12 نصيحة يمكنك اللجوء إليها حين تشعر بالوحدة
الكثير منا يشعر بالوحدة لأسباب وظروف مختلفة، فبعضنا لم يرى أصدقائه وأحباؤه منذ زمن، وبعضنا يواجه توترًا في عائلته نتيجة الإجهاد الناتج عن الظروف الوبائية، وبعضنا لديه أسبابًا مختلفة لوحدته، ولكن جميعنا يتفق على أنه يشعر بالإحباط على الرغم من وجوده في منزل مملتئ نوعًا ما.
كثيرًا منا من يشعر بالحنين إلى الأوقات السابقة، وخصوصًا تلك التي تسبق الجائحة، حيث فاتتنا التفاعلات الاجتماعية العابرة يوميًا، أو حتى القدرة على الجلوس في مكان عام وتأمل حركة المشاة في كل مكان.
في الحقيقة، بإمكان الوحدة المفرطة استنزافك عاطفيًا، فتبدو الحياة أمامك وكأنها كئيبة أو لا هدف منها، وإذا ازداد الأمر سوءًا فستبدأ بالشعور ببعض الأعراض الجسدية، كالآلام، مشاكل النوم وضعف المناعة.
ولأننا نرغب بدعمك، فيما يلي 12 نصيحة يمكنك اللجوء إليها حين تشعر بالوحدة.
افهم مشاعرك
في كثير من الأحيان اعترافك بمشاعر الوحدة التي تمتلكها يسهل عليك التعامل معها، وهذا لأنك تشعر بها حين لا تُلبي احتياجاتك من التفاعل الاجتماعي والتواصل مع الآخرين، ونتيجة لهذا فإنك كثيرًا ما تعزل نفسك بشكل أكبر مما يزيد من شعورك بالوحدة.
لكن من الجدير بالذكر أن لكل شخص احتياجاته من التفاعل مع الآخرين، فمنهم ما يكفيه التفاعل البسيط، ومنهم من يحتاج إلى التفاعل باستمرار مع قدر كبير من الأشخاص.
فمثلًا إذا اعتاد شخص ما على السهر مع الأصدقاء يوميًا، فإن ليلة واحدة من دون هذا السحر ستشعره بالوحدة.
وإذا فضل شخص ما قضاء وقته بمفرده، فإن رؤية صديق واحد في الأسبوع ستكون كافية تمامًا له.
قد يمتلك أحدنا صداقات قوية وعديدة، ولكنه يعود إلى منزله الفراغ يوميًا ويشعر فيه بالوحدة.
لهذا يحتاج الجميع إلى كمية مختلفة من التواصل الاجماعي مع الآخرين، أدرك هذه الكمية بالنسبة لك، ولا تخجل من التصريح بوحدتك.
يحتاج الجميع إلى العلاقات الاجتماعية للإزدهار، وهذا لا يعني أن الحياة بأكملها عبارة عن هذه العلاقات، فلا بأس من قضاء بعض الوقت بمفردك لتطوير ذاتك وتنمية تفكيرك الإبداعي.
أدرك القدر الذي تحتاجه من التواصل، والقدر الذي تحتاجه من العزلة، لتساهم في تطوير العديد من جوانب شخصيتك.
املأ منزلك بالصوت
حين تشعر بأنك في مكان ما وحدك، وتضيق المساحات الواسعة والفارغة على قلبك، يمكن أن يساعدك ملئ بيتك بصوت لطيف بتخفيف ضغط هذا الفراغ.
فعلى سبيل المثال يمكنك أن تشغل بعض الموسيقى التي تحفزك، أو يمكنك الاستعانة بالكتب الصوتية، البودكاست، برامج الراديو الحواري، البرامج التلفزيونية، الفلم المفضل لك أو حتى فتح النافذة لسماع صوت الطيور والمارة والارتباط مع العالم الخارجي بشكل أوسع.
بالتأكيد في ديننا الحنيف يمكنك سماع القرآن الكريم وتشغيله في منزلك حتى وإن كنت مشغولًا بفعل شيء ما، فعندها يمكن كسر الصمت وبأكثر طريقة مريحة.
ابق على تواصل
صحيح أنه من الصعب في بعض الأحيان قضاء وقت مع أصدقائك وعائلتك لمختلف الظروف، حتى وإن كنت بالفعل ترغب برؤيتهم فيمكن أن تحدث بعض الظروف التي تحول بينك وبينهم.
يمكنك حينها التواصل معهم بشكل مختلف، كمكالمات الفيديو، الرسائل النصية أو الاستعانة بمختلف تطبيقات التواصل الاجتماعي على الإنترنت.
يمكن أيضًا أن تراسلهم بالتسجيلات الصوتية بدلًا من الرسائل النصية، فهذا بالتأكيد يساهم بشكل أفضل في تخفيف شعورك بالوحدة.
استفد من تفاعلاتك بأفضل شكل ممكن
في بعض الأحيان يمكن أن تقضي وقتًا مع مجموعة كبيرة من الناس، ولكنك ما زلت تشعر بالوحدة، بينما يمكن أن تستمتع بأمسية هادئة مع صديقك المقرب، فما السبب في ذلك؟
إن جودة تفاعلاتك هي المهمة بشكل أكبر من عدد الأشخاص من حولك، فيمكن أن تشعر بالرضا عند مشاهدة فيلم ما مع صديق، أو مشاركة مساحة عملك مع شخص آخر، أو حتى تفاعلك في مواقع التواصل الاجتماعي يمكن أن يمنحك كمية من المشاعر المرضية مقارنة مع قضاء وقت طويل مع عدد ضخم من الأشخاص الذين تربطك بهم علاقة رسمية.
