ارتشاح الأمعاء: الأسباب، الأعراض والعلاج

[faharasbio]

ارتشاح الأمعاء: الأسباب، الأعراض والعلاج

إن مرض ارتشاح الأمعاء أو ما يعرف بمتلازمة الأمعاء المتسربة هو من أمراض الجهاز الهضمي التي تتأذى به بطانة الأمعاء وتترافق مع العديد من التغيرات والأعراض.

يمكن القول أن الأمعاء هي من أهم خطوط الدفاع في الجسم، فهي تعزل كل أنواع الجراثيم والبكتيريا التي تدخل إلى الوسط الداخلي للجسم عن طريق الأغذية والمشروبات المختلفة.

يمكن القول أن تأذي الأمعاء يؤدي إلى مجموعة مشاكل كبيرة في معظم أقسام الجهاز الهضمي الذي يقوم بالعديد من الوظائف، حيث يقوم بهضم الطعام لكي يتم الاستفادة من العناصر الغذائية الموجودة فيه.

سنتحدث اليوم في هذا المقال عن مرض ارتشاح الأمعاء وسنذكر أعراضه الشهيرة وأفضل طرق علاجه.

ما هو ارتشاح الأمعاء؟

يتضمن مرض ارتشاح الأمعاء مجموعة من الأعراض الهضمية وغير الهضمية والتي تترافق مع حالات حساسية تجاه بعض أنواع الأطعمة.

إن السبب الرئيسي وراء هذا المرض هو خلل ما يصيب بطانة الأمعاء، بالتالي تكتسب البكتيريا الموجودة القدرة على النفاذ إلى الدورة الدموية خارج الأمعاء، وبالتالي ستقوم بالكثير من التأثيرات الضارة.

ما يحدث في الحقيقة هو أنه هناك فجوات في جدارن الأمعاء بالحالة الطبيعية تسمح بمرور المغذيات والماء إلى مجرى الدم وتمنع مرور المواد الضارة والبكتيريا ولكن في حالة ارتشاح الأمعاء تصبح هذه الفجوات أكبر بكثير وبالتالي ترتشح كل البكتيريا والجزيئات غير المهضومة إلى خارج وسط قناة الهضم.

إن الخطورة الكامنة وراء هذا المرض هو المضاعفات الناتجة عن تلوث الدم بالبكتيريا الضارة الخارجة من الوسط المعوي حيث تظهر العديد من الأعراض وترافق في بعض الأحيان مع أمراض أخرى مثل القولون العصبي وغيره.

 يدرك الجهاز المناعي الخطأ بالتأكيد ويحاول إصلاحه بكل الطرق الممكنة حيث يهاجم هذه المواد الضارة مما قد ينتج عنه طيف واسع من الأمراض المزمنة.

أعراض ارتشاح الأمعاء

إن ارتشاح الأمعاء يسبب طيف واسع من الأعراض الكثيرة والتي قد تختلط في بعض الأحيان مع أمراض جهازية أخرى مما يصعب تشخيص المرض على الأطباء.

أهم الأعراض التي يمكن ملاحظتها:

  • الاضطرابات المعوية مثل الإمساك والإسهال.
  • انتفاخ البطن المزمن.
  • صعوبات في التركيز.
  • تشوش وارتباك دائم.
  • آلام في معظم مفاصل الجسم.
  • مشاكل جلدية واسعة النطاق مثل أعراض حب الشباب والأكزيما وغيرها.
  • صداع.
  • آلام مزعجة في العضلات.
  • آلام بطنية حادة.
  • ضيق في التنفس.
  • التهابات متكررة في المثانة والمهبل.
  • تقلبات مزاجية.
  • نوبات عصبية.
  • ضعف عام في الجهاز المناعي.
  • التعب والإنهاك.
  • اضطرابات في الذاكرة وكثرة النسيان.
  • حساسية لبعض أنواع الأغذية.
  • نقص في الوزن.
  • فقدان الشهية.
  • سوء تغذية.
  • التهابات واسعة الانتشار ومتكررة.

تشخيص ارتشاح الأمعاء

كما سبق وذكرنا هناك العديد من الأعراض التي تنتج عن مرض ارتشاح الأمعاء ولكنها تختلط مع أمراض أخرى بالتالي يصبح من الصعب التفريق وإعطاء التشخيص الصحيح.

