ولا ألف ليلة وليلة – الليلة السادسة والعشرون

[faharasbio]

ولا ألف ليلة وليلة – الليلة السادسة والعشرون

ضمن سلسلة قصص ولا ألف ليلة وليلة بالاشتراك مع الأديبة المصرية ربا أحمد

نظر شهريار إلى شهرزاد مفكرًا وكأنه يهيم في واد أخر
وباغتها سائلًا:

ما هي أمنيتك التي لم تتحقق بعد يا شهرزاد؟

سألها لحاجة في نفسه؛ فابتسمت برقة ثم قالت بنبرة
تحمل خجلًا صريحًا:

حلمت كثيرًا أن أمتطي صهوة حصان يحملني ويدور
بي بين المروج الخضراء لكنني لم أحظ بذلك أبدًا.

تأملها شهريار مليًا بعدها تنهد ثم قال:

حسنًا يا شهرزادي الحسناء . . أكملي لي الحكاية.


عجبت شهرزاد من أمر زوجها . . واستغرقت في
أفكارها فما كان الداعي لهذا السؤال؟!!..
استيقظت من شرودها على صوت شهريار وهو
يقول؟

ماذا هناك ياشهرزاد؟ . .هل نسيت الحكاية؟!

لا . . يا مولاي بل أتذكرها حتى النهاية …

وقد بلغني أيها الملك السعيد . . ذو الرأي الرشيد . . أنه
قد وصلت الأنباء إلى القبطان حسين بأن الوزير شعلان
قد نصب نفسه ملكًا . . وأنه يقيم الزينات ويعلي الرايات
تمهيدًا لزواجه من الأميرة قمر الزمان، فقام حسين بنقل
الأخبار إلى نوران الذي استشاط غضبًا وأقسم أن يروي
غليل سيفه من دم الخائن شعلان.

واتخذ القادة مجتمعين قرارهم بالانضمام إلى قواتهم
الموجودة على البر بانتظار إشارة البدء بالهجوم،
وأرسل أصفهان رسولًا من عنده يبلغ قواته من الجن
للاستعداد للمعركة الفاصلة . .

كما اتخذت السفن وضع
الهجوم، وشكلت قوسًا على شكل حربة كانت سفينة
القيادة بداخله، وأخذوا يتقدمون بأقصى سرعة باتجاه
الساحل، ولكن ما إن اقتربوا وأصبحوا على مسافة
قريبة حتى هاجمتهم الطيور السوداء الجارحة بشراسة
وضراوة؛

فأعطى أصفهان إشارته بسهم ناري شق
الفضاء، معلنا بدء هجوم قوات الجن التي قاتلت بكل
بسالة وضراوة وصدت هجوم الطيور السوداء
وأبادتها . . بعد ذلك أخذوا بمطاردة فلولهم حتى لايفكروا
بالعودة ثانية.

نزل القادة إلى الشاطئ واجتمعوا بقواتهم على
الأرض، ووضعوا خطة الهجوم على القصر للقضاء
على الخائن شعلان واتباعه، وتحرير الملك النعمان
والأميرة قمر الزمان من بين براثنه.

وصلت أنباء الجيش الزاحف إلى شعلان فصار
الضياء في عينيه ظلام وخصوصًا بعدما علم أن الجيش
بقيادة الشاطر حسن والأمير نوران، وأخذ يحادث نفسه
ويهذي:

كيف حدث ذلك وهما ميتان؟ . . أو ربما يكونان
شبحان . . ولكن لابأس من جولة اخرى معكما يا حسن
ويا نوران، فلم تنته المفاجآت بعد فأنا شعلان ملك
الزمان وسترون قريبًا مفاجآتي وسترون عظيم انتقامي.

دخل فضلان مضطربًا إلى حيث شعلان وانحنى بتملق
وخوف

مولاي معظم رجالنا قد انضموا إلى الجيش الزاحف
نحونا وإما قد قتلوا.

وكأني ألمح بوادر خوف في نبرتك يا فضلان وكأني
أرى صوتك مرتعش وجل؟

مولاي الأمر جلل.

لا عليك يا فضلان فالمفاجأة الكبرى قادمة
وستصيبهم حتمًا بالشلل، ما عليك إلا أن تنتظر وتترقب
وسترى.

