ما هو مرض السكري؟
يعتبر مرض السكري أحد الاضطرابات الأيضية المزمنة، ويتمثل بحدوث ارتفاع في مستوى سكر الجلوكوز في الدم بما يتخطى المدى الطبيعي له.
أسباب وأنواع مرض السكري
النوع الأول من السكري
يسمى النوع الأول من السكري بتسميات أخرى مثل سكري الأطفال أو السكري المعتمد على الإنسولين، وقد يحدث هذا النوع في أي عمر؛ ولكنه شائع أكثر لدى الأطفال والمراهقين والشباب الصغار.
إن السبب الدقيق للإصابة بهذا النوع غير معروف، ولكن في معظم الحالات يقوم جهاز المناعة بمهاجمة خلايا البنكرياس السليمة ويتلفها؛ وكنتيجة لذلك تتأثر قدرتها على إنتاج هرمون الإنسولين.
النوع الثاني من السكري
في العادة تسبق مرحلة تعرف بمرحلة ما قبل السكري الإصابة بالنوع الثاني من السكري، والتي يحدث فيها ارتفاع في مستوى السكر في الدم بما يتجاوز المعدل الطبيعي، ولكن هذا الارتفاع لم يصل إلى مستوى يمكن تشخيصه بالسكري، ولكن مع مرور الوقت قد تسوء الحالة وتزيد نسبة تطور النوع الثاني من السكري.
ولكن فإنه بالإمكان القيام بتغييرات في نمط الحياة في مرحلة ما قبل السكري؛ وذلك من شأنه أن يؤخر أو يمنع الإصابة بالنوع الثاني من السكري.
وتتميز الحالتين سواء مرحلة ما قبل السكري أو السكري من النوع الثاني بأن خلايا الجسم تكون مقاومة لتأثير هرمون الإنسولين، الأمر الذي يحول دون قدرة البنكرياس على إنتاج كمية كافية من الإنسولين تستطيع التغلب على هذه المقاومة، وينتج عن ذلك ارتفاع في مستوى سكر الدم، بسبب عدم قدرته على العبور إلى الخلايا.
وفي حقيقة الأمر فإن السبب الدقيق لحدوث النوع الثاني من السكري غير معروف، ولكن يُعتقد بأن للعوامل الجينية والبيئية دور في ذلك، ويجدر الإشارة إلى أن السمنة لها تأثير كبير في زيادة احتمالية الإصابة بالنوع الثاني من السكري.
سكري الحمل
يتطور سكري الحمل عند بعض النساء أثناء فترة الحمل، وفي معظم الحالات يتم التعافي منه بمجرد الولادة وتختفي أعراضه ومؤشراته بعد الولادة.
ويجدر الإشارة إلى أن الإصابة بسكري الحمل تزيد من احتمالية تطور النوع الثاني من السكري خلال حياة المرأة، وفي بعض الحالات قد يتم تشخيص الإصابة بالنوع الثاني من السكري خلال فترة الحمل.
أعراض وعلامات مرض السكري
تختلف أعراض وعلامات مرض السكري تبعاً لنوعه.
ومن أعراض مرض السكري ما يلي:-
- التعب
- كثرة العطش
- كثرة التبول وفي أوقات متقاربة
- الجوع الشديد
- انخفاض في الوزن
- حدوث تشوش في الرؤية
- التئام الجروح ببطء
- عدوى متواترة في الجلد، اللثة، المهبل أو في المثانة البولية.
ومن الجدير ذكره أن سرعة تطور أعراض السكري تختلف بين نوعيه، ففي النوع الأول من السكري تتطور الأعراض بشكل سريع، أما في النوع الثاني فإن الأعراض تتطور ببطء على مدى عدة سنوات.
فحوصات تشخيص مرض السكري
يوجد عدة أنواع من اختبارات الدم التي تستطيع الكشف عن مستوى سكر الدم، وفيما يأتي ذكر لأهمها:-
فحص سكر الدم العشوائي:
وهو عبارة عن فحص سكر الدم خلال أي وقت من النهار، ولا يؤثر فيه تناول الطعام أو عدم تناوله، ويعتبر الشخص مصاباً بالسكري إذا كانت نتيجة هذا الفحص ٢٠٠ مليغرام لكل ديسيلتر أو أكثر.
فحص سكر الدم الصيامي:
وهو عبارة عن فحص سكر الدم بعد صيام الشخص لمدة ثماني ساعات، يمتنع خلالها عن تناول أي طعام أو شرب أي سوائل، ويكون مستوى سكر الجلوكوز طبيعياً إذا كانت نتيجة الفحص أقل من ١٠٠ مليغرام لكل ديسيلتر، ويعتبر الشخص في مرحلة ما قبل السكري إذا كانت نتيجة الفحص تتراوح بين ١٠٠-١٢٥ مليغرام لكل ديسيلتر، في حين يعتبر الشخص مصاباً بالسكري إذا كانت النتيجة ١٢٦ مليغرام لكل ديسيلتر أو أكثر.
