متلازمة الفم الحارق: الأعراض، الأسباب والعلاج
هل شعرتَ مسبقاً بألمٍ في لسانك وحرارةٍ عالية؟ هل شعرتَ بألمٍ حارق داخل فمك وشفاهك؟ منَ المحتمل أنكَ مُصاب بمتلازمة الفم الحارق، فصحة الفم والأسنان منَ الضروري الاهتمام بها بشكلٍ منتظم من خلال الفحوصات الطبيّة والالتزام بالنظافة وتجنب تناول الأغذية التي تُضعف الأسنان أو تُسبب التسوس أو التهاباتٍ فموية، ولكن على الرغم منَ العناية يُصاب البعض بهذه المتلازمة.
ومنَ الجدير بالذكر، أن متلازمة الفم الحارق ليست خطيرة، ولكنها مؤلمة لدرجةٍ كبيرة، فتُؤثر على حياة الإنسان وتمنعهُ من أداء مهامه اليومية بأريحية، لأنَ الألم يتصاعد في ذروة النهار، وتزداد نسبة الإصابة بها عندَ السيدات أكثرَ منَ الرجال، فيشعر المُصاب بألمٍ حارق لساعاتٍ طويلة في شفاهه أو طرف لسانه أو فمه منَ الداخل أو سقف الحلق.
ونوّد الإشارة، أن معظم المُصابين يُشبّه ألم المتلازمة باللحظة الأولى لتعرّض اللسان للحرارة العالية الناتجة عن ارتشاف الشاي الساخن، ويُطلق عليها الأطباء بمتلازمة الشفاه واللسان أيضاً، ولذلك ما هي أعراض متلازمة الفم الحارق؟ وما هي أبرز أسبابها؟ وطرق علاجها الطبيّة والطبيعية؟
ما هي أعراض متلازمة الفم الحارق؟
توجد عدّة علامات تظهر على المُصاب بهذه المتلازمة، مثل:
- الإحساس بلسعةٍ حارقة في طرف اللسان.
- الحاجة لاستهلاك المياه بشكلٍ متواصل.
- تعرّض الفم للجفاف.
- عدم المقدرة على استهلاك مشروبات أو أطعمة ساخنة، كونها تزيد منَ الحرارة والحرق.
- الألم بشكلٍ منتظم لساعاتٍ طويلة أو بشكلٍ تدريجي خلالَ اليوم.
- الشعور بتنميل اللسان.
- فقدان التذوق وعدم الشعور بأي نكهةٍ أو مذاقٍ جديد.
ما هي أبرز أسباب الإصابة بمتلازمة الفم الحارق؟
في الحقيقة لا يوجد سبب واضح لهذه المتلازمة، فهيَ عبارة عن شعور مؤلم يستمر لسنوات أو أشهر أو أسابيع، وتظهر بدون سابق إنذار، فلا يُمكن توقع حدوثها لتفادي الإصابة بها، ولكن توجد عدّة عوامل منَ المُمكن أن تزيد نسبة الإصابة، مثل:
- تعطل الحليمات الذوقية: لكل منّا حاسة تذوق يستطيع من خلالها التمييز بينَ النكهات المختلفة، ولكن يُصاب البعض بتعطل الحليمات الخاصة بالتذوق، فيُصبح غير قادر على الشعور بشيء، وتزداد نسبة الألم في الفم واللسان بسبب هذا الخلل.
- الأدوية: يُمكن لبعض الأدوية أن تُساعد في زيادة الإصابة بهذه المتلازمة، كونها تؤثر على التذوق وخاصةً الأدوية التي تُستهلك لضغط الدم.
- التهيّج الفموي: قد يكون السبب ناتج عن الوسواس الذي تتّبعه في تنظيف فمك، لأنَ بعض الأشخاص يُنظفون أسنانهم أكثر من 3 مرات يومياً بالمعجون، ويستهلكون مشروبات ساخنة ومأكولات حارّة وحمضيات.
- حالات معيّنة: يُعاني الأغلبية من مشكلاتٍ فموية مثل {صرير الأسنان} أو اصطكاكها في مرحلة النوم، وهذه العادة لها أثر سلبي على الفم منَ الداخل.
- انقطاع الطمث: كما ذكرنا أنها أكثر شيوعاً عندَ النساء، فالمرأة التي تُعاني من تغيّراتٍ هرمونية عالية وتعرّضت لانقطاع الطمث وأصبحت فوقَ عمر ال 50 عاماً، منَ المحتمل إصابتها بالمتلازمة.
- مشاكل صحيّة: تزداد الإصابة بمتلازمة الفم الحارق للأفراد الذينَ يُعانون من مشاكلٍ في الغدة اللعابية أو من مرض السكري.
- متلازمة شوغرن: إنها إحدى المتلازمات الفموية التي تُسبب جفاف شديد داخل الفم، وبالتالي يُصاب الفرد بهذه المتلازمة.
- الحالة النفسية: إنها إحدى العوامل الشائعة، فالحالة النفسية السيئة تُنهك الجسد، وخاصةً لمن يُعانون منَ التوتر والاكتئاب، وإذا كانَ جهازهم المناعي ضعيف، فالفرصة كبيرة لحدوث المتلازمة.
ما هي طرق علاج متلازمة الفم الحارق طبيّاً وطبيعياً؟
قبلَ بدء خطوات العلاج، يجب الذهاب إلى الطبيب المختص من أجل إجراء تشخيص طبي للكشف عن السبب الكامن وراءَ ذلك، فيتم إجراء فحوصاتٍ للدم معَ صور طبيّة ومسح فموي وفحص للعاب والحساسية وأخذ خزعة والتعرّف على نمط الحياة الذي يتّبعه المُصاب، ومن ثمَ يبدأ العلاج عن طريق:
- تحسين الحالة النفسية: إذا كانَ السبب الكامن هوَ حالة الفرد النفسية السيئة، فيتم تغيير نظام حياته معَ اللجوء للدعم من قِبَل أصدقائه أو أفراد عائلته، ويتم وصف مضادّات للقلق والاكتئاب لاستعادة الحالة الطبيعية.
- نمط حياة صحيّ: ينصح الطبيب بالاعتماد على نمطٍ صحيّ، فيجب الابتعاد عن أي طعام يُسبب الجفاف في الفم مثل {المشروبات الغازية، الكحول، الدخان} ويتم تجنب أي غذاءٍ أو مشروبٍ حمضي، والتركيز على استهلاك المياه فقط، والابتعاد عن الأطعمة الحارّة والتوابل واختيار معجون أسنان خفيف، معَ الابتعاد عن منتجات النعناع أيضاً.
- العلاج السلوكي المعرفي: قد يتم تحويل المُصاب إلى معالجٍ مختص بهدف برمجة العقل الباطن في التحكّم بالألم والسيطرة عليه، فيتم التخفيف من أي ألمٍ مزمنٍ عادةً باتباع هذا الأسلوب العلاجي.
- علاجات إضافية: في بعض الحالات يتم وصف أدية معينة مثل {كلونازيبام} أو أدوية تستهدف التخفيف منَ الألم العصبي، معَ وصف منتج يُساعد على إفراز اللعاب من جديد وتعويضه، ويتم وصف مسكن ألم للحالات الشديدة.
- العلاج بالفيتامينات: منَ المحتمل إصابة الفرد بهذه المتلازمة نتيجة نقص العناصر الغذائية في جسده، فمن هنا يُحاول الطبيب إجراء الفحص اللازم للتأكدّ منَ المعدن أو الفيتامين الذي يحتاجه، ومن ثمَ يتم وصف المكملات الغذائية.
- إصلاح بدلة الأسنان: قد ينتج الألم عن أطقم الأسنان المتحركة، فيتم فحصها من قِبَل الطبيب وإصلاح العيوب بها.
لا يشعر بالألم إلّا صاحبه، فبالرغم من اعتبار البعض لهذه المشكلة الصحيّة أنها بسيطة، إلّا أنَ الألم الحارق لا يُمكن السيطرة عليه أحياناً، ويصل المُصاب إلى حالةٍ نفسية سيئة بسبب توقفه عن أداء أنشطته اليومية، ويُمكنكَ استخدام قطع الثلج والبدء بمصها يومياً لتخفيف الألم، ويُفضّل مضغ العلوك الخالية منَ السكر.
ولاستعادة حالتك النفسية يُمكنكَ الانخراط بالأنشطة المجتمعية وممارسة هواياتك وتمارين الاسترخاء لتقليل شعورك بالتوتر المُرافق للألم.
{{نأمل أن يعجبكم المقال أيها الرائعون}}.