هز فضلان كتفيه مفكرًا كيف اتى بهذه الثقة
والجيوش تقترب وهو يرى رأسيهما تتدليان من حبال
المشانق.

على بعد فراسخ قليلة من قصر الحكم والجميع يمني
نفسه بجولة سريعة يتم فيها التخلص من رأس الأفعى
شعلان، وصلت الأخبار كالصاعقة.

سفن القراصنة تهاجم المملكة الشرقية وأصبحت
قريبًا من سواحلها، أمر لم يخطر في البال ولم يكن أبدًا
في الحسبان.

توقف الجيش عن زحفه واعتراه بعض الاضطراب،
واجتمع القادة للتشاور فيما بينهم وكثر اللغط بينهم
وعلت الأصوات، فمنهم من قال بأن مواجهة القراصنة
أوجب وليترك شعلان لمرحلة قادمة، ومنهم من اقترح
القضاء أولًا على شعلان ثم العودة لمواجهة القراصنة.

التفت نوران إلى أصفهان قائلًا: لم نسمع رأيك بعد
يا سيد الفرسان.

الرأي ماترونه مناسبًا أيها الأمير نوران فما أنا إلا
جندي تحت قيادتك، كما أمرني بذلك عمي الملك مرجان.

ربت نوران على كتفه: بل أنت قائد جيش الجان
وسيد الشجعان فادل برأيك الآن بلا إبطاء أو توان.

أطرق اصفهان برأسه وبعدها قال: الرأي عندي أن
نضرب في كل مكان، ونقسم جيشنا إلى قسمين، قسم
يتابع مسيره إلى القصر لمواجهة شعلان وقطع رأس
الحية، وقسم يعود إلى لمواجهة القراصنة وقطع ذيل
الحية.

استحسن الجميع رأي أصفهان وتم قسم الجيش
ليصبح جيشان، الجيش الأول بقيادة نوران يتقدم باتجاه
القصر لمهاجمة شعلان، والجيش الثاني بقيادة الشاطر
حسن يعود لمواجهة القراصنة وصد هجومهم.

اعترض الشاطر حسن على ذلك، قائلًا بل القيادة لك
يا أمير الجان.

لا يا صديقي القيادة ستكون لك وساكون لك مساعدًا.
ربت نوران على كتفيهما بود قائلًا: ما أسعدني
بوجودكما معي وبقربي، اركبا على بركة الله وعودا
منتصريين

سار الجيشان بأقصى سرعة في اتجاهين مختلفين.

وصل الشاطر حسن بجيشه المكون من الإنس
والجان يساعده القائد أصفهان، واستقبل الشاطر حسن
البحر بنظراته واستل عدسته المكبرة ليرى الأهوال
أمامه، كانت سفن القراصنة من الضخامة بحيث تحار
العقول في كيفية مواجهتها، وأمر رجاله بعزم وتصميم
كبيرين باعتلاء سفنهم والتجهيز للقتال، واجتمع برجاله
وخطب بهم قائلًا:

هيا يارجال . . اليوم يوم الملاحم ويوم
الثأر . . وسنظفر بهم ونمزقهم شر ممزق . . لا يغرنكم كبر
حجم سفنهم ولا يغرنكم كثرة عددهم، فحجم سفننا
الأصغر يعطينا أفضلية المناورة حولهم . . ولن نغلب اليوم
من قلة، وها هو القائد أصفهان يحمل في جعبته الكثير
من المفاجآت التي سنذيقهم بها الويل . . فعلى بركة الله
سيروا.

إنها بالفعل ملحمة كبرى . . فاتحاد الفرسان الشجعان
ينبئ بأن جيشهم سيبيد جيش الثعبان شعلان . . أليس
كذلك يا ملكة الزمان؟

سألها شهريار فتعجبت مما قال وهمست في الحال:

ملكة الزمان؟!!

وكل الأزمان يا شهرزادي الحسناء.

تهللت أساريرها وابتسمت لملكها وكانت على وشك
أن تواصل كلامها لكنه أوقفها بإشارة من يده، ثم قال:

يكفي ذلك الآن . . تعالي معي فلدي مفاجأة لك.

مولاي!!! الديك لم يصح بعد

لا عليك من الديك وهيا معي الآن بلا توان.

أمر مولاي

إقرأ أيضًا: الليلة الأولى من كتاب ولا ألف ليلة وليلة

[ppc_referral_link]