ما هو الألم الاجتماعي
الألم الاجتماعي (بالإنجليزية: Social pain) هو مصطلح يعني بالعادة ردة الفعل التي تلي فترة فقدان علاقة ما، سواء بسبب الإنفصال، الهجر أو الوفاة، ونتيجة وباء كورونا أضيف نوع جديد من الفقد إلى مصطلح الألم الاجتماعي، وهو فقدان التواصل مع الآخرين كالسابق، وفقدان العمل، التعليم الوجاهي ومختلف أنواع النشاطات الحياتية.
قال مارك ليري، أستاذ علم الأعصاب في جامعة ديوك والحاصل على شهادة الدكتوراة لموقع (Health line):” يشعر الأشخاص بمشاعر الفقد نتيجة إرشادات السيطرة على وباء كورونا، حيث افتقدوا مشاعر الخروج مع الأصدقاء، حضور المناسبات الاجتماعية والسفر والترحال خلال الإجازات”.
غالبًا ما يُقصد بالألم المشاعر القاسية التي يشعر بها شخص ما بعد الجروح أو الإصابات الجسدية، ولكن يمكن أيضًا أن يعاني الأشخاص من الألم النفسي المتمثل في مشاعر الحزن.
وتعد وظيفة الألم النفسي ذاتها وظيفة الألم الجسدي، فعلى سبيل المثال يحفزنا الخوف من الألم على اتخاذ الاحتياطات اللازمة لحماية أجسادنا من تأثير هذه التجربة والتجارب المشابهة.
وبذلك فتجربة الألم الاجتماعي ومحاربته ستجعل الشخص في المستقبل غير قادر على تجربة المشاعر السلبية مرة أخرى، وسيتصرف بطريقة أذكى لحماية نفسه.
وإذا لم يتغلب الشخص على الألم الاجتماعي الناتج عن أزمة كورونا فيخسر مع مرور الوقت شعوره بأهمية الصداقات، الوظائف، والعلاقات المهمة الأخرى، ولهذا السبب سنقدم لكم فيما يلي طرق التخلص من الألم الاجتماعي.(1)
اعترف بألمك
يقول الدكتور ليري:” إن الشعور بالألم الاجتماعي يعد جزءًا لا يتجزأ من كونك إنسان، وعلى الرغم من سلبية هذا الجزء، ولكنه لا يعني أن بك مشكلة ما خاصة بك، ولكنها مشكلة تدل على أن تواصلك الاجتماعي ليس بكفاءته المعهودة.
لملايين السنين، عاش البشر معًا في عشائر متماسكة تتألف من 30 إلى 50 فردًا، ولهذا السبب تعد العزلة التامة غير مذكورة في حياتنا، إلا لو ارتكب أحدهم جريمة تحتاج إلى عزله أو نفيه، ولكن في المقابل تجبرنا الأوضاع الحالية على العيش منفصلين اجتماعيًا.
لذلك عليك الاعتراف بأنك تعاني من الألم الاجتماعي، وأعطِ نفسك الفترة الملائمة للتعافي، ولا تفرض حدًا زمنيًا لانتهاء ألمك الاجتماعي، فكل شخص يتعافى من ألمه بطريقة مختلفة.(1)
حاول إدارة أفكارك
فحين يشعر الشخص بالألم الاجتماعي، فإنه يشعر أيضًا في الوقت نفسه في التفكير المفرط في المشاعر والنشاطات التي فقدها.
فتخيل شخصًا يعاني من الألم الاجتماعي، وثم يتذكر باستمرار نشاطاته الاجتماعية السابقة، فهذا بالتأكيد سيزيد من حالته سوءًا.
صحيح أن تجاهل هذه الأفكار ليس سهلًا على الإطلاق، ولكن يمكن الانخراط في العديد من الأنشطة والهوايات، كمشاهدة التلفاز، ممارسة الرياضة، الرسم وتمارين التأمل.
ستلهيك هذه الأنشطة عن التفكير المفرط في العلاقات الاجتماعية.(1)
غذي حواسك
غذي بصرك بالنظر إلى اللوحات والصور الملونة والزاهية، وغذي سمعك بالاستماع إلى التسجيلات الصوتية والموسيقى المختلفة، وغذي تذوقك بتجربة تناول أطعمة غريبة ومميزة، وغذي حاسة اللمس بأخذ حمام دافئ أو شرب كوب من الشاي واستشعار دفئه، وأيضًا غذي حاسة الشم بالخروج إلى الأماكن الطبيعية من وقت لآخر أو لفناء منزلك الخلفي واستنشاق الهواء النقي.
ستساعد هذه الخطوة على تمرين حواسك الخمسة على استشعار الجمال من حولها، ومن ثم تغذية الجزء المدفون بداخلك والذي يشعر بالحماسة تجاه التجارب الجديدة.(1)
ابتكار وسائل حديثة للتواصل مع الآخرين
إذا كان ذلك ممكنًا، حاول التواصل مع أصدقائك والأشخاص المقربين منك عبر الرسائل النصية أو التطبيقات الهاتفية كتطبيق Zoom أو Microsoft teams، وبذلك تتجاذب أطراف الحديث مع الأشخاص الآخرين بدون كسر إرشادات الوقاية من فايروس كورونا.
