ماذا تعرف عن الدولة الخوارزمية

ماذا تعرف عن الدولة الخوارزمية
شارك هذه المقالة مع أصدقائك!

ماذا تعرف عن الدولة الخوارزمية

يعتبر التاريخ غنيًا بالكثير من القصص والحكايا عن الشعوب القديمة العظيمة التي بنت نفسها وامتدت على مساحات واسعة وقدمت الكثير من التضحيات.

من المهم أن نتعرف على هذه الشعوب التاريخية ونتعلم من أخطائهم التي ارتكبوها ونستفيد من إنجازاتهم العظيمة.

حيث أن دراسة التاريخ تساعد بالتنبؤ بالمستقبل القادم لأنه نتيجة للواقع الحالي وانعكاس واضح لأحداث الشعوب القديمة.

يكتسب التاريخ أهميته من كونه من أهم العناصر التي يستند عليها المجتمع في أثناء رحلة تطوره أو تراجعه وانحطاطه ولذلك خصه العرب بأهمية كبيرة.

سنتحدث اليوم في هذا المقال عن أحد أشهر الدول القديمة وهي دولة خوارزم وسنتعرف على قصتها وأشهر سلاطينها وفي النهاية أسباب سقوطها.

قصة الدولة الخوارزمية

تعتبر الدولة الخوارزمية دولة ناشئة عن دولة السلاجقة التي حكمت مناطق واسعة في الشرق قديمًا.

بدأت القصة عندما ظهر شخص يدعى “أنوش طغين غارتشاي” حاول أن يحظى على ثقة وتقدير السلطان السلجوقي ” جلال الدولة ملكشاه ” ونجح في فعل ذلك.

نتيجة لذلك قام السلطان ” ملكشاه ” بتعيينه واليًا على إقيلم خوارزم واستمر بهذا المنصب لوقت طويل حتى توفي عام 1097 م فقام ابنه محمد بأخذ الولاية من بعده وكان على قدر كبير من الكفاءة مثل والده.

حكم محمد لمدة 30 عام تحت مسمى الدولة السلجوقية وخلال هذه الفترة نجح في مد نفوذه وتثبيت حكمه وتأسيس دولته الخاصة وكان يعرف باسم ” خوارزم شاه ” وهي تعني أمير خوارزم وكان هذا اللقب مرافقًا له.

استمر على هذا المنوال حتى وفاته عام 1128 م، وبناءً على قرار من السلطان السلجوقي ” أحمد سنجر ” تم تعيين ابن محمد ” أتسز “.

كان أتسز يملك رؤية خاصة ونظرة طموحة جدًا، فتوقع أن دولة السلاجقة بدأت بالانهيار وبنى أحلامًا وتطلعات بأن يمد نفوذه ويأسس دولته على حسابها.

دخل فيما بعد بحروب كبيرة مع السلطان سنجر الذي قام بتعيينه من الأساس واليًا على خوارزم، ولكن السلطان سنجر نجح في صد رغباته وأطماعه وأرغمه على الاعتراف بتبعيته للدولة السلجوقية وبقي أتسز يحكم تحت اسم الدولة حتى توفي عام 1156 م.

تولى الحكم بعدها السلطان علاء الدين تكش الذي امتدت فترة حكمه لما يقارب الربع قرن وتعد الفترة الذهبية في تاريخ الدولة الخوارزمية.

خلال فترة حكمه كان الضعف مسيطرًا على دولة السلاجقة، فتمكن السلطان تكش من إزاحة الدولة والسيطرة على كل ما كانت تملكه.

توفي السلطان تكش عام 1199 م وقام بتولي الحكم بعده السلطان علاء الدين محمد والذي كان أيضًا على قدر كبير من الطموح حيث رغب بتوسيع الدولة وبسط نفوذه على مناطق أكبر مما دفعه إلى الدخول في حروب جديدة مع جيرانه استولى من خلالها على إقيلم خراسان وكرمان ومكران وأيضًا كل الأقاليم الواقعة في غرب نهر السند.

لم يكتفي بذلك، بل استولى أيضًا على ممتلكات الغور في أفغانستان وبالتالي كان حكم الدولة ممتد من الهند في الشرق وإلى العراق غربًا.

الغزو المغولي لدولة خوارزم

في نفس الفترة التي كانت الدولة الخوارزمية فيها ترسم حدودها وتبلغ أقصى اتساع لها ظهر المغول على يد ” تيموجين “.

تيموجين الذي يعرف أيضًا ب ” جنكيز خان ” حاول السيطرة على كل قبائل المغول ونجح بفعل ذلك حيث أحكم قبضته عليهم وأسس دولته الخاصة في عام 1206 م حيث أخضع لسيطرته كل بدو صحراء جوبي.

