تعتبر نظرية الألوان في التصميم خطوة هامة في مختلف مجالات التصميم لإنشاء تصميم جذاب ومتناسق له تأثيره الخاص على الجمهور المستهدف، ويترك الانطباع الجيد في نفوسهم. سنتحدث من خلال مقالنا عن ما هو المقصود بنظرية الألوان في التصميم، وما هي أهميته في هذا المجال.
نظرية الألوان في التصميم
تتطلب جميع مجالات التصميم إلى معرفة نظرية الألوان، وكيفية استخدامها بشكل صحيح، وذلك لضمان نجاح التصميم، والتأكد من مدى تأثيره الإيجابي، حيث تعرف نظرية الألوان في التصميم بأنها عبارة عن دراسة كيفية دمج الألوان الأساسية أو الثانوية أو الثالثية للوصول إلى اللون المطلوب في التصميم، وهي من الأمور الهامة التي تعتمد عليها أغلب برامج تصميم الجرافيك من حيث تعديل الألوان بشكل رقمي من خلال جهاز الحاسوب، الأمر الذي يسهل على المصممين التعديل والوصول إلى نتائج أفضل.
يمكن من خلال دراسة نظرية الألوان معرفة الألوان الأساسية ومعانيها المستمدة من الطبيعة، ومدى تأثيرها على نفسية الأشخاص، فعلى سبيل المثال، يعتبر اللون الأحمر مصدر للشعور بالدفء، في حين أن الأزرق يبعث الشعور بالبرودة، أما الأخضر فيوحي بالسعادة والطبيعة، والأصفر له تأثير كبير في تحفيز الجهاز العصبي، وهكذا.
أنواع الألوان في التصميم
من المهم اختيار الألوان تبعًا لمجال التصميم المستخدمة فيه، حيث يجب استخدامها وتنسيقها بما يتناسب مع عملية التصميم، وبشكل عام تنقسم الألوان إلى ثلاثة أنواع رئيسية، وهي:
- الألوان الأساسية: وتتمثل باللون الأحمر والأصفر والأزرق، وسميت أساسية لأنه لا يمكن إنشاءها بمزج الألوان مع بعضها، ولكنها تعطينا الألوان المتدرجة الناتجة عن دمجها.
- الألوان الثانوية: وتشمل البرتقالي والأخضر والبنفسجي، حيث نحصل عليها من مزج الألوان الأساسية بشكل مباشر، فعلى سبيل المثال، ينشأ اللون الأخضر عن مزج اللونين الأصفر والأزرق.
- الألوان الثالثية: وهي الألوان التي نحصل عليها من مزج لون أساسي مع لون ثانوي كالبنفسجي المائل للأزرق.
“اقرأ أيضًا: التصميم المعماري“
نماذج الألوان في التصميم
تحتوي نماذج الألوان على ألوان أساسية ينتج عن دمجها الألوان الثانوية لتشكيل الفضاء اللوني، حيث يتم أخذ جزء من الفضاء اللوني لتكوين نموذج لوني يستخدم في التصاميم المختلفة، وتتعدد النماذج اللونية كما يلي:
النموذج اللوني RGB
يستخدم هذا النموذج غالبًا في الأجهزة الالكترونية، ويتكون من تدرجات الألوان الأساسية (الأحمر Red، والأخضر Green، والأزرق Blue)، ويحتوي هذا النموذج على ملايين التدرجات اللونية المشبعة باللون الأبيض.
النموذج اللوني CMYK
يستخدم هذا النموذج في المطبوعات، ويتكون من تدرجات من السماوي Cyan، والوردي Magenta، والأصفر Yellow، والأسود Black، ولا يمكن استخدامه للأجهزة الالكترونية، ويحتوي على الكثير من التدرجات اللونية المشبعة باللون الأسود.
