متلازمة طالب الطب: الأسباب، الأعراض والعلاج

متلازمة طالب الطب
شارك هذه المقالة مع أصدقائك!

متلازمة طالب الطب: الأسباب، الأعراض والعلاج

هل سبقَ لكَ وتصفحتَ شبكة الإنترنت بعدَ إصابتك بجرحٍ ما أو ألم أو حرق أو أعراض مختلفة في جسدك؟ لا بدّ أنكَ فعلتها، وفوجئتَ بأعدادٍ هائلة منَ المقالات العلمية والمعلومات التي تدّل على إصابتك بإحدى الاضطرابات والمتلازمات الخطيرة، ومن ثمَ شعرتَ بالذعر والقلق حيالَ هذا الأمر، واعتقدتَ أنكَ على وشك الموت. وتعرف هذه الظاهرة باسم السايبركوندريا.

فمنَ الجدير بالذكر، أنَ تواجد شبكة الإنترنت في حياتنا كنز ثمين يجب الحفاظ عليه والاستفادة منه قدر الإمكان، ولكنها في الوقت ذاته نقمة للبعض، لأنَ أغلب الأفراد أُصيبوا بوسواسٍ مرضي منَ المعلومات الواسعة التي تنتشر بهِ، فقراءة المقالات الطبيّة والتعمّق بها يُحوّل الفرد إلى كائن خائف يشعر بأمراضٍ غير مُصاب بها، وبالتالي تتسبب بإصابته بمتلازمة طالب الطب.

نوّد الإشارة، انتشرت هذه المتلازمة كانتشار النار في الهشيم مؤخراً، وخاصةً عندَ طلاب الطب المستجدين، فهؤلاء الطلاب يُحاولون توسيع مداركهم العقلية وقراءة المقالات عن أمراض جديدة واكتشاف متلازمات غريبة بهدف زيادة معلوماتهم، ولكن يشعر أغلبهم بتأثير سلبي من معلوماتهم المكتسبة على حياتهم اليومية، ويعتقدون الأسوأ لأنفسهم ولأفراد أسرتهم أثناءَ شعورهم بأي أعراضٍ مرضية، ولذلك ما المقصود بمتلازمة طالب الطب؟ وما هيَ أعراضها؟ أبرز أسباب حدوثها؟ وطرق التخفيف منها؟

علاج متلازمة طالب الطب

ما المقصود بمتلازمة طالب الطب Medical Students Syndrome؟

هيَ عبارة عن وسواس يُصاب بهِ نسبة لا بأس بها من طلاب الطب، كونهم مضطرون لدراسة المتلازمات والأمراض المتعلّقة بتخصصهم الجامعي من أجل القدرة على تشخيصها وعلاجها، ولكنهم في الوقت ذاته يقعون ضحية لتلكَ المعلومات الجديدة التي يتعلّموها، ويعتقدون أنها ستُصيب أفراد أسرتهم أو يتوّهمون أنهم مُصابين بها.

علاوة على ذلك، لا تقتصر هذه المتلازمة على طلاب الطب فقط، بل يُمكن أن يُصاب بها أي إنسان محبّ للثقافة الطبيّة، وخاصةً في ظلّ تجمع المعلومات الهائلة في كل مكانٍ حولنا سواءً شبكة الإنترنت التي تحتوي على مواقعٍ طبيّة أو الكتب، فالقراءة الطبيّة مهمة وتزيد من نسبة الثقافة والاطلاع والتعامل معَ المشاكل التي يُواجهها الفرد في حياته.

ولكن تكمن المشكلة الأكبر في الانغماس العميق بها والإصابة بالهوَس المرضي والخوف منَ الإصابة بأيّاً منها، وتمّت تسميتها بطالب الطب نظراً لاعتماد طلاب هذا التخصص على دراسة وثائق وأبحاث وأمراض جديدة وخبيثة ونادرة، على سبيل المثال: تقرأ الطالبة عن سرطان الثدي وعندما تشعر بأي ألمٍ بسيط في أثدائها تعتقد أنها مُصابة بهِ وتشعر بالقلق والتوتر.

قد يهمك: ما هي متلازمة اللكنة الأجنبية؟

ما هي أعراض الإصابة بمتلازمة طالب الطب Medical Students Syndrome؟

توجد عدّة علامات تظهر على المُصاب بهذه المتلازمة، مثل:

  • توقع الأسوأ دائماً أثناءَ المرض.
  • الشعور بالقلق والتوتر.
  • الإصابة بالذعر أثناءَ شعور الفرد بأي عارضٍ صحيّ بسيط.
  • التوهم غير الصحيح.
  • الخوف على أفراد العائلة وعلى كل فرد يُحبّه منَ الإصابة بأي مرضٍ خطير يقرأ عنه.
  • إجراء الفحوصات بشكلٍ مستمر للتأكدّ من سلامة الصحة، وبالرغم من عدم إصابة الفرد بأي مرضٍ خطير، إلّا أنهُ لا يتأكدّ منَ النتيجة إلّا بعدَ معاودة الفحص الطبيّ.

ما هي أبرز أسباب الإصابة بمتلازمة طالب الطب Medical Students Syndrome؟

توجد عوامل عديدة تزيد من خطر الإصابة بهذه المتلازمة، مثل:

  • التشخيص الخاطئ: يعتقد طلاب الطب أنهم على درايةٍ واسعة بالأمراض ويستطيعون علاج أي مرض يُصابون بهِ، وخاصةً طلاب السنة الأولى أو الثانية، فيشعرون أنهم يملكون الخبرة الكافية بسبب قراءتهم المنتظمة عن الأمراض، وبالتالي يتوّقعون الأسوأ في بعض الأحيان ويعتقدون أنهم مُصابون بمرضٍ خطير أعراضه متشابهة معَ المرض الطبيعي الذي يشعرون بهِ.
  • تدّفق المعلومات الهائل: قد يُصاب أي إنسان بهذه المتلازمة، وهذا أمر طبيعي ناتج عن المعلومات الواسعة على شبكة الإنترنت، فبإمكان أي شخص أن يفتح موقع إلكتروني ويبدأ بنشر معلومات غير مؤكد منها، وعندما يُشاهدها القارئ يُصاب بالذعر منها ويعتقد أنهُ مُصاب بالمرض.
  • هواية قراءة المقالات الطبيّة: نُشجع كل إنسان أن يزيد من خبراته ويقرأ المقالات الطبيّة التي تُساعده في حماية نفسه وفهم كل مرض وكيفية التعامل معه، ولكن كل شيء زادَ عن حده انقلبَ ضده، فالقراءة مفيدة ولكن التوّهم المرضي بكل مقال تقرأ عنه يُشكّل كارثة لكَ.

فهل يُعقل أن تقرأ مقال عن أورام المخ أو سرطان المخ، وعندما تُصاب بالصداع أو الألم في رأسك تشعر بالتوتر والخوف من إصابتك بهذا الورم؟

ما هي طرق التخلص من متلازمة طالب الطب Medical Students Syndrome؟

لا يُعقل أن تتأثر بكل مقال أو معلومةٍ طبيّة تكتسبها، فإذا كنتَ مُصاباً بهذه المتلازمة، تُساعدك الطرق الآتية على التخلص منها والتخفيف منَ التوتر والذعر المُرافق لها:

  • فصل القراءة عن الحياة: قبلَ قراءتك لأي معلومة أو مرض طبيّ خطير، حاول التأمل لعدّة دقائق وتذكر أنكَ في حالةٍ صحيّة جيدة، اشكر الله على هذه النعمة، واقرأ المقال بتمعّن دون التفكير بنفسك أو بأفراد عائلتك، فالمعلومات الطبيّة يجب فصلها عن حياتك الواقعية، وخاصةً إذا كنتَ تدرس في كلية الطب، لأنكَ ستتعرّض لحالةٍ نفسية سيئة إن لم تتخلص من هذه الوساوس.
  • ممارسة الاسترخاء والرياضة: بعدَ قراءتك لأي مقالٍ طبيّ، وتشعر بأنكَ متوتر أو قلق حيالَ المعلومات التي اكتسبتها، حاول الخروج إلى مكانك المفضل، وابدأ بممارسة الرياضة أو اليوغا أو تمارين التنفس من أجل تنفيس السلبية وطردها من جسدك.
  • مواجهة المشكلة على الفور: أثناءَ شعورك أنتَ أو أفراد عائلتك بأي عارضٍ صحيّ، لا تتوقع الأسوأ أو تتذكر الأمراض الخطيرة، فأنتَ طبيب المستقبل، والأطباء الماهرون لا يُجيبون على الفور، بل يتأكدون من حالة الفرد عن طريق التحاليل والتشخيص، وبالفعل يُمكنكَ مواجهة الوساوس والتأكدّ من خلال إجراء الفحوصات الطبيّة.

هل تعلم أنَ عقلك الباطن يستوعب الخطر والتوّهم والأفكار السوداوية التي تُفكّر بها؟ وتلقائياً تشعر بأعراض المرض الخطير الذي قرأتَ عنه، على الرغم من أنكَ غير مُصاب بهِ، ولكن الخوف المتزايد يتسبب بالتمارض الوهمي، ولذلك خفف عن نفسك وتوّقع الأفضل دائماً واهتم بصحتّك الجسدية والنفسية لحمايتك من أي مرضٍ أو اضطرابٍ نادر.

{{نأمل أن يعجبكم المقال أيها الرائعون}}.

‫0 تعليق