اختبار الهيموغلوبين المتعسلن أو الغليكوزيلاتي:
المعروف بتحليل السكر التراكمي، ويعطي هذا الفحص صورة إجمالية لمستوى سكر الدم على مدى الشهرين أو الثلاثة أشهر الماضية، ويعتبر مستوى السكر طبيعياً إذا كانت نتيجة الفحص أقل من ٥.٧%، ويعتبر الشخص في مرحلة ما قبل السكري إذا كانت نتيجة الفحص تتراوح بين ٥.٧%-٦.٤%، في حين يعتبر الشخص مصاباً بالسكري إذا كانت النتيجة ٦.٥% أو أكثر.
فحص تحمل الجلوكوز:
يعطي هذا الفحص انطباعاً حول مدى فاعلية الجسم في معالجة الجلوكوز، ويعتمد على تناول مشروب حلو خاص بالفحص، ويتم أخذ قراءة السكر مرتين؛ الأولى قبل تناول المحلول، والثانية بعد تناوله بساعتين، ويعتبر مستوى السكر طبيعياً إذا كانت نتيجة الفحص أقل من ١٤٠ مليغرام لكل ديسيلتر، ويعتبر الشخص في مرحلة ما قبل السكري إذا كانت نتيجة الفحص تتراوح بين ١٤٠-١٩٩ مليغرام لكل ديسيلتر، في حين يعتبر الشخص مصاباً بالسكري إذا كانت النتيجة ٢٠٠ مليغرام لكل ديسيلتر أو أكثر.
مضاعفات مرض السكري
في الحقيقة فإن مرض السكري لا يشكل خطراً على حياة المريض على المدى القصير.
وتنقسم مضاعفات مرض السكري إلى:-
- مضاعفات تتعلق بتلف الأوعية الدموية الدقيقة، وتتضمن: اعتلال الكليتين الذي قد يؤدي إلى حدوث الفشل الكلوي، واعتلال شبكية العين الذي قد يؤدي إلى العمى، والاعتلال العصبي، مما قد يؤدي إلى العجز الجنسي، واضطرابات القدم السكرية.
- مضاعفات تتعلق بتلف الأوعية الدموية الكبيرة، وتتضمن: أمراض القلب والأوعية الدموية مثل حدوث النوبات القلبية والسكتات الدماغية، وعدم كفاية تدفق الدم إلى الساقين.
علاج مرض السكري
إن علاج مرض السكري يهدف إلى الحفاظ على مستوى سكر الجلوكوز ضمن المدى الطبيعي له قدر الإمكان، وتشمل الخطة العلاجية إجراء مراقبة مستمرة للمريض، وتعديل على أنماط حياته، وقد يحتاج إلى استخدام أنواع معينة من الأدوية.
وتتضمن العلاجات الدوائية علاجات فموية أو عن طريق الحقن، ويعتمد وصفها على نوع السكري الذي يعاني منه المريض، ففي حالات الإصابة بالنوع الأول من السكري فإن العلاجات الدوائية تعتبر مهمة وضرورية، حيث يجب أن يعطى المريض هرمون الإنسولين عن طريق الحقن أو المضخة.
أما حالات الإصابة بالنوع الثاني من السكري فلا تستلزم جميعها استخدام العلاجات الدوائية، كما أن طبيعة وعدد الأدوية المستخدمة تختلف بالاعتماد على حالة المريض، فإذا ظهرت حاجته إلى استخدام علاجات دوائية فإن الطبيب يصف له دواء الميتفورمين في البداية ويخضعه للمراقبة، فإذا لم يحدث انخفاض ملموس في مستوى سكر الدم بالرغم من استخدام الميتفورمين لمدة ثلاثة أشهر فقد يستلزم ذلك إضافة المزيد من الأدوية، وبشكل عام فإن إنتاج هرمون الإنسولين يقل لدى مرضى السكري من النوع الثاني مع مرور الوقت، وهذا بحد ذاته يستلزم أن يتم إضافة أدوية أخرى أو الإنسولين للسيطرة على حالة المريض.
الوقاية من مرض السكري
لم يتم التوصل إلى طرق معينة للوقاية من الإصابة بالنوع الأول من مرض السكري حتى هذا الوقت.
أما بالنسبة للنوع الثاني فهنالك عوامل تساعد في زيادة خطر الإصابة به، وبعض هذه العوامل لا يمكن تغييرها أو السيطرة عليها؛ كوجود تاريخ عائلي للإصابة بمرض السكري، أما العوامل الأخرى فيمكن السيطرة عليها وبالتالي تقليل احتمالية الإصابة بمرض السكري، ويتم السيطرة عليها باتباع النصائح التالية:-
- ممارسة الأنشطة الرياضية
- اتباع نظام غذائي صحي
- الإقلاع عن التدخين
- تقليل التعرض للضغوطات النفسية
- الامتناع عن شرب الكحول
- الحصول على قسط كافٍ من النوم
المراجع
٣- داء السكري – منظمة الصحة العالمية