ما لم تكن تعرفه عن الحليب
الحليب هو سائل ذو قيمة غذائية عالية تُنتجه الغدد الثديية للثديات، وهذا لإطعام أطفالهم خلال الأشهر الأولى من حياتهم.
سنُركز في هذا المقال على حليب البقر، حيث يُمكن إنتاج العديد من المنتجات الغذائية من حليب البقر مثل الجبن، القشدة، الزبادي والزبدة.
يُطلق على هذه الأطعمة اسم منتجات الألبان، وهي جزء رئيسي في النظام الغذائي المتوازن، وفي هذا المقال ما لم تكن تعرفه عن الحليب.
القيمة الغذائية للحليب
في الحقيقة، يحتوي الحليب على جميع العناصر الغذائية التي يحتاجها جسمك تقريبًا، فعلى سبيل المثال يحتوي كوب من 249 جرام من الحليب على الآتي:
- الدسم: 3.25% من الدسم.
- السعرات الحرارية: 152 سعرة حرارية.
- الماء: 88% من الماء.
- البروتين: 8.14 جرام من البروتين.
- الكربوهيدرات: 12 جرام.
- السكر: 12 جرام من السكر.
- الألياف: لا يحتوي الحليب على ألياف.
- الدهون: 8 جرام.
بروتينات الحليب
يُعد الحليب من أفضل مصادر البروتينات الحيوانية، حيث يحتوي كل كوب من 249 جرام على حوالي 8.14 جرام من البروتين.
تنقسم البروتينات الموجودة في الحليب إلى مجموعتين بناء على قابليتها للذوبان في الماء وهما:
- البروتينات الغير قابلة للذوبان في الماء والتي تُسمى الكازين.
- البروتينات القابلة للذوبان في الماء والتي تُسمى بروتينات مصل اللبن.
وكلا المجموعتين من بروتينات الحليب عالية الجودة، والتي تتألف من أحماض أمينية أساسية سهلة الهضم.
معظم البروتين في الحليب هو الكازين، وهذا يعني أن 80% من بروتين الحليب هو الكازين، وأفضل صفة للكازين هي قدرته على تعزيز امتصاص الجسم للمعادن مثل الكالسيوم والفوسفور.
كما يُمكن للكازين المساهمة في خفض ضغط الدم.
أما بروتين مصل اللبن فهو يُمثل حوالي 20% من بروتينات الحليب، وهو غني بالأحماض الأمينية ذات السلسلة المتفرعة مثل حمض الليسين، الإيزولوسين والفالين.
ترتبط بروتينات مصل اللبن في العديد من الآثار الصحية المفيدة وعلى رأسها قدرتها على خفض ضغط الدم وتحسين الحالة المزاجية.
كما تُساهم بروتينات مصل اللبن في دعم نمو العضلات والحفاظ عليها، ولهذا السبب كثيرًا ما تُستخلص وتستهلك من قبل الرياضيين ولاعبين كمال الأجسام.
دسم الحليب
يحتوي الحليب كامل الدسم والطازج من البقرة مباشرة على حوالي 4% دسم أو دهون، وفي العديد من البلدان يتم تسويق الحليب بالاعتماد على محتواه من الدهون.
ولذلك يتم توفير مجموعة من المنتجات التي يختلف محتواها من الدهون أو الدسم، وتتضمن هذه المنتجات الآتي:
- الحليب كامل الدسم والذي يتضمن 3.25% دسم.
- الحليب منخفض الدسم والذي يتضمن 2% دسم.
- الحليب قليل الدسم والذي يتضمن 1% دسم.
كما تعتبر دهون الحليب أكثر الدهون الطبيعية تعقيدًا، وهذا لاحتوائها على 400 نوع مختلف من الأحماض الدهنية.
علاوة على ذلك 70% من دهون الحليب هي دهون مشبعة، وأما الدهون المتعددة الغير مشبعة فهي تُشكل نسبة 2.3% تقريبًا، كما يحتوي الحليب على دهون أحادية غير مشبعة، وهي تشكل حوالي 28% من إجمالي الدهون في الحليب.
كما يحتوي الحليب على نوع آخر من الدهون وهو الدهون المتحولة، وهي مفيدة للصحة على عكس الدهون المتحولة أو المكررة الموجودة في الأطعمة المصنعة، ومن أبرز الأمثلة على دهون الحليب المتحولة حمض اللقاح وحمض اللينوليك المترافق.
كربوهيدرات الحليب
تُشكل الكربوهيدرات حوالي 5% من الحليب، وهي عبارة عن سكر اللاكتوز البسيط الذي يتحلل في الجهاز الهضمي إلى جالاكتوز وجلوكوز.
يجري الجلوكوز والجالاكتوز في مجرى الدم وصولًا للكبد، وهناك يقوم الكبد بتحويل الجالاكتوز إلى جلوكوز ويستخدمه كمصدر للطاقة.
يُمكن أن يفتقر البعض للإنزيم المطلوب لتكسير اللاكتوز، ويُطلق على هذه الحالة اسم عدم تحمل اللاكتوز.
الفيتامينات والمعادن
يحتوي الحليب على جميع الفيتامينات والمعادن الضرورية للحفاظ على نمو وتطور الأطفال والثدييات حديثي الولادة خلال الأشهر الأولى من حياتهم.
