ما هي الجراحة التقويمية
تعتبر مشاكل الوجه الهيكلية أو ما يعرف بسوء الإطباق من المشاكل الشائعة وخصوصًا عند الأطفال واليافعين حيث تبدأ هذه المشاكل بالظهور في هذا العمر.
حيث أن هناك مقاييس ثابتة تتعلق بتوضع الفكين مع بعضهما حيث يتوضع الفك العلوي إلى الأمام قليلًا من الفك السفلي بطريقة تتوزع فيها القوى الماضغة بشكل متوازن.
لذلك نجد أن العمر المثالي للبدء بالمعالجة التقويمية هي في عمر صغير قبل حدوث التعظم الكامل لعظام الوجه لكي يستطيع طبيب التقويم تصحيح المشاكل الموجودة بشكل مثالي.
حيث أن هذه المشاكل لا تؤثر على شكل الوجه فحسب بل أيضًا تمتلك تأثيرات سيئة على نطق الأحرف بشكل صحيح، وأيضًا تؤدي إلى تهدم الأسنان المبكر بسبب القوى الإطباقية غير الموزعة بشكل صحيح.
في بعض الأحيان يتأخر الأهل في بدء العلاج التقويمي لأطفالهم الذين يعانون من سوء إطباق شديد أو حتى قد لا يتم إجراء أي معالجة من هذا النوع، وبالتالي يتعظم الوجه بشكل كامل ولا يستطيع طبيب التقويم معالجة الوضع بأي طريقة كانت.
هنا الحل الوحيد لتصحيح سوء الإطباق الموجود يكون بإجراء جراحة الفكين التقويمية التي تكون بإشراف طبيب تقويم إلى جانب جراح الوجه والفكين.
سنتحدث اليوم في هذا المقال عن هذا النوع من الجراحة وسنتعرف على أنواع سوء الإطباق التي تحتاج لمثل هذا الإجراء.
أنواع سوء الإطباق
تتنوع مشاكل الأسنان وتختلف اضطرابات الإطباق عن بعضها حيث أنه يوجد الكثير من الأصناف التي يطول شرحها، وسنذكر الآن أشيع هذه الاضطرابات التي نراها منتشرة كثيرة بين الناس:
- العضة المعكوسة الأمامية: و فيها يكون هناك عضة مفتوحة بين أسنان الفكين أي أنها لا تتلامس، وأيضًا تغطى الأسنان العلوية بالأسنان الخلفية.
- سوء إطباق من الصنف الثاني: يكون الفك العلوي متقدم على السفلي أو الفك السفلي مسحوبًا إلى الخلف بالنسبة لنظيره، وغالبًا نجد الذقن أيضًا مسحوبًا للداخل.
- سوء إطباق من الصنف الثالث: يكون الفك السفلي متقدم إلى الأمام والذقن بارزة بشكل واضح، أو يكون الفك العلوي مسحوبًا إلى الداخل، وقد نجد السببين مجتمعين معًا في نفس الحالة.
فوائد الجراحة التقويمية
تتوفر هذه الجراحة مجموعة كبيرة من الفوائد التي تلعب دورًا كبيرًا في تغيير حياة المريض بشكل جذري، ونذكر منها:
- تصحيح مشاكل النطق الخاطئ للأحرف بسبب التوضع غير الصحيح للأسنان وعلاقتها مع بعضها.
- تصحيح مشاكل الإطباق بأنواعها كافة وضمان ارتصاف الأسنان بالشكل الأمثل.
- تجميل الابتسامة والحصول على شكل جميل للأسنان بالنسبة للوجه.
- إصلاح العيوب الخلقية التي تصيب الوجه مثل الشفة المشقوقة ومشاكل قبة الحنك.
- تخفيف آلام المفصل الفكي الصدغي ومشاكله المختلفة، مثل الطقة وغيرها، وذلك بسبب التوزع غير المتوازن للقوى الإطباقية.
- تحسين قدرة الشفاه على الانطباق التام وبالشكل الأمثل.
- الحصول على شكل وجه متناسق وجمالي أكثر.