يتم استخدام تحليل المانيتول واللاكتولوز في تشخيص ارتشاح الأمعاء، حيث أن الإثنين هما من الجزيئات القابلة للذوبان في الماء بدون أن يستطيع الجسم استخدامها.

يشرب المريض محلول يحتوي على المانيتول واللاكتولوز وبعدها يتم تجميع البول لمدة ست ساعات وتفحص بالكامل.

يمتص المانيتول بسهولة عند الأشخاص الذين يمتلكون بطانة معوية صحية وسليمة أما اللاكتولوز فهو جزيء أكبر وأصعب في الامتصاص.

بالتالي يجب أن يظهر التحليل للشخص الطبيعي السليم مستويات منخفضة من اللاكتولوز ومستويات عالية من المانيتول.

في حال ظهرت النتائج بنسب عالية لكل من الجزيئين بالتالي يمكن للطبيب تأكيد التشخيص بوجود تسريب في القناة الهضمية.

أما في حال ظهور نسب منخفضة للجزيئين تشخص الحالة بسوء امتصاص للعناصر الغذائية ويكون المريض غالبًا في هذه الحالة يعاني من سوء تغذية.

أسباب الإصابة بارتشاح الأمعاء

لا يوجد أسباب واضحة للإصابة بهذا المرض حيث أن الأطباء ما زالوا وحتى يومنا هذا يحاولون التكهن بالأسباب الحقيقية.

هناك مجموعة من العوامل التي يعتقد أن لها دور رئيسي ومهم في الإصابة وهي:

  • سوء التغذية، وخصوصًا عوز فيتامين أ والزنك وأيضًا فيتامين د، بسبب ارتباطهم بشكل وثيق بزيادة نفوذية الأمعاء.
  • شرب الكحول المفرط يلعب دورًا في زيادة نفوذية الأمعاء.
  • تناول السكريات المفرط والنظام الغذائي الغير متوازن يضر بوظيفة حاجز الأمعاء ويزيد من نفوذيتها.
  • الالتهابات المزمنة والمنتشرة تلعب دورًا كبيرًا في هذا المرض.
  • زيادة نمو الخميرة المعوية بشكل مفرط تسبب ارتشاح في الأمعاء.
  • تعرض المريض لمستويات كبيرة من التوتر والجهد والقلق حيث أن العوامل النفسية المجهدة تؤدي لاضطرابات الجهاز الهضمي ككل.
  • عدم وجود توازن بين مستويات البكتيريا الضارة والنافعة في الجسم مما يؤثر سلبًا على وظيفة الحاجز المعوي.
  • تناول مضادات الالتهاب اللاستيروئيدية لفترة طويلة مثل الأيبوبروفين قد يسبب زيادة نفوذية الأمعاء.

علاج ارتشاح الأمعاء

في الحقيقة لا يوجد علاج محدد لهذا المرض وإنما هي مجموعة من الممارسات والتغييرات في نمط الحياة التي تساعد في الحد من الأعراض، وهي:

  • تناول الأطعمة الغنية بالألياف مثل الحبوب الكاملة.
  • تجنب السكريات الكثيرة والمحليات الصناعية.
  • التقليل من الألبان والأجبان والبيض في النظام الغذائي اليومي.
  • ممارسة التمارين الرياضية بانتظام وبشكل يومي تقريبًا.
  • الحصول على ساعات نوم طويلة وكافية.
  • عدم استخدام المضادات الحيوية بشكل عشوائي وبدون وصفة طبيب مختص.
  • محاولة تخفيف الضغط النفسي والقلق المحيط.
  • الإقلاع عن التدخين أو على الأقل التخفيف منه.
  • اتباع نظام غذائي مناسب يتضمن الأغذية التالية:
    • بعض أنواع الأجبان الخاصة.
    • الجزر والباذنجان والملفوف والسبانخ وأيضًا الجرجير.
    • الأطعمة المخمرة مثل المخللات والكيمتشي.
    • أنواع الحبوب المختلفة مثل الأرز.
    • الفواكه الطازجة مثل التوت والفراولة.
    • الأسماك مثل التونة والرنجة والسلمون.
    • مرق العظام.
    • الشاي وحليب جوز الهند.
    • المكسرات بأنواعها المختلفة.
    • الدهون الصحية مثل زيت الزيتون وزيت جوز الهند وزيت الأفوكادو.

هكذا نكون قد انتهينا من مقالنا لليوم نرجو أن نكون قد وفقنا في تقديم معلومات مفيدة وقيمة للقارئ العزيز.

[ppc_referral_link]