متلازمة الاضطراب الذهاني المشترك: الأسباب والعلاج

متلازمة الاضطراب الذهاني المشترك
Share this post with friends!

متلازمة الاضطراب الذهاني المشترك: الأسباب والعلاج

{قل لي من صديقك أقول لكَ من أنت} لا بدّ أنكَ سمعتَ هذه العبارة بشكلٍ متكرر خلالَ حياتك، فهل تعلم أنَ الأشخاص المحيطين بك بإمكانهم التأثير عليك إما سلبياً أو إيجابياً، فإذا كانت تصرفات صديقك سيئة ستكتسب عاداته معَ مرور الوقت، وإذا كانت إيجابية ستُطوّر من شخصيتك، وبالفعل ظهرَ اضطراب نفسي مؤخراً أُطلقَ عليه {الاضطراب الذهاني المشترك}.

فمنَ الجدير بالذكر، أنَ هذا الاضطراب عبارة عن متلازمةٍ نفسية، تُؤثر على الإنسان وتُغيّر حياته، فيتواجد في عالمنا عدّة أفراد مُصابون بوساوسٍ فكرية، فمنهم من يعتقد بتواجد الوحوش المخيفة ومنهم من يُؤمن بفكرة الكائنات الفضائية، ويشعرون بالخوف والتوتر والانعزال عن الآخرين والتفكير المفرط، وهذا الأمر يُؤثر على حالة الفرد القريب منَ المُصاب مثل {صديقه، شريك حياته، شقيقه} أو أيّاً كان.

ونوّد الإشارة، يعتقد البعض أنَ هذا الاضطراب غير خطير، فيتم التعامل معهُ بطريقةٍ طبيعية، ولكن الوساوس والأوهام والهلاوس تُسيطر على عقل الفرد ويتطوّر الأمر إلى تدني علاقاته الاجتماعية وإصابته بأفكار غير قابل للعقل البشري تصديقها، ولذلك ما المقصود بالاضطراب الذهاني المشترك؟ وما هيَ أعراضه؟ أبرز أسبابه؟ وطرق تشخيصه وعلاجه؟

ما المقصود بالاضطراب الذهاني المشترك؟

وهوَ نوع منَ المتلازمات النفسية التي تُصيب الإنسان، وبالرغم من أنهُ نادر الحدوث، إلّا أنهُ يُؤثر بشكلٍ سلبي على حالة الإنسان، فعندما يقترب الفرد من مُصاب بهذا الاضطراب تلقائياً سيُشاركه أعراض المرض.

على سبيل المثال: تعيش امرأة معَ زوجها المُصاب بالاضطراب الذهني، وتستمع يومياً لأفكاره المخيفة حولَ الجن والأشباح، وأنَ هذه الكائنات تُراقب منزله وتُحاول التخلص منه، فتكتسب المرأة وساوس زوجها في عقلها الباطن وتتشارك معهُ الاضطراب، وهوَ الحال ذاته معَ مجموعة أشخاص قريبين من هذا المريض، كونهُ سيُؤثر عليهم وتنقلب حياتهم رأساً على عقب.

ما هي أعراض متلازمة الاضطراب الذهاني المشترك؟

توجد عدّة علامات تظهر على المُصابين بهذه المتلازمة مثل:

  • الشعور بالهلع والخوف من أشياء غير حقيقية.
  • الشعور بهلاوسٍ مخيفة وأوهام لا يُمكن السيطرة عليها.
  • تدني العلاقات الاجتماعية.
  • الإفراط في التفكير.
  • الإرهاق الجسدي.
  • الأرق الليلي.
  • رؤية كائنات وهمية أو الإحساس بمخلوقاتٍ مخيفة تعيش بالقرب منَ المُصاب.

ما هي أبرز أسباب الإصابة بالاضطراب الذهاني المشترك؟

في الحقيقة لم يتم التوّصل إلى سببٍ أساسي لهُ علاقة وثيقة بهذه المتلازمة، كونها نادرة الحدوث، ولكن بعدَ دراسة عدّة حالات مُصابة بها، رجحَ العلماء عدّة عوامل قد تتسبب بالإصابة، مثل:

  • المُصابين بالإيجو: إنَ مرض الإيجو الذي يتمحور حولَ حب الذات لدرجة المبالغة أو الغرور، قد يدفع معظم الأفراد للإصابة بهذه المتلازمة، فلا يشعرون بالثقة من حولهم، وتبدأ الهلاوس تُسيطر على أذهانهم.
  • العزلة الاجتماعية: يُعاني أغلب الأفراد من عزلةٍ اجتماعية تُسيطر على حياتهم، فلا يوجد لديهم أصدقاء حقيقيين، فيقضون أوقاتهم في العمل والمنزل فقط، وخاصةً الذينَ يعملون على الإنترنت ولا يستدعي عملهم الخروج، فتزداد نسبة إصابتهم بهذه المتلازمة، وتُسيطر الأوهام والمخاوف عليهم.
  • الاقتراب منَ المُصاب: يُمكن انتقال المتلازمة من فردٍ مُصاب إلى فردٍ سليم في عدّة أشكال مختلفة، فيشعر الإنسان بحالةٍ سيئة أثناءَ اقترابه منَ المُصاب ولكن بمجرد الابتعاد عنه يعود لحياته الطبيعية، ونوع آخر يتأثر بشكلٍ أكبر ولا يستطيع التخلص من أعراض هذه المتلازمة حتى لو ابتعدَ عن المُصاب.

ما هي طرق تشخيص متلازمة الاضطراب الذهاني المشترك؟

كما ذكرنا أنهُ منَ المتلازمات النادرة، فلا يوجد تشخيص محدد لمعرفة الإصابة، ولكن بإمكان الأطباء والمُعالجين الاعتماد على عدّة خطوات تتمثل في:

  • طرح الأسئلة: في البداية يتم التعرّف على المُصاب، ومن ثمَ مراقبة تاريخه العائلي وخاصةً الأفراد المقربين منه، هل يُعانون من مشاكلٍ صحيّة؟ هل أُصيبوا بمتلازماتٍ وأمراضٍ نفسية؟ هل أُصيبوا بهذا الاضطراب في السابق؟
  • معرفة حياة المريض: يجب الاستفسار عن نمط الحياة الذي يتّبعه المُصاب بهذه الهلاوس، فمن هم الأفراد الذي يجلس ويقضي أوقاته معهم؟ وهل لديهِ أصدقاء أو حياة اجتماعية أم أنهُ منعزل؟
  • الإنصات للمريض: يتم الاستماع إلى المشاكل التي يُعاني منها والأعراض التي يشعر بها، وخاصةً شعوره بالتوتر والخوف والأوهام والهلاوس.

ما هي طرق علاج متلازمة الاضطراب الذهاني المشترك؟

لا يوجد علاج سحري يستطيع الفرد من خلاله التغلب على المتلازمة، ولكن توجد عدّة إجراءات تُساعد المُصاب وتُحسّن حالته، مثل:

  • العلاج الدوائي: يُمكن وصف عدّة أدوية تُساعد على تهدئة المريض ومساعدته على النوم والاسترخاء، مثل مضادّات الذهان التي تُمنح لفترة معينة فقط.
  • العلاج النفسي: منَ المهم جداً زيارة المُصاب لأخصائي محترف، كونهُ يُساعده في تغيير أفكاره واعتقاداته حولَ شيءٍ معين، فالكائنات الفضائية لا وجود لها، وما هيَ إلّا وهم خيالي تمّت صناعته والترويج لهُ في الأفلام السينمائية فقط، فتُثبت هذه الفكرة في عقل المُصاب لإقناعه بها، بالإضافة لرفع ثقته بنفسه وتقوية شخصيته في تجنب الخوف من أي أوهامٍ غير حقيقية.
  • الدعم النفسي: إلى جانب العلاج النفسي والدوائي، يحتاج المريض إلى أصدقاءٍ إيجابيين وعائلةٍ داعمة له، لأنَ أغلب المتلازمات النفسية ترتبط بالانعزال والوحدة، فيُمكن تنظيم رحلة مسليّة أو نشاطاتٍ معينة من أجل تغيير نفسية المُصاب وتحفيزه على الحياة بشكلٍ أفضل.

إنَ الاضطراب الذهاني المشترك لا يقتصر على علاج الفرد المُصاب بهِ فقط، بل يشمل علاج أي فردٍ قريبٍ منَ المُصاب أيضاً، لأنَ اشتراك الأفراد بأفكارٍ ووساوسٍ غير حقيقية تُؤثر عليهم سلباً حتى لو أنهم سليمين عقلياً.

وفي الوقت ذاته لا يُمكن الوقاية من هذا الاضطراب، ولكن عليكَ الحذر من علاقاتك الاجتماعية والأفراد المُحيطين بك، فإذا شعرتَ أنهم مصدر للسلبية والتشاؤم والخوف ولديهم وساوس غير حقيقية، حاول الابتعاد عنهم قدر الإمكان حفاظاً على سلامتك.

{{نأمل أن يعجبكم المقال أيها الرائعون}}.

0 thoughts