فيما يلي قائمة بمعظم الفيتامينات والمعادن التي يحتوي عليها الحليب:
- فيتامين ب12: ويُعتبر الحليب من مصادره الرئيسية.
- الكالسيوم: ويحتوي الحليب على كالسيوم سهل الامتصاص.
- الريبوفلافين: أو فيتامين ب2، والحليب هو أفضل مصدر طبيعي له.
- الفوسفور: والذي يلعب دورًا رئيسيًا في العديد من العمليات الحيوية.
ليس هذا فحسب، تقوم العديد من الشركات الغذاية بتوفير حليب مدعم بفيتامين د بغرض حسين الصحة العامة.
يحتوي كوب حليب مدعم بحجم 240 مل في الولايات المتحدة على 12% من القيمة المطلوبة يوميًا من الحديد.
هرمونات الحليب
يحتوي حليب البقر الطبيعي على أكثر من 50 هرمون مهم لنمو العجل حديث الولادة، ولكن معظم هذه الهرمونات لا تقدم آثارًا معروفة على البشر باستثناء هرمون النمو الشبيه بالأنسولين IGF-1.
هذا الهرمون هو الهرمون الوحيد الموجود أيضًا في حليب الأم، والذي يُساعد على نمو الأطفال.
فوائد الحليب الصحية
يعتبر الحليب من أفضل الأطعمة الغذائية في العالم، وركز العلماء على دراسته على نطاق واسع.
في الحقيقة أفضل حليب للبشر باستثناء حليب الأم هو حليب البقر، والذي يُقدم آثارًا إيجابية لا تُصدق منها:
- الوقاية من هشاشة العظام: حيث يُعزز الحليب من صحة العظام بسبب محتواه العالي من الكالسيوم والبروتين.
- التحكم في ضغط الدم: حيث يُقلل الحليب وبقية منتجات الألبان من خطر ارتفاع ضغط الدم بسبب محتواه العالي من الكالسيوم، البوتاسيوم والمغنيسيوم.
أضرار الحليب
على الرغم من أن الحليب مغذي ومفيد للغاية، ولكنه يُمكن أن يكون ضارًا لبعض البشر، ويتمثل ضرره في الآتي:
- عدم تحمل اللاكتوز: حيث يُعاني 75% من سكان العالم من عدم تحمل اللاكتوز، وهذا يعني عدم امتلاك أجسادهم للإنزيم الذي يُكسر اللاكتوز.
- حساسية الحليب: حيث يُعاني بعض الأشخاص من حساسية من البروتينات الموجودة في الحليب، وهذه الحالة نادرة لدى البالغين، وأكثر شيوعًا لدى الأطفال.
تتمثل أعراض حساسية الحليب في الطفح الجلدي، التورم، مشاكل التنفس، القيء، الإسهال أو وجود دم في البراز. - حب الشباب: حيث يُمكن أن يزيد الحليب من حب الشباب نتيجة احتوائه على هرمون النمو الشبيه بالأنسولين -1، ولا يُعاني الجميع من هذا التأثير.
طرق معالجة الحليب
غالبًا ما تتم معالجة جميع كمية الحليب لجعله صالح للاستهلاك البشري، زيادة فائدته وتقليل أضراره قدر الإمكان.
البسترة هي أشهر طرق معالجة الحليب، وهي عملية تسخين الحليب لدرجة حرارة معينة ثم تبريده بسرعة، وبذلك يتم قتل معظم البكتيريا الضارة أو الفطريات.
يُمكن أن ينتج عن البسترة فقدان بسيط للفيتامينات، ولكن هذا لا يُقلل من القيمة الغذائية للحليب.
تقوم الشركات أيضًا بتجنيس الحليب، وهي عملية تكسير كريات الحليب الدهنية لوحدات أصغر لجعل الدهون متجانسة مع الحليب وغير ملتصقة ببعضها.
الغرض من عملية تجنيس الحليب هو زيادة العمر الافتراضي للحليب، زيادة تركيز طعمه ومنحه لونًا أبيضًا أكثر صفاء.
كما تُصنع معظم منتجات الألبان من الحليب المتجانس باستثناء الجبن، ولا تؤثر عملية التجنيس على القيمة الغذائية.
الفرق بين الحليب الطازج والحليب المبستر
الحليب الطازج أو الحليب الخام هو الحليب الذي لم يتعرض لأي طرق المعالجة، أما الحليب المبستر فهو الذي تعرض للتسخين على درجة حرارة عالية ثم تم تبريده بسرعة لقتل مختلف أنواع البكتيريا والفطريات.
يخسر الحليب المبستر القليل من فيتاميناته، ولكن استهلاكه أكثر أمانًا من الحليب الطازج.
في الحقيقة، وعند حلب الأبقار السليمة، لا يحتوي الحليب على أي بكتيريا، ولكنه يتلوث بالبكتيريا خلال عمليات الحلب، النقل أو التخزين.
على الرغم من احتواء الحليب على بعض البكتيريا المفيدة، ولكن اختلاط البكتيريا المفيدة مع البكتيريا الضارة يُمكن أن يُسبب لك المرض.
لذلك يتفوق الحليب المبستر على الحليب الطازج باعتباره أكثر أمانًا على المناعة.
المرجع: