مفهوم التربية الذكية

مفهوم التربية الذكية
شارك هذه المقالة مع أصدقائك!

مفهوم التربية الذكية من المفاهيم الهامة، حيث باتت التربية الذكية من أفضل الوسائل لتنشئة جيل واعي متفهم لمتطلبات الحياة الجديدة، وقادر على التأقلم مع المجتمع الذي ينتمي إليه. لذلك يجب على الآباء معرفة أساليب التربية الذكية التي تتناسب مع كافة الفئات العمرية، فكل عمر له أساليبه المعينة التي يجب اتباعها لتربية الطفل منذ نشأته وفق تربية سليمة، وأيضًا العمل على تنشئة جيل متحضر ومتقدم يساهم في تطوير المجتمع الذي يعيش فيه.

إن التربية الذكية تعني توجيه الطفل، ومساعدته في الأمور التي تجعله يتخطى مرحلة الطفولة بنجاح، ليصبح إنسانًا ناضجًا في المستقبل، قادرًا على بناء حياة جيدة، وتكوين علاقات صحيحة مع الآخرين سواء في مجال الدراسة، أو العمل، أو حتى مع الأهل.

تقع هذه المسؤولية على الآباء، لذلك يجب عليهم الاطلاع على أساليب التربية، واتباع سياسة معينة للوصول إلى أفضل النتائج في هذا المجال.

أهم النصائح في التربية الذكية

هناك مجموعة من النصائح التي يجب أخذها بعين الاعتبار نظرًا لأهميتها في التربية الذكية، وسنقدم أهم نصائح في التربية الذكية:

  • عدم تلبية جميع رغبات الطفل باستمرار، فقد يعتمد الطفل وسائل متعددة للحصول على ما يريد مثل البكاء المستمر، أو الإلحاح في الطلب، وبالتالي فإن الخضوع لرغبات الطفل في هذه الحالات ستعزز لديه السلوك السيء، وتجعله إنسانًا اتكاليًا لا يقدر قيمة الأشياء من حوله.
  • إبعاد الطفل عن الأجهزة الإلكترونية لأطول فترة ممكنة، وخصوصًا قبل النوم، وبعد الاستيقاظ مباشرة، لما لها من آثار ضارة على صحة الطفل ونفسيته.
  • الحرص على إقامة علاقة عاطفية بين الآباء، والأبناء لما لها من تأثير إيجابي في مجال التربية الذكية.
  • الحرص على قضاء الوقت اللازم مع الأطفال، وإرشادهم للخير والصواب، من خلال اتباع بعض الإجراءات مثل سرد بعض القصص التي تحمل عبرة، وتجعلهم قادرين على مواجهة المواقف العديدة التي تصادفهم في الحياة.
  • الابتعاد قدر الإمكان عن المشاكل الزوجية، وخصوصًا أمام الأطفال، الأمر الذي يسيء إلى نفسية الطفل وتربيته بشكل عام.
  • توفير جو من الحب، والاحترام المتبادل في البيت، الأمر الذي يساعد في عملية التربية الذكية، وينشئ الطفل على الأخلاق الحميدة.
  • عدم اتباع أسلوب الصراخ الدائم على الطفل، واستبدال هذا الأسلوب بذكر الله دائمًا أمامه، الأمر الذي يجعل الطفل ينشأ على محبة الله، وبعيدًا عن جو العنف.
  • تحفيز الطفل بشكل دائم باستخدام العبارات التشجيعية، والمكافآت المادية التي تعزز ثقته بنفسه، وتدفعه إلى النجاح، وتعزز لديه السلوك الجيد والإيجابي.

“قد يهمك أيضًا: ما هي النظرية السلوكية في علم النفس

أساليب التربية الذكية

هناك مجموعة من الخطوات والأساليب التي يجب على كل أهل اتباعها لتربية أبنائهم بشكل سليم، وإليكم أهم 8 من أساليب التربية الذكية:

  • التوجيه الصحيح:

يجب على الآباء وضع خطة واضحة فيما يخص التوجيه السليم، فعند قيام الطفل بفعل سيء يجب إخباره بالخطأ الذي قام به، وذلك باتباع سياسة معينة بعيدًا عن الصراخ والعنف.

 كما يجب توضيح نتائج هذا الفعل على الطفل، وإقناعه بأن تصرفه كان خاطئًا حتى لا يتعزز لديه هذا السلوك السيء.