تخيل إذا كانت فترة الوباء هذه في فترة المراسلة بالرسائل البريدية فقط، هل تدرك كم سيكون الوضع أصعب؟
لهذا السبب شارك يومياتك والتزم بمحادثاتك مع أصدقائك، فهذا بالتأكيد سيعزز شعورك بالامتنان ويحسن من حالتك النفسية.(1)
الحصول على دعم احترافي
إذا لم تتمكن من التعافي من ألمك الاجتماعي، وكافحت لفترة تزيد عن الأسبوعين مع عدم وجود أي تحسن فعليك حينها التواصل مع مختص، حيث يمكنه أن يقدم لك دعمًا احترافيًا لمساعدتك على التعافي واستكمال حياتك.(1)
إنشاء نادي الكتاب الافتراضي
حيث يمكنك إنشاء نادي قراءة على شبكة الانترنت، ويجمعك مع مجموعة من الأشخاص المهتمين بقراءة نفس الكتاب الذي تقرؤه، ويمكنك إجراء مناقشسة حوله ليطرح كل منكم رأيه في الكتاب.
سيجعلك هذا النشاط وأي نشاط مشابه نشيطًا اجتماعيًا، ويمكن أن يتم التواصل مع الفريق من خلال الرسائل، تعليقات الفيسبوك أو مكالمة الفيديو، ويتم تحديد ذلك بحسب الطريقة الأكثر راحة للنادي.(2)
أعثر على رفيق رياضي
حيث يمكنك العثور على فريق كامل أو شخص واحد لتقديم التحفيز بشأن الالتزام في تمارين رياضية معينة، ويمكنك اختبار أي تمرين رياضي يخطر ببالك بدءًا من اليوغا وصولًا إلى الرقص.
تساهم التمارين الرياضية في رفع مستوى هرمون الإندروفين، وبالتالي تحسين الحالة المزاجية، وسيكون التأثير مضاعفًا حين يشاركك شخص آخر هذه التمارين.(2)
طهي الطبق نفسه
حيث يمكنك القيام بتحدي مع أصدقائك، حيث يقوم كل منكم بطهي الطبق نفسه، ثم مشاركة الصور معًا، ويمكن أيضًا مشاركة رأيك بالطبق في مكالمة صوتية أو مكالمة فيديو لمناقشة رأيك بالطبق، وربما تكتشف أن لديك موهبة في تصوير الأطباق والأطعمة!(2)
العب الألعاب الاجتماعية
حيث تعج شبكة الانترنت في مجموعة من الألعاب الاجتماعية التي تحتاج إلى التواصل مع مجموعة كبيرة من الأشخاص افتراضيًا.
ولكن في الوقت نفسه عليك الحذر من إدمان الهواتف الذكية، ويمكن البحث عن هذه الألعاب في متجر (Google play) أو (Play store) أو ما شابههم، مثل لعبة الداما، ألعاب الورق الافتراضية، لعبة الكلمات المتقاطعة أو أي لعبة أخرى مسلية على الهاتف.
يمكن أيضًا إجراء ليلة خاصة لمشاهدة فلم ما مع أصدقائك، حيث تقوم بتحميل الفلم أو تجهيزه مع صديقك، وتشاهدان الفلم معًا مع تشغيل مكالمة هاتفية، ويمكن أيضًا الاستفادة من إضافة نتفلكس الجديدة (Netflix party)، والتي تدعم مشاهدتك لفلم ما مع صديقك في مكان آخر.(2)
إنشاء مجموعة للرعاية
حيث يمكنك إنشاء مجموعة تطوعية تشتمل على العديد من الأشخاص الذين يتشاركون الرغبة في رعاية الآخرين ومساعدة المحتاجين، ويمكن أن تقوم هذه المجموعة بجمع التبرعات وتوجيهها لمن هم بحاجتها.
قالت نيدا جولد، أخصائية علم النفس السريري:” الجميع يكافحون من أجل شيء ما، وإنه من الرائع قدرتها على مساعدة الآخرين في كفاحهم، وخصوصًا في هذه الأوقات الصعبة”.
بشكل عام، تذكر أن العلاقات الاجتماعية لا تزال شديدة الأهمية للبشر، حتى لأصحاب الشخصيات الإنطوائية، والذين يحتاجون إلى صديق واحد على الأقل يمكنهم التواصل معه.
عبر عن مشاعرك، وابتكر العديد من الأنشطة المميزة، تواصل مع أصدقائك على الرسائل النصية، المكالمات الهاتفية أو مكالمات الفيديو، ولا تسمح لنفسك بالتردد من مراسلتهم لأي سبب كان.
قالت هولت لونستاد:” لدينا الآن دليل واضح على تأثير العلاقات الاجتماعية القوي على حياتنا وصحتنا، وبمجرد إدراك إصابتنا بالألم الاجتماعي فعلينا السعي للتعافي منه مباشرة، فالعلاقات الاجتماعية كالتمارين الرياضية، فالتمارين تبقي جسدك نشيطًا، والعلاقات الاجتماعية تحافظ على حالتك النفسية منتعشة وسعيدة أكثر من أي وقت مضى.(2)
المراجع: