ما هو الوعي بالذات وما هي أهميته
الوعي بالذات مهارة يكتسبها الإنسان لإدراك تصرفاته وسلوكياته والعمل على تطويرها للحصول على حياة أفضل، وعلى الرغم من أن كثير من الناس يعتقدون أنهم على دراية بأنفسهم، إلا أن الوعي بالذات حقيقةً لا يوجد عند أغلبيتهم، لذلك سنقدم في مقالنا كيفية اكتساب الوعي بالذات والارتقاء بها.
ما هو الوعي بالذات
يتضمن الوعي بالذات إدراك الجوانب المختلفة للذات، كالسلوكيات والمشاعر والصفات العامة للشخصية التي يتمتع بها الإنسان بحيث يصبح محور الاهتمام من قبل الآخرين، كما يعتبر الوعي بالذات ضرورة من ضروريات النجاح.
يمكن من خلال الوعي بالذات تقييم التصرفات والسلوكيات ومعرفة الصفات الإيجابية والسلبية والعمل على تطوير الإيجابي منها بشكل موضوعي، لذلك يعتبر أمرًا ضروريًا للسير نحو الأفضل، وذلك من خلال ما يلي:
- الفهم الصحيح لما يدور حولنا يوميًا من مواقف وظروف، وتفسيرها للوصول إلى طريقة التفكير الصحيحة وفهم الحياة بشكل أفضل.
- معالجة المواقف التي تتحكم بها مشاعرنا وعواطفنا من خلال مراقبتها، والعمل على إيجاد الحلول المناسبة.
- مراقبة الطرق التي يتم من خلالها التصرف في المواقف التي نمر بها بناءً على العادات والتقاليد.
أنواع الوعي بالذات
يوجد نوعين من الوعي بالذات، وهما:
الوعي الذاتي العام
وهي التصرفات التي يقوم بها الشخص أمام الآخرين نتيجة الالتزام بالتقاليد والأعراف، ومحاولة تغيير هذه التصرفات لتصبح مقبولة اجتماعيًا، وقد يشعر البعض بالقلق نتيجة شعورهم بمراقبة الآخرين لهم، وبشأن ما يعتقده الآخرون عنهم.
الوعي الذاتي الخاص
وهي تتعلق بحالة الشخص الداخلية بحيث تجعله يتعامل مع مشاعره ويفهم تصرفاته بحسب الموقف الذي يتعرض له، بحيث يستطيع تقييم نفسه والمقارنة مع الآخرين، مع الانتباه إلى عدم المبالغة بهذه المقارنة حتى لا تتحول إلى شعور بالاضطراب والقلق.
أهمية الوعي بالذات
على الصعيد الداخلي:
يمكن من خلال الوعي بالذات الشعور بالسعادة، والوصول إلى علاقات اجتماعية أفضل، ومعرفة الفرص المناسبة التي يمكن من خلالها النجاح والتمتع بشخصية اجتماعية بارزة، بالإضافة إلى الشعور بالرضا.
على الصعيد الخارجي:
فإن الأشخاص الذين لديهم وعي بالذات ويدركون كيف ينظر الناس إليهم يصبحون أكثر قدرةً على التعامل مع وجهات النظر المختلفة والتعرف عليها بسهولة، وبالتالي يصبحون أكثر شعبية.
فوائد الوعي بالذات
- يمكن من خلال الوعي بالذات اكتساب القوة والحصول على إنتاجية أفضل.
- يساعد في اتخاذ القرارات الصحيحة من خلال زيادة الثقة بالنفس.
- يفيد في فهم الأشياء من وجهات نظر متعددة.
- فهم ردود أفعال الآخرين تجاه تصرفات الفرد.
- يمنح الثقة بالنفس لحياة أفضل.
- يساعد الوعي بالذات في التحكم بالمشاعر والعواطف تجاه المواقف المختلفة.
- يعمل على التحرر من التحيزات التي يمكن أن يكون لها تأثير سلبي على المواقف.
- يخفف من الشعور بالتوتر ويحسن المزاج.
- يقلل من التعرض للسرقة والغش.
- يساعد على تكوين علاقات أفضل وبالتالي الشعور بالسعادة.
- اكتساب مهارات التواصل سواء مع المدراء أو الأهل أو الشريك.
كيفية تطوير الوعي بالذات
يعتبر اكتساب الوعي بالذات ليس أمرًا سهلًا، ولكنه ليس مستحيلًا في نفس الوقت، ويمكن اكتسابه وتطويره من خلال اتباع بعض الطرق لمعرفة المزيد عن النفس، والاتجاه نحو حياة أفضل، كما يمكن من خلال الوعي بالذات تعيين نقاط الضعف في الشخصية لتحسينها، وبالتالي زيادة الثقة بالنفس، ومن هذه الطرق:
- الابتعاد عن التفكير السلبي: فالتفكير بطريقة خاطئة تجعل الإنسان يطرح على نفسه الأسئلة بصيغة لماذا، فهو بذلك يركز على نقاط ضعفه دون معرفة كيفية معالجتها، ويجب استبدالها بصيغة ماذا للوصول إلى الأجوبة الدقيقة التي تمكنه من تطوير وعيه بذاته، فعلى سبيل المثال: المحاضر الذي يربكه موضوع إلقاء المحاضرة، يجب عليه استبدال سؤال لماذا لا أعرف كيف ألقي محاضرتي، بسؤال ماذا يدور في خاطري أثناء المحاضرة؟ ماذا يمكن أن أعمل للتغلب على ارتباكي؟
- الاستماع إلى النفس: وذلك من خلال معرفة الشخص ما يدور في ذهنه من أفكار سواء كانت إيجابية أو سلبية، ويمكن ذلك من خلال الوقوف أمام المرآة، واستماع الشخص لحديثه ونبرة صوته حتى يتمكن من معرفة نفسه أكثر.
- تحديد الأولويات في الحياة: وترتيبها بحسب أهميتها ونتائجها.
- الاهتمام بالمشاعر: والقدرة على فهمها وتوجيهها بالطريقة المثلى، والابتعاد قدر الإمكان عن المشاعر السلبية التي تضعف شخصية الفرد.
- استخدام الحواس: فاستخدام الحواس يساعد الشخص على فهم مشاعره بشكل أكبر، والإحاطة بمشاعر الآخرين وجميع المواقف المتعلقة بهذه المشاعر، وبالتالي زيادة الوعي بالذات.
- تعلم مهارات جديدة: فالنجاح في الحياة يمكن تحقيقه بسهولة، عن طريق القيام بمهارات تحمل المتعة لصاحبها، ولا تجعله يشعر بالملل، وتزيد من شعوره بالرضى عن نفسه.
- قراءة الكتب: حيث تزيد قراءة الكتب من الوعي بالذات عن طريق التعليم الذاتي، ومن الممكن أن تكون سبيلًا للتعلم من تجارب الآخرين، وخصوصًا الناجحة منها.
- التأمل وكتابة اليوميات: فتدوين الأفكار يساعد على تخزين المعلومات، وخاصةً التي تتعلق بالأهداف والرغبات، كما أن التأمل يساعد بشكل كبير في زيادة الهدوء النفسي وبالتالي زيادة الوعي بالذات.
- القيام باختبارات قوة الشخصية: فهذه الاختبارات تمكن الشخص من اكتساب رؤية جديدة عن نفسه، ومحاولة تغيير النواحي السلبية في شخصيته، وذلك من خلال استخدام أدوات اختبار الشخصية.
- المشي لوقت طويل: حيث يساعد المشي لفترة معينة وخاصة في الطبيعة على تحسين المزاج وتصفية الذهن، وكذلك في منح الجسم الطاقة اللازمة له، وبالتالي زيادة التأمل والوعي بالذات.
- تقبل الانتقاد: فالوعي بالذات خطوة جيدة للتغلب على الإحساس الذي يشعر به الشخص عند تلقيه الانتقاد، كما يجب شكر الأشخاص التي تقدم النصائح المفيدة لزيادة الوعي بالذات.
نتائج زيادة الوعي بالذات
عندما يصبح الإنسان أكثر وعيًا بالذات فإن ذلك سيزيد من ثقته بنفسه ويصبح أكثر انشغالًا بنفسه واهتمامًا بها، وبالتالي ستزيد قوته، الأمر الذي يدفعه لتفهم وجهات نظر الآخرين، ويصبح أكثر تعاطفًا معهم وقادر على مراعاة احتياجاتهم، وبالتالي علاقات اجتماعية جيدة.
في النهاية نجد أن الوعي بالذات هو أداة لتطوير شخصية الفرد، وضرورة من ضروريات نجاحه في الحياة، ويمكن من خلال التدريب المستمر تطوير الوعي بالذات والاتجاه نحو حياة أفضل.