يتضمن التوجيه الصحيح مراقبة الأفعال الخاطئة المتكررة للطفل لمعالجتها بالطريقة الصحيحة، وقد يضطر الآباء في بعض الأحيان لاتباع أسلوب العقاب غير المؤذي، وذلك بما يتناسب مع عمر الطفل كحرمانه من شيء يحبه أو الحرمان من المصروف اليومي وغير ذلك.

  • التحفيز:

يعتبر التحفيز من أهم خطوات التربية الذكية، فهي تشجع الطفل على القيام بالسلوك الجيد، والالتزام بهذا السلوك، الأمر الذي ينعكس على تربيته على المدى الطويل.

يجب إعطاء هذه الحوافز بما يتناسب مع عمر الطفل كإعطائه مبلغًا من المال، أو تقديم هدية مميزة تناسب عمره، وقد يكون التحفيز معنويًا كاصطحابه برحلة مميزة، أو اللعب معه، وغير ذلك.

  • القوانين الثابتة:

يجب على الآباء وضع مجموعة من القواعد، والقوانين الثابتة التي يجب تعويد الطفل على الالتزام بها بجدية مثل: وقت النوم، وأوقات استخدام الأجهزة الالكترونية.

هذه القوانين من شأنها أيضًا تعليم الطفل احترام قواعد البيت، واحترام قرارات الآباء، وإقناعه بأن هذه القوانين تعود بالنفع عليه.

  • الصبر:

يجب على الآباء التحلي بالصبر لجعل الطفل يتلقى هذه القوانين والقواعد ويرسخها لديه، ويتم ذلك من خلال التواصل مع الطفل باستمرار، والتحدث معه بهدوء، وإخباره بأفعاله السيئة والجيدة مع تحديد نتائج هذه الأفعال.

من الضروري استخدام الخبرة بالتعامل مع هذه المواقف لإعطاء الطفل الوقت الكافي للتعلم والاستجابة، وذلك بمحاورته، والرد على أسئلته بتفهم ومنطقية بغية كسر الحواجز التي تقف عائقًا بين الآباء والأبناء في إتمام عملية التربية الذكية بشكل صحيح.

  • منح الأمان:

يجب على الآباء منح الثقة للطفل من خلال تربيته في بيئة متفاهمة ومتحابة، لإكسابه الأمان الذي يعد ضروريًا لنمو الطفل النفسي.

الأمر الذي يجعل منه إنسانًا ناضجًا واثقًا من نفسه، وقادرًا على بناء علاقات جيدة مع المجتمع المحيط به في المستقبل.

  • القدوة الحسنة:

عندما يكون الأبوين مثالًا للقدوة الحسنة أمام أبنائهم فإنهم يختصرون العديد من الخطوات السابقة، وهذا سيسهل عليهم اتباع أساليب التربية الذكية مع أبنائهم بكل سهولة، وغرس الصفات الجيدة في نفوسهم، وذلك من خلال تقليد الأبناء لآبائهم بكل الأفعال والتصرفات التي يقومون بها.

  • الثقة بالنفس:

إن تقديم الحب، والثقة للطفل من أهم خطوات التربية الذكية، ويجب أن يكون هذا الحب بعيدًا عن المهارات والقدرات التي يتمتع بها الطفل.

إظهار هذا النوع من الحب الغير مشروط له دور كبير في تربية الطفل تربية صحيحة على عكس الحب المشروط الذي يعزز لدى الطفل الشعور بالأنانية، ويزيد من سلوكه السيء.

  • تحديد برنامج يومي:

حيث يتم التعامل مع الأطفال دون الثماني سنوات بجدول يومي، أما الأطفال الذين هم فوق الثماني سنوات فيتم عمل جدول أسبوعي يشمل المهام، والسلوكيات، والأفعال التي قاموا بها.

 حيث أن من مهام هذه الجداول مشاركة الأهل والأطفال بالمسؤوليات، وتوضيح أنهم موضع اهتمام الأهل.

أما بالنسبة للأطفال الأكبر سنًا فيجب إشراكهم في وضع هذه الجداول، وإعطائهم فرصة أكبر للتعبير عن آرائهم بحرية نظرًا لصعوبة الفئة العمرية التي يمرون بها.

“قد يهمك أيضًا: نوبات الغضب عند المراهق والتعامل معها

في النهاية يمكن القول إن التربية الذكية من أولويات اهتمامات الأسرة، والشغل الشاغل للآباء، فصلاح الأسرة من صلاح الأبناء، لأنها تساعد على زيادة المحبة بين أفراد الأسرة، الأمر الذي يؤدي إلى تنشئة أسرة متحابة مترابطة فيما بينها ينتج عنها جيل واعي ومتفهم.

‫0 تعليق