ماذا تقول عند عقد النكاح
يعتبر عقد الزواج من أقدس العقود التي شرعها الله تعالى على جميع عباده حيث يكون العقد الأساسي المتعلق بحرمة الفرج وفي استحلالها.
ينقل هذا العقد من حال لآخر ومن حياة لآخرة حيث ينتقل المتعاقدين لشروط جديدة، وأيضًا ينقل أهل المتعاقدين من الحرمة إلى الحل عند تمام إجراءه بالشروط الصحيحة.
عند فسخ العقد ينقل المتعاقدين من الحرمة إلى الحل لذلك السبب اعتنى الإسلام بشدة بهذا العقد ووصفه الله تعالى في كتابه الكريم:
وَإِنْ أَرَدْتُمْ اسْتِبْدَالَ زَوْجٍ مَكَان زَوْجٍ وَآتَيْتُمْ إِحْدَاهُنَّ قِنطَارًا فَلَا تَأْخُذُوا مِنْهُ شَيْئًا أَتَأْخُذُونَهُ بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُبَيِّنًا * وَكَيْفَ تَأْخُذُونَهُ وَقَدْ أَفْضَىٰ بَعْضُكُمْ إِلَىٰ بَعْضٍ وَأَخَذْنَ مِنكُم مِيثَاقًا غَلِيظًا.
صيغ تقال عند عقد النكاح
إن عقد النكاح يتم حضوره عادة من قبل أربعة أشخاص هم ولي الزوجة والزوج وشاهدان على العقد.
يفضل أن يتم إلقاء خطبة النكاح قبل أن يبدأ بعقد النكاح، وهي تتم في البداية بحمد الله تعالى والثناء عليه والصلاة على رسول الله ثم تقرأ الآيات القرآنية التالية:
يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسْأَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَام إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا. وأيضا قوله سبحانه: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِر لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا.
وأيضًا قوله تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ.
إن البداية بهذه الخطبة ليس شرطًا لإتمام عقد النكاح ولكنه يستحب، ويمكن أن تقرأ من قبل ولي الزوجة أو القاضي أو حتى المأذون أو القاضي.
هناك الكثير من الأقوال التي يستحب قولها عند عقد النكاح أو ما قبله وسنذكر فيما يلي الصيغ الواردة:
يستحب أن يبدأ الخاطب بحمد الله والثناء عليه وبعدها يصلي على رسول الله صلى الله عليه وسلم ويقول: ( أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمد رسول الله) وبعدها يقول قدمت إليكم لأطلب يد ابنتكم مع ذكر اسمها واسم أبيها.
ورد عن الرسول صلى الله عليه وسلم قوله:
(الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مُضلّ له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أنّ محمداً عبده ورسوله).
كما قال الله تعالى:
يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّـهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّـهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا.
وقال تعالى أيضًا: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّـهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ)، وقال: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّـهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا* يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَن يُطِعِ اللَّـهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمً).
وفي رواية صحيحة تم إخراجها من قبل الشوكواني وابن الملقن بدأت بقول الرسول صلى الله عليه وسلم: (إذا أراد أحدكم أن يخطب لحاجة من النكاح أو غيره فليقل)
ثم تم ذكر الآيات السابقة وساق الكلام.
يستحب ما قال ابن عمر رضي الله عنه:
(أنكحتك على ما أمر الله به من إمساك بمعروف أو تسريح بإحسان )
هناك بعض الألفاظ التي اتفق الفقهاء على عدم عقد النكاح بها وهي كل لفظ لا يحتوي دلالة على التمليك وبقاء التمليك كل الحياة مثل لفظ الحبس والإعارة والإجارة.
أيضًا لا ينعقد بلفظي الخلع والإقالة لأنهما يستخدمان عند فسخ العقود، ويمنع العقد بلفظ تبدلت حروفه مثل قول تجوزت بوضع الجيم قبل حرف الزاي.
يستثنى من البند الأخير إذا ما اتفق القوم على طريقة نطق معينة كعادة بالعرف العام ولكن مع ضرورة أن يكون لفظ ذو معنى ومقصود به معروف وعندها يمكن النكاح به.
آيات قرآنية تقال عند عقد القران
وَلَا جُنَاحَ عَلَيْكُمْ فِيمَا عَرَّضْتُمْ بِهِ مِنْ خِطْبَةِ النِّسَاءِ أَوْ أَكْنَنْتُمْ فِي أَنْفُسِكُمْ عَلِمَ اللَّهُ أَنَّكُمْ سَتَذْكُرُونَهُنَّ وَلَكِنْ لَا تُوَاعِدُوهُنَّ سِرًّا إِلَّا أَنْ تَقُولُوا قَوْلًا مَعْرُوفًا وَلَا تَعْزِمُوا عُقْدَةَ النِّكَاحِ حَتَّى يَبْلُغَ الْكِتَابُ أَجَلَهُ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا فِي أَنْفُسِكُمْ فَاحْذَرُوهُ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ غَفُورٌ حَلِيمٌ.
وَأَنْكِحُوا الْأَيَامَى مِنْكُمْ وَالصَّالِحِينَ مِنْ عِبَادِكُمْ وَإِمَائِكُمْ إِنْ يَكُونُوا فُقَرَاءَ يُغْنِهِمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ.
وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُون.
وَلَا تَنْكِحُوا الْمُشْرِكَاتِ حَتَّى يُؤْمِنَّ وَلَأَمَةٌ مُؤْمِنَةٌ خَيْرٌ مِنْ مُشْرِكَةٍ وَلَوْ أَعْجَبَتْكُمْ وَلَا تُنْكِحُوا الْمُشْرِكِينَ حَتَّى يُؤْمِنُوا وَلَعَبْدٌ مُؤْمِنٌ خَيْرٌ مِنْ مُشْرِكٍ وَلَوْ أَعْجَبَكُمْ أُولَئِكَ يَدْعُونَ إِلَى النَّارِ وَاللَّهُ يَدْعُو إِلَى الْجَنَّةِ وَالْمَغْفِرَةِ بِإِذْنِهِ وَيُبَيِّنُ آيَاتِهِ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ.
مبطلات عقد النكاح
فيما يلي سنذكر مبطلات عقد الزواج التي تم نص عليها في الشريعة الإسلامية:
- في حال كان الشخص يعاني من خلل عقلي أو ذهني ما.
- عندما يكون أحد الطرفين رافض أو غير راضي عن هذا العقد بالتالي يصبح باطلًا.
- عندما يكون أحد الطرفين أخ في الرضاعة مع الآخر.
- إذا كان أحدهما يعاني من مرض شديد يمنعه من ممارسة حياته بشكل طبيعي بالتالي يصبح العقد باطلًا.
- إذا كانت المرأة مطلقة من قبل ولم تخبر الطرف الثاني بهذا الأمر بالتالي العقد باطل.
- في حال كانت المرأة في فترة العدة على زوجها السابق المتوفي أو طليقها ويكون العقد عليها في هذه الفترة باطلًا.
- عندما يكون ولي الزوجة غير موجود أو غير موافق.
- إذا كان الزواج مقرر به لفترة معينة من أجل المتعة مع الاتفاق المسبق على الطلاق.
- إذا كانت المرأة ما تزال على ذمة رجل آخر ولم يحصل طلاق بشكل رسمي وشرعي.
إقرأ أيضًا: صفات الفتاة الصالحة للزواج
في الختام نرجوا أن نكون قد وفقنا في شرح الصيغ التي تقال عند عقد النكاح والآيات القرآنية التي تقرأ عند الزواج.