“قد يهمك أيضًا: التصميم الخارجي“
عجلة الألوان
تعتمد عجلة الألوان على الألوان الرئيسية والثانوية المدمجة مع بعضها لتسهيل اختيار اللون المناسب للتصميم من حيث الإضاءة والظلال، وتحتوي عجلة الألوان العديد من التركيبات اللونية، ومن أهمها:
نظام اللون الأحادي
يتكون هذا النمط من لون واحد، أو بإضافة تدرجين من اللون الأبيض والأسود إليه لتكوين لون ثانوي، كما يمكن استخدام لون واحد من خلال تغيير سطوعه، ويساعد هذا النمط في المشاريع التي تحتاج إلى تصميمات وبيانات كثيرة ومعقدة، ويعتبر من الطرق المثلى والفعالة لتمييز العلامة التجارية بلون فريد وتصميم جذاب.
نظام الألوان المتناقضة
يعتمد هذا النمط على استخدام تباين متناقض للون الأساسي في التصميم، وتكون الألوان متقابلة على عجلة الألوان، ويستخدم هذا النمط غالبًا في الصور الفوتوغرافية، ورسوم الجرافيك، ويهدف إلى إبراز التصميم بشكل لافت، ولكن يجب اختيار الألوان المتناقضة بعناية حتى لا تبدو مربكة وغير مريحة.
نظام الألوان المتماثلة
تتوضع الألوان المتماثلة بجانب بعضها البعض في عجلة الألوان بتدرج معين لتحقيق التناغم والتوازن في التصميم، حيث يكون أحد هذه الألوان طاغيًا، وتأتي الألوان الأخرى لتكمله وتبرز جماله بعيدًا عن التعقيد.
نظام الألوان الثلاثية
يعتمد هذا النمط على اختيار ثلاثة ألوان بنسب متساوية على عجلة الألوان لإكساب التصميم تباين لطيف وجذاب، كما يجب اختيار سطوع اللون نفسه في الألوان الثلاثة، فعند اختيار لون أساسي بدرجة فاتحة، فإن اللونين الآخرين سيكونان بنفس الدرجة.
نظام الألوان الرباعية
في هذا النمط يتم استخدام أربعة ألوان من ضمن زوجين من الألوان المكملة، وهو ما يعرف بمخطط الألوان المستطيل، حيث يمكن من خلال هذا الدمج الجمع بين الألوان الباردة والحارة معًا لجعل التصميم أكثر تميزًا.
الألوان الباردة والحارة
تنقسم عجلة الألوان بحسب درجة حرارة اللون إلى قسمين، وتتمثل الألوان الحارة في اللون الأحمر وتدرجاته، في حين يعبر اللون الأزرق وتدرجاته على البرودة، ويمكن استخدام نوع واحد من الألوان أو الدمج بينها بطريقة متناغمة، ويساعد اختيار الألوان بحسب درجة حرارتها في إكساب التصميم الواقعية بشكل أفضل.
الألوان المحايدة
لا تصنف الألوان المحايدة بين الألوان الحارة والباردة، ولا تنتنمي إليها، ولكنها تساعد في إنشاء التصاميم، وفي بعض الأحيان تعتبر أساسية للتصميم ويتم الاعتماد عليها دون استخدام بقية الألوان، ومن أمثلة الألوان المحايدة: الأبيض والأسود والرمادي.
يعبر اللون الأسود عن غياب الضوء، ويعتمد المصممون في صنع اللون الأسود الداكن على دمج الألوان، أما اللون الأبيض فهو غياب اللون، ولا يمكن إنشاؤه عن طريق مزج الألوان على عكس اللون الأسود.
تشمل الألوان المحايدة على الأسود والأبيض والرمادي والبني والقمحي، وتدرجاتهم، وتتوضع في مركز عجلة الألوان، ومحيطها الخارجي، وتتكون من تظليلات الألوان الطبيعية الخالية من الصبغة.
