متلازمة جيلبرت: الأسباب، الأعراض وطرق العلاج

متلازمة جيلبرت
شارك هذه المقالة مع أصدقائك!

إن متلازمة جيلبرت هي عبارة عن حالة وراثية يكون فيها الكبد غير قادر نهائيًا على معالجة مركب البيليروبين Bilirubin بصورة طبيعية مما يؤدي إلى ارتفاع مستواه في دم المريض. البيليروبين هو عبارة عن عصارة صفراوية تنتج عن عملية تكسر كريات الدم الحمراء وعبورها وطرحها من الكبد والأمعاء. في بعض الأحيان ترتفع نسبته ضمن الجسم عن المعدل الطبيعي المسموح به مما قد يسبب مجموعة كبيرة من التأثيرات الضارة.

سنتحدث في هذا المقال عن متلازمة جيلبرت الشهيرة وعن أسباب الإصابة بها والأعراض الشائعة التي تترافق معها.

أسباب متلازمة جيلبرت

إن السبب الرئيسي لمتلازمة جيلبرت متعلق بشكل أساسي بعملية تكسر وتحليل الهيموغلوبين وطرحه خارج الجسم.

بداية فإن الخلايا الحمراء تموت خلال 120 يوم بعد دخولها لمجرى الدم والدورة الدموية، وفي هذه المرحلة تكتسب المادة لونها الأحمر الناتج عن الهيموغلوبين الذي سيتحلل لأجزاء أصغر بكثير. تحدث هذه العملية باستمرار في الطحال وفي الكبد ونقي العظم ولكن على خطوات متتابعة لينتهي الأمر بها على شكل مادة ذوابة في الماء يتم امتصاصها من الأمعاء. يمكن تلخيص المراحل التي يتعرض لها تحليل الهيموغلوبين كما يلي:

  • الخطوة الأولى هي تحلل الهيموغلوبين إلى بيليفيردين عبر مساعدة أنزيم وسيط.
  • فيما بعد يتحول البيليفيردين إلى بيليروبين غير مباشر أي غير ذواب في الماء بواسطة أنزيم يسمى بلبفيردين ريدوكتازه.
  • إن البيليروبين الغير مباشر أو الغير متصل يتحول إلى بيليروبين مباشر ذواب في الماء عن طريق أنزيم يدعى غلوكرونوزيل ترانسفيرزوس UDP-GT وهو أيضًا يتلقى مساعدة من الحمض الغلوكورونيل.
  • أخيرًا يتم إطراح البيليروبين لخارج الجسم من خلال البول وسائل الصفراء الذي يمتص ضمن الأمعاء بالطبع بعد أن يتم إرسال البيليروبين الغير متصل من الكبد إلى المرارة.

إن فعالية أنزيم غلوكرونوزيل ترانسفيرزوس (UDP-GT) تنخفض إلى 30% تقريبًا عن كل من أصيب بالمتلازمة مقارنة مع الأشخاص الأصحاء. عندما تنخفض فعالية الأنزيم ستتأثر آلية تحول البيليروبين الغير مباشر إلى بيليروبين مباشر بشكل تلقائي وستنخفض بشكل واضح وهو ما يؤدي إلى ارتفاع نسب البيليروبين غير الذواب والغير المرتبط في الدم.

هناك حالات قليلة جدًا نلاحظ انخفاض فعالية الأنزيم السابق بشكل حاد جدًا إلى نسبة ضئيلة تتراوح بين 0-10% وهنا يكون المرض قد أخذ طور جديد يسمى بمتلازمة كريغلر نجار.

“قد يهمك أيضًا: متلازمة بينوكيو

أعراض متلازمة جيلبرت

لا يتشرط ظهور الأعراض التابعة لمتلازمة جيلبرت عند كل المرضى المصابين، ولكن عندما تظهر على المريض فهي تكون بشكل 10 أعراض:

  • اصفرار لون الجلد.
  • اصفرار لون بياض العين وهو يعرف باليرقان.
  • الإصابة بالإسهال والغثيان الحاد.
  • إرهاق وتوعك مستمر.
  • عدم الشعور بالراحة في منطقة البطن.
  • الإصابة بالدوخة والدوار.
  • الشعور بالمرض.
  • فقدان النشاط.
  • عدم الرغبة بتناول الطعام.
  • مشاكل تتعلق بالتفكير والتركيز.

تشخيص متلازمة جيلبرت

عندما يشعر المريض بالأعراض السابقة يجب أن يتوجه إلى الطبيب الذي سيقوم بمحاولة التشخيص عبر الفحوصات المخبرية أو أنها قد تكتشف بالصدفة أثناء الفحوص الروتينية وهي حالة شائعة. عند الاشتباه بإصابة المريض بمتلازمة جيلبرت سيتم التأكد من التشخيص عبر الفحوصات التالية:

  • الفحوص السريرية.
  • أخذ القصة المرضية ومعرفة التاريخ العائلي.
  • تحليل البول والبراز مخبريًا.
  • فحوصات الدم الشاملة مثل التعداد الدموي الكامل وأيضًا فحص وظائف الكبد الذي يتضمن فحص البيليروبين.
  • الفحوصات الجينية التي يتم استخدامها لتحديد الجين المسؤول عن الإصابة بمتلازمة جيلبرت ولكن من الندر جدًا أن يتم اللجوء لها.

محفزات أعراض متلازمة جيلبرت

هناك بعض الحالات التي تزداد فيها الأعراض التي ذكرناها سابقًا حدة ومن أهم هذه الحالات نذكر:

  • عدم أخذ قسط كافي من النوم لفترات طويلة وكافية.
  • التعرض للإرهاق النفسي والجسدي.
  • الإكثار من شرب الكحول.
  • خلال فترة الدورة الشهرية.
  • عدم حصول المريض على كميات جيدة من الماء.
  • عدم تناول الطعام لفترات طويلة من الوقت.
  • التعرض للكثير من الالتهابات والعدوى.
  • بذل الكثير من المجهود البدني.
  • ممارسة التمارين الرياضية الشاقة.
  • الخضوع لعمل جراحي ما.
  • التعرض للتوتر والإجهاد بصورة مستمرة.
  • بعض الأمراض مثل نزلات البرد أو الإصابة بالإنفلونزا.

علاج متلازمة جيلبرت

في الحقيقة لا تحتاج متلازمة جيلبرت إلى أي علاج حيث أن مستويات البيليروبين الموجودة في الدم تتغير بمرور الوقت وقد يصاب المريض باليرقان لفترة قليلة قبل أن تزول لوحدها فيما بعد دون ترك أي آثار سلبية أو ضارة. يمكن القول أن هناك بعض الأحداث اليومية مثل التوتر والإرهاق قد تحفز حدوث نوبات ناتجة عن زيادة مستوى البيليروبين لدى مرضى المتلازمة، وبالتالي الإصابة باليرقان.

لذلك من المهم أن يقوم المريض باتخاذ بعض الخطوات المعينة التي تساعد في إبقاء مستويات البيليروبين تحت السيطرة. من أهم هذه الخطوات يمكن أن نذكر:

  • يجب أن تتأكد من أن الأطباء المشرفين على علاجك يعلمون بأنك مصاب بمتلازمة جيلبرت حيث أنها تمتلك بعض التأثيرات المتعلقة بنمط تعامل الجسم مع بعض الأدوية.

قم بإخبار أي طبيب تقوم بزيارته بغرض العلاج أو الاستشارة بأنك مصاب بهذه المتلازمة لتفادي أي مضاعفات محتملة.

  • اتباع نظام غذائي صحي ومفيد: من المهم أن يتم تجنب كل أنواع الأطعمة التي تمتلك سعرات حرارية منخفضة جدًا.

حاول أن تلتزم بمواعيد أكل ثابتة ومحددة يوميًا مع تجنب الصيام أو تفويت أي وجبة مهما كانت.

  • محاولة التحكم بمستوى التوتر: عن طريق البحث عن سبل معينة تفيد في التكيف مع كل ضغوطات الحياة مهما كانت.

تفيد في هذا السياق ممارسة التمارين الرياضية أو الاستماع للموسيقى الهادئة مع تمارين التأمل.

“اقرأ أيضًا: متلازمة بولاند: الأسباب، الأعراض وطرق العلاج

تأثير متلازمة جيلبرت على الأدوية

كما سبق وذكرنا فإن متلازمة جيلبرت تؤثر على فعالية بعض الأدوية وعلى طرق تعامل الجسم معها مما يزيد من سميتها بصورة كبيرة.

لذلك من المهم جدًا أن يقوم كل من يعاني من هذه المتلازمة استشارة الطبيب قبل أن يبدأ بتناول أي دواء جديد.

من أهم الأدوية التي تؤثر عليها هذه المتلازمة نذكر:

  • ارينوتيكان: وهو مستخدم لعلاج السرطانات.
  • إندينافير: وهو يستخدم في علاج الإيدز.

في النهاية ننصح بمراجعة الطبيب لتأكيد التشخيص ومتابعة العلاج، وعلى العموم يمكن القيام ببعض الممارسات التي تخفف الأعراض وأهمها هو ما يتعلق بالعلاجات المنزلية ونمط الحياة.

‫0 تعليق