كان مقر الدولة في مدينة ” قراقورم ” وكان لها قوانين ونظام محدد تم وضعه من قبل جنكيز خان على شكل دستور عسكري واجتماعي صارم جدًا يتبع مفهوم الطاعة العمياء.

فيما بعد انطلق جنكيز خان للسيطرة على الصين بهدف توسيع رقعة دولته في أرض تعد موطنًا للخصب والنماء وسيطر على بكين العاصمة في عام 1215م.

نتيجة للتجاور بين الدولتين كان من المستحيل تجنب الاصطدام والحرب، وبدأت أول المعارك بين الجيش الخوارزمي بقيادة محمد خوارزم وبالجهة الأخرى فرقة من الجيش المغولي بقيادة ” جوجي بن جنكيز خان ” وكان النصر حليف المغول نتيجة أساليبهم الحربية المتطورة.

مع أن هذا اللقاء امتلك أثرًا سلبيًا كبيرًا في نفس السلطان الخوارزمي وجعله يشعر بالقلق، إلا أنه انصرف وانشغل عن تقوية دولته بإرسال الجنود إلى بغداد للسيطرة عليها.

فشل السلطان في السيطرة على بغداد وبنفس الوقت وصلته رسالة من جنكيز خان يقترح فيها إجراء معاهدة تجارية بين الدولتين وتمت الموافقة على مضض.

لكن مع الأسف تم نقض الميثاق بعد أن أمر السلطان الخوارزمي محمد خوارزم شاه الثاني بقتل مجموعة من التجار المرسلين من قبل جنكيز خان بسبب اعتقاده أنهم جواسيس له.

قامت الحرب بين الدولتين نتيجة لهذا الأمر وكانت قوة المغول شديدة لا تقارن بقوة جيش خوارزم وبعد خسارات كبيرة لهذه الدولة بقيادة السلطان  محمد خوارزم شاه الثاني ومن بعده ابنه جلال الدين، حيث قامت الحرب الأخيرة بقيادة المغولي جورماغون بأوامر من أخيه منكو خان. فسقطت الدولة الخوارزمية وفر السلطان إلى بحر قزوين حيث حلت به الأمراض وتوفي.

سلاطين الدولة الخوارزمية

تم حكم هذه الدولة من قبل حكام خوارزمين ينتمون لها وهم بالترتيب التالي:

  • أنوش طغين غارتشاي: حكم  لمدة تقارب العشرين سنة.
  • إكينجي: حكم مدة تقارب عام.
  • قطب الدين محمد: حكم لمدة ثلاثين سنة.
  • علاء الدين أتسز: دامت فترة حكمه قرابة ثلاثين عام.
  • آل أرسلان: حكم لمدة ثمانٍ وعشرين سنة.
  • سلطان شاه: حكم لمدة عشرين سنة.
  • علاء الدين تكش: حكم لفترة أطول تقارب الثلاثين سنة.
  • علاء الدين محمد: حكم قرابة العشرين سنة.
  • جلال الدين منكبرتي: وهو آخر حاكم خوارزمي، وحكم 21 سنة.

أسباب سقوط الدولة الخوارزمية

كما ذكرنا سابقًا كانت نهاية الدولة الخوارزمية على يد المغول وكان ذلك بعد أن حاصر الجيش المغولي خوارزم وعاثوا فيها دمارًا وقتلًا حتى سقطت وانهارت الدولة وطويت صفحتها نهائيًا.

السبب الرئيسي لسقوط الدولة الخوارزمية هو انشغال السلطان بإرسال الجيوش إلى بغداد لنشر سيطرته عليها واحتلالها بنفس الوقت الذي كانت الدولة المغولية فيه تكبر وتتوسع وتنشر قوتها وتحضر للحرب الشرسة مع خوارزم.

كانت بداية الحرب بعد ذهاب مجموعة من تجار المغول إلى أوترار وهي دولة تقع في شرق خوارزم فقام الحاكم بقتلهم ونكث المعاهدة التجارية الموجودة بين الدولتين. بمقتل السلطان جلال الدين سقطت الدولة الخوارزمية وذلك في التاسع من شهر أكتوبر عام 1239 ميلادي، الخامس عشر من شهر شوال سنة 628 هجرية.

في الختام نذكر أن مقتل السلطان جلال الدين سبب سقطوط الدولة الخوارزمية أمام المغول الذين سيطروا على أراضيها، وبدأت بعد ذلك مرحلة جديدة للغزو المغولي قادها هولاكو حفيد جنكيزخان.

‫0 تعليق