- تصحيح توضع الذقن بالنسبة لعظام الوجه بالوضع الصحيح والجمالي أكثر.
- تحسين القدرة على المضغ والقضم .
- تحسن ملحوظ في التنفس وخصوصًا أثناء النوم بسبب توسيع الطريق الهوائي.
كيث يتم إجراء الجراحة التقويمية
في البداية يتم إجراء الصور الشعاعية واستخدام التصوير المقطعي المحوسب لتشخيص الحالة، حيث أنه من الضروري التأكد أن الحالة تستوجب إجراء الجراحة ولا يمكن تصحيحها بالتقويم العادي.
بعد تأكيد التشخيص يتم تحويل المريض لطبيب تقويم مختص حيث يتم تركيب جهاز تقويمي ثابت لتسوية الأسنان ورصفها بطريقة مناسبة استعدادًا لإجراء الجراحة.
تكون المعالجة التقويمية التي يتم إجرائها قبل الجراحة غالبًا ذات نتائج لا تعجب المريض، حيث أنها لا تصحح عيوب الوجه الجمالية بل تحرك الأسنان لوضعية مريحة للجراح.
عندما يعطي طبيب التقويم الموافقة على إجراء الجراحة للطبيب الجراح بعد انتهائه من عمله يتم تحديد موعد الجراحة، ومن المهم أن يستعد المريض للتوقف عن الدراسة أو العمل لفترة تتراوح بين الأسبوعين إلى الشهر بعد إجراء الجراحة كفترة نقاهة.
يتم إجراء تحاليل خاصة ودراسات مشتركة من قبل الطبيب الجراح وطبيب التقويم لتحديد التوضع الأمثل للفكين وتقرير الإجراءات التي سيتم تطبيقها.
يتم إجراء الجراحة تحت التخدير العام في المستشفى من داخل جوف الفم بدون ندوب على الوجه من الخارج.
في البداية يتم إحداث شقوق في مواقع معينة تم تحديدها مسبقًا على الفكين وتحريكهما للموقع المثالي، ويتم بعدها التثبيت بعدها بالمسامير والصفائح المعدنية الخاصة لهذا الغرض.
يحتاج المريض للبقاء في المستشفى لفترة معينة يحددها الطبيب، والتي تكون غالبًا من يومين إلى أربع أيام للتأكد من سلامة نتائج الجراحة.
بالطبع سيتوقع المريض تورم كبير في الوجه بعد الجراحة وسيمنع من تناول كثير من الأطعمة حيث سيبقى لفترة معينة على السوائل لتجنب تحريك الفكين لحين شفاء العظم.
على الرغم من كونها إجراء جراحي صعب نوعًا ومكلف إلى حد كبير إلا أنه قد يغير حياة المريض بشكل جذري إلى الأفضل.
مخاطر إجراء الجراحة التقويمية
تعتبر جراحة الفكين جراحة آمنة عمومًا ولكن كغيرها من العمليات الجراحية لا بد من أن تحتوي على بعض المخاطر التي عادة ما توجد في كل الجراحات، ولكن يمكن تلافيها إذا تم إجراء الجراحة من قبل طبيب متمرس.
نذكر من أهم هذه المخاطر:
- فقدان الكثير من الدم بسبب التعرض لنزف ما خلال إجراء الجراحة.
- كسور الفكين بسبب خطأ من الجراح.
- إصابة مجموعة أعصاب أو جذر عصب من قبل الطبيب أثناء إجراء الجراحة.
- عدم نجاح الجراحة والحاجة للخضوع لإجراء جراحي جديد لتصحيح أخطاء الجراحة الأولى.
- فقدان حيوية بعض الأسنان.
- عدم رضى المريض عن النتائج جماليًا.
- عدم النجاح في وضع الفكين بالمكان الصحيح وبالتالي تحميل ضغوط إضافية على المفصل الفكي الصدغي.
- الإصابة بعدوى ما نتيجة عدم التعيقم التامة.
هكذا نكون قد وصلنا إلى نهاية مقالنا لليوم نرجو أن نكون قد وفقنا في تقديم معلومات مفيدة وقيمة للقارئ العزيز.