ما هو اضطراب الشراهة، وهل يعتبر من الأمراض؟

اضطراب الشراهة
Share this post with friends!

اضطراب الشراهة

يُقصد بالشراهة تناول كميات كبيرة من الطعام وبسرعة كبيرة مع عدم الشعور بالجوع على الإطلاق، حتى يصل الأمر إلى الشعور بالتخمة وعدم الراحة.

بصراحة، فجميعنا نفرط في تناول الطعام من وقت لآخر، وخصوصًا في المناسبات والاجتماعات العائلية الدافئة، ولكن يمكن لهذا الأمر بالفعل أن يتحول إلى اضطراب.

يطلق على هذا الاضطراب اسم اضطراب الشراهة، أو اضطراب الأكل بنهم (بالإنجليزية: Binge eating disorder) ويعتبر من الاضطرابات الخطيرة على الصحة، ولكن لحسن الحظ يمكن علاجه.

يُعاني المُصاب بهذا الاضطراب رغبات متكررة في تناول كميات ضخمة من الطعام رغم عدم الشعور بالجوع، وتم اعتباره من الاضطرابات الخطيرة في عام 2013م من قبل الدليل التشخيصي والاحصائي للاضطرابات العقلية.

علاوة على تناول كمية ضخمة من الطعام لدرجة الشعور باضطرابات هضمية وعدم الراحة بشكل عام، ففي اضطراب الشراهة يشعر المصاب أيضًا بعدم قدرته على السيطرة على كمية الطعام الذي يتناوله، ويرافقه شعور بالذنب والخجل.

ربما يبدو الاضطراب بسيطًا في البداية، ولكنه مع الأسف يقود إلى العديد من المشاكل الصحية الخطيرة إذا لم يتم علاجه.

أعراض اضطراب الشراهة

أبرز أعراض اضطراب الشراهة تناول كميات كبيرة من الطعام خلال فترة زمنية قصيرة، والشعور بأن رغبة تناول الطعام لا يُمكن السيطرة عليها، ويمكن أيضًا أن يرافق ذلك بعض الأعراض الأخرى مثل:

  • الشعور بالامتلاء وعدم الراحة.
  • تناول الطعام بشكل أسرع من المعتاد.
  • تناول الطعام رغم عدم الشعور بالجوع.
  • الشعور بالذنب بعد تناول الطعام، أو الشعور بالحزن أو الاشمئزاز.
  • اللجوء إلى تناول طعامك وحدك، والشعور بالاحراج من تناول الطعام أمام الآخرين.

تشخيص اضطراب الشراهة

كيف يمكن التمييز بين اضطراب الشراهة وبين مجرد فترة إفراط عرضية وغير مرضية؟

عادة ما يعتبر الخبراء الشراهة أو الإفراط في تناول الطعام من وقت لآخر أمر طبيعي، ولكن إذا بدأ يؤثر سلبيًا على حياتك، فحينها يبدأ الأطباء بالشك والقلق.

يعتبر اضطراب الشراهة أحد أشكال الوسواس القهري، ففيه يعاني المصاب من مشاكل واضحة في كميات الأطعمة الضخمة التي يحتاجها، ثم يتجنب الانخراط في التجمعات العائلية خجلًا من نوبات الشراهة.

غالبًا ما يأكل المصاب بهذا الاضطراب الكثير من الطعام ليوم واحد على الأقل أسبوعيًا لمدة ثلاثة أشهر.

لتشخيص اضطراب الشراهة سيستفسر الطبيب عن سلوكيات تناول الطعام السابقة والحالية، ومن الجدير بالذكر أن له درجات، فالبعض يُصاب بنوبات الشراهة مرة أسبوعيًا، بينما البعض الآخر يصاب بتلك النوبات بمعدل مرات أكثر من ذلك.

في حالات الإصابة الحادة يمكن أن يصل عدد الوجبات التي يتناولها المصاب إلى أكثر من 14 وجبة أسبوعيًا.

مضاعفات اضطراب الشراهة

من المهم علاج اضطراب الشراهة لما ينتج عنه من المضاعفات الخطيرة، وفيما يلي أغلب هذه المضاعفات:

علاوة على ذلك، يُعاني نصف المصابين باضطراب الشراهة من السمنة.

أسباب الإصابة باضطراب الشراهة

لم يصل العلماء حتى الآن إلى السبب الدقيق الذي يؤدي إلى الإصابة باضطراب الشراهة، ولكن يمكن لبعض العوامل زيادة خطر الإصابة بهذا الاضطراب، ومن أسباب الإصابة باضطراب الشراهة ما يلي:

  • الوراثة: حيث أشارت الأبحاث الأخيرة إلى زيادة احتمالية الإصابة باضطراب الشراهة إذا كان أحد الوالدين أو كلاهما مصابان به.
  • تاريخ العائلة: حيث يمكن أن تؤدي إصابة أحد أفراد العائلة باضطراب الشراهة إلى توريث ذلك لأقاربهم.
  • الحالة النفسية: حيث يمكن لبعض الحالات النفسية زيادة خطر الإصابة باضطراب الشراهة كالاكتئاب، اضطراب القلق أو الإدمان.
  • فقدان الثقة بالنفس: حيث أشارت الأبحاث الأخيرة إلى أن معظم المصابين باضطراب الشراهة يفكرون بطريقة سيئة عن أنفسهم، أو لديهم انطباع سلبي عن جسدهم، ويميلون لتعويض ذلك بتناول كميات هائلة من الطعام.