يمكن أن تساعدك هذه الاقتراحات على جعل تفاعلاتك أكثر وضوحًا:
- شارك مشاعرك حول أمر معين، وشارك تجاربك الشخصية.
- اطرح الأسئلة، واستمع حقًا إلى الإجابات من العديد من الأشخاص، وخصوصًا ممن تهتم برأيهم حقًا.
- تحدث عن الأشياء المهمة لك، مشاريعك الإبداعية، عملك واهتماماتك المشتركة مع الآخرين.
- حاول التركيز على الأخبار السعيدة بدلًا من الأخبار المحزنة أو الأخبار الموترة لك، ولكن لا بأس أيضًا من التصريح بهذه المشاعر التي تخيفك.
اذهب إلى الخارج
حيث يمكن أن يُساهم تغيير مكانك إلى تخفيف آلام الوحدة عليك، صحيح أنه لا يمكنك العمل في المقهى المحبب لك، أو الاستمتاع بوجبة في الخارج مع الأصدقاء نتيجة ظروف الوباء الراهنة.
لكن يمكنك فقط التنزه في أي مكان، هذا من شأنه أن يزيل أي مشاعر بداخلك تخبرك بأنك وحيد في هذا العالم.
يمكن أيضًا أن يساعد قضاء بعض الوقت في الطبيعة على امتصاص الطاقة السلبية وتخفيف توترك العاطفي، كما وأثبتت العديد من الدراسات أن قضاء الوقت مع الطبيعة يساهم أيضًا في تعزيز صحتك العامة.
تحدث عن مشاعرك
هذه أفضل نصيحة يمكن تقديمها، تعرف على مشاعرك، صرح بها، فكتمانك لمشاعرك سيؤدي إلى تراكمها بداخلك والتسبب بمزيد من الألأم والوحدة لك.
لا بأس بإخبار أي شخص مقرب لك بأنك تشعر بالوحدة، فهذا من شأنه أن يسهل عليك الحصول على الدعم العاطفي الذي تحتاجه.
يمكن أيضًا أن يشعر أقرباؤك بالمشاعر ذاتها التي تشعر أنت بها، ولكنهم لم يستطيعوا التعبير عن هذه المشاعر، وحين تشاركهم مشاعرك تجدهم يبادلونك المشاعر ذاتها.
أظهر جانبك الإبداعي
من المؤسف أن العديد من الأشخاص لا يدركون جمالية الأنشطة الإبداعية ومتعتها، فالرسم، القراءة، الكتابة، عزف الموسيقى، الغناء أو أي هواية إبداعية أخرى لها بالفعل وزنها في التعامل مع العزلة، التغلب على مشاعر الوحدة وتطوير شخصيتك.
أجمل ما في الفن هو مساندتك على التعبير عن الفن بدون كلمات منطوقة، ويمكن أيضًا أن يظهر فنك الكلمات المدفونة بداخلك والتي لا تعرف كيفية التعبير عنها بصوت مرتفع.
يساهم الفن أيضًا في جعلك تشعر بالرضا أكثر، وهذا أفضل سلاح لمواجهة المشاعر الوحيدة والحزينة.
لا بأس أيضًا بالحيوانات الأليفة
ربما لا تساعد هذه النصيحة الجميع، وهذا لأن البعض يعاني من حساسية أو فوبيا من الحيوانات الأليفة، علاوة على أن العناية بالحيوانات الأليفة يتطلب قدرًا من المال.
لكن تشير العديد من الأبحاث حتى عام 2018 إلى أن امتلاك حيوان أليف سيساهم بالتأكيد في تحسين صحتك النفسية والبدنية على حد سواء.
استرح من مواقع التواصل الاجتماعي
في بعض الأحيان، حين ترى صورة لقريب لك يمارس حياته الاعتيادية ولا يشعر بوحدتك ذاتها، أو يقضي وقته مع شركائه في الوقت الذي لا تستطيع أنت فعل ذلك، فهذا من شأنه أن يجلب لك بعض المشاعر السلبية تجاه نفسك.
لا يجب نسيان أن مواقع التواصل الاجتماعي لا تعرض الصورة كاملة عن حياة الآخرين، والتي غالبًا ما تنشر فقط الجانب المضيء من حياتهم، لهذا لا بأس في بعض الأحيان من إغلاق هذه التطبيقات مؤقتًا، والاكتفاء بالمكالمات الهاتفية والرسائل النصية.
افعل شيئًا تحبه
افعل أي هواية تحبها، كألعاب الفيديو، مشاهدة التلفاز، أو حتى خبز الحلويات اللذيذة، وهذا لتشعر بالحياة مجددًا، لحين قدرتك على الالتقاء بأحبائك مرة أخرى.
في النهاية، تذكر أن هذا الحال لن يستمر للأبد، ستعود إلى عملك السابق بالروتين السابق ذاته، وسيزول الوباء، وستعود المدارس والجامعات إلى احتضان طلابها وتعذيبهم بالمحاضرات التي لا تنتهي.
ستعود الحياة إلى طبيعتها، ولن تستمر هذه الحال، ولا بأس بطلب المساعدة من أخصائي في علم النفس إذا شعرت بصعوبة في التكيف مع الفترة الحالية، فنحن بشر، وجميعنا نتعرض لهذه المحطات في فترات من حياتنا.
المرجع: