كيف تجعل علاقتك مع الطعام صحية؟

[faharasbio]

كيف تجعل علاقتك مع الطعام صحية؟

يعتبر تناول الطعام من الجوانب شديدة الأهمية في حياتنا، وبهذا فيجب علينا الحفاظ على علاقة صحية وجيدة مع طعامنا.

تعني العلاقة الصحية مع الطعام عدم وجود أي ممنوعات أو شروط، عليك تناول الأطعمة التي تُشعرك بالراحة الجسدية والنفسية، وبذلك فعليك أن لا تشعر بأي ذنب بعد تناولك طعامًا يتم تصنيفه عادة على أنه جيد أو سيء.

في الحقيقة لا يمكن تحقيق علاقة جيدة مع الطعام خلال ليلة وضحاها، وبذلك فالعلاقة الصحية مع الطعام بحاجة إلى الاستمرار فيها والتمسك فيها طوال الحياة، تمامًا كالعديد من العلاقات التي نعيشها مع الأصدقاء وشركاء الحياة.

في هذا المقال تفصيل لمعنى العلاقة الصحية مع الطعام، مع تقديم مجموعة من النصائح لدعمك في البدء برحلتك.

فهم علاقتك مع الطعام

حيث أن المهم قبل محاولة بناء علاقة جيدة مع الطعام فهم ماهية هذه العلاقة الجيدة، وما هي العلامات والأعراض التي تدل على أن علاقتك مع الطعام سيئة.

لا تتعلق العلاقة الصحية مع الطعام بجودة نظامك الغذائي أو حتى أصناف الطعام التي تتناولها، بل تتعلق بكيفية اختيار الأطعمة التي ستتناولها.

وهذا يعني أن العلاقة الصحية مع الطعام تتضمن عدم التوتر بشأن الأكل، والشعور بالمزيد من الحرية خلال تناول الطعام دون أن يعود الأمر بالضرر على صحة جسمك.

فيما يلي أبرز الأعراض الدالة على سوء علاقتك مع الطعام:

  • شعورك بالذنب بعد تناول صنف معين من الأطعمة.
  • تجنب تناول نوع معين من الأطعمة لأنه سيء بالنسبة لك، أو تقييد تناول بعض الأطعمة.
  • تطويرك لقائمة من الأطعمة التي يُسمح لك تناولها أو يجب عليك تجنبها.
  • الاعتماد على عداد السعرات الحرارية أو التطبيقات التي تحسب السعرات الحرارية حتى تتوقف عن تناول الطعام بحسب هذه الأرقام.
  • تجاهل إشارات الجوع الطبيعية التي يُصدرها جسدك.
  • اتبعت من قبل نظامًا غذائيًا مشهورًا.
  • تشعر بالضغط والتوتر الشديد حين تتناول الطعام في المناسبات الاجتماعية، وهذا نتيجة قلقك بشأن ما يفكر به الآخرون بشأن اختياراتك الغذائية.
  • الإصابة باضطراب فرط الشهية أو تقييد تناول بعض الأطعمة بصورة مبالغ فيها.

لا يعني أن العلاقة السيئة مع الطعام تتضمن هذه الأعراض كلها، ولكن ما زالت أكثر العلامات وضوحًا وجزمًا هي الشعور بالخجل، الذنب، التوتر أو الخوف تجاه أنواع الأطعمة التي تتناولها.

من المهم أيضًا التركيز على أنك في بعض الأحيان يمكن أن تتناول طعامك بحرية تامة دون الشعور بأي ندم تجاه الأطعمة التي تناولتها، ولكن في أحيان أخرى يمكن أن تشعر بالذنب بعد تناولك صنفًا معينًا من الطعام، وهذا طبيعي.

الهدف من العلاقة الصحية مع الطعام هو جعل تجربة تناولك لطعامك تجربة إيجابية بالنسبة لك، ودعمك على إظهار الصبر واللطف لنفسك، وهذا أمر بالغ الأهمية لصحتك النفسية.

معنى تكوين علاقة صحية مع الطعام

بالضبط وكأي علاقة أخرى فالأمر بحاجة إلى الوقت والصبر.

لهذا السبب من المهم أن تتفهم علاقتك مع الطعام بشكل أعمق من مجرد تزويد الجسم بالطاقة، فعلى العكس من الحيوانات التي تتناول الطعام بغرض البقاء على قيد الحياة، يتناول البشر الطعام للشعور بالفرح، السرور، ممارسة بعض الثقافات الاجتماعية، العادات والتقاليد، النمو، وأخيرًا التغذية.

بمجرد أن تبدأ بتقدير الطعام واعتباره أكثر من مجرد مصدر للطاقة ستتغير فكرتك تجاهه تدريجيًا، وستخطو خطوتك الأولى لتطوير علاقة صحية معه.