قد يهمك: الأورثوريكسيا “هوس الغذاء الصحي” متى يعتبر الطعام الصحي ضارًا؟

أنواع اضطراب الشراهة

لا ينطوي اضطراب الشراهة على نوع واحد فقط من الاضطراب، ويوجد فرق واضح بينه وبين تناول الطعام بشراهة أحيانًا.

تناول الطعام بشراهة هو أمر طبيعي للجميع، حيث يمكن أن ينغمس أي شخص في تناول شرائح البيتزا اللذيذة، أو أي وجبة مفضلة أخرى، ويمكن أيضًا أن تجد نفسك أحيانًا قد تناولت كمية هائلة من الفشار وأنت مندمج في مشاهدة فيلم ما في وقت متأخر من الليل.

لا يوجد قواعد معينة تفرض عليك أن كمية تناول الطعام لديك طبيعية أو مفرطة، ولكن إذا لاحظت أنك كثيرًا ما تفرط في تناول الطعام فعليك إذًا سؤال نفسك الأسئلة الآتية:

  • هل تتناول كمية أكبر من الطعام مقارنة مع معظم الأشخاص معك في الظروف والوقت ذاته؟
  • كيف تشعر بعد تناول وجبة دسمة من الطعام؟

ويمكن أن يشعر البعض خلال الإفراط في تناول وجبة دسمة بالمتعة الشديدة التي تتحول تدريجيًا إلى الضيق أو الاشمئزاز، أو يستمرون بالشعور بالمتعة والسعادة دون ندم، وهذا يعود إلى طبيعتهم، ولا يدل على أي اضطراب.

أما عن الاستيقاظ مبكرًا لتناول حلويات العيد بأسرع وقت ممكن فهذا لا بأس به، فهو ليس اضطرابًا بل إفراط في تناول الطعام نتيجة لمناسبة رائعة.

أما في اضطراب الشراهة، فالمصاب دائمًا ما يشعر بالندم، الضيق وبمعدة غير مرتاحة بعد انتهاء نوبة الشراهة، ويرافق ذلك استهلاك كمية كبيرة من الطعام وفقدان السيطرة على النفس والتحكم بها.

في اضطراب الشراهة أيضًا يُنهي المصاب كمية الطعام الضخمة في فترة بسيطة، مقارنة مع الآخرين الذين لا يزالون يحاولون إنهاء طبقهم.

ربما يحاول المصاب بهذا الاضطراب تناول طعامه بمفرده بعيدًا عن أعين الآخرين، حتى لا يلاحِظون كمية الطعام التي يتناولها.

يقول بعض المصابين بأنهم يشعرون برغبة لا يمكن السيطرة عليها في تناول الطعام خلال نوبة الإفراط في تناول الطعام، بينما يشعر البعض الآخر بأن شيئًا ما يجبرهم على تناول هذه الكمية بأكملها وبهذه السرعة.

ما هو مرض البارانويا؟ {جنون الارتياب}

علاج اضطراب الشراهة

إذا لاحظت بالفعل بأنك مصاب باضطراب الشراهة، أو أن عاداتك الغذائية غير صحية، أو أن تناول الطعام يسبب لك شعورًا هائلًا بالضيق، فهذا يعني أن عليك البدء بخطة علاجية.

يمكن أن يلجأ الأطباء إلى العلاج النفسي، الدوائي أو الاثنين معًا، ففي العلاج النفسي يقوم الطبيب بخطط العلاج السلوكي المعرفي لعلاج اضطراب الشراهة عند تناول الطعام، وفيه يحدد الطبيب سبب الإصابة بالاضطراب ويعمل على علاج الأسباب.

اطلب من طبيبك النصيحة، وابحث عن المساعدات المهنية الملائمة في مجتمعك، حيث يمكنك البحث عن استشاري مؤهل، أخصائي اجتماعي أو نفسي لاتخاذ خطوة جدية نحو التغيير للأفضل.

في بعض الحالات يمكن أن يجد الاستشاري المؤهل ضرورة دمج العلاج السلوكي المعرفي بالأدوية، حيث يمكن أن يصف للمصاب بعض الأدوية المضادة للاكتئاب، الأدوية المضادة للقلق، أو الأدوية التي تساعد على التحكم في السلوك القهري، بالإضافة إلى أدوية التحكم في الشهية.

يمكن أيضًا أن يساعد اتباع النصائح الآتية على جعل خطة العلاج أكثر كفاءة:

  • اعرف موعد شعورك بالجوع، وتعرف على إشارات الجوع الخاصة بك، وبذلك فعليك أن لا تتناول الطعام إلى إذا شعرت بهذه الإشارات.
  • حين تشعر بالجوع جهز لك وجبة صحية، وإذا لاحظت أن بعض الأطعمة اللذيذة تزيد من شهيتك للإفراط في تناولها فحاول إبعادها عنك بقدر الإمكان أو لا تجلبها إلى منزلك.
  • لا تتناول الطعام وأنت تشاهد التلفاز، أو وأنت منشغل بأي أمر آخر.
  • يمكنك أيضًا تدوين جميع وجباتك في إحدة التطبيقات التي تقوم بحساب السعرات الحرارية لطعامك كتطبيق Lifesum.
  • تجنب الشعور بالملل قدر الإمكان.

المرجع:

اقرأ أيضًا: متلازمة مانشهاوزن {الاضطراب المفتعل}

0 thoughts