه برسالة اعتذار لطفلك الداخلي: بعد استرجاع صندوقك الأسود المليء بالآلام والاعتراف، أنت الآن على وشك التخلص منه ونسيانه، فجميع المواقف السلبية التي سبّبت لك الأذيّة، قد فرّغتها على الورق، ومن هنا حاول كتابة رسالة اعتذار لنفسك عمّا حصل معك في الماضي.

لأنك لم تعي ما تفعله في طفولتك، وليس لك أي ذنب فيما حدث، لذلك وجه رسالة مليئة بالكلمات الداعمة والإيجابية لطفلك الداخلية، وحاول زرع الاطمئنان والحنان بداخله مرة أخرى.

توّجه بالورقة التي تحتوي على ذكرياتك الماضية إلى أقرب قمامة، وابدأ بحرق الورقة جيداً أمام عينيك، لأن هذه الطريقة تساعدك في الوصول للراحة النفسية والسلام الداخلي.

  • مرحلة التفريغ: نعلم أنك قد مررت بصعوبات كثيرة في الماضي، ولكن تفريغها من داخلك أمر ضروري جداً، لأن الكبت يجعلك تستذكرها بشكل مستمر، فابدأ بالتسجيل في صالة رياضية، ومارس الألعاب التي تسهم في تفريغ طاقتك، فكُلّما تذكرت الماضي حاول اللعب أكثر من أجل طرده من داخلك.
  • حقق أمنياتك: أنت الآن على وشك تجاوز المرحلة الأليمة، بعد تفريغ شحناتك السلبية وطرد الماضي الأليم من رأسك، ابدأ بكتابة أمنياتك وكأنك طفل صغير، ماذا كانت أمنيتك في الماضي؟ هل تحلم بزيارة مدينة الألعاب وقضاء وقت ممتع بها؟

هل تحلم بالسفر لمكان جميل؟ ابدأ بتحقيق أمنياتك بأكملها حتى لو تجاوز عمرك الخمسين عاماً، لأنك بحاجة لهذه المشاعر الإيجابية، ويمكنك مشاركة أمنياتك مع شريك حياتك أو صديقك لزيادة شعورك بالمتعة.

  • اقطع وعداً لنفسك: حاول الجلوس مع ذاتك الداخلية وفكّر قليلاً أنك إنسان له مشاعر، وتستحق الحب والاهتمام والرعاية، ولن يمنحك هذا الحب إلّا أنت، لذلك اقطع وعداً لذاتك أنك ستهتم بصحتّك الجسدية والنفسية أكثر، ولن تسمح للآلام أن تسيطر عليك.

وكُلّما شعرت بالتوتر أو الضيق ضع قائمة من النشاطات التي تُسهم في زيادة شعورك بالراحة مثل {الركض مع صديق، تناول وجبة لذيذة، السفر لمكان تحبّه} أو غيرها من الأنشطة.

  • مرحلة السلام وعيش الحاضر: نحن أبناء اليوم، تذكر هذه العبارة جيداً، فقد مررت بتجربة رائعة من خلال استرجاع الماضي ونشله من داخلك، ولكن عليك إدراك أن الوقت من ذهب، ووقتك في الحاضر هو وقت ثمين حالياً.

لذلك استغل كل لحظة من عمرك بالعبادة والطاعة والحب ومساعدة الآخرين والعيش بسلام وطمأنينة، فستشعر من خلال هذه المرحلة بالرضا وبتحسّن حالتك النفسية.

تعود فكرة الطفل الداخلي إلى عالم النفس كارل يونغ، فقد عبّر من خلالها عن أهمية شفاء الطفل الداخلي والعناية به عند كل إنسان منّا، وهذا العالم من أهم تلاميذ سيغموند فرويد الذي ساهم في ظهور مصطلح التحليل النفسي، لذلك لا تفوّت فرصة تقبّل طفلك الداخلي والاعتراف به ورعايته من ذكريات الماضي.

{{نأمل أن يعجبكم المقال أيها الرائعون}}.

[ppc_referral_link]