فيما يلي علامات العلاقة الصحية مع الطعام:

  • منح نفسك إذنًا غير مشروط بتناول الأطعمة التي تستمتع بتناولها.
  • الاستماع واحترام إشارات الجوع والشبع الطبيعية التي يصدرها جسدك.
  • أن تتناول طعامك بمجرد أن تشعر بالجوع، وتتوقف بمجرد شعورك بالشبع.
  • عدم وجود أطعمة محظورة بالنسبة لك.
  • عدم التركيز على الأرقام بدلًا من جودة الأطعمة.
  • عدم ترك الآخرين يقررون ماذا عليك أن تأكل أو تتجنب.
  • عدم الشعور بحاجة إلى تبرير خياراتك الغذائية للآخرين.
  • الاستمتاع بدرجة معتدلة بالطعام الذي تتناوله.
  • اختيار الأطعمة التي تشعرك بأنك في أفضل حالاتك النفسية.
  • حساب السعرات الحرارية لا يعتبر محور اختياراتك الغذائية.

إذا قرأت هذه العلامات وقلت لنفسك: “لا أعتقد أنني قادر على الوصول لهذه النقطة أبدًا” فأنت لست وحدك من فكرت بهذه الطريقة.

حيث يعاني العديد من الأشخاص من فكرة التخلص من عقلية النظام الغذائي التي نشأنا طوال حياتنا ونحن نستمع لها من الآخرين، ونقوم باتباع أنظمة غذائية مختلفة أيضًا.

لذلك فإن علينا التركيز على كيفية إبعاد هذه الرسائل التي تلقيناها منذ الصغر بأن علينا الانتظام بنظام غذائي معين.

لذلك بدلًا من التركيز على التحقق من كل عنصر في قائمتك، يمكنك محاولة تجربة الأطعمة المحببة لك تدريجيًا بالسرعة المناسبة لك، لا تتعجل.

كيفية البدء بإنشاء علاقة صحية مع الطعام

في البداية عليك أن تعلم أن الأمل في تغيير سلوك ما هو شيء، ومحاولة إحداث تغيير فعلي بنشاط معين هو شيء آخر.

لذلك بالبداية، تذكر أن هذه شخصيتك، قراراتك، وتاريخك الغذائي الخاص، ولك الحرية في التنقل في رحلة إيجاد الغذاء المناسب لك بالطريقة التي تلائمك.

فيما يلي في الفقرات الآتية مجموعة من النصائح التي يمكن أن تفيدك للبدء في تحسين علاقتك مع الطعام.

امنح نفسك إذنًا غير مشروط لتناول الطعام

من علامات العلاقة الصحية مع الطعام السماح لنفسك بتناول الأطعمة التي ترغب بتناولها دون وضع شروط.

يعود السبب في هذه النصيحة إلى أن وضعك لقواعد بشأن الطعام الذي يمكنك تناوله أو يجب عليك تجنبه يقودك إلى تهيئة نفسك للجوع والشعور بالمزيد من مشاعر الحرمان والخوف من الطعام.

إذا كنت تتناول الطعام أكثر من اللازم، أو تتمنى تناول القليل من الكوكيز في وقت فراغك فأنت لا تزال تستحق تناول الطعام حين تشعر بالجوع، أو حين ترغب بتناول الطعام، حيث يستحق جسدك تناول هذا الطعام بغض النظر عن الموقف.

تناول الطعام حين تشعر بالجوع

تمتلك أجسادنا قدرة طبيعية على تنظيم الجوع والشبع، ويمكن ملاحظة ذلك لدى الأطفال حديثي الولادة، فهم يعلمون الوقت الذي يشعرون به بالجوع أو الشبع، ولكن ربما أن تقود بعض الأسباب إلى اختلافات في هذه القدرة مع مرور الزمن.

فعلى سبيل المثال يبذل والديك جهدًا حين يطلبان منك إنهاء طبقك، وبذلك يجبرونك على تجاهل إشارات الشبع التي تشعر بها.

علاوة على ذلك، فإن ثقافة النظام الغذائي المعتمد على السعرات الحرارية تربطك بشكل تعسفي بعدد السعرات الحرارية التي تخبرك بأنك يجب أن تنتهي من تناول الطعام بدلًا من تناول الطعام حتى يرضى جسدك.

ممارسة الأكل الواعي

تعتمد فلسفة الأكل الواعي على التأمل والتركيز على احتياجات جسدك وتلبيتها، مع التخلص من السلوكيات السيئة والمتعلقة بتناول الطعام.

تركز ممارسة الأكل الواعي على مضغ الطعام جيدًا قبل بلعه، التخلص من المشتتات خلال تناول الطعام، والتركيز على إشارات الجوع والشبع التي يرسلها جسدك لك.

تناول جميع أصناف الأطعمة

عندما يتم تصنيف طعام ما على أنه سيء، يتم التغاضي عن بعض المغذيات الموجودة به وإن كانت قليلة، كالأطعمة الغنية بالسكر، الدهون أو الملح.

علاوة على ذلك فإن قولك لنفسك بأنه لا يمكنك تناول هذه الأطعمة يجعلك ترغب بتناولها بشكل أكبر.

ويتربط الأمر بثقافة التعود، فكلما زاد تعرضك للطعام أو لنكهة معينة، كلما أصبح هذا الطعام يثير الاهتمام بشكل أقل.

في النهاية، يجب أن تكون علاقتك بطعامك علاقة فريدة من نوعها، وبالتأكيد فهذا الأمر بحاجة إلى وقت طويل من الانتظام، وتذكر أن تناول الطعام يعد جزءًا من رفاهيتك العامة.

المرجع:

[ppc_referral_link]