“شاهد أيضًا: تعرف على معنى الكونسبت أو الفكرة التصميميّة للمشاريع المعمارية“
خصائص الألوان
يتميز كل لون أساسي في عجلة الألوان بثلاث خصائص رئيسية تساعد في تحقيق التناغم والتنوع لاستخدامها في التصميمات المختلفة، وهذه الخصائص هي:
صبغة اللون Hue
صبغة اللون هي الخاصية التي تشير إلى اللون الأساسي الذي ينتمي إليه أي لون متدرج عنه، فمثلًا يطلق على الصبغة اللونية للون الأخضر الغامق هي الأخضر.
كثافة اللون Intensity
تعبر هذه الخاصية عن مدى تشبع اللون، فإذا انعدم التشبع اللوني فإن الصورة ستبدو باللون الأبيض أو الأسود، وبالتالي فإن أدوات التشبع تساعد في تعزيز ألوان الصورة، وتحديد مدى سطوعها أو بهتانها، كما يمكن أن تؤثر الإنارة على الألوان بشكل كبير.
قيمة اللون Value
تتعلق هذه الخاصية بدرجات سطوع اللون وتظليلاته، ويمكن استخدام اللون الأبيض أو الأسود لإنشاء تظليلات معينة مطلوبة في التصميم.
“اقرأ أيضًا: التصميم الداخلي“
تنسيق الألوان
إن تنسيق الألوان يرجع إلى الذوق الشخصي، ولكن التنسيقات التقليدية تعتبر مفيدة بشكل عام، ويمكن الاستعانة بها في إنشاء التصميمات المختلفة، وتختلف هذه التنسيقات بحسب درجة اللون، أو درجة سطوعه، أو تظليله، فعلى سبيل المثال يمكن دمج اللون الأبيض المحايد مع ألوان أخرى كالأزرق أو الأسود لعمل تصميم رائع ومميز.
أهمية نظرية الألوان في التصميم
يفيد معرفة القواعد التي تعتمد عليها نظرية الألوان في مساعدة المصممين لإنشاء تصاميمهم في مختلف المجالات، وتساعد في تعزيز جاذبية التصميم من خلال معرفة كيفية تحديد الألوان المناسبة للتصميم بما يحقق التناغم فيما بينها، وتتمثل أهمية نظرية الألوان في التصميم في الأمور التالية:
- يمكن من خلال نظرية الألوان معرفة الألوان الأساسية والثانوية الناتجة عن دمج لونين أساسيين، والألوان الثالثية التي تنتج عن دمج لون أساسي مع لون ثانوي، الأمر الذي يساعد المصمم في معرفة القواعد اللازمة لاختيار الألوان المناسبة للتصميم.
- التأثير على مشاعر وعواطف الأشخاص الذين يشاهدون التصميم، وذلك من خلال معرفة نوع اللون المناسب للتصميم، فالألوان الباردة تناسب التصاميم التي يطغى عليها طابع الحزن والهدوء، في حين تناسب الألوان الحارة التصميمات التي يغلب عليها طابع الفرح والإثارة.
- تفيد نظرية الألوان في تمييز العلامة التجارية بالألوان المناسبة لتصميمها، وذلك بهدف إيصال رسالة صحيحة للجمهور المستهدف بشكل مدروس ومفهوم.
- تساعد في جعل التصميمات أكثر جاذبية، وأكثر فهمًا، فالاختيار الخاطئ للألوان سيؤدي إلى وجود الكثير من الأخطاء في تصميم الهوية البصرية.
- تعزز القدرة على اتخاذ القرارات الفعالة بشأن العلامة التجارية من خلال تصميم الشعار الأكثر ملاءمةً، وكذلك اختيار الألوان التي تستهدف مشاعر الجمهور والمستهلكين، وتساعد أيضًا في فهم ما يفعله المنافسون في السوق.
في الختام نجد أن نظرية الألوان في التصميم هي فن استخدام الألوان، وفهم مدى تأثير دمج الألوان وتطابقها أو تباينها مع بعضها البعض، وذلك بهدف الوصول إلى تصميم جذاب يمكنه إيصال رسالة واضحة عن المحتوى المصمم لأجله.